البيضة أو الدجاجة !!!!!

أخيرا…حسم العلماء الأمر، وأثبتوا أن الدجاجة جاءت قبل البيضة. قبل عدة أيام ملأ الخبر صفحات الصحف المحلية ومواقع الإنترنت. بالتأكيد تنهد أحد العلماء بقوة وزفر عدة زفرات حينما أعلن هذا الإكتشاف لزملائه في المختبرات المتطورة في بريطانيا، وأكاد أجزم أن أحد العلماء الذين كانوا بجواره قد لكمه على كتفه بعنف تعبيرا عن المرح (هذا يتطلب أن يكون ذلك العالم أمريكيا ليفعل ذلك)، ومسح أحدهم عرقه ولسان حاله يقول “ياااه..بعد 14 سنة خدمة في المختبرات اكتشفنا أن الدجاجة جاءت قبل البيضة”.

طبعا هذا الكشف العلمي وضع حدا للجدل العلمي والفلسفي الدائر منذ عدة قرون… أعتقد أنه حان الوقت لكل المراهنين على البيض أن يتراجعوا إلى الخلف ليفسحوا الطريق للمراهنين على الدجاج الذين سينظرون إلى مراهني البيض بتشف وشماتة عاتية. والجميل في الأمر أن العلماء قد توصلوا إلى هذه النتيجة من خلال حقيقة علمية بسيطة وهي أن تكوين قشرة البيضة يعتمد على بروتين موجود فقط في مبيض الدجاجة! لذلك لا أعتقد أن محدودي الذكاء بحاجة إلى نشرح لهم أن هذا يعني أنه لا يمكن تشكيل قشرة البيضة بدون وجود دجاجة تغذيها بذلك البروتين المسمي ب ovocledidin 17.


بعدها.... سيخرج أحد علماء الدين أو الوعاظ ليقول لنا ساخرا بأن ذلك الاكتشاف قديم جدا، وأن هؤلاء القوم (مصاريهم) كثيرة ولا يعرفون كيف ينفقونها فيمكثون سنين عدة في البحث عن مسلمات. ثم يفجر ذلك العالم قنبلة من العيار الثقيل ليقول بأن القرآن أصلا يذكر ذلك، وأعتقد أنه سيستشهد بقصة سيدنا نوح عليه السلام الذي حمل معه في سفينته من كل زوجين اثنين. أتمنى أن لا يحدث ذلك في الواقع!

ما أتمناه أن نسبق أولئك العلماء ونقوم نحن بدراسة القرآن من ناحية علمية ونجد حلولا لألغاز العالم التي حيرت العلماء ودفعتهم أحيانا إلى دفع حياتهم ثمنا للبحث عن الحقيقة. أتمنى أن نجد تفسيرا من علماء الدين لظواهر كونية مثل مثلث برمودا وظاهرة الأطباق الطائرة والاختفاء الغامض لبعض البشر وظاهرة الاحتراق الداخلي للبشر وغيرها من الخوارق العلمية. أنا حقيقة أعتقد أن القرآن يحمل لنا الكثير من المفاجآت التي لن تنتهي إلا بانتهاء الحياة على كوكب الأرض.