الجزائر تفرج عن قيادي في «القاعدة» «لإسهامه في الدعوة إ

أفرجت السلطات الجزائرية عن القيادي البارز السابق في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» سمير سعيود، تقديراً لإسهامه في حملات مصالحة دعت رفاقه في التنظيم إلى إلقاء السلاح. وعُلم أن سعيود المُكنى «مصعب أبو عبدالله» والذي يعتقد أنه كان «منسق الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقاً، قضى العيد بين أهله.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن سعيود المسؤول السابق عن العلاقات الخارجية في «القاعدة»، أفرج عنه ليلة عيد الفطر، في خطوة كانت مرتقبة منذ فترة بحكم تسريبات تحدثت عن رغبة السلطات الجزائرية في إبداء «حسن النية» إزاء عناصر التنظيم الذين ينخرطون طواعية في مساعي المصالحة ويستجيبون لدعوات إلقاء السلاح.

وكان سعيود (38 سنة) أصيب في اشتباك مسلح العام 2007 في منطقة سي مصطفى في ولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة) إثر رفضه التوقف عند حاجز أمني، «ونجا من الموت بأعجوبة بعد أسابيع من العناية الطبية المركزة»، بحسب الإعلان الرسمي. وهو كان أحد أبرز المطلوبين لأجهزة الأمن، وسجن مرات عدة في قضايا إرهاب قبل أن يفرج عنه في إطار تدابير قانون الوئام المدني العام 1999.

ولم يظهر سعيود مجدداً إلا في ايار (مايو) 2009، حين قال الرئيس السابق للجنة الإعلامية في الجماعة عمر عبدالبر أنه «مستعد ليشاركنا دعوات تطليق السلاح»، ثم شارك فعلاً في صياغة المبادرة التي أطلقت وقادها مؤسس «الجماعة السلفية» حسان حطاب «أبو حمزة»، للدعوة إلى إلقاء السلاح.

وأفادت المصادر أن «مصعب أبو عبدالله انخرط في مشروع للترويج للمصالحة ودعوة مسلحي التنظيم إلى تسليم أنفسهم بعد المعاملة الحسنة التي لقيها من قبل السلطات أثناء فترة علاجه». وكانت السلطات أعلنت مقتله في مواجهة مع الجيش في منتصف العام 2007، لكنه في الحقيقة كان جُرح وخضع للعلاج لدى أجهزة الأمن.

وكشفت المصادر لـ «الحياة» أن سعيود «قدم للجيش معلومات وافية عن التنظيم في وقت لاحق... وساهم أيضاً في تسليم عناصر أنفسهم». ولقيت مشاركته في دعوات المصالحة استجابة بحكم منصبه السابق ونعته من قبل رفاقه بـ «قائد أركان» الفرع المغاربي لـ «القاعدة». وشارك في اتصالات مع مسلحين لإقناعهم بعدم جدوى العمل المسلح ضد النظام، اعتماداً على تأثيره على عناصر «المنطقة الثانية» في هيكل «الجماعة السلفية» السابقة، وتحديداً في تيجلابين وسي مصطفى وبومرداس ودلس في شرق العاصمة.

وتولى سعيود العلاقات الخارجية، وهي مهمات تتصل بربط الاتصال بشبكات الدعم، وإدخال أموال من بلدان أجنبية وتجنيد عناصر من الداخل والخارج لتلقي التدريب في معاقل فرع «القاعدة» في المغرب العربي. وهو كان انضم مباشرة إلى «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» بعد خروجه من السجن في العام 1999 بموجب عفو، على غرار كثيرين من العناصر ممن أصبحوا قياديين في صفوف التنظيم لاحقاً.

اخصــائى فى نقــل الآحــــداث السيـــاسيه المتفــرقه.