إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
ليبيا والإسلاميين... من الدكتاتورية الى التطرف الديني
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ليبيا والإسلاميين... من الدكتاتورية الى التطرف الديني
شبكة النبأ -
لاتزال ملامح ليبيا الجديدة التي تخلصت من حكم الاستبداد والدكتاتورية الذي هيمن على مقدراتها لعقود من الزمن غير واضحة المعالم، ولا تزال الشكوك تساور بعض الليبيين عن مصير بلادهم التي تشهد اليوم صراعا داخليا لا يخلوا من بعض مشاهد العنف بين تلك الاطراف المتصارعة لأجل اثبات الوجود والظفر بمقاليد السلطة والحكم. ويرى بعض المراقبين ان الاحزاب الاسلامية هي الرابح الاول في المشهد السياسي الليبي بحسب بعض التقارير والمعلومات، هذا بالإضافة للنتائج المذهلة التي حققها الاسلاميون في بلدان شهدت تغيرات مماثلة ، لكنهم تخوفوا من وصول بعض الاحزاب السلفية المتشددة والتي تسعى لتطبيق صارم لتعاليم الشريعة الاسلامية، الامر الذي يثير قلق القوى والاحزاب العلمانية خصوصا مع اقتراب موعد انتخابات الجمعية الوطنية المقرر اجرائها في يونيو حزيران القادم لوضع دستور للبلاد. وشهدت الفترة الاخيرة تزايد ملحوظ لنشطات الاحزاب الاسلامية التي تعمل لتحشيد انصارها واعادة هيكلتها وتوحيد صفوفها، فقد تجمع مئات الاسلاميين للمطالبة بأن يكون التشريع في البلاد مستوحى من احكام الشريعة الاسلامية في ليبيا فيما وصفه المنظمون بانه رد على ظهور احزاب سياسية علمانية بعد سقوط حكم معمر القذافي العام الماضي. وتظاهر اشخاص معظمهم شبان ملتحون يرفعون المصاحف في ميادين في العاصمة طرابلس وفي مدينة بنغازي بشرق ليبيا وفي سبها في الصحراء الجنوبية وقد نظمتهم جماعات سياسية ودينية اسلامية. وفي ميدان الجزائر بطرابلس قام اسلاميون بحرق نسخ من الكتاب الاخضر الذي صاغه القذافي بشأن السياسة والاقتصاد والحياة اليومية لتأكيد ان القران يجب ان يكون المصدر الوحيد للتشريع في البلاد. وكان من بين المتظاهرين الاسلاميين اعضاء في جماعة الاخوان المسلمين المحافظة وسلفيون متشددون يطالبون بتطبيق صارم لاحكام الشريعة الاسلامية وعلى النقيض من ذلك هتفت مجموعة من المعتدلين الذين اعتصموا في الميدان "نريد دولة مدنية." واعطت هذه الاحتجاجات لمحة عن المستقبل السياسي لليبيا والذي من المتوقع ان يشهد تنافسا بين الاحزاب الاسلامية والعلمانية للحصول على مقاعد في جمعية وطنية من المقرر انتخابها في يونيو حزيران لوضع دستور للبلاد. ويعتقد خبراء ان الاخوان المسلمين هم اكثر قوة سياسية منظمة في ليبيا وقد يظهرون بوصفهم الطرف السياسي البارز في ليبيا بعد القذافي الذي قمع بقوة الاسلاميين خلال حكمه الاستبدادي الذي دام 42 عاما. وبدأت القوى الغربية تقبل حقيقة ان مجيء الديمقراطية في العالم العربي يعني وصول الاسلاميين الى السلطة. واصبح الاسلاميون اكبر فائزين في الانتخابات في مصر وتونس والمغرب. ووعد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا في اكتوبر تشرين الاول بتعزيز الشريعة الاسلامية. وقال ان ليبيا كدولة مسلمة تتخذ الشريعة الاسلامية مصدر التشريع ومن ثم فان اي قانون يتعارض مع مبادئ الاسلام باطل من الناحية القانونية. بحسب رويترز. وقال نائب محافظ البنك المركزي الليبي انه سيتم اصدار قانون ينظم المعاملات المصرفية الاسلامية خلال الربع الاول من 2012 ولكنه شدد على انه سيتم السماح لكل من البنوك التقليدية والاسلامية بالعمل في ليبيا. ورفع الاسلاميون في ميدان الجزائر لافتات تطالب بنظام مالي يحرم الفوائد الربوية ويدعو الى دستور نابع من المبادئ القانونية والاخلاقية للشريعة.
