إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
جولة داخل مدينة الموتى المصرية التي يسكنها 4 مليون تحت خط ال
صفحة 1 من اصل 1
جولة داخل مدينة الموتى المصرية التي يسكنها 4 مليون تحت خط ال
في مدينة الموتى، حيث توجد مقبرة شاسعة يقطن خلالها ما يناهز 4 مليون شخص تحت خط الفقر، استمعت روث بولارد مراسلة الشرق الأوسط لصحيفة سيدني مورننج هيرالد، لتعرف متطلبات هؤلاء الكادحين مع بدء موسم الانتخابات البرلمانية
كتبت روث بولارد مراسلة الشرق الأوسط لصحيفة سيدني مورننغ هيرالد الأسترالية تقريرا مطولا حول أوضاع الطبقة الكادحة التي تقبع تحت مستوى خط الفقر في مصر، حيث تجولت بين جنبات مقبرة القرافة الكبرى تلك المقبرة الشاسعة التي تقع على مشارف القاهرة، والتي قالت أن نحو 4 مليون من الفقراء في مصر يسكنونها لعدم وجود مأوى آخر لهم.
وتجولت المراسلة في المقبرة الشاسعة ورؤيتها لمجموعة من الأطفال يطاردون هرات صغيرة تمتزج ألوانها بين الأبيض والرمادي.
وقالت أن المكان الذي يطلق عليه مدينة الموتى يعد الملاذ الأوحد لنحو 4 مليون شخص معدم يسكنون في المقبرة التي يبلغ طولها ستة كيلومترات. كما أن هنالك الكثيرين الذين ولدوا في ذلك المكان، وآخرون لجأوا للمكان بعد أن عجزوا عن تدبير سكن مناسب لهم في ظل الأزمة الإسكانية الطاحنة، والذين سافر بعضهم إلى القاهرة للبحث عن وظائف ولكن دون جدوى. إن هؤلاء جزء من نسبة 40 % من المصريين الذين يقبعون تحت خط الفقر، وهي نسبة هائلة داخل قطر يتجاوز عدد سكانه حاجز ال 80 مليون نسمة.
وأضافت بولارد أن رفض المجلس العسكري الحاكم لمصر تسليم السلطة لحكومة مدنية، أثار حفيظة المتظاهرين، حيث خرجوا بعشرات الألوف في الشوارع هذا الأسبوع. لكنها أكدت أن الثورة المصرية قامت على أسس العدالة الإجتماعية وتحسين حياة هؤلاء المعدمين من هم في أمس الحاجة للمساعدة.
وضربت مثالا على هؤلاء البؤساء يتمثل في عديلة حامد، 32 سنة، التي ولدت في مدينة الموتى، والتي أكدت أنها لن تستطيع إلحاق نجلها محمد ،7 سنوات، أو ابنتها الرضيعة بسملة ذات السبعة عشرة شهرا بالمدرسة بسبب أنها غير قادرة هي وزوجها على تحمل تكاليف المدرسة، كما أنهما يقطنان في مكان غير معترف به سكنيا في سجلات الدولة بما يعني أنهما لن يستطيعا إلحاق أبنائهم للمدارس، وقالت الزوجة عديلة في هذا الشأن: " نحن غير معترف بنا رسميا في هذا المكان الذي لا يوجد في سجلات الدولة الرسمية فلا تأتي لنا فواتير كهرباء، أو أي وثائق أخرى تثبت محل إقامتنا".
ويعمل زوج عديلة في مصنع يقوم بتصنيع الصناديق التي تغلف عبوات الجبن المعالج. ويتحصل على 400 جنيه شهريا( حوالي 68 دولار)، لذلك تعجز تلك الأسرة عن توفير احتياجاتها الأساسية بذلك المرتب الهزيل وأضافت عديلة: "لا توجد مياه جارية هنا، ولا توجد كهرباء، نحن نعتمد على أحد الكابلات الكهربائية المأخوذ من مبنى مجاور لكافة احتياجاتنا، كما يتحتم علينا أن نقوم بملء المياه من الشارع ونقلها إلى هنا".
وأشارت المراسلة إلى أن كل من والد ووالدة وشقيق عديلة يقطنون معهم في ذات المكان، بينما يسكن أبناء عمومتها وبعض أفراد العائلة المتسعة في مكان مجاور وقالت الزوجة: " أبي يسكن هنا منذ 62 سنة بينما تسكن أمي هنا منذ 59 سنة، إنها حياتنا".
ومنذ ثمان سنوات مضت، بدأت عديلة وزوجها التقدم بطلبات للحصول على شقق حكومية، فدأبا شهريا على الذهاب لمكتب السكن للتقدم بطلب دون طائل.
واستطردت عديلة: " بالقطع نحن نرغب في تربية أولادنا في مكان آخر، لقد سمعنا أن أموال الرئيس السابق مبارك قد آلت إلى الحكومة المصرية بعد الثورة، وأتساءل لماذا لا تستخدم الحكومة هذه الأموال لمساعدة الفقراء؟".
وأشارت بولارد أن الأقنعة الطبية الرديئة النوع التي تباع بجنيه مصري واحد في أكشاك الشاي الخشبية حول ميدان التحرير لا تتناسب مع مئات القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها قوات الأمن تجاه جموع المتظاهرين على مدار اليوم.
وأردفت أن الأدخنة المنبعثة من تلك القنابل تخيم على ميدان التحرير وكأنها شبورة الصباح، وتمتد الأدخنة نحو شارع محمد محمود، معتمدة على اتجاه حركة الرياح، بما يؤدي لإحساس مستمر بوجود حرقان في العينين والأنف والزور . ومع الوقت ظهر ظهرت أقنعة أكثر كفاءة، حيث بدأ المتظاهرون في محاولة تكييف أوضاعهم لمجابهة ما تلقيه قوات الأمن من ذخائر حية وقنابل غاز مسيلة للدموع ذات تأثير قوة.
وأكدت روث بولارد في تقريرها المطول أن التطور الذي تبدو عليه جهود إغاثة ضحايا المظاهرات يتناقض بشكل حاد مع الفوضى التي تتسم به ميدان المظاهرات، وأشارت لوجود صفحات مخصصة داخل موقع التواصل الاجتماعي تويتر لربط جهود الإغاثة فهنالك جروب تحت إسم tahrirneeds# أو احتياجات التحرير، وآخر تحت إسم TahrirSupplies#، أو إمدادات التحرير، بهدف جمع المواد اللازمة التي تنقص المستشفيات التي يعالج مصابو المظاهرات داخلها من محاليل ملحية، و بطاطين، وخلافه، كما تستخدم صفحات التويتر عند الحاجة لمتطوعين يقودون دراجات الإسعاف البخارية التي تنقل المصابين إلى العيادات والمستشفيات المختلفة.
ومن ضمن التعليقات الموجودة في تويتر كتب أحد الناشطين: " شخص ما سيقوم بإحضار أسطوانة أوكسجين لمدخل شارع قصر النيل، وسوف يحتاج لشخصين لحمل الأسطوانة من سيارته". وكتب آخر: " مطلوب في مسجد عمر مكرم أنبوب قصبة هوائية 7.5،وجهاز شفط طبي".
وأضافت المراسلة أن ظاهرة الميديا الإجتماعية التي تعد جزءا لا يتجزأ من ثورة 25 يناير التي أسقطت الرئيس السابق محمد حسني مبارك في 11 فبراير بعد 30 عاما من حكم مصر، تعد عالما بعيدا تماما عن الفقراء القاطنين في مدينة الموتى، ولكن الآمال متعلقة في انتخاب حكومة ديمقراطية تسهم في جعل المصريين يسكنون في منازل مناسبة، وتتوفر لهم فرص الحصول على الرعاية الصحية والتعليم، وفرص عمل يتحصلون عبرها على قوت يومهم.
ومن جهتها، قالت هبة مرايف باحثة منظمة "هيومان رايتس ووتش" لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: " أعتقد أن السبب الذي دفع المتظاهرون للعودة مرة أخرى إلى ميدان التحرير هو إحساسهم بعدم حدوث تغيير ملموس رغم مرور شهور عديدة على الثورة، بالإضافة لفقدانهم الثقة في الإدارة العسكرية التي تدير الفترة الإنتقالية".
وأضافت: " الفقر بالنسبة للعديد من الأشخاص يعني عدم القدرة على التطلع صوب المستقبل، وتنعدم البدائل أمامهم، إن كثيرا منهم كانت تحدوهم الآمال في أن التخلص من نظام مبارك سيؤدي للتخلص من الفساد، وتوزيع أصول ثروة مبارك على الشعب، ولكن بقى حالهم على ما هو عليه".
واستطردت مرايف: " ما يشكو منه المواطن المصري العادي هو عدم قدرته على الحصول على علاج مناسب وتعليم لائق، بالإضافة لأزمة السكن الطاحنة، حيث يشترك العديد من العائلات في سكن واحد، كما يعاني العديد من الشباب من عدم قدرته على الزواج لفشله في توفير التكاليف اللازمة لإتمام الزواج، وهو ما يزيد من مشاعر الإحباط، كل هذا بالإضافة للفساد هو ما سبب الوضع المتفجر الحالي".
وواصلت مرايف رؤيتها لتطور الأحداث في مصر فقالت أن الجيش كان محل ثقة من جانب المصريين عقب سقوط الرئيس مبارك في 11 فبراير، لذلك وثق في قدرته على إدارة المرحلة الانتقالية لمصر ليملأ فراغ السلطة، وكان وعد الجيش وقتها أن يسلم السلطة في غضون لمجلس مدني خلال ستة شهور، إلا أن ذلك الوعد لم يتحقق إذ تشير البوادر أن انتخابات الرئاسة المصرية لن تجرى قبيل عام 2013، بما أدخل في نفوس المتظاهرين شعورا بأنهم تعرضوا لخديعة، وهو ما أشعل الاحتجاجات مجددا، وخلال شهر أكتوبر قتل 27 قبطيا في مظاهرة احتجاجات على اعتداءات على كنيسة مصرية من قبل إسلاميين مصريين. وهو ما أشعل الغضب العام تجاه الجيش.
و أضافت مسئولة هيومان رايتس ووتش: " يجب على الجيش إدراك أن هؤلاء المتظاهرين لن يعودوا لمنازلهم قبل أن يتنازل الجيش عن بعض سلطاته، التي يرفض التفريط فيها، ربما أدركنا الآن فقط حقيقة أن الثورة صاحبها انقلاب عسكري ناعم استهدف فقط التخلص من الرئيس مع الإبقاء على الوضع الراهن".
وأضافت روث بولارد أنه تحت ضغط المظاهرات التي ضمت عشرات الألوف في القاهرة والإسكندرية والسويس وأسوان والمدن الأخرى، اضطر المشير محمد حسين طنطاوي القائد الأعلى للمجلس العسكري الحاكم المؤقت لمصر أن انتخابات الرئاسة المصرية ستجرى في يونيو 2012. إلا أن المتظاهرين رفضوا العودة لمنازلهم في مشهد شديد الشبه بمشهد ثورة 25 يناير التي استمرت 18 يوما.
وأشارت إلى أن المظاهرات الأخيرة خلفت حتى الآن ما لا يقل عن 38 قتيل، وما يربو عن 3000 مصاب.
وعلى الرغم من الأحداث العاصفة وإعلان العديد من الأحزاب المصرية تضامنهم مع المظاهرات إلا أن المجلس العسكري أن الانتخابات البرلمانية ستجرى في موعدها المحدد بداية من 28 نوفمبر.
وأشارت أن الإخوان المسلمين الذين رفضوا الإنضمام للمظاهرات الأخيرة هم الأكثر استفادة من إجراء الانتخابات في هذا المناخ. حيث قررت العديد من الأحزاب الليبرالية حديثة التأسيس مقاطعة الانتخابات، وهو ما يضمن لحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين أن يظفر بما لا يقل عن 35%من كراسي مجلس الشعب.
وقدم الجيش اعتذارا ضمنيا عن حالات الوفاة والإصابة التي شهدتها المظاهرات الأخيرة، معلنا عن إقامة مستشفى عسكري في منطقة المظاهرات لعلاج المتظاهرين.
ومن الناحية الاقتصادية، تقف مصر على حافة الهاوية، حيث خفضت ستاندر أند بورز تصنيفها الائتماني لمصر لمستوى تحت المستوى المؤهل للاستثمار، مع حدوث انهيار لاحتياطي النقد الأجنبي.
كما انخفض مؤشر البورصة المصرية بنسبة 47 % منذ بداية العام الجاري، كما تعاظم معدل البطالة بنسبة تتراوح بين 20-24% بحسب تأكيدات سعد زغلول الاقتصادي المصري و مدير التحرير لصحيفة البورصة.
وأضاف زغلول: " هنالك العديد من المؤشرات الاقتصادية الخطيرة التي تواجه مصر أهمها احتمالية انهيار الإحتياطي الأجنبي تحت مستوى 20 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعني أن مصر لديها 4 شهور فقط لتغطية وارداتها، وهو ما سيعكس بظلاله الوخيمة على قيمة الجنيه المصري الذي تتهاوى قيمته باستمرار، حيث فقد من 5 إلي 6 % من قيمته خلال الأسبوعين الآخرين".
وأشار زغلول أن الاستثمارات داخل مصر أضحت قليلة، كما تهاوى دخل السياحة بنسبة 20%.
وعاد التقرير مرة أخرى متحدثا عن مدينة الموتى،حيث تستعد كريمة عبد المنعم عيد شراقي، 54 سنة، مع أسرتها لاستقبال فصل الشتاء، وهي تسكن في بيت صغير في المقبرة الكبيرة مكون من ثلاث غرف، منذ ما يقرب من 4 عقود، منذ أن تزوجت من مصطفي، 56 سنة، الذي يعمل حفارا للقبور(حانوتي)، بذات المقبرة الهائلة التي يقطن فيها الملايين من المعدمين.
وقالت كريمة: " كنت أتمنى دائما أن أمتلك شقة ولو بغرفة واحدة تحتوي على مياه جارية، تأتي علينا بعض الأوقات في الشتاء التي ننضم معا في ركن من الأركان، كي نشعر بالدفء ونبتعد عن تسرب المطر من السقف".
ولدى كريمة ستة أبناء ، تزوج ثلاثة منهم، غير أنهم جميعا لا يزالون يقطنون في موطن العائلة بين القبور.
واختتمت بولارد تقريرها المطول بتأكيدها أن كريمة وعديلة ومن على شاكلتهم من المعدمين الفقراء يشكلون جزءا مما يطلق عليهم الأغلبية الصامتة، ورغم عدم وجودهم ضمن متظاهري التحرير، إلا أنهم على يقين أن الأمور لم تتحسن منذ الثورة لكونهم ببساطة مثال حي يثبت ذلك.
كتبت روث بولارد مراسلة الشرق الأوسط لصحيفة سيدني مورننغ هيرالد الأسترالية تقريرا مطولا حول أوضاع الطبقة الكادحة التي تقبع تحت مستوى خط الفقر في مصر، حيث تجولت بين جنبات مقبرة القرافة الكبرى تلك المقبرة الشاسعة التي تقع على مشارف القاهرة، والتي قالت أن نحو 4 مليون من الفقراء في مصر يسكنونها لعدم وجود مأوى آخر لهم.
وتجولت المراسلة في المقبرة الشاسعة ورؤيتها لمجموعة من الأطفال يطاردون هرات صغيرة تمتزج ألوانها بين الأبيض والرمادي.
وقالت أن المكان الذي يطلق عليه مدينة الموتى يعد الملاذ الأوحد لنحو 4 مليون شخص معدم يسكنون في المقبرة التي يبلغ طولها ستة كيلومترات. كما أن هنالك الكثيرين الذين ولدوا في ذلك المكان، وآخرون لجأوا للمكان بعد أن عجزوا عن تدبير سكن مناسب لهم في ظل الأزمة الإسكانية الطاحنة، والذين سافر بعضهم إلى القاهرة للبحث عن وظائف ولكن دون جدوى. إن هؤلاء جزء من نسبة 40 % من المصريين الذين يقبعون تحت خط الفقر، وهي نسبة هائلة داخل قطر يتجاوز عدد سكانه حاجز ال 80 مليون نسمة.
وأضافت بولارد أن رفض المجلس العسكري الحاكم لمصر تسليم السلطة لحكومة مدنية، أثار حفيظة المتظاهرين، حيث خرجوا بعشرات الألوف في الشوارع هذا الأسبوع. لكنها أكدت أن الثورة المصرية قامت على أسس العدالة الإجتماعية وتحسين حياة هؤلاء المعدمين من هم في أمس الحاجة للمساعدة.
وضربت مثالا على هؤلاء البؤساء يتمثل في عديلة حامد، 32 سنة، التي ولدت في مدينة الموتى، والتي أكدت أنها لن تستطيع إلحاق نجلها محمد ،7 سنوات، أو ابنتها الرضيعة بسملة ذات السبعة عشرة شهرا بالمدرسة بسبب أنها غير قادرة هي وزوجها على تحمل تكاليف المدرسة، كما أنهما يقطنان في مكان غير معترف به سكنيا في سجلات الدولة بما يعني أنهما لن يستطيعا إلحاق أبنائهم للمدارس، وقالت الزوجة عديلة في هذا الشأن: " نحن غير معترف بنا رسميا في هذا المكان الذي لا يوجد في سجلات الدولة الرسمية فلا تأتي لنا فواتير كهرباء، أو أي وثائق أخرى تثبت محل إقامتنا".
ويعمل زوج عديلة في مصنع يقوم بتصنيع الصناديق التي تغلف عبوات الجبن المعالج. ويتحصل على 400 جنيه شهريا( حوالي 68 دولار)، لذلك تعجز تلك الأسرة عن توفير احتياجاتها الأساسية بذلك المرتب الهزيل وأضافت عديلة: "لا توجد مياه جارية هنا، ولا توجد كهرباء، نحن نعتمد على أحد الكابلات الكهربائية المأخوذ من مبنى مجاور لكافة احتياجاتنا، كما يتحتم علينا أن نقوم بملء المياه من الشارع ونقلها إلى هنا".
وأشارت المراسلة إلى أن كل من والد ووالدة وشقيق عديلة يقطنون معهم في ذات المكان، بينما يسكن أبناء عمومتها وبعض أفراد العائلة المتسعة في مكان مجاور وقالت الزوجة: " أبي يسكن هنا منذ 62 سنة بينما تسكن أمي هنا منذ 59 سنة، إنها حياتنا".
ومنذ ثمان سنوات مضت، بدأت عديلة وزوجها التقدم بطلبات للحصول على شقق حكومية، فدأبا شهريا على الذهاب لمكتب السكن للتقدم بطلب دون طائل.
واستطردت عديلة: " بالقطع نحن نرغب في تربية أولادنا في مكان آخر، لقد سمعنا أن أموال الرئيس السابق مبارك قد آلت إلى الحكومة المصرية بعد الثورة، وأتساءل لماذا لا تستخدم الحكومة هذه الأموال لمساعدة الفقراء؟".
وأشارت بولارد أن الأقنعة الطبية الرديئة النوع التي تباع بجنيه مصري واحد في أكشاك الشاي الخشبية حول ميدان التحرير لا تتناسب مع مئات القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها قوات الأمن تجاه جموع المتظاهرين على مدار اليوم.
وأردفت أن الأدخنة المنبعثة من تلك القنابل تخيم على ميدان التحرير وكأنها شبورة الصباح، وتمتد الأدخنة نحو شارع محمد محمود، معتمدة على اتجاه حركة الرياح، بما يؤدي لإحساس مستمر بوجود حرقان في العينين والأنف والزور . ومع الوقت ظهر ظهرت أقنعة أكثر كفاءة، حيث بدأ المتظاهرون في محاولة تكييف أوضاعهم لمجابهة ما تلقيه قوات الأمن من ذخائر حية وقنابل غاز مسيلة للدموع ذات تأثير قوة.
وأكدت روث بولارد في تقريرها المطول أن التطور الذي تبدو عليه جهود إغاثة ضحايا المظاهرات يتناقض بشكل حاد مع الفوضى التي تتسم به ميدان المظاهرات، وأشارت لوجود صفحات مخصصة داخل موقع التواصل الاجتماعي تويتر لربط جهود الإغاثة فهنالك جروب تحت إسم tahrirneeds# أو احتياجات التحرير، وآخر تحت إسم TahrirSupplies#، أو إمدادات التحرير، بهدف جمع المواد اللازمة التي تنقص المستشفيات التي يعالج مصابو المظاهرات داخلها من محاليل ملحية، و بطاطين، وخلافه، كما تستخدم صفحات التويتر عند الحاجة لمتطوعين يقودون دراجات الإسعاف البخارية التي تنقل المصابين إلى العيادات والمستشفيات المختلفة.
ومن ضمن التعليقات الموجودة في تويتر كتب أحد الناشطين: " شخص ما سيقوم بإحضار أسطوانة أوكسجين لمدخل شارع قصر النيل، وسوف يحتاج لشخصين لحمل الأسطوانة من سيارته". وكتب آخر: " مطلوب في مسجد عمر مكرم أنبوب قصبة هوائية 7.5،وجهاز شفط طبي".
وأضافت المراسلة أن ظاهرة الميديا الإجتماعية التي تعد جزءا لا يتجزأ من ثورة 25 يناير التي أسقطت الرئيس السابق محمد حسني مبارك في 11 فبراير بعد 30 عاما من حكم مصر، تعد عالما بعيدا تماما عن الفقراء القاطنين في مدينة الموتى، ولكن الآمال متعلقة في انتخاب حكومة ديمقراطية تسهم في جعل المصريين يسكنون في منازل مناسبة، وتتوفر لهم فرص الحصول على الرعاية الصحية والتعليم، وفرص عمل يتحصلون عبرها على قوت يومهم.
ومن جهتها، قالت هبة مرايف باحثة منظمة "هيومان رايتس ووتش" لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: " أعتقد أن السبب الذي دفع المتظاهرون للعودة مرة أخرى إلى ميدان التحرير هو إحساسهم بعدم حدوث تغيير ملموس رغم مرور شهور عديدة على الثورة، بالإضافة لفقدانهم الثقة في الإدارة العسكرية التي تدير الفترة الإنتقالية".
وأضافت: " الفقر بالنسبة للعديد من الأشخاص يعني عدم القدرة على التطلع صوب المستقبل، وتنعدم البدائل أمامهم، إن كثيرا منهم كانت تحدوهم الآمال في أن التخلص من نظام مبارك سيؤدي للتخلص من الفساد، وتوزيع أصول ثروة مبارك على الشعب، ولكن بقى حالهم على ما هو عليه".
واستطردت مرايف: " ما يشكو منه المواطن المصري العادي هو عدم قدرته على الحصول على علاج مناسب وتعليم لائق، بالإضافة لأزمة السكن الطاحنة، حيث يشترك العديد من العائلات في سكن واحد، كما يعاني العديد من الشباب من عدم قدرته على الزواج لفشله في توفير التكاليف اللازمة لإتمام الزواج، وهو ما يزيد من مشاعر الإحباط، كل هذا بالإضافة للفساد هو ما سبب الوضع المتفجر الحالي".
وواصلت مرايف رؤيتها لتطور الأحداث في مصر فقالت أن الجيش كان محل ثقة من جانب المصريين عقب سقوط الرئيس مبارك في 11 فبراير، لذلك وثق في قدرته على إدارة المرحلة الانتقالية لمصر ليملأ فراغ السلطة، وكان وعد الجيش وقتها أن يسلم السلطة في غضون لمجلس مدني خلال ستة شهور، إلا أن ذلك الوعد لم يتحقق إذ تشير البوادر أن انتخابات الرئاسة المصرية لن تجرى قبيل عام 2013، بما أدخل في نفوس المتظاهرين شعورا بأنهم تعرضوا لخديعة، وهو ما أشعل الاحتجاجات مجددا، وخلال شهر أكتوبر قتل 27 قبطيا في مظاهرة احتجاجات على اعتداءات على كنيسة مصرية من قبل إسلاميين مصريين. وهو ما أشعل الغضب العام تجاه الجيش.
و أضافت مسئولة هيومان رايتس ووتش: " يجب على الجيش إدراك أن هؤلاء المتظاهرين لن يعودوا لمنازلهم قبل أن يتنازل الجيش عن بعض سلطاته، التي يرفض التفريط فيها، ربما أدركنا الآن فقط حقيقة أن الثورة صاحبها انقلاب عسكري ناعم استهدف فقط التخلص من الرئيس مع الإبقاء على الوضع الراهن".
وأضافت روث بولارد أنه تحت ضغط المظاهرات التي ضمت عشرات الألوف في القاهرة والإسكندرية والسويس وأسوان والمدن الأخرى، اضطر المشير محمد حسين طنطاوي القائد الأعلى للمجلس العسكري الحاكم المؤقت لمصر أن انتخابات الرئاسة المصرية ستجرى في يونيو 2012. إلا أن المتظاهرين رفضوا العودة لمنازلهم في مشهد شديد الشبه بمشهد ثورة 25 يناير التي استمرت 18 يوما.
وأشارت إلى أن المظاهرات الأخيرة خلفت حتى الآن ما لا يقل عن 38 قتيل، وما يربو عن 3000 مصاب.
وعلى الرغم من الأحداث العاصفة وإعلان العديد من الأحزاب المصرية تضامنهم مع المظاهرات إلا أن المجلس العسكري أن الانتخابات البرلمانية ستجرى في موعدها المحدد بداية من 28 نوفمبر.
وأشارت أن الإخوان المسلمين الذين رفضوا الإنضمام للمظاهرات الأخيرة هم الأكثر استفادة من إجراء الانتخابات في هذا المناخ. حيث قررت العديد من الأحزاب الليبرالية حديثة التأسيس مقاطعة الانتخابات، وهو ما يضمن لحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين أن يظفر بما لا يقل عن 35%من كراسي مجلس الشعب.
وقدم الجيش اعتذارا ضمنيا عن حالات الوفاة والإصابة التي شهدتها المظاهرات الأخيرة، معلنا عن إقامة مستشفى عسكري في منطقة المظاهرات لعلاج المتظاهرين.
ومن الناحية الاقتصادية، تقف مصر على حافة الهاوية، حيث خفضت ستاندر أند بورز تصنيفها الائتماني لمصر لمستوى تحت المستوى المؤهل للاستثمار، مع حدوث انهيار لاحتياطي النقد الأجنبي.
كما انخفض مؤشر البورصة المصرية بنسبة 47 % منذ بداية العام الجاري، كما تعاظم معدل البطالة بنسبة تتراوح بين 20-24% بحسب تأكيدات سعد زغلول الاقتصادي المصري و مدير التحرير لصحيفة البورصة.
وأضاف زغلول: " هنالك العديد من المؤشرات الاقتصادية الخطيرة التي تواجه مصر أهمها احتمالية انهيار الإحتياطي الأجنبي تحت مستوى 20 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعني أن مصر لديها 4 شهور فقط لتغطية وارداتها، وهو ما سيعكس بظلاله الوخيمة على قيمة الجنيه المصري الذي تتهاوى قيمته باستمرار، حيث فقد من 5 إلي 6 % من قيمته خلال الأسبوعين الآخرين".
وأشار زغلول أن الاستثمارات داخل مصر أضحت قليلة، كما تهاوى دخل السياحة بنسبة 20%.
وعاد التقرير مرة أخرى متحدثا عن مدينة الموتى،حيث تستعد كريمة عبد المنعم عيد شراقي، 54 سنة، مع أسرتها لاستقبال فصل الشتاء، وهي تسكن في بيت صغير في المقبرة الكبيرة مكون من ثلاث غرف، منذ ما يقرب من 4 عقود، منذ أن تزوجت من مصطفي، 56 سنة، الذي يعمل حفارا للقبور(حانوتي)، بذات المقبرة الهائلة التي يقطن فيها الملايين من المعدمين.
وقالت كريمة: " كنت أتمنى دائما أن أمتلك شقة ولو بغرفة واحدة تحتوي على مياه جارية، تأتي علينا بعض الأوقات في الشتاء التي ننضم معا في ركن من الأركان، كي نشعر بالدفء ونبتعد عن تسرب المطر من السقف".
ولدى كريمة ستة أبناء ، تزوج ثلاثة منهم، غير أنهم جميعا لا يزالون يقطنون في موطن العائلة بين القبور.
واختتمت بولارد تقريرها المطول بتأكيدها أن كريمة وعديلة ومن على شاكلتهم من المعدمين الفقراء يشكلون جزءا مما يطلق عليهم الأغلبية الصامتة، ورغم عدم وجودهم ضمن متظاهري التحرير، إلا أنهم على يقين أن الأمور لم تتحسن منذ الثورة لكونهم ببساطة مثال حي يثبت ذلك.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» جولة داخل كلية شرطة التي تخرجت منها حارسات القذافي .
» بالصور:جولة سياحية داخل برج العرب
» تقرير مركز كارتر عن الانتخابات المصرية و جولة الاعادة
» جولة داخل الطائرة الخاصة بمعمر القذافي
» جولة مصورة داخل فندق مصري صديق للبيئة
» بالصور:جولة سياحية داخل برج العرب
» تقرير مركز كارتر عن الانتخابات المصرية و جولة الاعادة
» جولة داخل الطائرة الخاصة بمعمر القذافي
» جولة مصورة داخل فندق مصري صديق للبيئة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR