وصـــلنا" "الحمد لله ع السلامة.!!!..!!!.

من طرف c.ronaldo 2010-08-14, 2:37 am

وصـــلنا" "الحمد لله ع السلامة.!!!..!!!.

كانت البداية من إحدى ساحات الحرب بالمدينة الصغيرة , حيث بدأت المعركة بين الجبهات المختلفة للمحطات المتجاورة , فبدأ أحد الجنود وهو ما يعرف بـ"أكوارطي" بالصراخ بصوت عال "بنغازي واحد.. بنغازي واحد..بنغازي يا حاج" حتى إذا دلف أحدهم إلى الحافلة تفاجأ بالاكوارطي يعود من جديد لندائه السابق "بنغازي واحد.. بنغازي واحد" وكأنه كتب على المواطن ألا يشكل رقماًً أو يشغل حيزاً حتى في حافلات الركوبة العامة .
بعد برهة ... ودون سابق إنذار انتقلت الحرب إلى الداخل لتصبح أهلية فَدَبّ شجار حامي الوطيس بين سائِقَيْن من نفس المحطة , كلٌ منهم يَدّعي أنه الأحق بالركاب وأنه "سجّل دوره" قبل الآخر , هنا تدخل أحد "العقّال" من السائقِيِن "ياعرب خلاص .. عشان" شوية ركاب" تخسروا بعضكم ؟! واحد منكم يعطي دوره للآخر" , وفي اعتداء صارخ على إرادة الركاب ردّ أحد السائقيْن والزَبد يتطاير من شفتيه "عليّ اليمين ماني امعطيهم !!"
وفي النهاية اضطر الركاب للنزول والركوب مع السائق الأكثر شراسة .
مرّت دقائق بسيطة بعدها دلف السائق إلى الحافلة وبلهجة خلت من قواعد اللياقة قال السائق "خلّصونا ياهوه" , "أنت ياللي في الأخير .. هيا ياسيدي" , "هيا يا احويج خلصنا" , وبعد التمام على الركاب , انطلقت السيارة تلتهم الطريق التهاما , وبعد تجاوز الحافلة لضواحي المدينة , "شغّلنا المسجل ياسوّاق" صاح أحد الركاب وليته لم يفعل , فمن صخب الراي إلى ضجيج "درابيك المرسكاوي" وانتهاء بالدفوف والأغاني الخليجية تَجرّعَتِ الأذن حنظل الاستماع .
وبعد مرور دقائق بسيطة ارتفعت سحب دخان السجائر لتملأ الجو , واضطر أحد الركاب لفتح النافذة ليملأ رئتيه بهواء الجبل النقي .
- معلش سكّرلنا الروشن .. صقّعنا .
- يا جماعة معلش راكم قطعتونا بالدخان .
وبصوت مرتفع :
- يا جماعة راهو أمعانا وحدين رياضيين !!
وبعد نظرة ازدراء من بعض الركاب
- يا راجل خلاص ... حاضر آنا سكرنا الروشن .
واستمرت الحافلة في التهام الطريق وزاد السائق من سرعته بشكل جنوني , وحبس الركاب أنفاسهم , وتمايلوا يمنةً ويسرةً مع تعرجات الطريق , وانتشر سباب السائق وكلامه البذئ في أرجاء الحافلة لبعض أصحاب السيارات "الحمير.. اللي واخذين الرخصة بالواسطة" , وشاركه أحد الركاب الرأي , ودعم تأييده للسائق ببعض القصص التي حدثت معه .
وبدأ النقاش , وطرحت عدة مواضيع بللّت الطريق بزيت الملل... مواضيع لم تخلو من "شطحات خيال" السائق وأحد الركاب , اللّذْين سَرَحَ خَيَالهما نحو أحداث ووقائع اسْتُرسِل فيها الحديث لمدة ساعتين من الإرهاق الذهني و النفسي, بالإضافة إلى الإرهاق الجسدي .
بعدها توقفت الحافلة التي تقل المسافرين في قلب المدينة المليئة بالهموم , وقاطع صوت السائق الأجش هدير المحرك هاتفاً "الحمد لله ع السلامة ... وصلنا" , أخذ الركاب حقائبهم بكسل , وانطلق كل واحد منهم متجهاً إلى الهدف الذي جاء من أجله , وألسنتهم تلهج بالحمد والثناء لله عز وجل الذي مدّ في أعمارهم , آملين أن يمنّ عليهم في طريق العودة بسائق "ولد حلال" , فلم يعد أمام الركاب بعد غياب أجهزة الحكومة عن مراقبة السائقين ومحطات الحافلات سوى الدعاء والرجاء... والابتهالات.

واللهــى منقــــcopeـــــول...