التهريب على الحدود التونسية الليبية.. للعيد بضاعته

التهريب على الحدود التونسية الليبية.. للعيد بضاعته
معضلة التهريب على الحدود التونسية الليبية ليست طارئا جديدا، فهي قديمة قدم العلاقات بين البلدين والشعبين.. تتغير حسب الظروف وحاجة السوق وطلبات المستهلكين.. تتصاعد وتيرتها وتنخفض حسب إجراءات الرقابة والتشديد التي تتخذها سلطات البلدين.. المتابع للأحداث بالمدن الحدودية التونسية يلحظ هذه الأيام خصوصية في البضائع التي يقبل المهربون على الاتجار بها.. مع اقتراب عيد الأضحى المبارك أصبحت البلاغات الصادرة عن المؤسسات الأمنية وفرق حرس الحدود تتواتر بشكل يومي معلنة مصادرة بضائع في طريقها للتهريب إلى ليبيا.

ليبيا المستقبل اتصلت بعناصر من الجمارك وحرس الحدود بولاية مدنين التي يتبعها إداريا جزء مهم من الشريط الحدودي مع الجارة ليبيا.. استفسرنا عن خصوصية البضائع المهربة هذه الأيام، فكانت الإجابة: الخمور والمواشي.. يقول العريف (أحمد) أن دوريته صادرت –في الأيام الأخيرة- أعدادا كبيرة من رؤوس الماشية كانت في طريقها للتهريب إلى ليبيا.. يضيف أحمد: لو سمح بتهريب كل الأعداد التي كان المهربون ينوون تهريبها لأصبحت الخرفان كائنا منقرضا في تونس.. يبدو أن الأرباح التي يجنيها المهربون من بيع المواشي إلى نظرائهم الليبيين كبيرة جدا.. الحرب التي شهدتها ليبيا أضرت كثيرا بالقطيع، ولم يعد ممكنا تلبية الحاجات المحلية من الأضاحي إلا باللجوء إلى مصادر أخرى خارج الحدود..

أما زميله (أيمن) فيرى أن تجارة أخرى مزدهرة طوال العام، غير أنها تشهد تصاعدا كبيرا كلما اقترب عيد الأضحى.. يقول أيمن: دوريات الجمارك وحرس الحدود تصادر يوميا كميات كبيرة من المشروبات الكحولية.. منذ أيام طاردت دورية رتلا من سيارات التهريب واستطاعت حجز أكثر من 22 ألف قارورة جعة، وبالأمس تمكنت فرقة أخرى من حجز كمية مماثلة بين مدينتي قابس ومدنين على متن شاحنة متجهة إلى ليبيا.. وقبل أيام لقي مهرب تونسي مصرعه إثر إطلاق النار عليه من دورية ليبية على الجانب الليبي من الحدود، وبثت الصفحات الاجتماعية شريطا يظهره صريعا ويظهر سيارته إثر انقلابها وتناثر قوارير الخمر حولها.. يضيف أيمن: رغم أن دوريات الحرس والجمارك على الحدود تحجز باستمرار كميات كبيرة من المشروبات الكحولية إلا أن مهربين آخرين يتمكنون من تسليم بضاعتهم إلى نظرائهم الليبيين الذين ينتظرونهم في مواقع معينة على الحدود..