كم احلم ان اكون وزير او سفير او ذو منصب فهل استطيع ان افعل هذا في بلد تقتل الكفاءات بالواسطه
هل استطيع ان اكون وزيراً في بلد يجلس الوزير على كرسيه المتين ذو الخمس ارجل منذ ان يعين وحتى يموت
او يبدل بكرسيه ليجلس على كرسي
اخر بسبب بعض الاخطاء التي هي طبيعيه جدا فهو بشر فيكون عقابه نقله ليصبح
وزير في قطاع اخر لعله لا يخطئ مره اخره فالفرصه متاحه امامه
من الطبيعي ان تجد مدير شركة كبرى هو ابن اخو وزير القطاع او ابن اخت فلان اذا ماكان ابن فلان نفسه
وايضن من الطبيعي ان تجد الوزير الحالي هو ابن الوزير السابق او ابن شقيق زوجته
ومن الطبيعي ايضن ان ادخل دائره حكوميه فأجد 80 % في المئه من الموظفين من قبيله واحده
وبالصدفه تكون نفس قبيلة المدير العام
كيف لي ان افكر مجرد تفكير ان اصبح وزيراً فلو علم احد من مجتمعنا اني اريد ان اصبح وزيراً لقال عني مجنون او اني اتعاطى حبوب هلوسه
فاكبر مايطمح له الشاب في مجتمعنا
وظيفه براتب يسكنه في بيت نظيف ويزوجه ويغنيه عن سؤال الناس ولا مانع ان
يكون مديون لبعض البنوك بسبب مصاريف عرسه او بسبب قسط سيارته ويرى انه حقق
جميع احلامه بهذه الوظيفه
هذا مايقوله العقل في مجتمعنا
اذكر لكم موقف لان يمحى من ذاكرتي
في اول يوم مباشرتي لوظيفتي الأوله ذاهب الى مقر العمل وانا كلي امل ان تكون هذه الوظيفه اول سلم من سلالم المجد
التي ستقودني الى حلم طالما حلمت به
وبعد ان اكملت جميع اوراقي وانا
على اتم الأستعداد لمباشرة الدوام وكلي نشاط وحيويه جلست لي اشرب كوب من
الشاي مع مدير مكتب مديري واخذنا نتحاور عن نظام العمل وان الكثير يتمنون
وظيفتي فهي وظيفه مريحه براتب جميل
ونصحني بأن اتمسك بها لاني لو تركتها لان اجد غيرها .
ونحن نتكلم سئلني عن طموحي وماذا اتمنا ان اكون ؟؟
فقلت له اطمح ان اكون وزيراً
للوزارة التي نعمل فيها فضحك ضحكة استهزاء وقال لي يابني ان تكون موظف
صغير في وزارة ثم تصبح وزيراً لها هذه معجزه لكن اتمنا لك التوفيق وربما
تستطيع ان تصل لشئ لم يصل له احد قبلك
وطبعاً الجمله الأخيره بمثابة اعتذار عن ضحكة الأستهزاء وعزاء في حلمي بطريقه جميله
فكم كانت كلماته محبطه ومفعولها سريع جدا لدرجة اني كرهت العمل من اول يوم لي انا لا ألومه لانه شخص واقعي
فكيف تريدني ان اجتهد في عمل وانا اعلم اني مهما اجتهدت في هذا العمل فأنا في مكاني اسير ولا اتقدم
وان تقدمت فستكون زياده بسيطه في
الراتب او ان اصبح مدير قسم لمدة معينه فيأتي مدير عام جديد ليغير الهيكله
فأعود مأمور مره اخره كما كنت ثم يأتي مدير بعده فينقلني الى قسم اخر
وهكذا
وكيف تريدني ان اجتهد في عمل وانا ارى زميلي في المكتب وهو الأقدم مني له عشرون سنه وهو في نفس المكان
اقضي ايام عمري الوظيفي من قسم الى قسم ومن مأمور الى مدير قسم ومن مدير قسم الى مأمور الى ان يأتي سن التقاعد
فأذهب الى مقاهي الشيشه لي العب بلوت لي استهلك باقي عمري وصحتي التي هيا اصلن استهلكت دون أي انجاز يذكر لي في جدار انجازاتي
بقلم غربة مشاعر