ليبيا والاسلام المعتدل
الى جانب ذلك صرح رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل ان "الاسلام المعتدل سيسود" في ليبيا حيث ستنظم انتخابات لاختيار اعضاء مجلس تأسيسي في حزيران/يونيو، وذلك في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية. واعتبر رئيس السلطة الانتقالية في ليبيا ان "الاسلاميين يزعجون الليبيين قبل ان يزعجوا الغرب. الاسلام المعتدل هو الذي سيسود في هذا البلد. تسعون بالمئة من الليبيين يريدون اسلاما معتدلا وهناك خمسة بالمئة من الليبراليين وخمسة بالمئة من المتطرفين". وقال عبد الجليل "اشعر بالثقة على الرغم من العقبات التي يطرحها قدامى النظام وبعض الوصوليين. الانتخابات ستجري في الموعد المحدد". واعلن المسؤول الليبي ان عدد الذين يستهدفهم القانون الذي يمنع من شارك في نظام معمر القذافي الذي اطيح به من الترشح الى هذه الانتخابات "لا يتعدى الفي شخص". واوضح انه لن يترشح لمنصب سياسي بعد الانتخابات، مؤكدا انه رجل "مصالحة" و"جمع". بحسب فرنس برس. واراد مصطفى عبد الجليل التقليل من شان الحوادث التي وقعت في بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) المعقل السابق لانصار القذافي، حيث اسفرت اعمال عنف عن مقتل سبعة اشخاص واصابة نحو عشرة اخرين بجروح. وقال "وقعت حوادث بين عدد صغير من الثوار في بني وليد الذين ارادوا الاستفادة من امتيازات وبعض السكان الذين يريدون المساواة بين الجميع". وراى عبد الجليل ان "الثورة تسيطر على كل الاراضي الليبية. هناك جزء تحت سيطرة القوات النظامية والجزء الاخر تحت سيطرة الثوار من الان وحتى شهرين، نعتقد اننا سنكون استوعبنا 60 بالمئة و70 بالمئة من المقاتلين الثوار". واعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ايضا انه "تمت استعادة ستة مليارات يورو فقط" من اصل حوالى مئة مليار يورو من ارصدة ليبية في الخارج. في السياق ذاته نفى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل تصريحات نشرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية ونسبت اليه قوله ان "الإسلاميين يزعجون الليبيين قبل أن يزعجوا الغرب"، مؤكدا انه جرى تحريف كلامه، وذلك في تصريح نقلته وكالة الأنباء الليبية. وقال عبد الجليل "أجرت معي صحيفة لوفيغارو الفرنسية لقاء مطولا ومن ضمن الأسئلة التي وجهت لي سؤال حول مدى تخوف العالم من سيطرة الإسلاميين في ليبيا مثلما سيطروا في مصر وفي تونس، فقلت إن المجتمع الليبي مجتمع مسلم، وأن 90% من الليبيين إسلامهم وسطي ولا يشكلون خطرا على أي أحد، أما المتطرفون يمينا أو شمالا فهؤلاء لا يمثلون إلا 5% من كل جانب، وهم من سيشكلون خطرا على الليبيين قبل العالم". واضاف "لاحظت في الشريط الإخباري بقناة ليبيا الأحرار بأنني قلت إن الإسلاميين يشكلون خطرا على الليبيين قبل العالم فهذا القول غير صحيح، وما ذكرته أن المتطرفين هم الذين يشكلون خطرا على الليبيين قبل غيرهم، أما الإسلاميون هذا أمر واضح وأن ليبيا دولة مسلمة ووسطية".
اول حزب اسلامي في ليبيا
من جهة اخرى اعلن رجال دين ليبيون في بنغازي انشاء اول حزب اسلامي في ليبيا يرمي الى المشاركة في بناء الدولة الليبية الجديدة طبقا للشريعة، وشكل مجموعة ائمة حزب الاصلاح والتنمية في بنغازي برئاسة الشيخ خالد الورشفاني الامين العام لاتحاد علماء ليبيا. وتم اطلاق الحزب الجديد في حفل حضره عدد من المشايخ والأئمة، وقدم في بيان على انه "مستقل لا يتبع أية جهة معينة وليس له أية أجندات خارجية". واضاف البيان "وضع الحزب على رأس أسسه ومبادئه أنه حزب إسلامي يلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية، ويشمل جميع شرائح المجتمع ويعمل بشكل كامل في الإدارة ويقبل الآراء المخالفة ويتعامل معها". وقال رئيس اللجنة التأسيسية للحزب الشيخ الورشفاني إن "مرحلة الثورة انتهت، وبدأت مرحلة بناء الدولة" التي أكد أن من مقتضياتها "أن نسعى جميعا إلى التبشير بثقافة الحرية والتعددية السياسية والقيم الحضارية الأخرى المنضبطة بضوابط الشريعة المطهرة، ونمارس حقوقنا السياسية التي حرمنا منها طويلا". واكد رفضه "التعامل مع أي تكتلات سياسية تنافي الشريعة"، في إشارة إلى التوجهات الليبرالية والعلمانية. بحسب فرنس برس. ويأتي الاعلان عن تشكيل اول حزب اسلامي ليبي بعد ايام على الغاء السلطات الجديدة قانونا يجرم منذ 1972 تأسيس اي حزب سياسي او اي هيئة للمجتمع المدني. ومنذ سقوط النظام الليبي في نهاية اب/اغسطس شكلت عدة احزاب سياسية في ليبيا. حتى ان احزابا شكلت قبل هذا التاريخ في بنغازي عاصمة الثوار. وينظر الى الاسلاميين كقوة سياسية صاعدة في ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي. ويؤكد هؤلاء انهم يريدون نشر اسلام معتدل مع استعدادهم لتقاسم السلطة في اطار دولة ديموقراطية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر افتتح الاخوان المسلمون في ليبيا اول مؤتمر علني لهم منذ نحو 25 عاما في بنغازي. واكدوا انهم لا يعتزمون حاليا تشكيل حزب لكنهم يدعون اعضاءهم الى المشاركة في الحياة السياسية.
افكار تنظيم القاعدة
على صعيد متصل قال ابو يحيى الليبي احد ابرز منظري تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي ان "علم الاسلام" وحده يجب ان يرفرف فوق ليبيا، ودعا الثوار السابقين الذين اطاحوا بنظام معمر القذافي الى عدم تسليم اسلحتهم الى الحكومة الجديدة. وقال الليبي في تسجيل اعدته مؤسسة السحاب الذراع الاعلامية للقاعدة وبثته مواقع اسلامية ان على قادة ثوار ليبيا "ان يعلموا ان الطريق لا يزال طويلا وان ثمار الثورة اليافعة لم تقطف بعد". واضاف الليبي "ان اداء الامانة الى اهلها من الشهداء والجرحى والمشردين وعامة المسلمين لن يكون حتى يرفرف في سماء ليبيا علم الاسلام لا ينازعه علم ولا يزاحمه حكم". وتابع الليبي "انتم اليوم على مفترق طريق لا يحتمل الا اتخاذ قرار حاسم واضح لا تردد فيه. اما ان تختاروا نظاما علمانيا يرضي تماسيح الغرب الشجعة ويتخذونه مركبا لتحقيق مآربهم واما ان تقفوا موقفا صارما لاقامة دين الله الذي نصركم". كما طالب الليبي الثوار السابقين في ليبيا بالاحتفاظ بالاسلحة التي قاتلوا بها نظام القذافي والتي تسعى السلطات الليبية الجديدة الى تجميعها. وقال موجها حديثه الى قادة الثوار "ان التخلي عن السلاح الذي كان احد اسباب انعتاقكم من رق قاتل استمر اكثر من اربعة عقود يسومكم فيها القذافي سوء العذاب يعني وبكل بساطة الرجوع الى العبودية بثوب جديد والتسليم لطغاة عتاة داخليين او خارجيين يسلبون ارادتكم ويتحكمون بحريتكم حتى وان بهرجوا فسادهم بالالفاظ الخلابة والخطابات الخادعة". الا انه حضهم على عدم استعمال هذه الاسلحة "كي يسفكوا دما حراما لمسلم او كافر "كما حذر الليبي في التسجيل من "اطماع" الغرب بالسيطرة على النفط الليبي داعيا الليبيين الى "مواجهتها بكل حزم وجرأة". بحسب فرنس برس. وبعد أن تحرر الليبيون من حكم الزعيم الراحل معمر القذافي الذي استمر 42 عاما يفكرون الان في الاتجاه الديني الذي يريدونه وحجم الدور الذي سيلعبه في حياتهم اليومية. وتحولت العملية الى منافسة بين المسلمين المعتدلين من ناحية والتيار الاسلامي من ناحية أخرى والذي يتبنى تفسيرا اكثر تشددا للدين ويؤمن بأنه لابد أن تكون مرجعية قواعد المجتمع وسياسات الحكومة دينية. ولا يمكن الاستهانة بحجم الخطر. ويملك الطرفان كميات كبيرة من الاسلحة وقد تحدد النتيجة من الذي سيتمتع بالنفوذ السياسي في ليبيا الجديدة في نهاية المطاف. وحتى الان فان الاسلاميين هم الذين يملاون الفراغ الذي تركه سقوط القذافي. والاسلاميون اكثر تنظيما ويقدمون ايديولوجية تلقى جاذبية لدى الشبان والمحبطين. ويقول الكاتب الليبي صلاح انقاب الذي كتب كثيرا عن الاسلام والذي يشعر بالقلق من صعود الاسلاميين ان هذا هو قانون الفيزياء حين ينخفض الضغط في منطقة ما فانها تمتليء من منطقة عالية الضغط وهذا هو ما يحدث في ليبيا. وأصبح ظهور فكر الاسلاميين من ملامح انتفاضات "الربيع العربي" في شتى أنحاء المنطقة في تونس يقود حزب اسلامي معتدل حكومة ائتلافية الان. وفي مصر جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا ايضا وضع الاسلاميون بصمتهم على المشهد السياسي الذي يتشكل الان. ويقود عبد الحكيم بلحاج الاسلامي المتشدد السابق الذي قضى فترة مع حركة طالبان في افغانستان لكنه يقول الان انه نبذ العنف واحدة من أقوى الميليشيات على مستوى البلاد. بحسب رويترز. وفي عهد القذافي الذي شن حملة استمرت 15 عاما على الاسلاميين الذين اعتقد انهم يحاولون الاطاحة به كان هذا المظهر يلفت انتباه ضباط أجهزة المخابرات الداخلية. وسجن الكثير من السلفيين في عهد القذافي ومن لم يسجن قضى سنوات وهو يتفادى اظهار معتقداته علنا. وخلال صلاة الجمعة بمسجد النفاتي الذي يرتاده مسلمون معتدلون ألقى الخطبة امام جديد تحدث عن مفاسد الاختلاط بين الرجال والنساء وانتقد الاغاني. ويركز السلفيون على الحديث عن هذه الافكار لكنها لاتزال غير مألوفة بين الليبيين. وتبنى اجتماع لكبار علماء الدين في فندق بطرابلس توصية بمنع تعيين من يشرب الخمر في مناصب حكومية رفيعة. ويحظر بيع الكحوليات في ليبيا منذ عقود لكنها متاحة في السوق السوداء. وقال أحد رجال الدين ان من يشرب الخمر ويريد الانضمام للحكومة فانه يستطيع أن يتوب وحينذاك لا تكون هناك مشكلة. ويقول كثير من الليبيين ان حرية العبادة بالطريقة التي يختارونها هي أحد مكاسب الانتفاضة. وقال مؤذن في مسجد بالمدينة القديمة بطرابلس "في عهد القذافي كان من يأتون لاداء صلاة الفجر يعتقلون." وأضاف الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه "كانت الشرطة تعتقد أنهم متدينون أكثر من اللازم وكان الناس يخشون المجيء وكانوا يعذبون. كل المتدينين كانوا يخافون الحضور الى المسجد." واستطرد قائلا "الان يتوافد المزيد من الناس. هناك حرية كاملة. "كثيرون يرتدون مثل من هم في قندهار" مشيرا الى مدينة أفغانية تتمتع فيها حركة طالبان بنفوذ كبير. ويشعر البعض بالقلق الشديد من وصول بعض المتشددين الاسلاميين . ويقول انقاب الذي يكتب عن الاسلام انه مسلم متدين يؤدي الصلوات الخمس كل يوم. لكنه يرى أنه لا يوجد في القران ما يشير الى أن الحجاب فرض او ان على الحكومات تطبيق الشريعة الاسلامية. وضبط انقاب نغمة هاتفه المحمول لتكون أغنية للمغني الامريكي بوب ديلان. وقال ان صديقه قال له ان هذا المغني يهودي فأجابه انقاب بأن هذا أمر لا يعنيه لانه يحب بوب ديلان ولا يهمه حتى لو كان يعبد البقرة. في فناء مسجد عبد الله الشعاب يخرج حجاج مساعد الامام جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. ويقف حراس المسجد المسلحون على مقربة فيما يقلب بين صور تظهر أضرحة هدمها السلفيون. ويؤمن بعض الاسلاميين بأن اقامة الاضرحة نوع من الشرك. وأظهر صورة مبنى صغير متهدم في مصراتة على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس. وقال حجاج ان هذا هو كل ما تبقى من ضريح سيدي احمد البكر الذي يرجع تاريخه الى 400 عام مضت بعد أن أطلق مهاجمون نيران المدافع المضادة للدبابات عليه. ويقول حجاج ان في درنة قرب حدود ليبيا مع مصر هدم السلفيون قبر سيدي نصر عزيز. ويقول عمران علي امام مسجد سيدي نصر ان مهاجمين اقتحموا المسجد ليلا حين كان خاليا وهدموا ضريحين أحدهما لرجل دين توفي نحو عام 1760 والاخر لشيخ توفي منذ 15 عاما. ويقول رواد للمساجد ان السلطات الجديدة تحجم فيما يبدو عن مواجهة الاسلاميين المتشددين. ويشيرون الى مكاتب مؤسسة النفط الحكومية على الجانب الاخر من الطريق حيث توجه كاميرات التأمين نحو مدخل المسجد. ويقولون انه لابد من أنها سجلت الهجوم لكن المؤسسة لن تسلم الشريط المسجل. وقال علي "جاء كثيرون الى هنا ليطرحوا الاسئلة ويلتقطوا الصور لكن لم يفعل احد شيئا."
الصوفيون يتحدون السلفيين
من جانبهم نظم الصوفيون في ليبيا مسيرة استعراضية في قلب العاصمة طرابلس للاحتفال بالمولد النبوي في تحد للسلفيين الذين كانوا يضغطون من أجل الغاء هذا الاحتفال الذي يعود الى عدة قرون. وردد المشاركون في المسيرة الاناشيد الدينية على وقع دقات الطبول والصنوج النحاسية واكتظت بهم الازقة الضيقة للمدينة القديمة احتفالا بالمولد النبوي الذي يعد الحدث المفضل للصوفيين. وهذه الاحتفالات هي الاولى بعد سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي في اغسطس اب. وكان القذافي يضع الدين تحت رقابة مشددة خلال حكمه الدكتاتوري. ومضت الاحتفالات قدما رغم المخاوف من احتمال مهاجمة السلفيين المتشددين للمشاركين في المسيرة باعتبار الاحتفال بدعة. وأصبح التوتر بين الصوفيين والسلفيين وهم مجموعة متأثرة بالفكر الوهابي في السعودية وغيرهم من غلاة المحافظين الاسلاميين عامل انقسام رئيسيا في السياسة الليبية في الوقت الذي تبدأ فيه الاحزاب في التشكل لخوض انتخابات حرة. وقال محمد عارف وهو مدرس احياء "لقد قاتلنا الطاغية (القذافي) لانه كان دكتاتورا ولا نريد أي شخص مثله يحكمنا مرة أخرى" مضيفا "نحن الاكثرية". وقال محمد الاشهب وهو شيخ في مدرسة دينية حيث تجمع المشاركون في المسيرة ان هناك أقل من 2000 من الاسلاميين المتطرفين في ليبيا مضيفا ان "كل المواطنين العاديين ضد أفكارهم". وهدم متطرفون جدار جبانة قديمة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا ودمروا مقابرها وأخرجوا رفات 29 من الحكماء والعلماء الذين يحظون باحترام. كما هدموا مدرسة صوفية قريبة. وقال جميل عبد المحيي "استغل المتطرفون غياب النظام" مضيفا "من يعملون في الظلام اما الخفافيش أو اللصوص. انهم جبناء." بحسب رزيترز. واعرب هشام الكريكشي نائب رئيس مجلس بلدية طرابلس عن ارتياحه لان المسيرة جرت بسلام رغم المخاوف من عمليات انتقامية من جانب المتشددين الذين نشروا كتيبات في الايام الاخيرة تحث الناس على عدم المشاركة في الاحتفال بالمناسبة. وقال في احد الاسواق الرئيسية حيث اغلق تجار الذهب وباعة الملابس متاجرهم "هذا أمر قائم منذ 14 قرنا ليس بالامكان منعه." وبدأت الاحتفالات بطقوس صوفية في مدارس اسلامية تقليدية في البلدة القديمة. وفي أكبرها في الزاوية الكبيرة ردد رجال الاناشيد الدينية في غرفة معبقة بالبخور في حين وزع اخرون حليب اللوز والبسكويت على من هم بالخارج. وفي احدى المراحل تدفق المشاركون في المسيرة على ساحة الشهداء وهي الساحة الخضراء سابقا التي كان القذافي يستخدمها لالقاء خطب امام انصاره. وحتى لو مرت عطلة المولد النبوي بدون حوادث فان زعماء الصوفية يقولون انهم مازالوا يشعرون بالقلق لان الكثيرين من المسؤولين الدينيين فيما بعد القذافي لديهم ميول سلفية ويعينون أئمة ذوي فكر مشابه للمساجد في انحاء البلاد. ويضيفون ان الدعوة السلفية منتشرة ايضا على التلفزيون الليبي والاذاعة الامر الذي يثير مخاوف بين الصوفيين من انهم محاصرون وسط شكل جديد الاسلام السياسي.
لاتزال ملامح ليبيا الجديدة التي تخلصت من حكم الاستبداد والدكتاتورية الذي هيمن على مقدراتها لعقود من الزمن غير واضحة المعالم، ولا تزال الشكوك تساور بعض الليبيين عن مصير بلادهم التي تشهد اليوم صراعا داخليا لا يخلوا من بعض مشاهد العنف بين تلك الاطراف المتصارعة لأجل اثبات الوجود والظفر بمقاليد السلطة والحكم. ويرى بعض المراقبين ان الاحزاب الاسلامية هي الرابح الاول في المشهد السياسي الليبي بحسب بعض التقارير والمعلومات، هذا بالإضافة للنتائج المذهلة التي حققها الاسلاميون في بلدان شهدت تغيرات مماثلة ، لكنهم تخوفوا من وصول بعض الاحزاب السلفية المتشددة والتي تسعى لتطبيق صارم لتعاليم الشريعة الاسلامية، الامر الذي يثير قلق القوى والاحزاب العلمانية خصوصا مع اقتراب موعد انتخابات الجمعية الوطنية المقرر اجرائها في يونيو حزيران القادم لوضع دستور للبلاد. وشهدت الفترة الاخيرة تزايد ملحوظ لنشطات الاحزاب الاسلامية التي تعمل لتحشيد انصارها واعادة هيكلتها وتوحيد صفوفها، فقد تجمع مئات الاسلاميين للمطالبة بأن يكون التشريع في البلاد مستوحى من احكام الشريعة الاسلامية في ليبيا فيما وصفه المنظمون بانه رد على ظهور احزاب سياسية علمانية بعد سقوط حكم معمر القذافي العام الماضي. وتظاهر اشخاص معظمهم شبان ملتحون يرفعون المصاحف في ميادين في العاصمة طرابلس وفي مدينة بنغازي بشرق ليبيا وفي سبها في الصحراء الجنوبية وقد نظمتهم جماعات سياسية ودينية اسلامية. وفي ميدان الجزائر بطرابلس قام اسلاميون بحرق نسخ من الكتاب الاخضر الذي صاغه القذافي بشأن السياسة والاقتصاد والحياة اليومية لتأكيد ان القران يجب ان يكون المصدر الوحيد للتشريع في البلاد. وكان من بين المتظاهرين الاسلاميين اعضاء في جماعة الاخوان المسلمين المحافظة وسلفيون متشددون يطالبون بتطبيق صارم لاحكام الشريعة الاسلامية وعلى النقيض من ذلك هتفت مجموعة من المعتدلين الذين اعتصموا في الميدان "نريد دولة مدنية." واعطت هذه الاحتجاجات لمحة عن المستقبل السياسي لليبيا والذي من المتوقع ان يشهد تنافسا بين الاحزاب الاسلامية والعلمانية للحصول على مقاعد في جمعية وطنية من المقرر انتخابها في يونيو حزيران لوضع دستور للبلاد. ويعتقد خبراء ان الاخوان المسلمين هم اكثر قوة سياسية منظمة في ليبيا وقد يظهرون بوصفهم الطرف السياسي البارز في ليبيا بعد القذافي الذي قمع بقوة الاسلاميين خلال حكمه الاستبدادي الذي دام 42 عاما. وبدأت القوى الغربية تقبل حقيقة ان مجيء الديمقراطية في العالم العربي يعني وصول الاسلاميين الى السلطة. واصبح الاسلاميون اكبر فائزين في الانتخابات في مصر وتونس والمغرب. ووعد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا في اكتوبر تشرين الاول بتعزيز الشريعة الاسلامية. وقال ان ليبيا كدولة مسلمة تتخذ الشريعة الاسلامية مصدر التشريع ومن ثم فان اي قانون يتعارض مع مبادئ الاسلام باطل من الناحية القانونية. بحسب رويترز. وقال نائب محافظ البنك المركزي الليبي انه سيتم اصدار قانون ينظم المعاملات المصرفية الاسلامية خلال الربع الاول من 2012 ولكنه شدد على انه سيتم السماح لكل من البنوك التقليدية والاسلامية بالعمل في ليبيا. ورفع الاسلاميون في ميدان الجزائر لافتات تطالب بنظام مالي يحرم الفوائد الربوية ويدعو الى دستور نابع من المبادئ القانونية والاخلاقية للشريعة.
ليبيا والاسلام المعتدل
الى جانب ذلك صرح رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل ان "الاسلام المعتدل سيسود" في ليبيا حيث ستنظم انتخابات لاختيار اعضاء مجلس تأسيسي في حزيران/يونيو، وذلك في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية. واعتبر رئيس السلطة الانتقالية في ليبيا ان "الاسلاميين يزعجون الليبيين قبل ان يزعجوا الغرب. الاسلام المعتدل هو الذي سيسود في هذا البلد. تسعون بالمئة من الليبيين يريدون اسلاما معتدلا وهناك خمسة بالمئة من الليبراليين وخمسة بالمئة من المتطرفين". وقال عبد الجليل "اشعر بالثقة على الرغم من العقبات التي يطرحها قدامى النظام وبعض الوصوليين. الانتخابات ستجري في الموعد المحدد". واعلن المسؤول الليبي ان عدد الذين يستهدفهم القانون الذي يمنع من شارك في نظام معمر القذافي الذي اطيح به من الترشح الى هذه الانتخابات "لا يتعدى الفي شخص". واوضح انه لن يترشح لمنصب سياسي بعد الانتخابات، مؤكدا انه رجل "مصالحة" و"جمع". بحسب فرنس برس. واراد مصطفى عبد الجليل التقليل من شان الحوادث التي وقعت في بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) المعقل السابق لانصار القذافي، حيث اسفرت اعمال عنف عن مقتل سبعة اشخاص واصابة نحو عشرة اخرين بجروح. وقال "وقعت حوادث بين عدد صغير من الثوار في بني وليد الذين ارادوا الاستفادة من امتيازات وبعض السكان الذين يريدون المساواة بين الجميع". وراى عبد الجليل ان "الثورة تسيطر على كل الاراضي الليبية. هناك جزء تحت سيطرة القوات النظامية والجزء الاخر تحت سيطرة الثوار من الان وحتى شهرين، نعتقد اننا سنكون استوعبنا 60 بالمئة و70 بالمئة من المقاتلين الثوار". واعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ايضا انه "تمت استعادة ستة مليارات يورو فقط" من اصل حوالى مئة مليار يورو من ارصدة ليبية في الخارج. في السياق ذاته نفى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل تصريحات نشرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية ونسبت اليه قوله ان "الإسلاميين يزعجون الليبيين قبل أن يزعجوا الغرب"، مؤكدا انه جرى تحريف كلامه، وذلك في تصريح نقلته وكالة الأنباء الليبية. وقال عبد الجليل "أجرت معي صحيفة لوفيغارو الفرنسية لقاء مطولا ومن ضمن الأسئلة التي وجهت لي سؤال حول مدى تخوف العالم من سيطرة الإسلاميين في ليبيا مثلما سيطروا في مصر وفي تونس، فقلت إن المجتمع الليبي مجتمع مسلم، وأن 90% من الليبيين إسلامهم وسطي ولا يشكلون خطرا على أي أحد، أما المتطرفون يمينا أو شمالا فهؤلاء لا يمثلون إلا 5% من كل جانب، وهم من سيشكلون خطرا على الليبيين قبل العالم". واضاف "لاحظت في الشريط الإخباري بقناة ليبيا الأحرار بأنني قلت إن الإسلاميين يشكلون خطرا على الليبيين قبل العالم فهذا القول غير صحيح، وما ذكرته أن المتطرفين هم الذين يشكلون خطرا على الليبيين قبل غيرهم، أما الإسلاميون هذا أمر واضح وأن ليبيا دولة مسلمة ووسطية".
