قال تعالى : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِ

قال تعالى : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ
بسم الله

دائما نسمع بالاحتفال بالذكرى السنوية لمناسبة ما وعند حضور هذا النوع من الاحتفالات نشاهد مظاهر احتفالية تكثر فيها الخطب وتزين الشوارع بألوان الاعلام والشارات الدالة علي المناسبة وحضور جمع غفير من الناس رجال ونساء من مختلف الأعمار يهللون ويطبلون ويرفعون أصواتهم بالأهازيج والأغاني ثم تنتهى هذه الاحتفالات ....
ولكن للأسف أن هذا النوع من الفرح فارغ من قيمة الاحتفال الحقيقي بالذكرة إذا كان هذا هو مضمونه , لأن الذكرة لها معان أكبر من ذلك ... فلو نظرنا إلى كلمة الذكرى لوجدنها تعنى الذكرى من الذاكرة وهي أحداث سابقة . .. الذكرى هي حدث تخزن في مكان في العقل اسمه الذاكرة ممكن استرجاعه بين الحين والآخر .وتكمن الفائدة في تدارس الناس لهذه الذكرى ويسردون اسبابها و أحداثها ويتناقشون في طريقة خوضوها والنتائج التي استفادوها منها لأن الذكرى مهمة جدا في حاياتنا
فهي التي تعلمنا ما هي الخطوة الثانية .
ففي احتفالنا هذا بالذكرى للأولى لثورتنا علينا أن نحمد الله ونشكره علي نعمه وتوفيقه لنا بالنصر , كما يجب علينا أن نتعلم ما هو الظلم وأسبابه ونعمل علي عدم تكرار وقوعه بيننا مرة اخرى , ونستعد بنفس القوة والتلاحم الذي هزمنا به الدكتاتور لبناء دولة القانون والعدالة والآمن بروح الأخوة التي سادت أثناء الحرب ونتعالى علي صغائر الأمور ونقدم المصلحة العامة علي الخاصة ولا نحمل السلاح إلا لحماية ليبيا والليبيين ودفاعاعن الحق .. فنحن شعب مسلم واحد لا توجهات دينية متطرفة تفرقنا ولا مصالح سياسية تفسد علينا دولتنا .. فاجعلوا من الاحتفال دافع إلى الأمام وتقدم مستمر في تنظيم مؤسساتنا لقيام دولتنا التي ضحينا بالشباب من اجلها .

هذه نقاط بسيطة لعلها تكون عنوان احتفالاتنا الأولى بثورتنا المجيده ..
نسأل الله أن يحمي بلادنا من كل ضال مفسد حقود لا يرى في والجود إلا نفسه ..

وكل عام والجميع بخير وسلام