اتفاق غريب

اتفاق غريب
بسم الله

يحكى في قديم الزمان عن قصة خياليه تتحدث عن صداقة نشأت بين رجل وملك الموت , وكلما جاءه سأله زائرا ام قابضا يقول زائرا , وفي يوم من الأيام اتفق الرجل مع ملك الموت علي أن لا يأتيه قابضا حتى يبعث له مرسال لكي يكون مستعدا ولا يأخذه علي حين غرة فوافق الملك .. ومضت الأيام والسنين وبلغ هذا الرجل من الكبر عتيا أي بلغ السبعين أو اكثر , وفي ذات يوم فوجأ بملك الموت امامه فغضب الرجل وقال ألا تحترم المواثيق وتبعث مرسالك .. فقال بعثت لك خمسة مراسيل قال الرجل لم يأتين منهم أحد . فقال الملك ألا ترى هذا البياض الذي على راسك ولحيتك , وهذا العكاز الذي بيدك , وهذه النظارة التي علي عينيك , وتقوس ظهرك , وسماعة في اذنيك ... فاقتنع الرجل واسلم نفسه للموت .
لو نظرنا في عصرنا هذا الذي كثر اللهو فيه بمغريات الحياة والجري وراء كل جديد, دون أن نفكر في مثل هذه الزيارة وننظر في المراسيل التي بدأ اولها يصل , ألا يجدر بنا أن نستعد لاستقبال هذا الزائر ونصلح ما أفسده الطمع في الدنيا والحسد الذي خلفه الصراع علي حطام زائل . ونعيد العلاقة الطيبة مع إخوتي ونعتني بوالدي ونبرهم ونكثر من زيارة المساجد ونتفقد الفقراء والمساكين بالصدقة ونهتم بزوجتي وأولادي ونرعى شئون بيتي وننشر المحبة والألفة بينهم ونتعامل مع الناس بالكلمة الطيبة ونسامح من أخطأ في حقي ونعتذر من اخطأت في حقه . حتى نستقبل الزائر بسرور ونترك الدنيا بزاد موفور ينفعني يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
نسأل الله العلي القدير أن ينبهنا من الغفلة وأن يذكرنا بما ينفعنا يوم لقائه .... آمـــين
تقبلوا تحياتي وسلامي