شكرة دولة هايتي

ابن توكره كتب: لربما الكثيرون يسمعون بشارع هايتي في مدينة طرابلس، والقليلون فقط هم علي دراية بماهية هذه التسمية. غير انه من المؤكد بان الاسم المجهول عن ذاكرة الليبين هو (سان لو). سان لو هو مندوب دولة هايتي في ال...
جمعية العامة للامم المتحدة سنة 1949. في ذلك التاريخ عرض علي المجموعة الدولية مقترح تقسيم ليبيا تحت اسم (مشروع بيفن سفروزا )، وطلب من المندوبين التصويت لصالح القرار من اجل التقسيم. بفضل الله وكرمه سقط مشروع التقسيم بفارق صوت واحد ويتيم فقط هو صوت سان لو الذي خالف تعليمات بلاده وصوت ضد القرار. لم يكترث هذا الرجل للضغوط التي مارستها الدول الاستعمارية الكبري، ولم يرع سمعنا ولا طاعة لبلاده التي طالبته بضرورة التصويت لصالح قرار التقسيم، غير انه ابي الا ان يقف مع الحق ويرفع يده معلنا نعم لاستقلال ليبيا ولا للتقسيم. كان ذلك الصوت علامة فارقة في تاريخ ليبيا، حيث تمّ إسقاط مشروع التقسيم بفارق صوت واحد، وهو صوت (سان لو) مندوب هايتي، ومهد هذا الفارق الطريق أمام قرار إستقلال ليبيا الذي تم بالإجماع في الرابع والعشرين من ديسمبر 1951. فقد سان لون منصبه ووظيفته ثمنا لذلك الموقف، فما كان من الملك ادريس السنوسي رحمه الله الا ان اصدر مرسوما ملكياً يقضي بتعين سان لو مستشارا للسفارة الليبية في الولايات المتحدة الامريكية بعد ان فصلته هايتي من منصبه، وبمنحه مرتبا طوال عمره تقديرا وعرفانا لموقفه، ومنح وسام الشجاعة، واطلق الليبيون اسم هايتي علي احد شوارع مدينة طرابلس لما يمثله الاسم من رمزية فارقة في التاريخ الليبي. وفي سنة 1957 زار السيد سان لو ليبيا واستقبل استقبالا حار، واقيم له احتفالا ضخماً في مدينة بنغازي يليق بموقفه التاريخي ذلك، واطلق اسمه علي بعض شوارع مدينة طرابلس وبنغازي، ولاحقا علي بعض المدارس. ولكن بعد الانقلاب المشؤم اوقف الطاغية هذه المنحة عن السيد سان لو. انطوت صفحات تلك المرحلة من تاريخ ليبيا وبقي موقف سان لون خالدا في وجدان الليبين والليبيات. فهذا هو سان لو وهذا موقفه وهذه هي اصل التسمية وحلي بنا ان نذكره فنشكره، و عاشت ليبيا حرة.