مسؤول أمني سابق: طرابلس تمر بأزمة حقيقية ويجب توحيد الصفوف

من طرف أم عمر 2012-01-15, 9:38 am

أكد رئيس غرفة العمليات سابقاً بطرابلس، ناصر المقاتل، بأن طرابلس تمر بأزمة حقيقية خاصة وان أصحاب الأجندات السياسية والذين لديهم وجهة نظر بأن طرابلس هي العاصمة السياسية ومن خلال طرابلس يحققون أهدافهم ومطامعهم.

ودعا المقاتل، كل أطياف الشعب الليبي إلى توحيد صفوفهم ونبذ الفتنة والتفرقة والالتفاف حول مصلحة الوطن والعمل من أجل بناء ليبيا ومستقبلها بعيدًا عن المصالح الشخصية.

وقال رئيس الغرفة، هناك العديد من الثوار الذين تركوا الميدان ورجعوا إلى سابق أعمالهم بينما بعضهم لا زال في الميدان خوف من سرقة الثورة، والبعض الآخر انخرط في الأحزاب والتكتلات والتجمعات لتحقيق أهداف ومصالح شخصية، حسب قوله.

تعدد التيارات السياسية

ووصف المقاتل، وضع طرابلس كبحر متلاطمة أمواجه لافتًا إلى وجود تيارات إسلامية عديدة كالجماعات المقاتلة والسلفية المتشددة والإخوان المسلمين، كما أن للجماعات التكفيرية دور في اللعبة السياسية.

وأشار، إلى دخول أحزاب سياسية أخري “الليبرالية” والذين جاءوا من أوروبا بأفكار متفتحة بعكس واقع المواطن الليبي المكبوت والذي اعتاد على السياسية الأحادية سياسة الرجل الواحد هكذا كان يحكم القذافي ليبيا بالقمع والتسلط وحبس الآراء والحريات.

وتابع” الشعب عاش 42 عاماً في كذبة اسمها معمر القذافي بنظرية عقيمة ما يسمى بـ “النظرية العالمية الثالثة” فمن الصعب التوافق بين أشخاص جاءوا بثقافة منفتحة وبين شعب مورست عليه طيلة أعوام سياسة الكبت والقمع والاستبداد”.

وأوضح المقاتل، بأن بعضاً ممن كانوا أعضاء في المجلس كمحمود جبريل وعلي الترهوني وغيرهم يقومون بجولات مكوكية عبر ليبيا بهدف الفوز مستقبلاً في الانتخابات وكسب الأصوات، فكل منهم يبحث عن تأييد ودعم شعبي حتى يصل بكم من الأصوات ترشحه لرئاسة الدولة أو الحكومة.

وأكد، بأن هذا التصادم مبكر جداً فالشخص الذي لديه وطنية من المفترض أن يقف مع شعبه حتى لا يسيطر المتسلقون والطابور الخامس وأتباع النظام ممن يملكون الإمكانيات المادية فهناك محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في طرابلس بإحداث تفجيرات.

خطة لتفجير طرابلس

وأفاد رئيس الغرفة، أنه خلال الأيام الماضية تم إحباط عملية تفجير لمحطة الكهرباء بطرابلس من قبل بعض أتباع النظام السابق الموجدين في منطقة أبوسليم والهضبة الخضراء وحي 2 مارس والدريبي مشيرًا إلى أنهم يتنكرون بزي الثوار لتسهيل التنقل وحتى لا يشتبه بهم ولديهم اتصالات مع الساعدي القذافي.

اعتصام لتصحيح المسار

وقال، بأن مطالب المعتصمين في طرابلس أمام مقر المجلس المحلي ومقر الداخلية ومقر النائب العام تعتبر شرعية فهي تطالب بعدم تولي أتباع النظام السابق أي مناصب في الدولة الجديدة خوفًا من سرقة الثورة مشددًا على ضرورة تواجد الخطاب الديني والإعلامي لتوعية المواطن.

وأشار المقاتل، إلى أن أهداف الثورة لم تتحقق بعد فالثورة قامت ضد النظام الفاسد وعلى الرغم من أننا انتصرنا على القذافي إلا أن بقايا النظام السابق لا يزال باقياً بين صفوف الثوار وهم من يحرك الشارع بهدف خلق فتنة ونزاعات أهلية وهذا ما دعا إليه القذافي وابنه في خطاباتهم المشئومة .

وأكد ، بأن ضعف شخصية المجلس الانتقالي الأمنية السياسية أدت إلى إحداث زعزعة وبلبلة في الشارع كما أن عدم وجود شخصية قيادية صارمة هو ما خلق فجوة بين الشعب والمجلس، خاصة وأن لدينا أهداف ورؤى مستقبلية نريد تحقيقها ، لذلك هناك مبرر لتخوفنا على الثورة وأهدافها.

صراع بين ناكر وبلجاح

وفي سياق آخر أشار المقاتل، إلى وجود صراع سياسي بين قائد ثوار طرابلس عبدالله ناكر ، ورئيس المجلس العسكري بطرابلس عبد الحكيم بالحاج،اللذين وصفهما بالمنكر والنكير.

وتابع رئيس الغرفة، أن كلا من بلحاج وناكر مسيران وليس مخيرين وكأن الدولة منحصرة في هذين الشخصين الأول يدعى أن يمتلك عشرين ألف مقاتل والآخر يدعي أن لديه اثني عشر ألف مقاتل، متناسين بأن هناك ثورة تسرق وأهداف تحتاج لتحقيقها.

دور الزنتان في الثورة

واستطرد قائلاً” نحن لا ننكر الدور الجهادي والبطولي لثوار الزنتان في الثورة ويحسب لهم ولكن يجب عليهم ترك المؤسسات الموجودين فيها كالميناء والمطار،وما نحن بحاجة إليه في هذه المرحلة الحرجة هي وضع أشخاص ذوي كفاءة وخبرة”.

وأضاف المقاتل، أنه لولا دعم ومساندة مدينة بنغازي لشقيقتها مصراتة لما تمكنت الأخيرة من الصمود أثناء زحف كتائب القذافي نحوها، وما تلقته مصراتة من دعم بالأسلحة والمعدات الطبية.

وقال، إن المدن الليبية قدمت صور رائعة واستثنائية في ملامح الجهاد الأخوي الكثير من ثوار المنطقة الشرقية توجهوا إلى مصراتة لمساندتها كما هو الحال مع مدينة الزنتان فهناك أكثر من سبعة آلاف مقاتل من طرابلس ذهبوا إلى الزنتان، ولا يمكننا تناسي دور ثوار الأمازيغ في جبل نفوسة فقد كان لهم دور في الثورة بالرغم من أن الإعلام غيب الكثير من الحقائق فثوار نالوت وكاباو حمو ظهر الزنتان وثوار يفرن حموا واجهة الزنتان.

حفتر و ثوار الزنتان

وقال المقاتل “إن تجاوزات ثوار الزنتان كانت سبباً للخلاف بينهم وبين اللواء خليفة حفتر، كما أن أهالي طرابلس لا يرغبون في بقاء الثوار ومظاهر التسلح داخل مدينتهم وثوار الزنتان من ضمنهم”.

وأضاف “وجود ثوار الزنتان في طرابلس هو وجود قوة تتحكم فيها أجندات خاصة لا نعلم من الداخل أو الخارج في ظل وجود قطري وفرنسي وأمريكي وبريطاني وفي ظل وجود غرف عمليات حقيقية استخباراية لعدة دول هنا فلن تنجح ليبيا وتخشى أن تعود ليبيا إلى الحكم الفدرالي وهذا لا يشجع”.

وأشار رئيس الغرفة، إلى أن هناك عمليات اغتيال كثيرة وعمليات تهريب الخمور والمخدرات بشكل غير عادي ودخولها عبر منافذ بوجود أشخاص لديهم فساد في الذمة وليس لديهم مشكلة في بيع ذمتهم بالمال وبيع وشراء الأسلحة وتسريب السلاح إلى الجماعات المقاتلة في الجزائر.

وأكد المقاتل قائلاً “إن ثوار الزنتان هم من يبيع هذه الأسلحة وهناك أيضا بيع المعلومات الاستخبارية، كما يتم توزيع المنافع الاقتصادية التي كان من المفترض أن تعود على مواردها على الشعب الليبي أصبحت تعود على جهات أخرى خارجية، بالإضافة إلى بيع وتقسيم منابع النفط لأمريكا وفرنسا وبريطانيا”.

انضمام اللجنة الأمنية للداخلية

وذكر المقاتل، أنه خلال التقائه برئيس اللجنة الأمنية عبد المجيد سيف النصر أطلعه على العديد من المواضيع الهامة، مشيرًا إلى أن إيقاف اللجنة الأمنية العليا بطرابلس عن العمل واستبدالها بوزارة الداخلية .

ودعا رئيس الغرفة، وزارة الداخلية لتسليم جميع المهام الأمينة الموكلة إليها وتفعيل دور اللجنة الأمنية التي انضمت إليها ويجب أن يكن للوزارة دور فعال لاستقرار الأمن في البلاد، ولابد من تفعيل دور الشرطة والأمن الوقائي، فعملية انتشار السلاح دليل على ضعف دور وزارة الداخلية واللجنة الأمنية التابعة لها.

أشباه الثوار

ونوه المقاتل، بأن أشباه الثوار لهم دور كبير في خروج المجرمين من سجن ابوسليم وسجن عين زاره وسجن والجديدة مما زعزع أمن البلاد فمنهم من كان محكوم عليه مؤبد وهناك تجار مخدرات فيما يقارب عن عشرين ألف سجين دخلوا في الثورة ولا ندري كيف أصبحوا ثوار وحملوا السلاح وجلسوا في مجالس عسكرية وسيطروا علي كتائب أمنية وأصبحوا قادة للثوار للأسف هؤلاء تم تجنيدهم من قبل نظام القذافي.

وأكد، أن أتباع النظام السابق مازال موجوداً ومتوغل حتى في المجلس الأعلى وهو من يقوم الذي بتسريب المعلومات إلى غرفة العمليات في مصر وتونس والنيجر والجزائر وهو من يسهل دخول بعض العناصر الاستخباراتية من لبنان وإيران والجزائر إلى ليبيا، مشيراً إلى أن عملية تحريك هذه الجماعات تدار من قبل أزلام النظام في سبيل خلق عدم استقرار وأمن في البلد وتذبذب في الرأي.

مقاتلين المقاومة

ويقول المقاتل “هناك أموال تدفع، وهناك عشرون ألف مقاتل بما يسمى بـ “المقاومة” مجندين بطرابلس وهم مستعدين لأي أمر، ولدينا معلومات أكيدة أن هناك 600 مليون تدفع لهؤلاء لشراء السلاح وخلق إشاعات”.

وأكد المسؤول السابق، أن هؤلاء المقاتلين يستعينون بشخصيات كانت تعمل مع النظام لديهم خبرة في الجهات الأمنية في سبيل تمرير بعض الإشاعات في طرابلس ليتم السيطرة على نفسية الناس، حول وجوه التقصير كانقطاع الكهرباء وعدم جودة الاتصالات وغيرها.

وأوضح، أن هذه الإشاعات هدفها تفتيت صفوف الثوار وإفشال الثورة، مؤكداً أن الثورة فشلت في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولم تكن بالقوة التي ينبغي.

وتابع “لم تكن هناك خطة كما أدعى محمود جبريل وعدم وجود خطة محكمة قبل دخول طرابلس هو الذي جعل طرابلس في هذه الدوامة، وعدم قيادة طرابلس إلى بر الأمان فليبيا كلها لن تكون في أمان”.

انتشار التشيع

ويضيف رئيس غرفة العمليات، أن هناك محاولات لنشر التشيع في ليبيا مع وجود إيران ولبنان وسوريا الآن، حيث تسعى هذه الدول لأكبر عملية تشيع في ليبيا، وقال “أنا غير متشائم ولكن الآتي أصعب في ظل وجود هذا المشهد الحالي وسيكون مؤلماً للجميع ، فهناك تصفيات سياسية داخل صفوف الثوار من قبل أتباع النظام السابق والضحية الوطن”.

وذكر المقاتل، أن هناك عصابة وهم الساعدي القذافي، وعائشة القذافي – بالأموال التي يملكونها – بالإضافة إلى صالح بشير وطيب الصافي ومصطفي الزائدي، هؤلاء جميعهم هم من يجندون ويسعون لإفشال ثورة فبراير.

سرقات حقول النفط

وأكد المسؤول السابق، أن هناك تحرك استخباراتي – أمريكي، فرنسي – بالربط مع النيجر والجزائر وليبيا، لسرقة حقول النفط، حيث هناك أموال كثيرة تهرب من هذا المثلث، ومفاوضات تحدث هناك لفرض سياسة جديدة على الدولة، بالإضافة إلى سيطرة الاستخبارات الفرنسية الأمريكية على قاعدة تابعة للقذافي من جهة مالي بتحديد.

قورينا الجديدة