فرض الاعتقادات بالقوة لا يملك أحد تنفيذه

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-05-31, 10:00 pm

فرض الاعتقادات بالقوة لا يملك أحد تنفيذه
مصطفى الرعيض
فرض الاعتقادات بالقوة لا يملك أحد تنفيذه، وليس حقاً مكفولا للسلطة إذ المفاهيم ليست مشتركة بين أفراد المجتمع، ولا يملك أي مواطن مهما كانت معتقداته ومبادئه سليمة أن يفرضه على غيره ما دام خارج دائرة القضاء والحكم، إذ الدعوة بالحسنى واستيفاء الجهد وبذله بكل الوسائل المشروعة هو الأصل، وليس هذا من باب تحكيم الناس في الشرع كما أدعت خوارج هذا العصر أسوة بسابقيهم، فنحن المفترض فينا أن نكون أكثر الناس انضباطاً ومسؤولية، واحتراماً للطرق واللوائح التي توصلنا لاستتباب الأمن، والحفاظ على الحرية.
لا يكفينا رسائل الاطمئنان للغرب أو الشرق بإننا تؤمن بالعملية الديمقراطية وسيلة للوصول للسلطة، ما لم نؤمن بها حقيقة ونطبقها، ونقدم مشاريعنا وخططنا للشعب ليختار الأنسب له والأنفع، ونعد أنسفنا ونصقلها، ونقدم الخير للناس، ونخدمهم، ونحببهم للإسلام بدل أن ننفرهم.
لا نلوم إلا أنفسنا إذا أرادت كل فرقة أن تفرض معتقداتها دون إذن، أو تخرج عن القانون مستعرضة عضلاتها وقوتها ومتحدية القرارات واللوائح ضاربة بعرض الحائط قوانين القوة والفطرة والحياة وكأننا في تورة بورة أو الصومال.
مع وجود طابور خامس وأجهزة استخبارتية فإن حدوث بعض الأعمال التخريبية أو التشويهية لإفشال الثورة متوقع، فإذا أضفنا إلى ذلك العاطفة غير المنضبطة، واستعجال بعض المتهورين في ممارسات غير مسؤولة فإن انتقال البلاد الى فوضى وعدم استقرار نتيجة طبيعية لمقدمات أدت إليها، وعندها فإن من تكون بيده قيادة البلاد هم من الساسة الدهاة الذين يبقون الفتيل مشتعلاُ، والفوضى مستمرة،فيما يظن المتهورون أنهم أحسنوا صنعاً، وصنعوا تاريخاُ مجيداً.
معركتنا هي إقامة دستور وقوانين لا تخرج عن قيم المجتمع وثوابته، وليست معركة هدم أضرحة، وتخويف آمنين، وطلقات طائشة بل “خلوا بيننا وبين الناس” وليس بعد ذلك إلا الخطأ، والإفساد في الأرض.
وليس المدخل للتبشير بالإسلام هو الحدود أو جلد فاسق أو إقامة إمارة، من اعتقد ذلك فهو واهم ومخطئ، ولا يعيش واقعه أو يفهم دينه.
في أجواء الحرية علينا بتقديم دعوتنا مع غيرنا دون خوف، فإن ديننا هو المنتصر دون أن نحتاج إلى قوة أو اعتداء وظلم، ذلك أن ديننا الحق وشرعه حق وشعبنا مسلم ، ولا يمكن أن تصمد الأباطيل أمام حجج الحق وبراهينه. من هذا الباب إذا تساوت الفرص، وأتيحت الحرية، وكفل حق الدعوة، اختارالناس الصالح، وأحبوا من يخدمهم، وألتفوا حوله.
اتجاهنا كوطنيين وجهادنا بعد كامل التحرير هو إقامة الدولة، وبناء المؤسسات، وترسيخ مقاصد الاسلام من حفظ الدين والنفس، والعقل، وحفظ النسل، وحفظ المال… علينا بوضع أليات تدوال السلطة، وقوانين ممارستها،وفصل السلطات، وتقديم مشاريعنا وأعمالنا. فإذا نفر الناس منا ولم ينتخبوننا فلعيب فينا ولسؤ سلوكنا وعدم خدمتنا لهم، وليس كُرها في الاسلام وتعاليمه.
لا أرى عيباً في السعي للسلطة لخدمة الشعب وذلك باختيار الشعب، وانتخابه، وبطريق مشروع وكذلك الخروج أمًا القفز على السلطة فذموم أيأ كانت الجهة القافزة والسارقة