اول حزب اسلامي في ليبيا
من جهة اخرى اعلن رجال دين ليبيون في بنغازي انشاء اول حزب اسلامي في ليبيا يرمي الى المشاركة في بناء الدولة الليبية الجديدة طبقا للشريعة، وشكل مجموعة ائمة حزب الاصلاح والتنمية في بنغازي برئاسة الشيخ خالد الورشفاني الامين العام لاتحاد علماء ليبيا. وتم اطلاق الحزب الجديد في حفل حضره عدد من المشايخ والأئمة، وقدم في بيان على انه "مستقل لا يتبع أية جهة معينة وليس له أية أجندات خارجية". واضاف البيان "وضع الحزب على رأس أسسه ومبادئه أنه حزب إسلامي يلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية، ويشمل جميع شرائح المجتمع ويعمل بشكل كامل في الإدارة ويقبل الآراء المخالفة ويتعامل معها". وقال رئيس اللجنة التأسيسية للحزب الشيخ الورشفاني إن "مرحلة الثورة انتهت، وبدأت مرحلة بناء الدولة" التي أكد أن من مقتضياتها "أن نسعى جميعا إلى التبشير بثقافة الحرية والتعددية السياسية والقيم الحضارية الأخرى المنضبطة بضوابط الشريعة المطهرة، ونمارس حقوقنا السياسية التي حرمنا منها طويلا". واكد رفضه "التعامل مع أي تكتلات سياسية تنافي الشريعة"، في إشارة إلى التوجهات الليبرالية والعلمانية. بحسب فرنس برس. ويأتي الاعلان عن تشكيل اول حزب اسلامي ليبي بعد ايام على الغاء السلطات الجديدة قانونا يجرم منذ 1972 تأسيس اي حزب سياسي او اي هيئة للمجتمع المدني. ومنذ سقوط النظام الليبي في نهاية اب/اغسطس شكلت عدة احزاب سياسية في ليبيا. حتى ان احزابا شكلت قبل هذا التاريخ في بنغازي عاصمة الثوار. وينظر الى الاسلاميين كقوة سياسية صاعدة في ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي. ويؤكد هؤلاء انهم يريدون نشر اسلام معتدل مع استعدادهم لتقاسم السلطة في اطار دولة ديموقراطية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر افتتح الاخوان المسلمون في ليبيا اول مؤتمر علني لهم منذ نحو 25 عاما في بنغازي. واكدوا انهم لا يعتزمون حاليا تشكيل حزب لكنهم يدعون اعضاءهم الى المشاركة في الحياة السياسية.
افكار تنظيم القاعدة
على صعيد متصل قال ابو يحيى الليبي احد ابرز منظري تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي ان "علم الاسلام" وحده يجب ان يرفرف فوق ليبيا، ودعا الثوار السابقين الذين اطاحوا بنظام معمر القذافي الى عدم تسليم اسلحتهم الى الحكومة الجديدة. وقال الليبي في تسجيل اعدته مؤسسة السحاب الذراع الاعلامية للقاعدة وبثته مواقع اسلامية ان على قادة ثوار ليبيا "ان يعلموا ان الطريق لا يزال طويلا وان ثمار الثورة اليافعة لم تقطف بعد". واضاف الليبي "ان اداء الامانة الى اهلها من الشهداء والجرحى والمشردين وعامة المسلمين لن يكون حتى يرفرف في سماء ليبيا علم الاسلام لا ينازعه علم ولا يزاحمه حكم". وتابع الليبي "انتم اليوم على مفترق طريق لا يحتمل الا اتخاذ قرار حاسم واضح لا تردد فيه. اما ان تختاروا نظاما علمانيا يرضي تماسيح الغرب الشجعة ويتخذونه مركبا لتحقيق مآربهم واما ان تقفوا موقفا صارما لاقامة دين الله الذي نصركم". كما طالب الليبي الثوار السابقين في ليبيا بالاحتفاظ بالاسلحة التي قاتلوا بها نظام القذافي والتي تسعى السلطات الليبية الجديدة الى تجميعها. وقال موجها حديثه الى قادة الثوار "ان التخلي عن السلاح الذي كان احد اسباب انعتاقكم من رق قاتل استمر اكثر من اربعة عقود يسومكم فيها القذافي سوء العذاب يعني وبكل بساطة الرجوع الى العبودية بثوب جديد والتسليم لطغاة عتاة داخليين او خارجيين يسلبون ارادتكم ويتحكمون بحريتكم حتى وان بهرجوا فسادهم بالالفاظ الخلابة والخطابات الخادعة". الا انه حضهم على عدم استعمال هذه الاسلحة "كي يسفكوا دما حراما لمسلم او كافر "كما حذر الليبي في التسجيل من "اطماع" الغرب بالسيطرة على النفط الليبي داعيا الليبيين الى "مواجهتها بكل حزم وجرأة". بحسب فرنس برس. وبعد أن تحرر الليبيون من حكم الزعيم الراحل معمر القذافي الذي استمر 42 عاما يفكرون الان في الاتجاه الديني الذي يريدونه وحجم الدور الذي سيلعبه في حياتهم اليومية. وتحولت العملية الى منافسة بين المسلمين المعتدلين من ناحية والتيار الاسلامي من ناحية أخرى والذي يتبنى تفسيرا اكثر تشددا للدين ويؤمن بأنه لابد أن تكون مرجعية قواعد المجتمع وسياسات الحكومة دينية. ولا يمكن الاستهانة بحجم الخطر. ويملك الطرفان كميات كبيرة من الاسلحة وقد تحدد النتيجة من الذي سيتمتع بالنفوذ السياسي في ليبيا الجديدة في نهاية المطاف. وحتى الان فان الاسلاميين هم الذين يملاون الفراغ الذي تركه سقوط القذافي. والاسلاميون اكثر تنظيما ويقدمون ايديولوجية تلقى جاذبية لدى الشبان والمحبطين. ويقول الكاتب الليبي صلاح انقاب الذي كتب كثيرا عن الاسلام والذي يشعر بالقلق من صعود الاسلاميين ان هذا هو قانون الفيزياء حين ينخفض الضغط في منطقة ما فانها تمتليء من منطقة عالية الضغط وهذا هو ما يحدث في ليبيا. وأصبح ظهور فكر الاسلاميين من ملامح انتفاضات "الربيع العربي" في شتى أنحاء المنطقة في تونس يقود حزب اسلامي معتدل حكومة ائتلافية الان. وفي مصر جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا ايضا وضع الاسلاميون بصمتهم على المشهد السياسي الذي يتشكل الان. ويقود عبد الحكيم بلحاج الاسلامي المتشدد السابق الذي قضى فترة مع حركة طالبان في افغانستان لكنه يقول الان انه نبذ العنف واحدة من أقوى الميليشيات على مستوى البلاد. بحسب رويترز. وفي عهد القذافي الذي شن حملة استمرت 15 عاما على الاسلاميين الذين اعتقد انهم يحاولون الاطاحة به كان هذا المظهر يلفت انتباه ضباط أجهزة المخابرات الداخلية. وسجن الكثير من السلفيين في عهد القذافي ومن لم يسجن قضى سنوات وهو يتفادى اظهار معتقداته علنا. وخلال صلاة الجمعة بمسجد النفاتي الذي يرتاده مسلمون معتدلون ألقى الخطبة امام جديد تحدث عن مفاسد الاختلاط بين الرجال والنساء وانتقد الاغاني. ويركز السلفيون على الحديث عن هذه الافكار لكنها لاتزال غير مألوفة بين الليبيين. وتبنى اجتماع لكبار علماء الدين في فندق بطرابلس توصية بمنع تعيين من يشرب الخمر في مناصب حكومية رفيعة. ويحظر بيع الكحوليات في ليبيا منذ عقود لكنها متاحة في السوق السوداء. وقال أحد رجال الدين ان من يشرب الخمر ويريد الانضمام للحكومة فانه يستطيع أن يتوب وحينذاك لا تكون هناك مشكلة. ويقول كثير من الليبيين ان حرية العبادة بالطريقة التي يختارونها هي أحد مكاسب الانتفاضة. وقال مؤذن في مسجد بالمدينة القديمة بطرابلس "في عهد القذافي كان من يأتون لاداء صلاة الفجر يعتقلون." وأضاف الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه "كانت الشرطة تعتقد أنهم متدينون أكثر من اللازم وكان الناس يخشون المجيء وكانوا يعذبون. كل المتدينين كانوا يخافون الحضور الى المسجد." واستطرد قائلا "الان يتوافد المزيد من الناس. هناك حرية كاملة. "كثيرون يرتدون مثل من هم في قندهار" مشيرا الى مدينة أفغانية تتمتع فيها حركة طالبان بنفوذ كبير. ويشعر البعض بالقلق الشديد من وصول بعض المتشددين الاسلاميين . ويقول انقاب الذي يكتب عن الاسلام انه مسلم متدين يؤدي الصلوات الخمس كل يوم. لكنه يرى أنه لا يوجد في القران ما يشير الى أن الحجاب فرض او ان على الحكومات تطبيق الشريعة الاسلامية. وضبط انقاب نغمة هاتفه المحمول لتكون أغنية للمغني الامريكي بوب ديلان. وقال ان صديقه قال له ان هذا المغني يهودي فأجابه انقاب بأن هذا أمر لا يعنيه لانه يحب بوب ديلان ولا يهمه حتى لو كان يعبد البقرة. في فناء مسجد عبد الله الشعاب يخرج حجاج مساعد الامام جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. ويقف حراس المسجد المسلحون على مقربة فيما يقلب بين صور تظهر أضرحة هدمها السلفيون. ويؤمن بعض الاسلاميين بأن اقامة الاضرحة نوع من الشرك. وأظهر صورة مبنى صغير متهدم في مصراتة على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس. وقال حجاج ان هذا هو كل ما تبقى من ضريح سيدي احمد البكر الذي يرجع تاريخه الى 400 عام مضت بعد أن أطلق مهاجمون نيران المدافع المضادة للدبابات عليه. ويقول حجاج ان في درنة قرب حدود ليبيا مع مصر هدم السلفيون قبر سيدي نصر عزيز. ويقول عمران علي امام مسجد سيدي نصر ان مهاجمين اقتحموا المسجد ليلا حين كان خاليا وهدموا ضريحين أحدهما لرجل دين توفي نحو عام 1760 والاخر لشيخ توفي منذ 15 عاما. ويقول رواد للمساجد ان السلطات الجديدة تحجم فيما يبدو عن مواجهة الاسلاميين المتشددين. ويشيرون الى مكاتب مؤسسة النفط الحكومية على الجانب الاخر من الطريق حيث توجه كاميرات التأمين نحو مدخل المسجد. ويقولون انه لابد من أنها سجلت الهجوم لكن المؤسسة لن تسلم الشريط المسجل. وقال علي "جاء كثيرون الى هنا ليطرحوا الاسئلة ويلتقطوا الصور لكن لم يفعل احد شيئا."
الصوفيون يتحدون السلفيين
من جانبهم نظم الصوفيون في ليبيا مسيرة استعراضية في قلب العاصمة طرابلس للاحتفال بالمولد النبوي في تحد للسلفيين الذين كانوا يضغطون من أجل الغاء هذا الاحتفال الذي يعود الى عدة قرون. وردد المشاركون في المسيرة الاناشيد الدينية على وقع دقات الطبول والصنوج النحاسية واكتظت بهم الازقة الضيقة للمدينة القديمة احتفالا بالمولد النبوي الذي يعد الحدث المفضل للصوفيين. وهذه الاحتفالات هي الاولى بعد سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي في اغسطس اب. وكان القذافي يضع الدين تحت رقابة مشددة خلال حكمه الدكتاتوري. ومضت الاحتفالات قدما رغم المخاوف من احتمال مهاجمة السلفيين المتشددين للمشاركين في المسيرة باعتبار الاحتفال بدعة. وأصبح التوتر بين الصوفيين والسلفيين وهم مجموعة متأثرة بالفكر الوهابي في السعودية وغيرهم من غلاة المحافظين الاسلاميين عامل انقسام رئيسيا في السياسة الليبية في الوقت الذي تبدأ فيه الاحزاب في التشكل لخوض انتخابات حرة. وقال محمد عارف وهو مدرس احياء "لقد قاتلنا الطاغية (القذافي) لانه كان دكتاتورا ولا نريد أي شخص مثله يحكمنا مرة أخرى" مضيفا "نحن الاكثرية". وقال محمد الاشهب وهو شيخ في مدرسة دينية حيث تجمع المشاركون في المسيرة ان هناك أقل من 2000 من الاسلاميين المتطرفين في ليبيا مضيفا ان "كل المواطنين العاديين ضد أفكارهم". وهدم متطرفون جدار جبانة قديمة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا ودمروا مقابرها وأخرجوا رفات 29 من الحكماء والعلماء الذين يحظون باحترام. كما هدموا مدرسة صوفية قريبة. وقال جميل عبد المحيي "استغل المتطرفون غياب النظام" مضيفا "من يعملون في الظلام اما الخفافيش أو اللصوص. انهم جبناء." بحسب رزيترز. واعرب هشام الكريكشي نائب رئيس مجلس بلدية طرابلس عن ارتياحه لان المسيرة جرت بسلام رغم المخاوف من عمليات انتقامية من جانب المتشددين الذين نشروا كتيبات في الايام الاخيرة تحث الناس على عدم المشاركة في الاحتفال بالمناسبة. وقال في احد الاسواق الرئيسية حيث اغلق تجار الذهب وباعة الملابس متاجرهم "هذا أمر قائم منذ 14 قرنا ليس بالامكان منعه." وبدأت الاحتفالات بطقوس صوفية في مدارس اسلامية تقليدية في البلدة القديمة. وفي أكبرها في الزاوية الكبيرة ردد رجال الاناشيد الدينية في غرفة معبقة بالبخور في حين وزع اخرون حليب اللوز والبسكويت على من هم بالخارج. وفي احدى المراحل تدفق المشاركون في المسيرة على ساحة الشهداء وهي الساحة الخضراء سابقا التي كان القذافي يستخدمها لالقاء خطب امام انصاره. وحتى لو مرت عطلة المولد النبوي بدون حوادث فان زعماء الصوفية يقولون انهم مازالوا يشعرون بالقلق لان الكثيرين من المسؤولين الدينيين فيما بعد القذافي لديهم ميول سلفية ويعينون أئمة ذوي فكر مشابه للمساجد في انحاء البلاد. ويضيفون ان الدعوة السلفية منتشرة ايضا على التلفزيون الليبي والاذاعة الامر الذي يثير مخاوف بين الصوفيين من انهم محاصرون وسط شكل جديد الاسلام السياسي.
أم عمر- لواء
-
عدد المشاركات : 2247
العمر : 52
رقم العضوية : 9265
قوة التقييم : 10
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
رد: ليبيا والإسلاميين... من الدكتاتورية الى التطرف الديني
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
مواضيع مماثلة
» نجدت أنزور يوافق على إخراج مسلسل عن التطرف الديني بعنوان "ج
» 4عوامل وراء هزيمة التيار الديني في ليبيا
» هل وزارة الكهرباء تمارس الدكتاتورية
» قطر والإسلاميين وتعطيل الجيش واغتيال عبدالفتاح يونس؟
» قطر والإسلاميين وتعطيل الجيش واغتيال عبدالفتاح يونس؟
» 4عوامل وراء هزيمة التيار الديني في ليبيا
» هل وزارة الكهرباء تمارس الدكتاتورية
» قطر والإسلاميين وتعطيل الجيش واغتيال عبدالفتاح يونس؟
» قطر والإسلاميين وتعطيل الجيش واغتيال عبدالفتاح يونس؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
أمس في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
2024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR