مقالات مختارة : خيرها في غيرها يا محمود جبريل!

عبيد أحمد الرقيق : خيرها في غيرها يا محمود جبريل!
17 سبتمبر 2012

ليس اصعب من الامانة, وبرغم ذلك قبلها الانسان وكان ظلوما جهولا. لذلك كانت حكمة الله في البشر ان يتدافعو لحمل الامانة, وتقلد مواقع المسئولية برغم ثقلها الذي تنوء بحمله الجبال, حتى تدورعجلة الحياة كما ارادها الله, فتتعاقب الامم خلائف الله في ارضه الواسعة وكونه الفسيح. وقياسا على ذلك فكم كنت مشفقا على السادة الذين تقدموا مترشحين لموقع رئاسة الحكومة الانتقالية في نسختها الثانية بحكم الظروف والمرحلة!.
لا اخفي انني اعتقد في قرارة نفسي, انَ من يتقدم لهذه المهمة الصعبة, اما واثق بالدرجة التي تمنحه القوة فيقدم نفسه خدمة للوطن اومتهور بدرجة قد تعميه عن الحقيقة وما ورائها!. ولذلك اجد نفسي اقف عاجزا عن وصف جرأة وشجاعة اولئك الذين رشحوا انفسهم وتقدموا لهذا الموقع الحساس. ان مبعث قولي هذا ليس مصدره التشكيك في قدرة البشر لكنه الخوف على ليبيا من باب الحرص على النجاح وعدم تكرار الاخفاق.
ما اقلقني ان كل المترشحين تقدموا ببرامج ذات صبغة شمولية, مبنية على اسس افتراضية غير مكرَسة على الارض. لعل من ابرزها افتراض توفرعامل الاستقرار والذي هو مفقود حتى الآن! لكنهم في نظري لم يتركوا مجالا لتوقع ماهو اسوأ ولهذا كانت برامجهم مركزة على العمل في مناخ افتراضي مستقر بل يزداد كل يوم استقرارا, الأمر الذي لم يجعلهم يضعون برنامجا رديفا في حال حدوث الاسوأ المخالف لما توقعوا وبنوا عليه برامجهم.
انه لفرق بين الترشح لمنصب رئيس حكومة في دولة قائمة مستقرة, ذات مؤسسات راسخة وثابتة وبين الترشح لذلك المنصب في دولة خارجة من حرب ضروس, على انقاض نظام منهار حيث لا استقرار ولا مؤسسات. وهذا مكمن استغرابي من تدافع اولئك المترشحين وحماستهم الكبيرة, ضف اليه عدم توفر الخبرة والحنكة السياسية لديهم بمثل هذه الاوضاع فهم جميعا يرتكزون على خبرات نظرية او حتى عملية لكنها في ثقافات وظروف مختلفة . ارجو ان يكون الدافع الى ذلك حب الوطن والاخلاص له والتضحية من اجل انتشاله مما هو فيه من فوضى وعدم استقرار.
ولأن الحسم جرى بين اثنين من المرشحين ليس امامي الا القول “خيرتك فيها يا محمود جبريل” فقد جنَبك التصويت ماهو اشبه بالمحرقة! واراحك الله من حمل ثقيل, وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وأعانكم الله يا ابا شاقور على حمل هذه الامانة الثقيلة المثقلة وهيأ لكم من يعينكم من البطانة الصالحة التي تعمل بما يرضي الله و الوطن. ندعو الله ان يوفقنا جميعا على الخروج بليبيا من مرحلة الفوضى الى مرحلة الدولة, انه نعم المولى ونعم النصير.
د عبيد احمد الرقيق