38 عملية تبادل أسرى بين جنود إسرائيليين ومعتقلين عرب وفلسطين

اختلطت دموع الفرح والترقب في أسرة شكري القدرة عندما أعلنت وسائل الإعلام
المختلفة إتمام صفقة تبادل 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل الجندي الإسرائيلي
جلعاد شاليط، في صفقة هي الأولى من نوعها داخل الأراضي الفلسطينية ذاتها.

ولا يعلم الحاج القدرة إذا ما كان اسم ابنه محمد، مدرج ضمن قائمة الأسماء
المنوي الإفراج عنهم. لكنه قال لـ"العربية.نت": "هذا لا يعني أنني لن
أشارك أكثر من ألف أسرة فرحتهم بخروج أبنائهم. سواء أكان ابني من ضمنهم أم
لا".

ويتابع محمود، أخ الأسير الفلسطيني محمد القدرة الذي حكمت عليه إسرائيل
بالسجن 23 سنة، قضى منهم 13 سنة، الأخبار والمواقع الإلكترونية، عله يجد
ضالته. لكن حماس قالت إنها ستنشر أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين شملتهم
الصفقة في غضون يومين على أقصى تقدير.

ولا يبعد منزل الأسير القدرة كثيراً عن منزل محمد عزمي فروانة، أحد منفذي
عملية خطف الجندي الإسرائيلي شاليط في 2006، والذي تحتجز إسرائيل جثته
بعدما قضى خلال الهجوم على الموقع العسكري الإسرائيلي بصحبة عدد من
المقاومين الفلسطينيين، الذي كان يتواجد به شاليط.

وتطالب أسرة فروانة عودة رفات ابنها، ودفنه في مقبرة عائلته الخاصة، غرب
مدينة خانيونس؛ بإدراج اسم ابنها محمد ضمن صفقة التبادل التي أعلن عن
التوصل إليها ليلة أمس دون التطرق لذلك.

وينتمي محمد فروانة إلى جيش الإسلام، أحد الفصائل الثلاثة بجانب ألوية
الناصر صلاح الدين وحركة حماس، الذين شاركوا في عملية سموها "الوهم
المتبدد"، في يونيو/حزيران 2006، قتل خلالها 4 جنود وتم أسر شاليط، ولقي
اثنان من المقاومين الفلسطينيين مصرعهما من بينهما فروانة.

وتقول أم علي فروانة، والدة محمد: "أتمنى أن أودع ابني وأدفنه في مقابرنا
وفق الشريعة الإسلامية... كان أملي كبير خلال جولات الحوار التي كانت تدار
في مصر حول إتمام الصفقة... النتيجة أن جثة محمد لن أراها ضمن الصفقة".

ومحمد فروانة ضمن مئات الجثامين التي تحتجزها إسرائيل منذ سنوات فيما يعرف
بـ"مقابر الأرقام"، كنوع من المساومة والابتزاز والانتقام لذويهم وتنظيمهم.

ويعيش الفلسطينيون أجواء من الفرح والسعادة، وهو ما بدا واضحاً على وجوه
آلاف الغزيين في شوارعها المختلفة. وتمتلك حماس التي تسيطر على غزة من
أكثر من أربع سنوات، قاعدة جماهيرية عريضة في قطاع غزة. ففي الوقت الذي
علت أصوات مكبرات المساجد بالتهليل والتكبير، أطلق عناصر من حماس الرصاص
في الهواء ابتهاجاً بإتمام الصفقة.

وكان الناطق الإعلامي لألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان
المقاومة الشعبية "أبو عطايا"، أكد في بيان له، أن ثلة من قيادات الألوية
"استشهدوا خلال وبعد عملية أسر شاليط، من بينهم القائد العام لألوية
الناصر صلاح الدين الشيخ الشهيد عماد حماد، الذي كان أول من قام بالتحقيق
الميداني مع شاليط، والتأكد من أنه يحمل الجنسية الفرنسية".

وأضاف أبو عطايا أن "خالد المصري وهشام أبو نصيرة، وكلاهما استشهدا فيما
بعد كانا ضمن العملية، بالإضافة إلى حامد الرنتيسي ومحمد فروانة، وكذلك
الأمين العام جمال أبو سمهدانة وكمال النيرب، كان لهما دور كبير وبارز في
التخطيط والإشراف على تنفيذ العملية".

وتعتبر هذه الصفقة هي الثامنة والثلاثون التي جرت بين الحكومات
الإسرائيلية وحكومات عربية وفصائل المقاومة العربية والفلسطينية منذ حرب
النكبة سنة 1948، حتى يومنا هذا.