بيع العملة الصعبة عن طريق المصارف... سوق سوداء بتشجيع الدولة

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-01-24, 8:12 am

بيع العملة الصعبة عن طريق المصارف... سوق سوداء بتشجيع الدولة

ارتفع سقف سحب العملة الأجنبية داخل فروع المصارف التجارية كافة ليصل "2000" دولار شهريا، لكل مواطن حسب قرار صادر عن مصرف ليبيا المركزي ، الأمر الذي ترتب عليه لاحقا إحداث ربكة داخل الفروع كافة ودعا العاملين بهذه المصارف إلى تنظيم اعتصاما أدى بدوره إلى قفل بعض المصارف، فيما فضل غيرها عدم البيع أو صرف حتى مرتبات الموظفين التابعين لهذه الفروع .
في ترتيب آخر بقصد المحافظة على النظام أصدر العاملون بالمصارف التجارية قرارا يقضي ببيع العملة فقط لمن لديهم حسابات جارية داخل فروع المصارف التجارية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل كل من يملك حساباً جارياً بحاجة للعملة الأجنبية ؟ وما هي أسباب الازدحام المفرط في طلب العملة خلال هذه الفترة ؟ أسئلة حاول مراسل الوكالة البحث عن إجابة عنها خلال هذا الاستطلاع...

بمثابة مرتب
البداية كانت مع فاطمة محمد الفرجاني - مصرف الجمهورية فرع "حي دمشق " - التي أجابت أن حاجتها للمبلغ المالي الذي يمثل فرق البيع والشراء هو الهدف من تكبدها مشقة الازدحام ، منوهة إلى أنها ستحصل على مبلغ قدره "450" ديناراً قالت إنه بمثابة مرتب شهري تتحصل عليه من الضمان الاجتماعي المتوقف منذ فترة لافتة إلى أنه يعد حلاً لأزمتها المالية خاصة وأنها تعول أسرة مكونة من ستة أطفال .
وأضاف خالد محمد خلف - مصرف الجمهورية "حي دمشق " - أنه حظر وشقيقته التي تملك حسابا جاريا بالفرع المذكور ليقوم بشراء عملة على حسابها مقابل دفع نصف المبلغ الذي سيتحصل عليه عقب بيع القيمة التي سيتحصل عليها من الدولار وهي "500" دينار ليبي على كل " 2000" دولار قال إنه يقوم بدفعها لكل من يوافق على بيع مخصصه الشهري من العملة فيما يتولى هو دفع قيمة الشراء من المصرف ومن ثمة البيع بالسعر المناسب فيما بعد، مؤكدا أنه يتحصل في اليوم الواحد على أكثر من "3000" دينار ليبي مقابل قيامه بعملية البيع والشراء لافتا بذلك إلى أنه يحقق أرباحا شهرية تفوق " 90" ألف دينار وهي أعلى نسبة لمرتب من يعمل تابع لأي قطاع بالدولة .

الدولة تشجع
ومن جهتها، أشارت عواطف أبوبكر الغرياني - مصرف الوحدة فرع "المغاربة" - إلى أنها قدمت إلى المصرف بعد تلقيها عرضا يتيح لها تحقيق مبلغ مالي قدرة "500" دينار دون أن تكلف نفسها مشقة البحث عن شاري للعملة الأجنبية التي ستحصل عليها من المصرف مشيرة إلى أنها لم تتحصل على مرتبها من القوى العاملة منذ عدة أشهر مبينة أن للدولة يدا في تشجيع السوق السوداء وبيع الدولار بهذه الطريقة .
واوضحت، أن قيمة البيع من المصرف للزبون لم تسلم من الاختلاس حيث يقوم المصرف بالبيع للمواطن بقيمة تزيد عن قيمة البيع الحقيقية في حين يبلغ سعر الدولار داخل المصرف للمواطن " 1.24 " نجد المصرف يقوم بزيادة هذه القيمة ليصل سعر الدولار من المصرف للمواطن "1.26" ديناراً يقوم المواطن ببيعه داخل السوق السوداء بقيمة مالية تصل "1.55 إلى 1.65" ديناراً .

ربكة وخلل
وتساءل خالد ياسين المسماري، - مصرف التجارة والتنمية - عن الأسباب التي تدعو الدولة لعدم السماح للمواطنين والتجار من الحصول على القيمة المالية التي يحتاجونها من العملة، مشيرا إلى أن للدولة يداً في وجود السوق السوداء وتشجيع الربكة والازدحام داخل الفروع بسبب هذا الإجراء الخاطئ المتمثل في تحديد سقف معين للبيع الذي بدوره يؤدي إلى إحداث ربكة وخلل واضح في عملية سحب حتى المرتبات الشهرية للمواطنين.
ومن جانبها، رجحت حنان المصراتي - مصرف الصحاري - أن يكون سبب فتح البيع للعملة وتحديد قيمة الشراء هو عملية لصرف نظر المواطنين عن بعض أمور الدولة المهمة ، متسائلة عن عدم اتخاذ قرار من قبل الدولة يجيز التعامل مع الدولار كعملة محلية لحل إشكالية نقص السيولة الحاصل لدى المصارف التجارية.
وأضافت أن اتخاذ قرار من هذا النوع سيمنح فرصة للعاملين بالمصارف من حل إشكالية العجز الحاصل بالمصارف من جهة ويقطع الطريق على تجار السوق السوداء الذين يقومون ببيع العملة من جهة أخرى إلى جانب انه سيؤدي إلى توفير العملة المحلية من الدينار الليبي داخل المصارف والتي يقوم بعض المواطنين بتخزينها داخل بيوتهم خوفا من نقص السيولة .

نقص السيولة
وفي السياق ذاته، أشار عدد من المواطنين ممن اجتمعوا أمام المصرف التجاري فرع حي الاندلس المخصص لأصحاب الحسابات الجارية من خارج مدينة طرابلس إلى أنهم يعانون نقص السيولة والصرف للدينار الليبي منذ فترة تجاوزت الشهر إلى جانب بيع العملة الأجنبية.
وذكر المواطنين أن هناك مبالغ مالية كبيرة تدخل البلاد ثمنا لكميات النفط التي يتم تصديرها يوميا والبالغة مليون برميل في اليوم مؤكدين إمكانية التعامل مع الدولار مقابل الدينار خلال هذه الفترة لحل الإشكالية القائمة.

من طرف شعيب 2012-01-24, 9:10 am

هؤلاء هم فئة من الليبيون وليسوا كل الليبيون رغم تساويهم في الحاجة ...

لازال هناك من لا يبيع وطنه مقابل دولا ولا يورو ...

يعين الله ليبيا ...إنها نتاج 42 عاما من التدمير الممنهج ...

ونحتاج وقتا لعلاج حجم الدمار في النفوس ...