الفنان سيف النصر : أغنيات الثورة أشعلت الحس الوطني

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2011-11-21, 7:24 am

الفنان سيف النصر : أغنيات الثورة أشعلت الحس الوطنى

المطرب سيف النصر أقوية يونس من أحلى الأصوات الليبية منذ انطلاقته في فترة السبعينات إلى الآن له أداء متميز مكنه من الاستمرار والبقاء في القمة على الرغم من تعدد الأجيال وتنوع الأذواق. ذاعت شهرته على مدى السنوات فأصبح له رصيد فني هائل.

وعلى الصعيد الشخصي ذاق مرارة الظلم من النظام البائد و قدم عدد من الأعمال الغنائية لثورة ليبيا 17 فبراير وقبل أن يرتفع منسوب الكلام عن الثورة، قال سيف عن بداياته:

أنا من مواليد الزويتينة عام 1958م فكانت لحركة الإبداع الفني في السبعينيات بصمة في تنمية ثقافتي. كما كان لعلاقتي مع الناس والثقة والاحترام دور في تقديم رسالة قيمة من خلال الفن، والذي من خلاله أحببت الناس وأحبوني أيضا من خلال علاقتي الوطيدة جداً مع إخواني الشعراء سكبت ألحاني في قالب شعبي قريب لقلوب الناس .

في بداياتي كان الناي يرافق حفلاتي البسيطة وكنت أنتج ألبوماتي على نفقتي الخاصة وكنت مصراً على الاستمرار.

وعن بداياته قال كنت جندي في القوات المسلحة عام1973م بالقوات الخاصة صاعقة وكنت من ضمن مجموعة شباب المظلات حيث شكلنا عدة كتائب منها كتيبة 36 صاعقة التي كنت أحد عناصرها .

* · حدثنا عن مشاركتك في حرب تشاد؟

وبعد صمت محير قال : في الثمانينات كنت في ذلك الوقت هارباً من الجيش لأني لم أكن راضيا عن خدمتي في القوات المسلحة بسبب التهميش الكامل للجيش الذي لم يستطع الصمود في الحرب وسرعان ما انهار في حرب تشاد.

في ذلك الوقت كنت أتجهز لعرض مسرحية (طار الحمام) للمخرج داود الحوتي ومعي كبار الممثلين منهم رجب إسماعيل والصادق بوعمود و رافع نجم و محمد الشوبكي و محمد سالم وزينب العمامي بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الممثلين وكانت كلمات الأغاني للشاعر محمود العبدلي وكنت ألعب دور الراوي صابر الذي مر بظروف لم تمكنه من الزواج بحبيبته ففقد عقله ومن هنا بدأت معاناته وتغنى بها، ومن شخصية صابر نقلت الإسقاطات التي حدثت في المجتمع وأزمة الشباب من العمل والسكن والمهور و بسبب الظروف المادية التي يمر بها الشاب وتلك كانت إحدى أكبر أخطاء النظام .

كنت في تلك الفترة في بداياتي وقد صدر لي الألبوم الرابع أحسن حال خلينا أصحاب والخامس ليش يا زمان.و السادس خايف من ظنون والألبوم السابع ما شيء مع الحياة معدي.

وفي يوم عرض المسرحية أتاني حوالي 12 فردا من تحريات الشرطة العسكرية ومعهم أمر بالقبض علي في أثناء أداء عملي وكنت على علاقة جيدة بهؤلاء

واتفقت معهم على السماح لي بتقديم المسرحية التي أخذت منا بروفاتها ستة أشهر قبل اقتيادي وبعد العرض مباشرة قبضوا حوالي الساعة 12 ليلاًَ وألحقت بكتيبتي بمدينة درنة قرابة شهرين في سجن تحت الأرض بعدها رحلت إلى سبها آمر لحظيرة قتالية بمنطقة الدغيل التي تبعد 80كم عن أنجامينا .

وصلنا إلى تلك المنطقة التي تناثرت فيها جثث الأصدقاء وأستوطنها القحط، و بقيت فيها لأكثر من فترة 4 أشهر كانت عمر العملية التي كلفنا بها وهي دخول أنجامينا ودحر قوات حسين حبري و كان ذلك في أول أيام عيد الأضحى حيث أصبت في رجلي ولله الحمد فقد كانت إصابتي بليغة، بينما استشهدت يومها سرية كاملة من جنود الجيش الليبي.

وأضاف: لم يكن هناك تكتيك عسكري ولا تنظيم وأجبرنا على خوض حرب لم نردها.

وعند عودتي التحقت بمعسكر بوعطني ولم يكن لدي الرغبة في الرجوع إلى الجيش

لأن الفن ملء نفسي ومرة أخرى قبض علي بتهمة الهروب من جديد وأنا مصاب وأوقفت مرتباتي،على الرغم من أن العقد الموقع معهم كان لفترة 5 أعوام وإذ بي جنديا لمدة 15 عاما .

ويواصل سيف حديثه بمرارة لقد ضاع شباب كثر في هذه الحروب، وعندما عدنا كانت الأحوال صعبة جداً بين رواتب مقطوعة وإهانات وقلة استقرار مررنا بكل هذه الأمور ولكن بالعزيمة من الله عز وجل استطعنا أن نتجاوز هذه المرحلة إلى أن استقرت الأمور.

بعد العودة من تشاد التحقت بمعهد على الشعالية أسسنا فرقة أسمها فرقة ( علي الشعالية) وعلى الرغم من أن دراستي لم تكن رسمية كنت مجتهد أجمع المعلومات من كبار أساتذتي وهم : سعد حماد،و جمال عبد الرحيم،و فارق،و الحاج صبري الشريف رحمه الله وهو من الذين ظلموا، قدمنا هذه الفرقة للناس وشاركنا بها في عدة مناطق حتى القذافي أيامها كان يتابعها .

و شاءت الظروف عن طريق أصدقائي أن التحقت بالأمن الخارجي بطرابلس مررت بأزمة عاطفية ولم استطيع الزواج من الإنسانة التي اخترت بسبب الوضع المادي و أقمت في طرابلس كونت نفسي وبدأت في التسجيلات الفنية ووجدت جمهوري .

* غيابك عن سلسلة رفاقة عمر بسبب ضياع هوية ؟أم أن هناك أسباب أخرى؟

ضاعت هوية رفاقة عمر بعد رحيل فرسانها ويضيف ففي أثناء وجودي في طرابلس وبعد مدة التقيت بالأخ علي الكيلاني وعرض علي البرنامج الموسمي والذي أستمد بقاءه من التعود ليس إلا برنامج رفاقة عمر برفقة الراحل أشرف محفوظ .

دأب الناس على متابعة البرنامج في السنوات الأولى من انطلاقته بعد ذلك أنفضوا عنه ولم تعد لدي رغبة المشاركة فيه لأني لم أراه من بمنظار التراث لأنه كان عبارة عن عملية إسقاط سياسي بالدرجة الأولى واختلفت مع الكيلاني وتركت البرنامج لأني فقدت المناخ الذي أعمل فيه ،و كنت أريد لرفاقة عمر أن يتفرد باللون والشكل التراثي ، لكن دخول شخصيات أخرى سواء من ليبيا أو خارجها أضاعت رفاقة عمر وهويته ومن ضيعة هو علي الكيلاني ، ذلك البرنامج الذي تميز بحضور الراحل أشرف محفوظ والراحلة ذكرى محمد ،وبعد أن كنا نقدمه بآلة العود والقانون والطبل والناي في قالب جميل لمجموعة متجانسة ، دخلت إليه آلة توزيع موسيقي وأوجدت في أثناء التصوير ممثلات لم يكن لهن علاقة بالمضمون كهالة صدقي.

ويضيف سيف : كان تركيز الكيلاني على المنطقة الوسطى بالذات بحيث غيب بقية مناطق ليبيا بالكامل.

الشيء الآخر هو حضور الأخوات المصريات والتونسيات مع احترامي لهن عدى ذكرى التي لا اعتبرها تونسية لأنها تأقلمت معنا ولديها غيرة على الليبيين ومحبة لليبيا ، سلسلة رفاقة عمر أضاعت هويتها الليبية.

بالإضافة إلى ضعف ما يتقاضاه الفنان الليبي في مقابل المبالغ الطائلة التي تمنح للمشاركين العرب .فرق كبير بين 15 ألف دينار للعرب و300 دينار فقط لليبيين.

وكنت أرفض فرض الرأي والتوجيه الممنهج في اتجاه واحد ،بل وصار الفن عبارة عن صفقات مربحة وعلى الرغم من أنني غنيت فيها ولكن هناك من استفاد بشكل مبالغ فيه.

وكما قال السيد المستشار مصطفى عبد الجليل: ثورة ليبيا مستمرة وعلينا أن نحرص على ما أنجزنا لأننا في الفترة المقبلة سوف نتحاسب على كل أفعالنا.

*لماذا لم يكن لك حضور في ما يسمى بأعياد الفاتح فهل كنت مغيبا أم غيبت نفسك؟

قلة فقط من الفنانين الليبيين -ولا داعي لذكر أسمائهم – كان لديهم حضور وذلك لعلاقتهم بالفاتح وبقياداته وما سمي بمؤسسات الثقافة في العهد البائد أما بالنسبة لي فقد عرف عني رفض هذه المشاركات . إلا أني شاركت في المهرجانات الكبرى كمهرجان النهر الصناعي الذي شاركت فيه كل القطاعات في مجال الأغنية والمسرح كما شاركت في تقديم الأغنية الشعبية و الأسبوع المسرحي وبالتحديد في مسرحية العرس. أما باقي المهرجانات فلم أشارك فيها إطلاقاً لا الأول ولا الثاني ولا الثالث.

*هل حضيت بتكريم عن أعمالك ومشاركتك؟

لا تقدير أوتكريم من الدولة إطلاقاً، عندي كم هائل لا يعد من شهادات التقدير من المؤسسات والجامعات والقطاعات الخاصة ومن الناس،لدي أكثر من 700 شهادة تقديرية ،أما الدولة فلم تكرمني في أي مهرجان.

كرمت مرة في مدينة الأبيار واعتبره تكريم شخصي من جامعة الكتاب، و كرمت فى أيام سبها الثقافية

أغنية هوى مصراتة لها صداها ووقعوها في ثورة ليبيا؟ حدثنا عنها ؟

- أغنية هوى مصراتة قدمتها قبل الأحداث وهى من كلمات الأستاذ محمد أميمية أصبحت تبث أثناء الأحداث عبر إذاعة مصراتة وفي كل الأغاني المرئية والمسموعة فالأغاني أشعلت الحس الوطني، ويضيف أما عن بداية الأحداث كنت في سرت قبل يومين من اندلاع الثورة لحضور احتفال أسبوع عاصمة الثقافة العربية برفقة الأصدقاء هليل البيجو وإبراهيم الغويل وبصحبة ناصر الديهوم قدمنا الحفل الفني في الوقت الذي زحف فيه ثوار الشرق على كتيبة الفضيل بو عمر ببنغازي،ما أثر بشكل كبير على نفسيتي ولم أتمكن من الدندنة على العود منشغلا بما يحدث في بنغازي و اعتذرت للقائمين عن البرنامج الأخوة بالنور و هليل البيجو الذين قدرا الموقف لكن أين المفر؟ وماذا نفعل ونحن في سرت؟ ورحلت عن سرت إلى بنغازي وأعلمت أصدقائي برحيلي ومعي ناصر الديهوم و استلمت مبلغ الحفل ليغطي بعض من احتياجات الشباب في الثورة .

ووصلت إلى مدينة إجدابيا صباحا وأبلغوني أن علي دخول بنغازي قبل الظهر فقد بدأت الانتفاضة المباركة.

في اليوم الثاني للأحداث كتبت الصديقة بدرية الأشهب وهي من أولى الثائرات قصيدة قسماً بدماء أحبتنا وترابك يا مدينتنا نواصل به مسيرتنا نموت وتحي بلادنا عاشت ليبيا حرة . ولم يكن لدينا وقت لتقديم كلمات كنص شعري فكتبنا:(( سيروها تفرج ما دوم الشدة حتى إن علت الأمواج يروق البحر لابده).

- وفي أول لقاء معي بإذاعة ليبيا الأحرار كان معي ابني المعتصم الذي قدم نداء لأطفال ثورة ليبيا وكلمات الأغنية معروفة : (دوم مطارحنا نحنا اللي شلنا الراية ما طحنا نحنا اللي رايس بحورة ، نحنا اللي فرسان بررة نحن اللي في الجو صقور ترفرف لافوق جواحنا).

كنت من أول الفنانين الذين قدموا أعمالا للثورة صحبة الأخ خليفة فرج،وساعدنا على ذلك عدم انقطاع شبكات الاتصال اللاسلكي ما سهل التواصل بيننا ، في تلك الفترة كان أصدقاؤنا في مدن الغرب يناشدوننا في اتصالاتهم بالتخلي عن هذه الثورة ومجموعة أخرى من المسؤولين يقولون لنا يا جرذان نحن قادمون إليكم وكثير من السباب والألفاظ غير المقبولة. وكان ردنا عليهم بكل ثبات الله أكبر النصر قريب والثورة مستمرة وملتقانا قريب.

واستمرت الأمور وذهبنا للجبهات عدة مرات، ( إجدابيا و بريقة ) و امتلأت المدن بالهتفات والتكبير والأمسيات الغنائية والنصائح واللقاءات مع الثوار ،الذين كانوا أطباء وطيارين ولكنهم وجدوا أنفسهم حاملين للسلاح فكونوا مجموعات دعم معنوي في ساحات الإعتصام الشرقية ،و كان لزاما علينا إحياء الأجواء الحماسية في ساحة إجدابيا والبريقة و بنغازي والمرج والبيضاء و القبة وطبرق و أجخرة والجغبوب و طرابلس.

استقبلنا الناس استقبال غير عادي وقدمنا الأناشيد والتكبير وكذلك المواقف الطريفة التي حدثت معنا ،و زرنا الأصدقاء في مصراتة وكتائب الثوار في مواقعهم، ومن بعيد زرنا ساحات القتال في سرت وبني وليد.

واليوم نسعى كفنانين لزيارة جبل نفوسة و الزاوية و الخمس و زليتن، ويضيف سيف:وفي هذه اللحظة و بدون آلة العود نردد قسماً بدماء أحبتنا وترابك يا مدينتنا نواصل بك غايتنا نموت وتحي بلادنا.

ويردد معنا الليبيين أغنيات الثورة التي زادت اللحمة الوطنية ، وأشهرها معارضة نحن من نحن أنت زيف وموت وعار تنشدنا نحن من نحن أحفاد المختار وكذلك كل القصائد عن ليبيا.

كما قمنا بزيارة الجرحى في كل المدن وشاركنا بقوافل الإغاثة باسم قافلة الشهيد عبدالفتاح يونس، زرنا منارة الجغبوب التي دمرها الطاغية وشاركنا بالمسيرة المليونية، يد واحدة أمثال (صلاح الشيخي و سالم عيسى و فضيل بوعجيلة و ميلود العمروني و صلاح الأبيض و أحمد الصادق و عبدالباسط الجارد و منصور سرقيوة و عبدالعزيز الزني و سعاد خليل سلوى المقصبي و عبير الترهوني و حنان الشويهدي و عبدالحميد الكيلاني و فرقة الزمن الجميل و صلاح بن سعود و نوري السراوي و محمد العوامي و أسامة بركة و داود الحوتي و فرج عبدالكريم وخالد الفاضلي وعبدالسيد آدم وعاشور بوشوق).

كنا معاً مجموعة كبيرة من المنطقة الشرقية، وتشاركت مع الفنان أيمن الهوني في أغنية (شكراً أيها الشهيد ) التي انجزت بتاريخ 23 فبراير/شباط الماضي .

* ماذا تقول للوطن؟
الفنان سيف النصر : أغنيات الثورة أشعلت الحس الوطني Photo0205-155x155

الفنان سيف النصر : أغنيات الثورة أشعلت الحس الوطني Photo0205-155x155

ـ مازال في من نزيف الدم لوناً وشعاع، فلا تنفخوا أبواقكم في الشمس أيها الجنود، نشيدكم يأتي إلينا عبر أحزان المدن وعبر ريح الصحراء كأنه طيف لفارس شجاع، دمعة عيونه عن الهوى ففجر الغيم وأشعل الفضاء، فنحن نرهف السمع إلى نشيدكم نحن هنا، وفي عيوننا الوطن وجوه إبان ذكرى وزمن… وفي صدورنا أمانة اقتربت هنا… ترخص في سبيلها الروح وتزهق الروح إن حيينا نتوج بالنصر العظيم عمرنا وإن فنينا اذكرونا إننا أغلى ثمن.

أم الشهيد… شكراً أم الشهيد… أنجبتي لنا من قدم الهدية وصبراً في الجنة يقول لكي أهلا أمي.
شباب الوطن… في كل المدن إخوة ، يسيرنا هدى الرحمن، نموت وتحي بلادنا، عاشت ليبيا حرة، يا شباب الوطن انتبهوا للفتنة، فمن شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها قلب واحد ينبض، وروح واحدة، ليست لدينا فتنة إطلاقاً لا يتدخل أحد من الداخل أو الخارج عندما أرى أخي في طرابلس أرى بنغازي في عيونه وبالعكس، لا للفتنة ربي يوفق.
ـ إلى كل من يحمل على عاتقه مسؤولية… أقول لهم بارك الله فيكم أنتم أهل لها، ونطلب منكم تحمل المزيد من المسؤوليات .

من طرف المرتجع حنتوش 2011-11-23, 5:29 am

الشكر لك وبارك الله فيك

الفنان سيف النصر : أغنيات الثورة أشعلت الحس الوطني

الفنان سيف النصر : أغنيات الثورة أشعلت الحس الوطني

رد: الفنان سيف النصر : أغنيات الثورة أشعلت الحس الوطني