هل تنوي واشنطن إرسال قوات إلى ليبيا؟

كتبت سنثيا كيننيكي، مقالا الأسبوع الماضي رددت فيه خبر استعداد 12 ألف جندي أمريكي للدخول إلى ليبيا. ونسبت سنثيا معلوماتها إلى مصادر إعلامية وليبية، دون أن تحدد صدقيتها، كما نقلت صحيفة القدس العربي، التي عُرف عنها دعم القذافي في حربه ضد شعبه، الخبر ذاته دون أن تتحق من مصدر الخبر.
مراقبون ليبيون استبعدوا أن تقدم الولايات المتحدة على خطوة مثل هذه، وقال الباحث والمحلل السياسي، السنوسي بسيكري، أن لدى واشنطن ما يكفيها من الاخفاقات، حيث لا تزال تجر أذيال الخيبة بعد مغامراتها في العراق وأفغانستان، ونقل بسيكري عن جملة من الساسة والبحاث الأمريكان استبعادهم أن تقوم إدارة الرئيس باراك أوباما بمغامرة مماثلة في ليبيا لن تكون بالقطع عواقبها مختلفة عما حدث في العراق وأفغانستان. وعلق بسيكري أن أولوية الحكومة هي الاقتصاد في ظل الأزمة المالية التي تزداد حدة، وأشار إلى إن واشنطن آثرت أن لا تكون في مقدمة العمليات العسكرية ضد القذافي خوفا من ردود فعل الشارع، فكيف تقدم على الزج باثني عشر ألف جندي في أثون قد لا يكون بعيد عن العراق وأفغانستان.
من روج للخبر استند على مخاوف واشنطن وحلفائها من أن يكون تنظيم القاعدة قد استغل الأوضاع غير المستقرة في ليبيا لاتخاذها قاعدة لنشاطه. فقد نقلت محطة "السي أن أن" أن أيمن الظواهري قد كلف أحد معاونيه (ليبي) للذهاب إلى ليبيا وتنظيم عمليات الحركة هناك.
من جهتها نقلت مجلة "فرونت بايج" الأمريكية عن مسؤولين غربيين في مكافحة الإرهاب أن تنظيم "القاعدة" أسس لقوة قتالية تضم 200 فرد قرب الحدود المصرية شرق ليبيا، وهو حدث يأتي على خلفية تحذير الحكومة الليبية المؤقتة من تنامي الصراع بين الميليشيات الليبية المختلفة.
وذكرت المجلة أن أعضاء تنظيم "القاعدة" وصلوا إلى ليبيا أوائل سنة 2011 مع بداية انهيار النظام الليبي السابق بحكم أوامر مباشرة من قبل قائد التنظيم أيمن الظواهري، حسب ما ذكرته المجلة.
وأشارت المجلة إلى أن المجموعة يقودها أحد أشد أعضاء التنظيم وهو معروف باسم "اي اي" الذي بدأ مسيرته بالقتال ضد القوات السوفيتية في أفغانستان قبل أن يصل إلى بريطانيا لتجنيد الشباب المسلمين لتنظيم "القاعدة" في سنة 2005
واعتقل من قبل السلطات البريطانية باعتباره مشتبها به في تفجير مترو الأنفاق في لندن في يوليو 2005 الذي قتل فيه 52 شخصا وجرح أكثر من 700. وبحلول عام 2009 غادر بريطانيا لمحاربة قوات التحالف على الحدود الأفغانية الباكستانية. وأبرزت المجلة أن تنظيم "القاعدة" قام مؤخرا بجهود لانتداب مقاتلين ليبيين.
ووفقا لتقرير لوزارة الخارجية الأمريكية سنة 2008 انضم العديد من الليبيين من هذه المنطقة إلى تنظيم "القاعدة" خلال السنوات الماضية، في معظمهم ينتمون إلى "الجماعة الإسلامية المقاتلة" التي تأسست سنة 1995 وأعلنت الجهاد ضد القذافي، وانضمت رسميا إلى تنظيم "القاعدة" سنة 2007.
وفي تعليقه على المعلومات التي أوردتها مجلة "فرونت بايج" أكد بسيكري أن معلومات واشنطن بها مغالطات ومبالغات، لكنه لم يستبعد أن يكون هناك حراكا تنشط فيه مجموعات إسلامية وشدد على أنه من العسير ربطهم بتنظيم القاعدة. وأشار بسيكري إلى ما وصفه تناقض في تقارير ومعلومات الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية منوها إلى تقرير صادر عن وكالة "السي أي أيه" في شهر ديسمبر الماضي أكد أن تنظيم القاعدة تلقى ضربات قوية أضعفته وشلت من حركته.
وأكد بسيكري على أن القلق الأمريكي لن يدفع إلى مغامرة جديدة والوقوع في مستنقع جديد خصوصا وأن الانتخابات الرئاسية قادمة وشعبية أوباما المتراجعة لا تتحمل قرارا من هذا القبيل، لكنه لم يستبعد أن تكون زيارة المشير طنطاوي لليبيا مؤخرا لها علاقة بمخاوف واشنطن وربما يكون التنسيق المصري الليبي بدعم أمريكي غير مباشر هو الخيار الأفضل للتعامل مع الوضع الأمني الصعب في ليبيا.
يشار إلى أن "الجماعة الليبية المقاتلة" قد تحولت بالكامل في شهر فبراير 2011 إلى "الحركة الليبية للتغيير" والتي تعتمد المنهج السلمي والأساليب المدنية في التعاطي مع الشأن العام وتنوي تكوين حزب سياسي للمشاركة في اللعبة الديمقراطية .