الــــذوق

الــــذوق

بسم الله

الذوق كلمة لها معاني تختلف في مهامها ونوعيتها بين الحسي والمعنوي .. فالحسي هو ذوق الطعام والشراب وأداته اللسان وبعض الأطراف الحسية في الفم ، و المعنوي وهو ما يدور في العقل والروح ..
والذوق كلمة جميلة لأنها تعني اللطف والبشاشة في التصرفات وحسن الخلق في المعاملات ... لأن الذوق يدخل في تكوين الشخصية ، يحسن صورة الإنسان في مظهره وفي لباسه لأنه ذواق في اختيار الأشياء الجميله في نظر الآخرين ، كما أنه يدخل في آداب الكلام والمحادثه ، فيلزمه الذوق السليم بإختيار الكلمات المنمقه والألفاظ المحببه للناس مزينة ببلاغة الأسلوب وحلو الكلام ، وهذا ما يجعل الذوق يفسر علي انه سلوك الروح المهذبة ذات الأخلاق المرضية. . ولذلك نرى صاحب الذوق السليم يتجنب إحراج غيره بأي لفظ، أو عمل، أو إشارة ، لأنه طيب النفس مرهف الحس بعيدا عن النزاعات والغضب لا يمارس الأعمال الخسيسة ولا يتلفظ بالألفاظ النابية ولا يرتكب الحماقات السخيفة ، بل هو حريص علي إدخال السرور علي الآخرين ويعامل الناس بالحسنى لطيف في حديثه خفيف الظل في زياراته ظريف في معاملاته محبوب لدى من يعرفه ، ولذلك اصبح الذوق هو دستور التعايش مع الناس والعلاقة الطيبة بين الأفراد والأسر وقواعد عامة يسير عليها المجتمع السليم ..
وقد حرص الإسلام علي تنبيه اتباعه إلى هذا الخلق حيث مدح رسوله بقوله سبحانه ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ، وقوله : " إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون " .....
ولكن المتتبع لهذا الأمر وما اصاب سلوكياتنا في هذا العصر يرى العجب من بعض التصرفات مثل : مضايقة السائقين للمارة بالسرعة الجنونية وعدم احترام إشارات المرور الضوئية وغيرها ورفع صوت مسجلاتهم حتى يجبرنا علي سماع ما بها , ورمي بقايا الأكل والمشروبات والسجائر بالشارع العام , والطامة الكبرى في الزحام أمام مدارس البنات وإطلاق العنان للكلمات البذيئة والمعاكسات السخيفة دون مراعاة لدين أو عرف .. والأدهى والأمر ما يحدث في الهواتف من مضايقات حتى افسدوا علينا هذه النعمة التي انعم بها الله علينا ،.. وترى في الدوائر الحكومية عدم اهتمام الموظفين باصحاب المعاملات والرد علي استفساراتهم بشئ من الغلظة والتبرم بدل اللين والمعاملة بالحسنى .... وغير هذا كثير من مؤشرات تظهر إنعدام الذوق السليم في مجتمعاتنا .
فهل يمكن لنا مراجعة انفسنا وتقييم سلوكنا والعودة إلى ديننا الحنيف حتى نكون بحق خير امة أخرجت للناس .....

وختاما قال احد الكتاب : الذوق هو الإنسان في أبهى صورة وأرقى حضارة .. فهل يمكننا أن نجعل هذه العبارة تنطبق علي مجتمعنا بعد الثورة المباركة ... يمكن إذا أردنا ....أليس كذلك ...


نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق وأقوم سبيل في الحياة ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته