سفير ليبيا ببلغاربا يتحدث لـ صحيفة -ترود- حول قضية أطفال الإ

من طرف **زهرة اللوتس** الخميس 05 أبريل 2012, 6:13 pm

سفير ليبيا ببلغاربا يتحدث لـ صحيفة -ترود- حول قضية أطفال الإيدز
ليبيا: ملقات وقضايا بحث
أجرى الصحفي ديان يوتوف من صحيفة "ترود" في عددها الصادر اليوم السبت لقاء ًمع سعادة سفير ليبيا وممثل المجلس الوطني الإنتقالي في صوفيا السيد عيسى ربيع عمر عاشور. وهذا نص اللقاء:
السؤال: سعادة السفير قلتم في تصريح لكم لصحيفة "ترود" قبل عدة أيام أن ليبيا الجديدة تريد أن تطوي الصفحة السيئة من علاقات البلدين الناتجة عن تبعات قضية" حقن الأطفال بفيروس الأيدز" وأن تفتح صفحة جديدة مبنية على نحو أفضل. كيف تعتقدون أن يتم هذا الأمر؟
الجواب: أريد أن تعرفوا أن عام 1999 وهو زمن قضية "الأيدز" أصبح بعيدا وراء ظهورنا. نحن اليوم في شهر مارس 2012. وفي لييبا كما في بلغاريا الكل يجمع ٌعلى أن العلاقات بين البلدين ينتظرها مستقبل مشرق. لدينا مصالح مشتركة ويتعين علينا أن نعمل سوية لتحقيقها. الشعب الليبي شعر بعد ثورة 17 فبراير أنه قد وُلد من جديد. وتفكير السلطات الجديدة في ليبيا مختلف تمام الإختلاف عن تفكير نظام العهد البائد. نحن اليوم في ليبيا نريد أن نلقي بإلارث السيء للقذافي في مزبلة التاريخ. والحقيقة أن أناس كثيرين من مختلف دول العالم قد عانوا من سياسات القذافي. أما الشعب الليبي فعلى مدار فترة امتدت لأكثر من أربعين عاما عانى من كل أنواع الذل والحرمان وغياب العدل والشفافية... لا أخفي عليكم أنه انتابتني الصدمة عندما صدر قرار تعييني من قبل المجلس الوطني الإنتقالي خلال شهر سبتمبر كممثل لليبيا الجديدة في صوفيا لأنه وضعت في حسابي حجم الصعوبات التي تنتظرني في صوفيا تنيجة تبعات قضية "الأيدز" فالعلاقات بين بلدينا كانت شبه مجمدة وكان من الواضح أن إعادة الدفء إليها يحتاج إلى بذل جهود مضنية. لكن كنت سعيد الحظ أن الحكومة البلغارية وعلى رأسها السيد رئيس الوزراء بويكو بوريسوف ساعدتني كثيرا بتذليل كل الصعوبات. وأؤكد لكم أن العلاقات الثنائية بين بلدينا الآن على مستوى جيد جدا وهي تتطور بإستمرار لأننا نتبادل نفس الرغبة بالسير في طريق جديد.
السؤال: هل السلطة الجديدة في ليبيا مهتمة بإعادة فتح الملف المؤلم لقضية "الأيدز" من جديد والذي وُجه فيه حينها اتهام غير عادل للطاقم الطبي البلغاري؟ هل تؤمنون ببرائتهم؟
الجواب: نحن نريد الحقيقة أن تظهر للعيان. وليس لدينا مصلحة في إخفاء أية معلومات بهذا الشأن. الجرائم التي ارتكبها القذافي في ليبيا وخارجها كثيرة للغاية بحيث يصعب حصرها. ولهذا فقضية "الأيدز" هي جزء صغير من الصورة الكبيرة. الآن يقع على عاتق المجلس الإنتقالي العديد من المهام والأولويات الصعبة فخلال شهر يونيو ستجرى لدينا انتخابات للمجلس الوطني التأسيسي. وسيكون من أولى مهامه كتابة الدستور. كلنا مجمعون في ليبيا على أهمية فصل السلطات الثلاث في البلاد. وسنعمل ما في وسعنا كي تكون سلطتنا القضائية مستقلة وشفافة. ورغم كل محاولات القذافي لتدمير السلطة القضائية فإني أؤكد لكم أنه لدينا قضاة وخبراء قانونيين جيدين ويتمتعون بالنزاهة. لذا أنصح كل الأطراف المتضررة عندما يتعزز الإستقرار في بلدنا وتــُبنى المؤسسات الوطنية التوجه نحو السلطة القضائية الليبية. وأصدقكم أننا نريد أن نعرف حقيقة ما جرى بخصوص قضية "الأيدز" وأن ينظف الناس سيرتهم جراء ما علق بها على إثر القضية ، لكن قبل كل شيء علينا أن نتطلع إلى الأمام دائما.
السؤال: رئيس المجلس الوطني الإنتقالي السيد مصطفى عبد الجليل كان يتولى عام 2007 منصب وزير العدل وساهم في تخفيف الحكم عن الطاقم الطبي البلغاري وإعادته إلى بلغاريا وبالتالي هل يمكن أن يساهم اطلاعه على حيثيات القضية أن يمنح الملف أولوية الآن؟
الجواب: السلطة الجديدة في ليبيا لن تمارس أي تأثير سياسي أو ضغط حيال فتح القضية لأن الأمر قضائي بحت. السيد مصطفى عبد الجليل يتمتع بالمصداقية والنزاهة. وحتى عندما كان وزيرا للعدل في عهد النظام البائد كانت لديه خلافات كبيرة مع النظام. وكان أول وزير يقدم استقالته للقذافي بسبب الأخطاء الكثيرة التي ارتُـكـِبت بحق السلطة القضائية. وفي جميع الأحوال علينا جميعا أن نتحلى بالصبر.
السؤال: إذا ًمن هي الجهة التي يمكنها أن تبادر لفتح الملف من جديد؟
الجواب: في ليبيا لدينا قضية مماثلة تسببت بتوتر العلاقات مع لبنان حينها وهي قضية اختفاء رجل الدين الشيعي موسى الصدر أثناء زيارته لليبيا. وبعد الإطاحة بنظام القذافي توجه لبنان بطلب رسمي إلى السلطة الجديدة في ليبيا لتشكيل لجنة مشتركة تكون مهمتها فتح ملف اختفاء الصدر من جديد. هذه كانت تعتبر بداية جيدة.
السؤال: هل لدى السلطات الليبية الآن معرفة بأماكن تواجد الضباط الليبيين الذين تم ذكر أسمائهم في حيثيات قرار المحكمة الهولندية باعتبارهم متهمين بممارسة التعذيب بحق الطاقم الطبي؟
الجواب: هذا السؤال لا يدخل ضمن اختصاصاتي وبالتالي لا يمكنني الإجابة عليه.
السؤال: هل يمكن أن توافق السلطات الليبية أن تدفع التعويض الذي ورد في قرار المحكمة الهولندية للطبيب أشرف الحجوج ومستقبلا للممرضات البلغاريات؟
الجواب: قرار المحكمة الهولندية محلي ولا يسري مفعوله في ليبيا. (الصحفي يعلق موافقا: نعم إنه كذلك).
السؤال: أليس من الممكن أن تدفع السلطات الليبية التعويض لإظهار حسن النية؟
الجواب: كما قلت لكم السلطة القضائية الليبية هي صاحبة الكلمة الفيصل في هذه القضية. لكن أعود وأقول دعونا ننظر إلى الأمام. بلغاريا لديها موقف إيجابي وبناء للغاية تجاه ثورة 17 فبراير، قطاع الأعمال البلغاري لديه مستقبل في ليبيا، وبالتالي لا مصلحة لأحد بالعودة إلى الوراء.
السؤال: كلنا في بلغاريا كنا متفاجئين من الإستقبال الحار لفريق تسيكا الرياضي في بنغازي. كانت لدينا قناعة بأن هذه المدينة تكره البلغار فما تعليقكم؟
الجواب: البلغار أيضا عانوا من ممارسات القذافي. لكن الزيارة وحسن الإستقبال أثبتت أن القذافي لم ينحج بتدمير صداقتنا رغم كل محاولاته المستميتة. هو كان يعمل على تحريض الليبيين ضد البلغار كي يستغل قضية " الأيدز" لأسباب داخلية... أريد أن أعبر شكري لإدارة وأعضاء فريق تسيسيكا. وهم أيضا كانوا مبهورين من الإستقبال الحار من قبل أهالي بنغازي... أهالي بنغاوي أظهروا مشاعرهم الصادقة وصداقتهم تجاه البلغار وفي نفس الوقت أظهر فريق تسيسيكا إدارة ولاعبين تعاطفهم وتضامنهم مع أهالي الأطفال المصابين. والأعلام البلغارية لوّحت إلى جانب الأعلام الليبية. هذه الزيارة كانت جزء من خطة طويلة الأمد للتقريب بين الشعبين .وخلال الصيف سيزور صوفيا فرق رياضية ليبية.
السؤال: هل لا تزال ليبيا بحاجة إلى أخصائيين بلغار للعمل لديها؟
الجواب: نعم. الإخصائيون البلغار يتمتعون في ليبيا بسمعة طيبة. وغالبا ما أتلقى فاكسات من مشاف ٍ ليبية تسأل عن أخصائيين طبيين بلغار للعمل هناك.
السؤال: هل أنتم في ليبيا جاهزون لممارسة الحياة الديمقراطية أم أن ليبيا تحتاج إلى رجل بيد حديدية؟
الجواب: الثوار الذين انتصروا على أكبر ديكتاتور في القرن الواحد والعشرين قادرين على بناء دولة ديمقراطية حرة يتمتع فيها جميع المواطنين بنفس الحقوق والواجبات. نحن نعلم أنه علينا أن نبدأ من الصفر لأن القذافي وعلى مدار 42 عاما دمر بشكل ممنهج نخبة البلاد وجميع المؤسسات وبالتالي لم يترك أي أساس يمكن بناء دولة عليه. ومع ذلك أؤكد لكم أننا سننجح... بعد الإطاحة بالقذافي تفاجأنا نحن الليبيون من أنفسنا لحجم القيم النبيلة التي نمتلكها والتي حاول القذافي طوال الوقت على طمسها. القذافي كان يراهن على اندلاع حرب اهلية لكن هذا لم ولن يحصل. خلال الإنتخابات القادمة والتي ستكون أول انتخابات ديمقراطية بعد الإطاحة بالقذافي سيتم انتخاب 200 عضوا وسيتم تشكيل حكومة دائمة وكتابة دستور كمهمة أولى للمؤتمر التأسيسي وسيتم طرحه على الشعب من خلال استفتاء للتصويت عليه.
السؤال: هل ستتقسم ليبيا كما تنبأ بعض المحللين الغربيين؟
الجواب : هذه واحدة من تحليلات كثيرة خاطئة بشأن ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي. ثورتنا تعتبر سابقة في التاريخ وفي العالم العربي. كانت ثورة شعبية عارمة ولم يقم بها جزء من الشعب. الشعب الليبي منسجم عرقيا ودينيا. وبالتالي لا يوجد سبب كي لا تكون ليبيا بلد واحد موحدا.
السؤال: هل تتخوفون من لعنة النفط؟
الجواب: ما يثير مخاوفنا في الأحرى مليارات الدولارات وأطنان الذهب التي سرقها أعوان القذافي. الآن هم يستخدمونها في ليبيا وخارجها لزعزعة الإستقرار في ليبيا. هم لا يريدون الخير لليبيا الجديدة الحرة ولا يرغبون أن تظهر الحقائق للعيان.