ليبيا على أبواب تفاقم الأزمة بعد غد

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2014-06-07, 9:47 am

آمال ضئيلة للالتزام بقرار القضاء البت في شرعية المعيتيق

يبدو أن مستقبل العملية السياسية في ليبيا تتوقف فعلياً على حكم القضاء الليبي بعد غد الاثنين، والذي سيبت في شرعية حكومة أحمد المعيتيق، وسط آمال ضئيلة بأن يلتزم الطرف الخاسر بالحكم وعدم اللجوء إلى تسعير الحرب المندلعة أكثر. وظهر أمس مؤشران على التحولات الكبيرة المحتملة، حيث استبق رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، الحكم بإعلان استعداده دعم المؤسسة العسكرية المتمثلة بالقوات التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ما يمهّد لتأسيس شرعية سياسية لعملية «كرامة ليبيا» في حال حكم القضاء لصالح معيتيق.. إلا أن مؤشراً آخر بدا محورياً في تحديد الموقف الغربي في ليبيا ظهر أمس، عندما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن تدريب الدفعة الأولى من عناصر الجيش الليبي التي سيتم تأهيلها في بريطانيا سيبدأ الشهر الجاري، لكن من دون تحديد ما إذا كانت هذه القوات ستعمل تحت إمرة حفتر أو رئاسة الأركان الموالية للحكومة الجديدة. وأكد مصدر عسكري ليبي رفيع المستوى، في تصريح له، أن حكومة عبد الله الثني والوفد المرافق له، تعهدت بدعم المؤسسة العسكرية، بالرغم من عدم توفير الموازنة الخاصة بها، على حد قوله. وقال المصدر إن الاجتماع الذي ضم رئيس الحكومة المؤقتة والوفد المرافق له، والنائب الأول للمؤتمر الوطني العام عز الدين العوامي، كان مغلقاً مع القادة الأمنيين والعسكريين من الغرفة الأمنية المشتركة ببنغازي، وأضاف أنه تمت مناقشة الوضع الأمني في مدينة بنغازي، وضرورة تكاتف الجهود للتصدي للتطرف والخارجين عن القانون.
مساعي بوسهمين
في الأثناء، طلب رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، نوري بوسهمين، من العاهل المغربي محمد السادس، تقديم يد المساعدة لليبيا من أجل مساعدتها على تجاوز أزمتها الراهنة، التي تنذر بالمزيد من التوتر على جميع الأصعدة. وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ «البيان» أن بوسهمين سعى خلال اتصاله الهاتفي بالملك محمد السادس أول من أمس، إلى البحث عن طرف إقليمي يمكن أن يتعاطف مع السلطات القائمة في طرابلس.. في الوقت الذي بات فيه المؤتمر الوطني العام متهماً بالتورط في تأزيم الأوضاع في ليبيا، منذ وقوعه بالكامل تحت سيطرة كتلة حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وكتلة «الوفاء للشهداء» التابعة للجماعة الإسلامية المقاتلة ذات الارتباط العقائدي بتنظيم القاعدة. ويرى المراقبون أن بوسهمين يسعى إلى إقناع الرباط بتبني موقف يدعم تلك السلطات خلال الاجتماع المنتظر لوزراء خارجية دول المغرب العربي حول الوضع في ليبيا، وهو الاجتماع الذي تم تأجيله، نظراً لعدم وضوح الرؤية حول ما يدور على التراب الليبي.
تدريب بريطاني
في السياق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن تدريب الدفعة الأولى من عناصر الجيش الليبي التي سيتم تأهيلها في بريطانيا سيبدأ الشهر الجاري. وقال كاميرون في حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك في ختام قمة الدول الصناعية السبع في بروكسل، إن «بريطانيا وحلفاءها ملتزمون بمساعدة السلطات الليبية على تجاوز إرث النظام السابق.. وعلى العمل للدفع نحو لييبا مستقرة ومزدهرة». وأضاف أن «المبعوثين الخاصين الذين تم تعيينهم مؤخراً لليبيا، سيتم تنسيق تحركاتهم خدمة لهذه الأهداف». إلا أنه لم تتضح تبعية هذه القوات في ظل الانقسام العسكري الحاد في ليبيا. وكانت بريطانيا تعهدت بتدريب ألفي جندي ليبي على دفعات.
محاولة اغتيال
أمنياً، أعلن الرئيس السابق للجنة الأمنية العليا في طرابلس لوكالة «فرانس برس»، أنه نجا من تفجير سيارة مفخخة أمام منزله في العاصمة الليبية، أدى إلى أضرار جسيمة في الحي، وإصابة عدد من الأشخاص بجروح طفيفة. ووقع الانفجار أمام منزل هاشم بشر، الذي يؤكد أن الهجوم كان يستهدفه. إلا أنه أكد أنه لم يتمكن من التعرف إلى منفذيه ولا على دوافعهم. وقال مصور من «فرانس برس» في المكان، إن الانفجار أدى إلى أضرار جسيمة في منزل بشر ومنازل أخرى قريبة منه. كما سبب أضراراً لعدد كبير من السيارات المتوقفة في الحي في يوم سوق الجمعة في شرق العاصمة. وأكد بشر أن ثلاثين منزلاً على الأقل و15 آلية تضررت في الانفجار. وكان بشر رئيساً للجنة الأمنية العليا لطرابلس، التي تضم ثواراً سابقين، والتابعة لوزارة الداخلية. وشكلتها السلطات الانتقالية غداة سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر 2011، لضمان أمن البلاد. وهي تضم ثواراً سابقين من مختلف الانتماءات والتيارات، قاتلوا نظام القذافي. وفي الأشهر الأخيرة، نأى بشر بنفسه عن الميليشيات الإسلامية، ودعا إلى حلها من أجل تشكيل جيش وشرطة محترفين.