النكران والجحود

النكران والجحود

بسم الله

الإنسان مدني بطبعه كما يقولون فلا يستطيع ان يعيش وحده , بل فهو محتاج إلى غيره في كل امور حياته , من أجل النهوض بعمارة الكون وهي المهمة الرئيسية لوجوده , ومحتاج لتصريف امور حياته الخاصه من جلب المصلحة ودرء المفسدة والمضرة عنه , ولهذا كان منهج الحياة التعاون بين الناس جميعا ... حيث نتج عن ذلك خلق جميل ومبدأ رفيع في التعامل وهو شكر من قدم لك عمل ومساعدة وبذلك ينسب الحق إلى أهله والجهد الطيب إلى فاعله .
ويقولون ان الانسان فطر علي حب نفسه وتقديمها علي كل شئ ... ولكن نقول فيهم من إذا أحسنت إليه شكرك وعرف لك الجميل وذكرك بالذكر الحسن وكافأك على المعروف متى ما سنحت له فرصة ولو بكلمة طيبة متبعا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه). رواه أبوداود. و الكريم بطبعه محب للإحسان والفضل إلى الغير برأيه ووقته , فهذا خلق كريم محمود تنال عليه الأجر والثواب في الآخرة ومنافع كثيرة في الدنيا .
وفيهم سيئ الخلق اللئيم الذي إذا أحسنت إليه تمرد ونسي معروفك وأنكر جميلك وجفاك ونسب إليك كل أسباب فشله في الحياة وبذلك ترى هؤلاء الناس يصيبهم الإحباط ويدعوهم إلى الانقطاع عن بذل الخير أو غير ذلك من الآثار النفسية. وهذا الضرب كثير في هذا الزمان والله المستعان.
فهل راجعنا أنفسنا وتفقدنا أخلاقنا وطهرناها من نكران الجميل , هذا الخلق الذي نراه اليوم واضحا للعيان في مجتمعنا ظاهرا بالصوت والصورة لا حياء يمنعنا ولا دين يردعنا ولا ذوق نحس به أثر هذه النعم علينا حتى نحمد الله عليها باللسان ونشكره بالعمل علي تثبيت هذه المصالح التي توفرت لنا بجهد إخوة لنا قدموا أنفسهم للخطر في سبيلنا . ألا تستحق مجالسنا كلمة شكر نساندهم بها ونعينهم علي اكمال المسيرة وتحقيق رغبتنا في الحياة الكريمة بدل إطلاق الشتائم والتقليل من جهدهم وإحباط عزائمهم .
ألا يحق لنا أن نقول لمن قدم إلينا مصلحة بجهده شكرا وبارك الله فيك حتى ندفعه إلى المزيد من عمل الخير ومساعدة الناس في محنتهم .. وننصح المسيئ أو المخطئ حتى يكف عن إهانة الناس الطيبين ونبصره بعيوبه ونهديه إلى سواء السبيل حتى نكون مجتمعا راقيا في أخلاقه وتعاملاته ...

وفقنا الله جميعا لما فيه خير البلاد والعباد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته