إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
متى تُكتب السيئة بأضعافها؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
متى تُكتب السيئة بأضعافها؟
الشيخ . حسن عبد المنعم غُريب
هذا العنوان للوهلة الأولى كأنه يتعارض مع السنة الربانية الرحمانية أن الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها، قال تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (160)) (الأنعام).
إننا نسلم بهذه القاعدة، ولكن نريد أن نذكر بأن هناك أحوالاً تُستثنى من هذه القاعدة حيث يتضاعف فيها الذنب، وحديثي هنا عن تلك الأحوال المتعلقة بالصغائر، فالكبائر لها أحاديث خاصة..
فمتى تتضاعف السيئات؟
(1) المجاهرة بالمعصية:
من نعم الله علينا التي لا نشعر بها نعمة الستر، فالله هو الستير الذي يستر على عباده، قال أحد الصالحين: "لو كانت للذنوب رائحة لما جالس أحدنا صاحبه"، والنبي- صلى الله عليه وسلم- يأمر أصحابه أن يسألوا الله أن يستر عوراتهم، فعن أنس عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "اسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمِّن روعاتكم"،
ومعنى أن يجاهر الإنسان بالمعصية أن يعمل الرجل معصية ولا يراه أحد من البشر ثم يفضح نفسه ويكشف سره، أو أن يعمل المعصية أمام الناس جهارًا نهارًا.
وهذا المجاهر يُحرَم من العافية في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافى إلاَّ المُجَاهِرِينَ، وَإنّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبحُ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيهِ، فَيقُولُ: يَا فُلانُ، عَمِلت البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصبحُ يَكْشِفُ ستْرَ اللهِ عَنْه"مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
كما يُحْرَمُ المجاهر بالمعصية نعمة النجوى يوم القيامة، وما هي النجوى؟ بهذا السؤال سأل رجلٌ عبدَ الله بن عمر، فقال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَرِّرُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ"البخاري
(2) من سن سنة سيئة:
وهذا لعمري كفيل بأن يهلك صاحبه، تخيَّل أن يموت الإنسان فينقطع عمله وما زال سجل السيئات مفتوحًا، إنه لم يغلق، لماذا؟ لأنه قد أضل غيره، ربما يعطي الشاب صديقه صورة أو فيديو فيه معصية، أو يرفعه على الشبكة العنكبوتية، وينتشر في أرجاء الدنيا، ولا يدري المسكين أنه لم يرتكب ذنبًا واحدًا بهذا الفعل، وإنما مئات الذنوب، بل ربما الألوف والملايين، قال تعالى (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) (العنكبوت: من الآية 13).
عن جرير ابن عبد الله عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ لَهُ وِزْرُهَا وَمِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ" رواه أحمد وصحح الألباني.
إن ذنوبنا كفيلة بأن تدخلنا النار- إلا أن يتجاوز الله عنا- فكيف بنا إذا حملنا أوزارنا وأوزار غيرنا؟.
(3) النظر إلى صغر المعصية:
وكلما صغرت المعصية في عينك عظم جُرمها، ولذا قالوا: "لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت"،
وهذا هو حال المؤمن؛ فعن عبد الله بن مسعود أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبلٍ يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابٍ مر على أنفه فقال به هكذا- أي بيده- فذبه عنه"رواه البخاري
والنبي- صلى الله عليه وسلم- حذرنا من هذه الذنوب التي نحتقرها، فقال: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن بالرجل حتى يهلكنه"رواه أحمد، وصححه الألباني.
إن شجرة ثابتة منذ مئات السنين، راسخة أمام الرياح والعواصف، ثم يأتي إليها أسراب من الحشرات والهوام فتستوي بالأرض، إن الكثير منا مثل هذه الشجرة؛ نصمد أمام عظائم الذنوب ثم تهلكنا الصغائر، وصدق من قال:
لا تحقرن من الذنوب صغيرة إن الصغير غدًا يصير كبيرا
إن الصغير وإن تقادم عهده عند الإله مسطرًا تسطيرا
وقال المتنبي:
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
وأخيرًا.. أذكر نفسي وإخواني بالتوبة إلى الله والحذر من الذنوب المضاعفة، والمؤمن دائم التوبة، فقد كان رسول الله يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، ولئن أراد إبليس أن يقتلنا بالذنب فلنقتلنه بالتوبة، ففيما رواه الحاكم وصححه عن أبي سعيد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا أزل أغفر لهم ما استغفروني".
أسأل الله أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، وأن يكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين
هذا العنوان للوهلة الأولى كأنه يتعارض مع السنة الربانية الرحمانية أن الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها، قال تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (160)) (الأنعام).
إننا نسلم بهذه القاعدة، ولكن نريد أن نذكر بأن هناك أحوالاً تُستثنى من هذه القاعدة حيث يتضاعف فيها الذنب، وحديثي هنا عن تلك الأحوال المتعلقة بالصغائر، فالكبائر لها أحاديث خاصة..
فمتى تتضاعف السيئات؟
(1) المجاهرة بالمعصية:
من نعم الله علينا التي لا نشعر بها نعمة الستر، فالله هو الستير الذي يستر على عباده، قال أحد الصالحين: "لو كانت للذنوب رائحة لما جالس أحدنا صاحبه"، والنبي- صلى الله عليه وسلم- يأمر أصحابه أن يسألوا الله أن يستر عوراتهم، فعن أنس عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "اسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمِّن روعاتكم"،
ومعنى أن يجاهر الإنسان بالمعصية أن يعمل الرجل معصية ولا يراه أحد من البشر ثم يفضح نفسه ويكشف سره، أو أن يعمل المعصية أمام الناس جهارًا نهارًا.
وهذا المجاهر يُحرَم من العافية في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافى إلاَّ المُجَاهِرِينَ، وَإنّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبحُ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيهِ، فَيقُولُ: يَا فُلانُ، عَمِلت البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصبحُ يَكْشِفُ ستْرَ اللهِ عَنْه"مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
كما يُحْرَمُ المجاهر بالمعصية نعمة النجوى يوم القيامة، وما هي النجوى؟ بهذا السؤال سأل رجلٌ عبدَ الله بن عمر، فقال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَرِّرُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ"البخاري
(2) من سن سنة سيئة:
وهذا لعمري كفيل بأن يهلك صاحبه، تخيَّل أن يموت الإنسان فينقطع عمله وما زال سجل السيئات مفتوحًا، إنه لم يغلق، لماذا؟ لأنه قد أضل غيره، ربما يعطي الشاب صديقه صورة أو فيديو فيه معصية، أو يرفعه على الشبكة العنكبوتية، وينتشر في أرجاء الدنيا، ولا يدري المسكين أنه لم يرتكب ذنبًا واحدًا بهذا الفعل، وإنما مئات الذنوب، بل ربما الألوف والملايين، قال تعالى (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) (العنكبوت: من الآية 13).
عن جرير ابن عبد الله عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ لَهُ وِزْرُهَا وَمِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ" رواه أحمد وصحح الألباني.
إن ذنوبنا كفيلة بأن تدخلنا النار- إلا أن يتجاوز الله عنا- فكيف بنا إذا حملنا أوزارنا وأوزار غيرنا؟.
(3) النظر إلى صغر المعصية:
وكلما صغرت المعصية في عينك عظم جُرمها، ولذا قالوا: "لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت"،
وهذا هو حال المؤمن؛ فعن عبد الله بن مسعود أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبلٍ يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابٍ مر على أنفه فقال به هكذا- أي بيده- فذبه عنه"رواه البخاري
والنبي- صلى الله عليه وسلم- حذرنا من هذه الذنوب التي نحتقرها، فقال: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن بالرجل حتى يهلكنه"رواه أحمد، وصححه الألباني.
إن شجرة ثابتة منذ مئات السنين، راسخة أمام الرياح والعواصف، ثم يأتي إليها أسراب من الحشرات والهوام فتستوي بالأرض، إن الكثير منا مثل هذه الشجرة؛ نصمد أمام عظائم الذنوب ثم تهلكنا الصغائر، وصدق من قال:
لا تحقرن من الذنوب صغيرة إن الصغير غدًا يصير كبيرا
إن الصغير وإن تقادم عهده عند الإله مسطرًا تسطيرا
وقال المتنبي:
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
وأخيرًا.. أذكر نفسي وإخواني بالتوبة إلى الله والحذر من الذنوب المضاعفة، والمؤمن دائم التوبة، فقد كان رسول الله يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، ولئن أراد إبليس أن يقتلنا بالذنب فلنقتلنه بالتوبة، ففيما رواه الحاكم وصححه عن أبي سعيد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا أزل أغفر لهم ما استغفروني".
أسأل الله أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، وأن يكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين
أم عمر- لواء
-
عدد المشاركات : 2247
العمر : 52
رقم العضوية : 9265
قوة التقييم : 10
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
رد: متى تُكتب السيئة بأضعافها؟
وفقك الله.... جعلها الله في ميزان حسناتك إن شاء الله
يا أم عمر
يا أم عمر
سـيف التميمي- فريق
-
عدد المشاركات : 3175
العمر : 59
رقم العضوية : 6154
قوة التقييم : 46
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
رد: متى تُكتب السيئة بأضعافها؟
بارك الله فيك ومتعك الله بتوبة نصوحة وصحة وسعادة في الدارين ....
تقبلي تحياتي وشكري علي هذا النقل المفيد
تقبلي تحياتي وشكري علي هذا النقل المفيد
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 81
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
رد: متى تُكتب السيئة بأضعافها؟
شكرا لمروركم ودعائكم ... ولكم بالمثل إن شاء الله ...
أم عمر- لواء
-
عدد المشاركات : 2247
العمر : 52
رقم العضوية : 9265
قوة التقييم : 10
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
مواضيع مماثلة
» إتبع السيئة الحسنة تمحها ....
» الصحبة السيئة
» الحسنة تمح السيئة ...
» معاملة الزوج السيئة لزوجته
» النوم يحبس الذكريات السيئة
» الصحبة السيئة
» الحسنة تمح السيئة ...
» معاملة الزوج السيئة لزوجته
» النوم يحبس الذكريات السيئة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR