~~~ عــندمـا، يـنطق، الــضمير، ~~~

~~~ عــندمـا، يـنطق، الــضمير، ~~~


عند ضياع أي شيء ثمين عليك تبادر البحث هنا و هناك
تبحث بالمنزل و العمل و الطريق
و عند ضياع أي شخص عزيز على قلبك تبحث بين الناس عنه
و لكن عندما يكون المفقود هو نفسك انت

عندما تتبعثر ذاك و تضيع بين السراب
عندما تنظر الى المرآة و لا ترى أي شيء
عندما تأخذ محفظتك لتخرج بطاقتك الشخصية

فلا ترى الا بياض
عندما تكون معهم و كانك غير موجود
يكون وقتها المفقود هو انت
تحاول لملة نفسك تجمع ما تبقى من شتات فيك
تتسائل كيف فقدت و انا موجود
اسمع و ارى و اتكلم و اكتب
لا تتعجب ولا تلومهم ابدا
هم لم يبادروا الى ضياعك .... انت عندهم كنت الدنيا بكل ما فيها
هم لم يحذفوك من حياتهم أبدا و لا حتى للحظات ...
كن واثقا من ذلك
هل تعتقد انهم فعلوا ؟
لا يا عزيزي
لم يفعلوا ابدا و لن .....
لنراجع شريط الاحداث سوية
من اختار من البداية البعد ....؟
من ابدل جلده الطبيعي بآخر مزيف منتهي الصلاحية ..؟
من قرر ... ؟ و من نفذ ...؟
سمعت كثيرا عن عمليات اقتلاع
بعض من اعضاء الجسم المريضة ...
و لكني حقيقة لم اسمع عن احد قبلك اقتلع قلبه اولا
و كبده ثانيا
ضميره ثالثا
و .. رابعا و خامسا و ..... الخ
كنت اقرأ بالقصص عن الصرح الذي يهوي ساقطا بلحظة
اتعلم انني لم اصدق تلك القصص يومها ...!
و لكني اليوم فعلت ... نعم صدقت ...
و أي سقطة لم تكن مجرد صرح فهو لا لا لا
كنت أسطورة بنظرهم
عانقوا المجد بعيونك
ساروا فوق الغيوم معك و سهروا كثيرا" على القمر و أنت معهم
و فجأة دون إنذار مسبق أعلنت الدمار ...
اطلقت الاحكام التي لا تزل بسلطان أبدا
و أي أحكام ؟.؟.؟..؟.؟.؟
لا تتعجب مني
فانا ذاتك أنا ضميرك الغائب
أنا صوت وجدانك الذي أخرسته بيديك
نعم لا تتعجب و تتسائل من اين يأتي هذا الصوت ..!
انه صوت داخلي من اعماقك
جاء ليحاسبك على خطأ تلومهم عليه
على ذنب تعاتبهم عليه و هم لم يذنبوا معك

اسألك بالله ؟؟؟
ان تسمعني و لو للحظة واحدة فقد يكون آخر خطاب مني لك
لا تحاول اسكاتي ابدا الضمير اذا تكلم لا يستطيع صاحبه اسكاته
اتعجب منك ماذا سفعل ؟؟
هل ستأخذ سلاح و تطلق النار على اعماقك لتقتلني ..؟؟
لن اكون مستغرب ابدا"
فقد فعلت ما هو اعظم
فأنت قتلتهم جميعا"
استحلفك بالله
انزع عن عينيك تلك الغمامة

و انظر جيدا"
انظر بعيونك الرائعة التي يعرفونها تماما
لا تنظر بعيون الافعى التي بقربك
انظر بقلبك انظر بذكريات كنت فيها
استنشق معي رائحة قهوة والدتك آه اتذكر تلك الجلسات
آه ام انك فقدت تلك الحاسة ايضا"
تذوق طعم الحلوى من يد شقيقتك آه
أم انها اصبحت ملح أجاجا" عندك
انظر الى اخوك انظر اليه جيدا" واحد من الناس و لكنه نمرك بين
نسيت الناس ام تناسيت ام ماذا ؟؟؟

الست القائل ان عيونه مثل عيون النمر الابيض ام نسيته ايضا".
تفضل معي لترى صخرة لم يهزها أي ريح قبلك اصبحت رمالا "
تفضل لترى كيف اصبحت عيون النسر
التي كنت تصفها لعيون والدك
لا تصرخ لن اتوقف ابدا"
سوف تسمعني هذه المرة
سوف اسير بذكرياتك هنا ....
ذكريات حبك الذي حاربت بحق لتفوز به ...
ماذا صنعت به
دمرته ....لا
قتلته......لا
عذبته .... لا
اكثر يا عزيزي ........ اكثر بكثير
اقتلعت قلبك الاحمر الدامي و استبدلته بقطعة من صخر
حقيقة استسلمت الان لن استطيع المتابعة
اقول ......
اخرج سلاحك و اطلق فذلك اهون الآن
و اتركني انا ضميرك ان ارقد بسلام
بقرب من رقد منك
ما عدت انفعك بعد اليوم
"صرخة الى كل من أنام ضميره

بالله عليكم استفيق فقد آن الأوان

.
.
.
.
مما قراته واعجبنى؛