الاندفاع والتريث

الاندفاع والتريث

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحياة مليئة بالمواقف والصراعات التي تعترض الإنسان كل يوم من أجل البقاء , وقد يقف أمام مشاكل تحتاج إلى قرارات مهمة للإستفادة منها وفرص تظهر وتلوح في الأفق قد لا تتكرر , ويحتاج القرار في هذه الحالة إلى دراسة وجمع المعلومات حول الموضوع أو المشكله والتخطيط الجيد من أجل نجاح المشروع وتحقيق القدر الأكبر من المكاسب , وهذا هو التريث المطلوب في مثل هذه الأحوال. وهو أمر محبب لدى كل إنسان واقعي .

غير أن حماسة الشباب وسرعة التصرف وانتهاز الفرص تدفعهم إلى الاندفاع ويرفضون التريث ويرونه مضيعة للمكاسب التي تاتي بها الفرص النادرة , فهو في نظرهم ترددا وهو يعني عدم القيام بالشئ بعد إدراك حقيقته وفيه تعطيل للمصلحة .
ومن هنا تظهر صورة الإنسان الإيجابي وهو المقدام علي كل خطوة نحو النجاح , المؤمن بوجوب التغلب علي التردد كي ينجح المشروع ,
.... وفي نفس الوقت صورة اخرى للإنسان الواقعي الذي يؤمن بوجوب التخطيط قبل كل خطوة لأن الاندفاع بلا تخطيط أسوأ بكثير من التردد بالاندفاع لأنه قد تكون له نتائج وخيمة لا يمكن تداركها .... لذلك علينا أن نفكر دوما قبل أن نفعل... لأن خطوة خاطئة وحيدة قد تكون مكلفة جدا .. فالشباب يريدون الاندفاع ويرفضون التريث لأنهم يرون فيه ترددا وشتان بين المفهومين .
فهل من رأي يوفق بين حماسة الشباب الذي يمثل إلى حد كبير الإنسان الإيجابي وتريث الجانب الآخر الذي يمثل الإنسان الواقعي .

ننتظر مشاركاتكم في الموضوع .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته