إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
معركه في المطبخ
صفحة 1 من اصل 1
معركه في المطبخ
قررت زوجتي يوماً طردي من المطبخ، قالت لي "اخرج منه مذموماً مدحورا".. توسلت إليها، رجوتها أن أستمر في عملي الذي صرت بارعاً به لدرجة أنني أقطع البصل بطريقة اخترعتها بنفسي، أفضل من الآلات الحديثة التي تتسابق شركات التسويق على ترويجها بامتياز سويسري، شكوت لها حالتي وحالة أولادي بعد هذا الفصل التعسفي من العمل، والذي كان يدرّ عليّ وعلى أولادي منافع كبيرة ومشارب عديدة. قلت لها "سأبات أنا وأولادي حزانى نتضوّر جوعاً كل يوم". أبت إلا أن أخرج منها صاغراً.. قالت لي: هي طردة بلا رجعة، سأكسر رجلك إن دخلت مجدداً إلى المطبخ.
توسلت إليها مجدداً.. سيدتي.. أنت التي تعملين في الخارج كل يوم، تذهبين في الصباح الباكر، وتعودين بعد الغروب، متعبة كسلى، لا تطلبين إلا الراحة، ولا تقوين على رفع عود مساحة، فكيف بك تدخلين إلى المطبخ، وتعدين الطعام لسبعة أفراد في الأسرة.. هل يعقل يا سيدتي، وأنا الذي وافق مديري على إعطائي ساعتين "زكاة عمل" لأعد الطعام لي ولأولادي الذين يشكون الجوع، ويشكون البدانة وتدني الصحة من كثرة الطعام الجاهز والوجبات السريعة؟
أجابت مكشرة عن أنيابها: ومن قال لك أنني سأعود يوماً إلى المطبخ للعمل فيه، لقد طلّقته طلقة بائنة بالثلاثة، لا رجعة فيها.
فقلت لها على الفور: ها قد عملت أنا فيه من بعدك، وأنا مستعد على تطليقه إن أردت إرجاعه.
- أبداً أبداً.. هذا فراق بيني وبينه.. ألم تلاحظ أن أناقتي الحديثة لم تعد تتناسب مع مطبخك المليء بالروائح والأواني المتسخة وأصناف الطعام المتنوعة.. ألم تنتبه إلى أنني حققت قفزات إدارية مميزة في عملي، وارتقي بالسلم الوظيفي بدلاً من سلم المطبخ لإنزال الأواني وعلب التوابل.. ألم تلحظ نباهتك إلى أنني أنوّع في لباس كل يوم، بعد أن كنت أرتدي ثياب المطبخ ذاتها 30 يوماً في الشهر. مديرتي في العمل أثنت على قدرتي في ترتيب الأوراق والملفات أكثر من ثنائك عليّ بترتيب السفرة والطعام، وزميلتي في المكتب تلاحظ أيّ تغيير في موديل شعري وطريقة رمي "الشال" على عنقي كلّما غيرته، بعد سنوات من "بلادتك" التي لم تجعلك تلاحظ أي تغيير في مكياجي لك.
ومسؤولة القسم لدي تقدّم لي مكافئة مالية كلّما أنجزت عملاً إضافياً، وأنا التي أعمل 10 ساعات إضافية في المنزل بعد ساعات الدوام الرسمي، دون أن أحصل منك على أي "مكافئة" حتى وإن كانت مكافئة "رمزية". حتى العاملة في المكتب تخفّف عنّي حينما أكون مثقلة بالهموم والمشاكل، دون أن تنتبه أنت لما يثقل كاهلي من هموم.
أفبعد كل هذا، تريد أن تعيدني "القهقرى" إلى مطبخك وخدمتك؟ تريد أن أتوسل إليك كل بداية شهر أن تعطيني مصروفاً يغطي نفقاتي الخاصة، فتقنعني كل مرّة أن لعنة "إيجار المنزل" قد حلّت عليك، وأنك تريد سداد أبو سعيد قبل أن يغتصب البيت منك، فنعود إلى النوم في الخيام.
هل تريد أن تقنعني الآن أن طبخي بات غالياً وثميناً عندك، بعد أن كنت تتفنن في انتقاده، منافساً "حماتي" في ذلك؟ وهل تحاول إقناعي أن رائحة الثوم والبصل والبهارات ستكون كرائحة العطر الجديد الذي اشتريته من إحدى الماركات العالمية بمبلغ ما أن سمعته حتى خرجت عيناك من مكانها؟
قاطعتها وأنا الذي أعرف أنها إن استرسلت في كلامها، فلن تصمت قبل أن يخرج في لحيتي 10 شعرات بيضاء جدد. قلت لها: إذن ماذا تقترحين.؟ هل نقفل المطبخ ونضع عليه الشمع الأحمر؟
قالت: لا أبداً.. وجدت الحل.. سأستقدم خادمة من حسابي الخاص _وبدأ صوتها يَنْعُمْ أكثر فأكثر_، وستعمل هي في المنزل، أمّا أنت، فسوف تقوم بإيصالي إلى العمل صباحاً، وتعيدني إلى البيت مساءً.
ولأوّل مرّة في حياتي، شاهدت فجأة عدّة قردة يتقافزون أمام عينيّ من الغضب والعصبية، ولست أدري لماذا تذكّرت فجأة هانيبعل وهولاكو وموسوليني، وتذكرت نبوخذ نصّر وغريندايزر، فقررت الانتصار لرجولتي، ولأن آخر من تذكّرته هو "الكابتن ماجد" فقد ركلت زوجتي ركلة في بطنها، أخرجت عينيها من مكانها.. وفجأة أحسست بلكمة في وجهي، استيقظت، فوجدت نفسي في غرفة النوم، وبجانبي زوجتي وقد وقف شعرها، وانتفخت أوداجها، وهي تصرخ بي: لماذا ركلتني؟
قلت لها: كابوس.. أنا آسف.. لقد رأيت كابوس..
تغيّر وجهها فجأة، وعلت وجهها ابتسامة رضا، وكادت عينيها أن تدمعان من الحنان والمحبة وهي تسألني:
- ها حبيبي.. ماذا قررت بموضوع عملي.. هل ستدعني أقبل الوظيفية التي عرضتها عليّ جارتي، بعد كل هذه السنوات في المنزل دون عمل.
كنت أغطي بقية رأسي بمخدّة إضافية وأغمض عينيّ بسكينة وأنا أقول لها "نعم حبيبتي.. قررت قراراً لا رجعة فيه..
سأمنعك من الذهاب للعمل ولو كان هذا آخر عمل في حياتي
توسلت إليها مجدداً.. سيدتي.. أنت التي تعملين في الخارج كل يوم، تذهبين في الصباح الباكر، وتعودين بعد الغروب، متعبة كسلى، لا تطلبين إلا الراحة، ولا تقوين على رفع عود مساحة، فكيف بك تدخلين إلى المطبخ، وتعدين الطعام لسبعة أفراد في الأسرة.. هل يعقل يا سيدتي، وأنا الذي وافق مديري على إعطائي ساعتين "زكاة عمل" لأعد الطعام لي ولأولادي الذين يشكون الجوع، ويشكون البدانة وتدني الصحة من كثرة الطعام الجاهز والوجبات السريعة؟
أجابت مكشرة عن أنيابها: ومن قال لك أنني سأعود يوماً إلى المطبخ للعمل فيه، لقد طلّقته طلقة بائنة بالثلاثة، لا رجعة فيها.
فقلت لها على الفور: ها قد عملت أنا فيه من بعدك، وأنا مستعد على تطليقه إن أردت إرجاعه.
- أبداً أبداً.. هذا فراق بيني وبينه.. ألم تلاحظ أن أناقتي الحديثة لم تعد تتناسب مع مطبخك المليء بالروائح والأواني المتسخة وأصناف الطعام المتنوعة.. ألم تنتبه إلى أنني حققت قفزات إدارية مميزة في عملي، وارتقي بالسلم الوظيفي بدلاً من سلم المطبخ لإنزال الأواني وعلب التوابل.. ألم تلحظ نباهتك إلى أنني أنوّع في لباس كل يوم، بعد أن كنت أرتدي ثياب المطبخ ذاتها 30 يوماً في الشهر. مديرتي في العمل أثنت على قدرتي في ترتيب الأوراق والملفات أكثر من ثنائك عليّ بترتيب السفرة والطعام، وزميلتي في المكتب تلاحظ أيّ تغيير في موديل شعري وطريقة رمي "الشال" على عنقي كلّما غيرته، بعد سنوات من "بلادتك" التي لم تجعلك تلاحظ أي تغيير في مكياجي لك.
ومسؤولة القسم لدي تقدّم لي مكافئة مالية كلّما أنجزت عملاً إضافياً، وأنا التي أعمل 10 ساعات إضافية في المنزل بعد ساعات الدوام الرسمي، دون أن أحصل منك على أي "مكافئة" حتى وإن كانت مكافئة "رمزية". حتى العاملة في المكتب تخفّف عنّي حينما أكون مثقلة بالهموم والمشاكل، دون أن تنتبه أنت لما يثقل كاهلي من هموم.
أفبعد كل هذا، تريد أن تعيدني "القهقرى" إلى مطبخك وخدمتك؟ تريد أن أتوسل إليك كل بداية شهر أن تعطيني مصروفاً يغطي نفقاتي الخاصة، فتقنعني كل مرّة أن لعنة "إيجار المنزل" قد حلّت عليك، وأنك تريد سداد أبو سعيد قبل أن يغتصب البيت منك، فنعود إلى النوم في الخيام.
هل تريد أن تقنعني الآن أن طبخي بات غالياً وثميناً عندك، بعد أن كنت تتفنن في انتقاده، منافساً "حماتي" في ذلك؟ وهل تحاول إقناعي أن رائحة الثوم والبصل والبهارات ستكون كرائحة العطر الجديد الذي اشتريته من إحدى الماركات العالمية بمبلغ ما أن سمعته حتى خرجت عيناك من مكانها؟
قاطعتها وأنا الذي أعرف أنها إن استرسلت في كلامها، فلن تصمت قبل أن يخرج في لحيتي 10 شعرات بيضاء جدد. قلت لها: إذن ماذا تقترحين.؟ هل نقفل المطبخ ونضع عليه الشمع الأحمر؟
قالت: لا أبداً.. وجدت الحل.. سأستقدم خادمة من حسابي الخاص _وبدأ صوتها يَنْعُمْ أكثر فأكثر_، وستعمل هي في المنزل، أمّا أنت، فسوف تقوم بإيصالي إلى العمل صباحاً، وتعيدني إلى البيت مساءً.
ولأوّل مرّة في حياتي، شاهدت فجأة عدّة قردة يتقافزون أمام عينيّ من الغضب والعصبية، ولست أدري لماذا تذكّرت فجأة هانيبعل وهولاكو وموسوليني، وتذكرت نبوخذ نصّر وغريندايزر، فقررت الانتصار لرجولتي، ولأن آخر من تذكّرته هو "الكابتن ماجد" فقد ركلت زوجتي ركلة في بطنها، أخرجت عينيها من مكانها.. وفجأة أحسست بلكمة في وجهي، استيقظت، فوجدت نفسي في غرفة النوم، وبجانبي زوجتي وقد وقف شعرها، وانتفخت أوداجها، وهي تصرخ بي: لماذا ركلتني؟
قلت لها: كابوس.. أنا آسف.. لقد رأيت كابوس..
تغيّر وجهها فجأة، وعلت وجهها ابتسامة رضا، وكادت عينيها أن تدمعان من الحنان والمحبة وهي تسألني:
- ها حبيبي.. ماذا قررت بموضوع عملي.. هل ستدعني أقبل الوظيفية التي عرضتها عليّ جارتي، بعد كل هذه السنوات في المنزل دون عمل.
كنت أغطي بقية رأسي بمخدّة إضافية وأغمض عينيّ بسكينة وأنا أقول لها "نعم حبيبتي.. قررت قراراً لا رجعة فيه..
سأمنعك من الذهاب للعمل ولو كان هذا آخر عمل في حياتي
مواضيع مماثلة
» أضخم قاموس لمصطلحات المطبخ بأدوات المطبخ
» معركه الكرامه .............
» معركه عنيفه في طرابلس
» قصيدة معركه قارة عافية في هون اعدام 19 شخصا سنه 1928م
» شهداء ثوار ككله والقلعه في معركه تحرير الرابطه وغريان
» معركه الكرامه .............
» معركه عنيفه في طرابلس
» قصيدة معركه قارة عافية في هون اعدام 19 شخصا سنه 1928م
» شهداء ثوار ككله والقلعه في معركه تحرير الرابطه وغريان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR