إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
الجلامة
صفحة 1 من اصل 1
الجلامة
الجلامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية الجلامة :
النور النور يا جلامة ثلاث مرات ... ايردو عليه الجلامة ويقولوله النور ولا ظلام لقبور
الجزّ من الأعمال الجماعية التي يُحتفى بها كثيرا ، ووقته من أواخر الشهر الرابع حتى نهاية الشهر الخامس تقريبا وقد تستمر مدة الجلم حتى نهاية الصيف حسب الظروف المتاحة للراعي أو صاحب الغنم ، ولكن من الأحسن الارتباط بالمدة المتعارف عليها في البداية .. والوقت المتعارف عليه لبدء جزّ الصوف هو المصطلح عليه باسم (اللّوايا) ، وهو تحريف لكلمة الّلوي في اللغة العربية ، أي وقت بداية تيبّس الأعشاب وظهور الانكماش والالتواء عليها لندرة الماء ..
وجلم الأغنام يخفِّـف عنها حملا ثقيلا يجعلها لا تقاسي من حرارة شمس الصيف الوشيك حلوله ، كما يمنحها فرصة لتسمن ، إذ المعروف أن فصل الصيف فصل تسمن فيه الشاة لأنها تتناول القصلة والبطّوم والخروف وغيرها .
فروق في جلم الشياه :
هناك نوع من الشياه يكون جلمها أسهل من غيرها ، مثل تلك التي جُلمت في سنة ماضية ، فهي أسهل يكثير من التي تُجلم لأول مرّة ، فالتي تُجلم لأول مرة يكون صوفها محيطا بها ومطبقا على جسمها ، خاصة من جهة البطن التي تأخذ من الجلاّم وقتا طويلا حتى يحصل على ثغرة ينفذ منها الجلم إلى بقية صوفها .. أما التي جُلمت في السابق فإن الغالب في جهة بطنها أن تكون نظيفة وغير غزيرة الصوف فيشرع الجلاّم حينئذٍ في جلمها بسرعة حيث يجد الثغرة المطلوبة التي يبدأ منها الجز ، ولذلك ترى بعض الجلاّمين لا يتحمسون كثيرا لجلم الشاة التي تُجزّ لأول مرة .. وعموما فالشاة الكبيرة السن أصعب في الجلم من الشاة الصغيرة السن ، والشاة ذات الصوف الغزير جلمها أصعب من ذات الصوف القصير ، ولذلك ترى الجلامين يتجنبون ذات الصوف الغزير كلما سنحت لهم الفرصة ...ويستحسن أن تبدأ عملية الجز عندما تعرق الضأن لأن الجلم يدخل في الصوف بسهولة ومن ثم يقص بسهولة أيضا .
تقسيم المهام أثناء حفلة الجز:
هناك عدة مهام أثناء الاحتفال بالجز ؛ فهناك الجلاّم وهو أهم العناصر ، ويتولّى الجز فقط .. وهناك الصرّاع الذي يصرع الضأن ويتولى تكتيفها للجلام ، ثم هناك الفكّاك الذي يفك كتاف الشاة عند انتهاء جزها .. ثم هناك أيضا الضمّام الذي يقوم بضم صوف الشياة التي تمّ جزها ، وأعمال هؤلاء بالتفصيل كالآتي :
أولا : الجـــلاّم
الجلام أهم الفئات المذكورة ، وعليه أن يكون منتبها للجلم حتى لا يصيب الشاة بأذى .. كما عليه ألاّ يجز الصوف من أعلى ، بل يلصق جانبي الجلم على جلد الشاة ويفتحه فتحةً كاملة ليقضم أوسع مساحة من الصوف في كل قضمة ، وبإلصاق الجلم على الجلد يأتي على نهاية الصوف تقريبا ، ولا يترك إلاّ جزءا ضئيلا بما يسمح للشاة بالنمو والابتراد من حر الصيف القاسي .. كما على الجلام ألا يجذب الصوف بقوة أثناء عملية الجز وإلا قضم جزءا من جلد الشاة ، وذلك معيب على الجلام إذا أكثر منه ، وليس كل من يحفظ هذه الخطوات يكون بإمكانه الجزّ ، إذ الجز الجيد لا بدّ أن يسبقه مِران طويل.
ثانيا : الصرّاع
الصرّاع يقوم بإمساك الضأن وتكتيفها ، وهو عمل شاق ، ويطلقون عليه(العضروط) ، والعضروط في اللغة تعني الأجير، وربما كان للكلمة ارتباط بالمعنى المقصود في عصر ما .. وعلى الصرّاع أن يكون في دأب مستمر من النشاط والحيوية ، وتلزم القوة الجسدية لذلك ، وعليه أن يحكم وثاق الشاة عند تكتيفها ، بربطها بحبل قصير ناعم ربطا خاصا لكي يسهل فكّه عن الشاة عند انتهاء عملية الجلم .. وعملية التكتيف تكون بربط الشاة من أرجلها الأربعة أو الثلاثة بحيث تكون متداخلة بعضها في بعض ، إمّا أن يكون الرجْلان الأماميان مربوطين وبوسطهما رجل من الأرجل الخلفية ، أو تكون الرجلان الخلفيان وبوسطهما رجل من الأرجل الأمامية وهكذا ...وهذه الطريقة في التكتيف تريح الشاة أكثر مما لو ربطوا أرجلها جميعا في قبضة واحدة .
ثالثا : الفكّــاك
وعندما تُجلم الشاة ينبّه الجلام عن ذلك بقوله (يا رحّام) على صيغة المبالغة من رحم يرحم ، ويعني بذلك الفكّاك فيقوم هذا الأخير بفكها على سبيل الرحمة لها من غلّ القيد .. ثم يأتي بعده الضمّام ويضم الصوف المتخلف ليعود الصراع ويضع شاة جديدة في المكان الشاغر أمام الجلام .
رابعا : الضمّام
الضمام يقوم بضم صوف الشاة التي تمّ جزها ، وعادة ما يكون الصوف المتخلف متماسكا ، فكلما كان االجلاّم بارعا كان الصوف المتخلف متماسكا .. ويسمّى صوف الشاة المتخلف في هذه الحالة(جــزّة).. وتتكون عندما يبسط الضمام صوف النعجة ثم يطويها طيّا منظما على شكل مربع ثم يلفها حتى تصبح كالكرة ويرمي بها إلى مكان التجميع ، وقد تربط الجزة فيما بعد .
آلة الجز (الجلم)
في حفلة الجز يُجهّـز العديد من الجلام بكسر الجيم ، أو بعدد الجلامين .. وهذه الجلام إما أن تكون جديدة فيجلم بها مباشرة وإما أن تكون قديمة ، وفي هذه الحالة يعاد بردها ، وتُبرد عند الحدادين أو يقوم ببردها من لديه الخبرة الجيدة فقط لأن بردها ليس كبرد السكين وإنما سنها يتطلّب شيئا من المهارة الفنية ، فالجلم يسنّ من جانب واحد فقد ، إذ ليس له حد كحد السكين أو السيف ، وإنما يقضم بواسطة حافتيه النظيفتين من الصدأ والشوائب ، إذ كلما تراكمت الشوائب على حافتيه كان قصه بطيئا مرهقا ..وأثناء حفلة الجز كثيرا ما يتخصص رجل لسن الجلام ، وعادة ما يكون من كبار السن حيث يكون العمل مناسبا لكهولته وتجربته الطويلة أكثر مما لو كان جلاّما أو صرّاعا .. ويجلس السّنان وأمامه حجر مسن ووعاء به عبس من صوف الضأن ، حيث يخلط العبس بالماء ، ويسمى المخلوط وذحا ، والوذح كلمة عربية ، وعندما ينتهي من برد الجلام على حجر المسن الذي يسكب عليه الماء بصفة مستمرة ، فيغطس السنان الجلم في مادة الوذح ويحكه بصوفة حتى ينظف تماما ثم يقوم بالسن .. ومادة الوذح يلجأ إليها الجلامون حتى ولو كانت جلامهم جديدة أو مسنونة لأن عبس الضأن يتراكم على حافتي الجلم فيمنعه من القص الجيد مما يُلجئ الجلام إلى غطسه في الوذح حتى يصبح ليّناً في القص .
من أقوالهم المأثورة عند الجلم (القــذّارة أوغناوة العلم) :
القذارة أغنية علم ، تُغنّى بصوت منخفض ما أمكن ، وأغنية العلم تُغنى بصوت مرتفع ، هذا هو السائد أو ما يجب أن يكون ، غير أن معظمهم في حفلة الجلامة يحولون القذارة إلى أغنية علم ، أي بصوت مرتفع ، أما من يغنون بصوت منخفض فهم قلائل .. ومن مثل هذه القذاذير قولهم : (تسّارب عليه الضان جلم جديد مسمارا ذهب) ..أي الجلم الجديد المقرونة ضلفتيه بمسمار من ذهب ليس كثيرا على الضأن .. ولفظ كلمة ذهب مِسحة جمالية مقصود بها التودد إلى الضأن وإلا كان أي مسمار يقوم بهذه العملية ... هذا هو المعنى الظاهر للأغنية ، ولكن المغني غالبا ما يقصد معنىً رمزياً ينحصر في أنه فتىً عابث كثير الزواج ، غير أن المعنى الظاهر عن الضأن يغطي عما يرمز إليه ... وقد يستسمج الكثيرون القذارة السابقة فيغيّرون بعض الكلمات فتصبح مناسبة كلها للضأن فيقولون : (تستاهلي يا ضان جلم جديد مسمارا ذهب).. وتستاهلي بمعنى تستحقي .. ومن كناياتهم في هذا المعنى أنه كثيرا ما تظهر الرغبات المكبوتة في خضم هذه الكنايات.. كقولهم : (الكبش وين جا للسوق حتم الياس يا ضان أو بكى) .. وين تعني عندما .. والمعنى الظاهر أن الكبش عندما يكبر ويعجز عن الضِراب فإنه يُرسل إلى السوق لبيعه ، والعبارة للجلام على لسان الكبش ولكنه قد يعنى نفسه إذ أنه كبر وشاخ والتفتت عنه النساء .. ويقولها على سبيل الطرافة لا التحسر والغضب .. ولا يستحسن أن يغنيها صغير السن في حضرة من هم أكبر حتى لا يجرح شعورهم .. ومن كناياتهم أيضا قولهم : ( فيها اطناشر قرن عندي رباعية مي في الغلم) الرباعية في اللسان الدارج من الضأن ما فاتت سنُها ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر ، ولكن في الفصحى تطلق على الناقة الصغيرة .. مي تعني ليست ، أما المذكّر فيُنفى في اللسان الدارج بكلمة (مو) أي ليس .. الغلم تحريف لكلمة الغنم .. ومعنى الأغنية أن الجلاّم صاحب الأغنية أو القذارة قد أبصر فتاة في السنة الماضية في هذا المكان الذي تُقام فيه حفلة الجز وأخذت من عقله ما أخذت ولكن عندما حضر هذه السنة لم يجدها ، وقد شاء ألاّ يبوح باسمها جهارا فاتخذ الغنم رمزا إلى ما يقصد إليه ، مع أن لفظ (اطناشر قرن) قرينة مانعة من كون المقصود هي الضأن ، وقد عُرف من البيئات الرعوية القديمة أن المرأة تعقص شعرها إلى اثنتي عشرة ضفيرة ..
ويوم جزّ الصوف أو أيامه يقوم صاحب الغنم بتقديم الطعام والشراب بدون حساب ، بل يتفانى في الكرم وتلبية طلبات الجلاّمين على وجه الخصوص نظرا لأن العبء الأكبر يقع عليهم .. وعادة ما يقوم بمهمة التصريع والضم أقارب صاحب الغنم أو أفراد أسرته ، وهذه الأعمال يقوم بها أيضا الذين ينوون المساعدة وغير قادرين على إتقان الجزّ بصورة صحيحة .. ومن أدبيات الجلامة أنه عندما يطلب الجلاّم أي طلب من المروءة سماع كلمته وتلبية طلبه كسن الجلم أو فك الشاة من قيدها عند الانتهاء من جزها ، أو كان يطلب شربة ماء أو شاي أو غيرها .. وليكون صاحب الغنم جاهزا لتلبية طلبات الجلامين فإنه لا يشترك في عملية الجز وإنما يكون همه خدمة من جاء لمساعدته .
ماذا عن جزّ الماعز :
من المعلوم أن الضأن تُجلم عندما تتم عامها الأول وكذلك الماعز .. إلا أنه على الرغم من أن شعر الماعز يساهم كثيرا في نسج بيوت الشَّعر بفتح الشين وأغطية وأشياء أخرى إلا أن حفلة الجز لا تُقام إلا للضأن دون الماعز .. وجز شعر الماعز كثيرا ما يقوم به الراعي نفسه أو أفراد أسرته دون أن يقوم أحد بمساعدته بعكس المتّبع عند جز الضأن ، نظرا لظروف معينة ، منها أن شعر الماعز من الممكن أن يبقى مدة طويلة على ظهره لأنه متموج ويسمح بدخول الهواء إلى جسم الشاة ، فضلا عن أنه لا يعوق كثيرا عملية تسمينها .. والماعز لا يكتّف كالضأن عندما يُجز وإنما تُربط قرونه بحبل ثم تُربط نهاية الحبل إلى أعلى في فرع شجرة أو عمود بحيث تكون الشاة واقفة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية الجلامة :
النور النور يا جلامة ثلاث مرات ... ايردو عليه الجلامة ويقولوله النور ولا ظلام لقبور
الجزّ من الأعمال الجماعية التي يُحتفى بها كثيرا ، ووقته من أواخر الشهر الرابع حتى نهاية الشهر الخامس تقريبا وقد تستمر مدة الجلم حتى نهاية الصيف حسب الظروف المتاحة للراعي أو صاحب الغنم ، ولكن من الأحسن الارتباط بالمدة المتعارف عليها في البداية .. والوقت المتعارف عليه لبدء جزّ الصوف هو المصطلح عليه باسم (اللّوايا) ، وهو تحريف لكلمة الّلوي في اللغة العربية ، أي وقت بداية تيبّس الأعشاب وظهور الانكماش والالتواء عليها لندرة الماء ..
وجلم الأغنام يخفِّـف عنها حملا ثقيلا يجعلها لا تقاسي من حرارة شمس الصيف الوشيك حلوله ، كما يمنحها فرصة لتسمن ، إذ المعروف أن فصل الصيف فصل تسمن فيه الشاة لأنها تتناول القصلة والبطّوم والخروف وغيرها .
فروق في جلم الشياه :
هناك نوع من الشياه يكون جلمها أسهل من غيرها ، مثل تلك التي جُلمت في سنة ماضية ، فهي أسهل يكثير من التي تُجلم لأول مرّة ، فالتي تُجلم لأول مرة يكون صوفها محيطا بها ومطبقا على جسمها ، خاصة من جهة البطن التي تأخذ من الجلاّم وقتا طويلا حتى يحصل على ثغرة ينفذ منها الجلم إلى بقية صوفها .. أما التي جُلمت في السابق فإن الغالب في جهة بطنها أن تكون نظيفة وغير غزيرة الصوف فيشرع الجلاّم حينئذٍ في جلمها بسرعة حيث يجد الثغرة المطلوبة التي يبدأ منها الجز ، ولذلك ترى بعض الجلاّمين لا يتحمسون كثيرا لجلم الشاة التي تُجزّ لأول مرة .. وعموما فالشاة الكبيرة السن أصعب في الجلم من الشاة الصغيرة السن ، والشاة ذات الصوف الغزير جلمها أصعب من ذات الصوف القصير ، ولذلك ترى الجلامين يتجنبون ذات الصوف الغزير كلما سنحت لهم الفرصة ...ويستحسن أن تبدأ عملية الجز عندما تعرق الضأن لأن الجلم يدخل في الصوف بسهولة ومن ثم يقص بسهولة أيضا .
تقسيم المهام أثناء حفلة الجز:
هناك عدة مهام أثناء الاحتفال بالجز ؛ فهناك الجلاّم وهو أهم العناصر ، ويتولّى الجز فقط .. وهناك الصرّاع الذي يصرع الضأن ويتولى تكتيفها للجلام ، ثم هناك الفكّاك الذي يفك كتاف الشاة عند انتهاء جزها .. ثم هناك أيضا الضمّام الذي يقوم بضم صوف الشياة التي تمّ جزها ، وأعمال هؤلاء بالتفصيل كالآتي :
أولا : الجـــلاّم
الجلام أهم الفئات المذكورة ، وعليه أن يكون منتبها للجلم حتى لا يصيب الشاة بأذى .. كما عليه ألاّ يجز الصوف من أعلى ، بل يلصق جانبي الجلم على جلد الشاة ويفتحه فتحةً كاملة ليقضم أوسع مساحة من الصوف في كل قضمة ، وبإلصاق الجلم على الجلد يأتي على نهاية الصوف تقريبا ، ولا يترك إلاّ جزءا ضئيلا بما يسمح للشاة بالنمو والابتراد من حر الصيف القاسي .. كما على الجلام ألا يجذب الصوف بقوة أثناء عملية الجز وإلا قضم جزءا من جلد الشاة ، وذلك معيب على الجلام إذا أكثر منه ، وليس كل من يحفظ هذه الخطوات يكون بإمكانه الجزّ ، إذ الجز الجيد لا بدّ أن يسبقه مِران طويل.
ثانيا : الصرّاع
الصرّاع يقوم بإمساك الضأن وتكتيفها ، وهو عمل شاق ، ويطلقون عليه(العضروط) ، والعضروط في اللغة تعني الأجير، وربما كان للكلمة ارتباط بالمعنى المقصود في عصر ما .. وعلى الصرّاع أن يكون في دأب مستمر من النشاط والحيوية ، وتلزم القوة الجسدية لذلك ، وعليه أن يحكم وثاق الشاة عند تكتيفها ، بربطها بحبل قصير ناعم ربطا خاصا لكي يسهل فكّه عن الشاة عند انتهاء عملية الجلم .. وعملية التكتيف تكون بربط الشاة من أرجلها الأربعة أو الثلاثة بحيث تكون متداخلة بعضها في بعض ، إمّا أن يكون الرجْلان الأماميان مربوطين وبوسطهما رجل من الأرجل الخلفية ، أو تكون الرجلان الخلفيان وبوسطهما رجل من الأرجل الأمامية وهكذا ...وهذه الطريقة في التكتيف تريح الشاة أكثر مما لو ربطوا أرجلها جميعا في قبضة واحدة .
ثالثا : الفكّــاك
وعندما تُجلم الشاة ينبّه الجلام عن ذلك بقوله (يا رحّام) على صيغة المبالغة من رحم يرحم ، ويعني بذلك الفكّاك فيقوم هذا الأخير بفكها على سبيل الرحمة لها من غلّ القيد .. ثم يأتي بعده الضمّام ويضم الصوف المتخلف ليعود الصراع ويضع شاة جديدة في المكان الشاغر أمام الجلام .
رابعا : الضمّام
الضمام يقوم بضم صوف الشاة التي تمّ جزها ، وعادة ما يكون الصوف المتخلف متماسكا ، فكلما كان االجلاّم بارعا كان الصوف المتخلف متماسكا .. ويسمّى صوف الشاة المتخلف في هذه الحالة(جــزّة).. وتتكون عندما يبسط الضمام صوف النعجة ثم يطويها طيّا منظما على شكل مربع ثم يلفها حتى تصبح كالكرة ويرمي بها إلى مكان التجميع ، وقد تربط الجزة فيما بعد .
آلة الجز (الجلم)
في حفلة الجز يُجهّـز العديد من الجلام بكسر الجيم ، أو بعدد الجلامين .. وهذه الجلام إما أن تكون جديدة فيجلم بها مباشرة وإما أن تكون قديمة ، وفي هذه الحالة يعاد بردها ، وتُبرد عند الحدادين أو يقوم ببردها من لديه الخبرة الجيدة فقط لأن بردها ليس كبرد السكين وإنما سنها يتطلّب شيئا من المهارة الفنية ، فالجلم يسنّ من جانب واحد فقد ، إذ ليس له حد كحد السكين أو السيف ، وإنما يقضم بواسطة حافتيه النظيفتين من الصدأ والشوائب ، إذ كلما تراكمت الشوائب على حافتيه كان قصه بطيئا مرهقا ..وأثناء حفلة الجز كثيرا ما يتخصص رجل لسن الجلام ، وعادة ما يكون من كبار السن حيث يكون العمل مناسبا لكهولته وتجربته الطويلة أكثر مما لو كان جلاّما أو صرّاعا .. ويجلس السّنان وأمامه حجر مسن ووعاء به عبس من صوف الضأن ، حيث يخلط العبس بالماء ، ويسمى المخلوط وذحا ، والوذح كلمة عربية ، وعندما ينتهي من برد الجلام على حجر المسن الذي يسكب عليه الماء بصفة مستمرة ، فيغطس السنان الجلم في مادة الوذح ويحكه بصوفة حتى ينظف تماما ثم يقوم بالسن .. ومادة الوذح يلجأ إليها الجلامون حتى ولو كانت جلامهم جديدة أو مسنونة لأن عبس الضأن يتراكم على حافتي الجلم فيمنعه من القص الجيد مما يُلجئ الجلام إلى غطسه في الوذح حتى يصبح ليّناً في القص .
من أقوالهم المأثورة عند الجلم (القــذّارة أوغناوة العلم) :
القذارة أغنية علم ، تُغنّى بصوت منخفض ما أمكن ، وأغنية العلم تُغنى بصوت مرتفع ، هذا هو السائد أو ما يجب أن يكون ، غير أن معظمهم في حفلة الجلامة يحولون القذارة إلى أغنية علم ، أي بصوت مرتفع ، أما من يغنون بصوت منخفض فهم قلائل .. ومن مثل هذه القذاذير قولهم : (تسّارب عليه الضان جلم جديد مسمارا ذهب) ..أي الجلم الجديد المقرونة ضلفتيه بمسمار من ذهب ليس كثيرا على الضأن .. ولفظ كلمة ذهب مِسحة جمالية مقصود بها التودد إلى الضأن وإلا كان أي مسمار يقوم بهذه العملية ... هذا هو المعنى الظاهر للأغنية ، ولكن المغني غالبا ما يقصد معنىً رمزياً ينحصر في أنه فتىً عابث كثير الزواج ، غير أن المعنى الظاهر عن الضأن يغطي عما يرمز إليه ... وقد يستسمج الكثيرون القذارة السابقة فيغيّرون بعض الكلمات فتصبح مناسبة كلها للضأن فيقولون : (تستاهلي يا ضان جلم جديد مسمارا ذهب).. وتستاهلي بمعنى تستحقي .. ومن كناياتهم في هذا المعنى أنه كثيرا ما تظهر الرغبات المكبوتة في خضم هذه الكنايات.. كقولهم : (الكبش وين جا للسوق حتم الياس يا ضان أو بكى) .. وين تعني عندما .. والمعنى الظاهر أن الكبش عندما يكبر ويعجز عن الضِراب فإنه يُرسل إلى السوق لبيعه ، والعبارة للجلام على لسان الكبش ولكنه قد يعنى نفسه إذ أنه كبر وشاخ والتفتت عنه النساء .. ويقولها على سبيل الطرافة لا التحسر والغضب .. ولا يستحسن أن يغنيها صغير السن في حضرة من هم أكبر حتى لا يجرح شعورهم .. ومن كناياتهم أيضا قولهم : ( فيها اطناشر قرن عندي رباعية مي في الغلم) الرباعية في اللسان الدارج من الضأن ما فاتت سنُها ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر ، ولكن في الفصحى تطلق على الناقة الصغيرة .. مي تعني ليست ، أما المذكّر فيُنفى في اللسان الدارج بكلمة (مو) أي ليس .. الغلم تحريف لكلمة الغنم .. ومعنى الأغنية أن الجلاّم صاحب الأغنية أو القذارة قد أبصر فتاة في السنة الماضية في هذا المكان الذي تُقام فيه حفلة الجز وأخذت من عقله ما أخذت ولكن عندما حضر هذه السنة لم يجدها ، وقد شاء ألاّ يبوح باسمها جهارا فاتخذ الغنم رمزا إلى ما يقصد إليه ، مع أن لفظ (اطناشر قرن) قرينة مانعة من كون المقصود هي الضأن ، وقد عُرف من البيئات الرعوية القديمة أن المرأة تعقص شعرها إلى اثنتي عشرة ضفيرة ..
ويوم جزّ الصوف أو أيامه يقوم صاحب الغنم بتقديم الطعام والشراب بدون حساب ، بل يتفانى في الكرم وتلبية طلبات الجلاّمين على وجه الخصوص نظرا لأن العبء الأكبر يقع عليهم .. وعادة ما يقوم بمهمة التصريع والضم أقارب صاحب الغنم أو أفراد أسرته ، وهذه الأعمال يقوم بها أيضا الذين ينوون المساعدة وغير قادرين على إتقان الجزّ بصورة صحيحة .. ومن أدبيات الجلامة أنه عندما يطلب الجلاّم أي طلب من المروءة سماع كلمته وتلبية طلبه كسن الجلم أو فك الشاة من قيدها عند الانتهاء من جزها ، أو كان يطلب شربة ماء أو شاي أو غيرها .. وليكون صاحب الغنم جاهزا لتلبية طلبات الجلامين فإنه لا يشترك في عملية الجز وإنما يكون همه خدمة من جاء لمساعدته .
ماذا عن جزّ الماعز :
من المعلوم أن الضأن تُجلم عندما تتم عامها الأول وكذلك الماعز .. إلا أنه على الرغم من أن شعر الماعز يساهم كثيرا في نسج بيوت الشَّعر بفتح الشين وأغطية وأشياء أخرى إلا أن حفلة الجز لا تُقام إلا للضأن دون الماعز .. وجز شعر الماعز كثيرا ما يقوم به الراعي نفسه أو أفراد أسرته دون أن يقوم أحد بمساعدته بعكس المتّبع عند جز الضأن ، نظرا لظروف معينة ، منها أن شعر الماعز من الممكن أن يبقى مدة طويلة على ظهره لأنه متموج ويسمح بدخول الهواء إلى جسم الشاة ، فضلا عن أنه لا يعوق كثيرا عملية تسمينها .. والماعز لا يكتّف كالضأن عندما يُجز وإنما تُربط قرونه بحبل ثم تُربط نهاية الحبل إلى أعلى في فرع شجرة أو عمود بحيث تكون الشاة واقفة .
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
عبدالله النيهوم- مشرف منتدي ألبوم الصور
-
عدد المشاركات : 5352
العمر : 44
رقم العضوية : 9184
قوة التقييم : 27
تاريخ التسجيل : 30/12/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR