ألمانيا منحته جائزة الصحافة الحرّة.. الناشط الإعلامي ناصر

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-03-11, 12:04 pm

ألمانيا منحته جائزة الصحافة الحرّة.. الناشط الإعلامي ناصر الهدّار: هناك من يحاول إنكار جهودنا خلال ثورة فبراير

ايــراســا / قــورينــا الجــــديـــده
يقول الناشط الإعلامي ناصر الهدار: “تابعت الثورة التونسية عن كثب، حيث كنت موجوداً بها أثناء اندلاعها، وعدت إلى ليبيا، ومن ثم اندلعت الثورة المصرية، واستحضرت كذلك انتفاضة عام 2006 في مدينة بنغازي أمام السفارة الإيطالية وما تم فيها من تعتيم فقررت مواكبة أحداث هذه الثورة منذ بدايتها والمساهمة في نقل وقائعها”.
وأضاف الهدار، بما أني مهندس كمبيوتر تخصص دقيق في تقنية الاتصالات عن طريق الأقمار الصناعية وقررت أن أجهِّز كافة أجهزة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية منذ اليوم الأول للثورة وبعد عدة محاولات ومساعدة الشباب الذين عملوا معي بكل تفانٍ وإخلاص تمكنّا من التحصل على المبنى الذي سخرناه ليكون هو النواة الأولى لبث الحقائق.
وأشار الإعلامي، إلى أنهم تحصلوا على مبنى ما يعرف سابقا بالأمن الشعبي المحلي وكان مبنى متهالكا تماما لا كهرباء ولا ماء ولا دورات مياه، وتمكن هو والشباب الذين بدأو معه منذ البداية بتجهيز المبنى بتوفير الكهرباء وإصلاح دورات المياه وكل ما يلزم، مشيرا إلى أن كل ذلك كان بمجهودات ذاتية.
وأكد، أنه بعد أن تم تجهيز وتركيب كل الأدوات المتعلقة بالاتصال والنقل، تم الاتصال بشركاء الشركة التي يديرها في السعودية، قاموا بفتح خط لنا مباشر على حسابنا مما يسهل علينا إيصال ونقل كافة ما نريد في لحظات.
وأفاد الهدّار أنه بعد أن تم لهم ما يريدون من توفير كل شيء طلب من الشباب المتطوعين معه في المركز الذي قاموا بتأسيسه أن يذيعوا في ميدان التحرير بأن قناة الجزيرة موجودة في المقر وأنهم على استعداد لاستقبال كافة الصور والمقاطع التي توثِّق أحداث الثورة.
وأكد أنه منذ اليوم الأول بدأت تتوافد عليهم الصور والمقاطع بشكل كبير جدا ومعظمها مقاطع وصور للأحداث منذ يوم 15 فبراير وحتى اليوم الذي انطلقنا فيه وهو يوم 18 فبراير، وبدأنا بإرسالها إلى موقع شارك لقناة الجزيرة.
وأوضح، أنه بعد أيام حضر إليهم شخص وعرّف بأنه صحفي بصحيفة ليبيا اليوم الالكترونية وهو الصحفي نعيم العشيبي وطلب إليهم إمداده ببعض المواد التي ترد إليهم ليقوم بنشرها على موقعهم، وتم منحه بعض المواد التي يرغب فيها.
وأشار الهدار، إلى أن العشيبي أخبرهم بأنه يعرف المسؤول عن الملف الليبي في قناة الجزيرة إسماعيل القريتلي، وبالفعل تم الاتصال به عن طريق السكايب، وأخبرته أننا قمنا بتركيب منظومة تمكنا من إرسال كافة أحداث الثورة من جرائم ومجازر، وعن طريق القريتلي تم ربطنا مع مدير العمليات وتبادل الأخبار بقناة الجزيرة علي الكعبي.
وأضاف الإعلامي أن الكعبي قال إنه سيتم تفعيل “سيرفر” خاص بنا وسيتم منحنا الرقم السري له والاسم الخاص لتفعيله ليتم عن طريقه رفع وإرسال كل الأحداث، وبعد مضي مايقارب الساعة فعلا تم إرسال ما وعدونا به.
وأكد أنه تم الاستعانة بكل شخص يحمل كاميرا لتوثيق ما يستطيع وطلبت منهم التركيز على المستشفيات من جرحى وشهداء داخل المشارح وثلاجات الموتى ليتم نقل الجرائم البشعة التي ترتكب في حق الشعب الليبي ولنتفادى الخطأ الذي ارتكب في العام 2006 في حق الشباب المتظاهرين والتعتيم الذي وقع آنذاك.
وأفاد الهدّار أنهم كانوا معرضين للقتل في أي لحظة حيث لا توجد حراسة ولا هناك اهتمام كبير بسرية المكان وما إلى ذلك لكن رغم كل هذا لم يتوقف الشباب ولم يتقاعسوا عن أداء ما يمليه عليهم ضميرهم تجاه الجرائم التي ترتكب في حق أبناء وطنهم.
وقال الإعلامي “لقد بقينا في هذا المبنى لأكثر من شهر لم نتحرك أبدا أقمنا فيه إقامة مستمرة رغم البرد والخطر والمكان المتهالك إلى أن بدأنا في صيانة بعض المرافق، لنقل هذه الأحداث التاريخية، وكان بعض الشباب ينام على سلالم المبنى حتى لا يتمكن أحد من الصعود إلى السطح ويقوم بتخريب المعدات”.
وبعد مدة اقترحت على الكعبي وضع شاشة كبيرة على أحد الجدران القريبة من ميدان الحرية “داتا شو” ونقل مباشر للجزيرة لكل مجريات أحداث الميدان وليتمكن كل من يأتي إلى الميدان من المشاهدة مباشرة، وذلك لإعطاء حافز للجميع بالتوافد على ميدان الحرية.
وأكد أنه تم فعلا وضع الشاشة تبث مباشرة للوفود الحاضرة إلى الميدان، كما تم كذلك بث خطاب سيف الإسلام القذافي يوم 21 فبراير الذي هدّد وتوعّد فيه بحرب أهلية وما إلى ذلك من كلام ومنطق غريب، فحرضت الشباب على رميه بكل ما يقع على أيديهم تعبيرا عن استنكارنا ورفضنا لكل كلامه الذي تفوه به، وليعلم هو وغيره حينها أننا نتحداه ولا يعني شيئا لنا.
وبعد وصول طاقم الجزيرة إلى مدينة بنغازي قمنا بتمويلهم بكل ما استطعنا، الطاقم البشري وأماكن إقامة ومواصلات، ووسائل اتصالات، وبعد كل هذا هناك من يريد أن ينكر علينا المجهود الذي بذلناه ويريد أن ينسبه إلى أنفسهم.
فقد أرسلنا لهم في الـ 48 ساعة الأولى ما يقارب 8 غيغا من المقاطع

اغتيال علي الجابر
وذكر الهدّار أن أتباع النظام ومن حاول إجهاض الثورة وحاربها كان يعلم جيدا من يقوم بإرسال الأخبار إلى الجزيرة وكان يعلم بتحركاتنا جيدا، وثبت لي ذلك باغتيال مصور الجزيرة الشهيد علي حسن الجابر.
وأضاف الإعلامي أنه بينما كانوا موجودين بالمركز جاء شخصان من ثوّار منطقة سلوق وطلبوا لقائي وبعد أن أتيت إليهم أخبروني أنهم يريدون من طاقم الجزيرة أن يأتي إلى منطقتهم ليقوم بالتصوير هناك ليتم دحض الإشاعة التي بثها أتباع النظام بأن أهالي المنطقة قاموا برفع الأعلام الخضراء وما إلى ذلك من أكاذيب.
يتابع الهدار حديثه “أوصلتهم بمراسل الجزيرة بيبه ولد مهادي ، لكي يتّفق معهم بهذا الخصوص، حيث اتفقوا على اللقاء في اليوم التالي ليذهبوا إلى سلوق ويعملوا تقريرا يظهر حقيقة الوضع هناك”.
في اليوم التالي في 12 مارس من العام الماضي – يقول الإعلامي – حضر ثوار سلوق واتجهنا إلى هناك وقمنا بعمل تقرير بالمنطقة حول الأوضاع ومدى تجاوب الأهالي مع الثورة تفنيدا للإشاعات التي بثت من قبل أتباع النظام أنهم قاموا برفع الأعلام الخضراء هناك.
وقال الهدار، انتهى تقريرنا عند ضريح عمر المختار حيث قمنا بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء وانطلقنا ،حيث كنت أنا جالسا بجانب السائق، والشهيد خلفي وبيبة ولد مهادي على الجانب الآخر، وكنا نتحدث عن فصل الربيع حيث كان منظر العشب في بعض الأماكن جميلا حيث لم ننعم به منذ أعوام بعيدة.
يواصل الإعلامي، حين وصلنا مابين منطقة النواقية والهواري فجأة سمعنا إطلاق نار وأحسست أن شيئا أصابني في رأسي وحاولت الاختباء وذهلت حين رأيت بعض الشعر من رأسي متناثر أمامي ممزوجا بالدم حتى إني ظننت لوهلة أن دماغي أمامي لشدة ذهولي، وكان بيبه في ذلك الوقت ينادي ويقول مالذي يحدث ما هذا، وسائق السيارة لم يتوقف بل ظل يسير.
واستمر إطلاق النار علينا، وحاولت اختلاس النظر خلفي حيث كان يجلس على حسن الجابر فرأيته جالسا ولا يتحرك ولاحظت أن هناك دماء فعرفت أنه أصيب وما أن وصلنا إلى نقطة تفتيش للثوار حتى توقفنا عندها ومباشرة حملنا الجابر إلى المستشفى.

جائزة الصحافة المرئية
وبخصوص تحصله على جائزة هانس يواخيم فريدريك للصحافة الحرة في ألمانيا، يقول الهدار لقد بعثت امرأة ألمانية مقيمة بالولايات المتحدة رابط تقرير قامت “نيويورك تايمز” بنشره إلى لجنةالجائزة لترشيحي لنيل الجائزة.
وأضاف الإعلامي، أن هذه الجائزة الألمانية لم يرشح لها في السابق أي أجنبي ولكن نظرا لحساسية الأوضاع في ليبيا وللجهد الذي بذله الشباب حسب ما نشر التقرير تم ترشيحنا لنيلها
وتابع الهدار قوله “إن الظروف التي مررنا بها والمخاطر التي تعرضنا لها أثناء نقلنا وتصويرنا للأحداث في ليبيا، ولكوننا لسنا إعلاميين بل عبارة عن شباب متطوع أرغمته الظروف لنقل الحقيقة وبمجهودات ذاتية وفي ظل أوقات صعبة جدا رشحت للفوز بالجائزة”.
وأوضح أنه سافر إلى ألمانيا ونال الجائزة في 28 مارس من العام الماضي، لافتا إلى أن هذه الجائزة هي من حق كل ليبي شارك في هذه الثورة، وهي لكل من قدم ولازال يقدم العون بأي شكل وبكافة الأشكال لإنجاح هذه الثورة التي نصبوا إليها جميعنا.