من هنا نبدأ ..

من هنا نبدأ ...
بسم الله
الكثير منا زار بلدان أقل منا دخلا وأقل منا عددا .. ولكنه راى مدنا جميلة ومنسقة ونظيفة ولمس خدمات حضارية ومعاملة راقية , وراى شعبا هنيئ البال مرتاح الضمير ومنعم في حياته , حيث توفرت له كل سبل العيش الكريم .
ولكن عندما عاد نظر إلى حالة بلاده وتأسف وتألم علي قلة انجازاتها في كل المجالات سواء في حالة المواطن الذي يظهر عليه البؤس والفقر,أو في البنية التحتية فلا مدن جميلة , ولا خدمات تناسب آدمية البشر, ولا ضمير يلزم الجميع باحترام القانون , وإنما سوء منظر وفوضى عارمة في جميع المجالات , وكل ذلك بسبب النظام الحاكم , وكم تمنى لو حكم لأصلح كل ذلك ....
الحمد لله الان زالت اسباب كل تلك المظاهر المشينة , وزال معها من كان سببا في تعاست شعبنا والمقيد لحرية الابداع فينا , والمانع لكل تطور مفيد للبلاد والعباد , فهل حان لنا أن نبدأ في المرحلة الجديدة .. ومن أين ؟
أرى أن إصلاح النفوس وتطهيرها من كل مظاهر الفرقة والخلاف والاتفاق علي وحدة الأمة وتحديد الهدف وإعداد العدة , واختيار رجال يقودون المرحلة , من اهم الأمور واولويات في هذا الوقت , فلا نزاع علي الوظائف ولا سباق علي خزينة المجتمع ولا دسائس للإطاحة باخلص الرجال , فلا تشبث بقبيلة , ولا تمسك بواجهات أحزاب براقة تصلح للدعاية ولا يمكن تطبيقها , وإنما اخلاص وتفاني في العمل , ونكران الذات والعمل بروح الجماعة , فالوقت لا يقبل إنحياز إلا للوطن , وليعلم الجميع ان العمل يحتاج إلى حكمة الكبار لتجاربهم في الحياة , وسواعد الشباب القوية المفعمة بالنشاط , حيث سيكون لذلك الأثر الطيب لتحقيق أحلام الجميع في الارتقاء ببلادهم إلى مصاف الدول التي زاروها في يوم ماء .
فهل لنا ان نبدأ من هنا ... هكذا هي الأمور إذا أردنا ان نتوجد الانتصار بتحقيق الهدف الأسمى الذي بذل الشعب من أجله كثيرا من الدماء وودعنا كثيرا من الشهداء ولازال الكثير من شبابنا يعاني آلام الجراح .
فهل لنا ان نخيب آمال كل حاسد وحاقد ينفخ كل يوم سمومه في صحيفة مأجورة او عبر قناة مقهورة يسخر من ثورتنا ويستهزئ بجهدنا ويقلل من قدرتنا علي الانجازات العظيمة .
فليس الأمر بالصعب إذا خلصت النية وطهرت السريرة وجد الجد في كل الميادين .....
نسأل الله ان يوفقنا إلى إعمار بلادنا علي خير صورة ننشدها ..
ودمتم بسلام ... ودامت ليبيا حرة ابيه