التصحر - الاسباب والاشكال

أسباب التصحر:
أولاً - سوء استغلال الغطاء النباتي :


فلاحة أراضي البادية من أجل زراعتها بالحبوب : لقد تم تحويل مساحات واسعة من الأراضي الهامشية إلى أراضي لزراعة المحاصيل المختلفة و بهذا تم اقتطاع جزء هام من أراضي المراعي الطبيعية عالية الإنتاج مما أدى إلى حصول خلل في التوازن بين عدد الحيوانات و ا لطاقة لإنتاجية للمراعي .



الرعي الجائر و المبكر المستمر مع زيادة الحمولة الرعوية حيث إن ذلك يؤدي إلى عدم فسح المجال أمام النباتات الرعوية لأن تشكل ثمارها لتجدد نفسها و هذا يسبب إلى انقراض بعض النباتات أو قلة أعدادها .
اقتلاع الأشجار و الشجيرات من أجل الوقود .
الرعي المشاع
التوسع في حفر الآبار ضمن مناطق المراعي .
شق الطرق العشوائية في البادية .
عدم الاهتمام بتطبيق أساليب حماية البيئة و صيانتها في المناطق التي يزداد فيها النشاط التعديني ( البترول – الفوسفات) في البادية السورية .


ثانياً- سوء استغلال الموارد المائية :
إن الطريقة المتبعة في ري المزروعات بالتطويف و الري السطحي و سوء استعمال مياه الري تسبب هدرا في المياه تفوق حاجة النبات بأضعاف ما يحتاجه للنمو أما بالنسبة للمياه الجوفية فقد يكون لأمر أشد خطورة نتيجة سوء الاستغلال و الحفر العشوائي و هذا ما حصل في الحسكة و دير الزور و البادية .


ثالثاً- تدهور الغابات :
من أهم أسباب التصحر في أراضي الغابات هو القطع الجائر و الحرائق التي تحصل في غابات اللاذقية حيث يتم أحداث حرائق مصطنعة و الهدف من ذلك تحويل أراضي الغابة إلى أراضي زراعية .


رابعاً - دور الثروة الحيوانية في أسباب التصحر


تعتبر العلاقة بين الحيوان و المرعى أحد العوامل الهامة التي تساعد على تكثيف التصحر في البادية و قد حدثت منذ الخمسينات سلسلة من الظواهر أدت لحدوث تغير كبير في نظم إدارة القطعان يمكن تلخيصها فيما يلي:



أ - دخول الجرارات الزراعية حيث لذلك تأثير على أراضي المرعى : فمن جهة تستخدم هذه الجرارات لشد مقطورات الماء لري الأغنام و شد عربات لنقل أثاث بيوت مربي الأغنام في البادية و ذلك يؤثر على أراضي المراعى بعجلاتها و من جهة ثانية استخدمت الجرارات في عملية فلاحة أراضي البادية و المناطق و المناطق الهامشية التي كانت موردا رعويا هاما .
ب- إلغاء قانون العشائر و اعتبار الرعي في البادية متاح للجميع
ج- انتشار وسائط النقل .
د- ارتفاع أسعار الأغنام و المنتجات الحيوانية و انتشار الحيازات التجارية .
خامساً – طبيعة المناخ و تقلباته :
إن الدراسات لم تثبت وجود تغيرات مناخية غير اعتيادية منذ 5000 آلاف سنة تقريبا قبل الميلاد ( أي منذ بداية الفترة التاريخية ) تؤدي إلى التصحر المتسارع و تؤكد هذه الدراسات إن أسباب التصحر سوء إدارة و استغلال الأنظمة البيئية من قبل الإنسان لكن يمكن أن نشير إلى بعض الظواهر المناخية التي لها بعض الآثار على التصحر في بلدنا مثل :


1- غزارة الهطول المطري
2- التوزع السيئ و الغير منتظم للهطول .
3- الجفاف
4- الرياح القوية
سادساً – طبيعة الأرض
تعود بعض أسباب التصحر في سورية لطبيعة الأراضي و الصخور و الشكل الطبوغرافي للتربة و البناء الفيزيائي لقوامها كما أن لفقر التربة بالمواد العضوية و ضعف غاباتها و قلة الغطاء النباتي الوافي لها في العديد من الأماكن أثر كبير في عملية التصحر .


سابعاً – العنصر البشري
لقد كان و مازال للعنصر البشري دور رئيسي في عملية التصحر و ذلك عن طريق هجرة السكان من الريف إلى المدينة و سبب ذلك عدة عوامل :
أ - اقتصادية : الفقر و البطالة و عدم وجود فرص عمل و قلة موارد الرزق .
ب - اجتماعية : الخلافات العشائرية وإهمال الريف و تسلط الأهل و كثرة أفراد العائلة .
ج- طبيعية : سوء الأحوال الجوية و قلة الأمطار
أشكال التصحر :
إن أول شكل يأخذه التصحر هو انعدام النباتات ذات القيمة الغذائية في الموقع و مثل ذلك حصل في أرض العمالة في بادية الرقة و أرض الزحيمية في بادية الحسكة حيث كانت هذه المواقع أراضي غزيرة بنبات الروثة ذو القيمة الرعوية الجيدة و بسبب التدهور والرعي الجائر و التحطيب و تدهور المرعى فيها انعدمت هذه النباتات و حل مكانها نبات الحرمل ذو القيمة الرعوية المعدومة و بنظرة إلى أراضي البادية نشاهد انتشار نبات الحرمل بشكل كبير و الذي يعبر عن تدهور المرعى و الأراضي إلى درجة متقدمة جدا.


إضافة الى انعدام النباتات المعمرة من الشجيرات الرعوية و حل مكانها نباتات حولية لا يستمر وجودها إلا فترة قصيرة من السنة و ربما تنعدم هي الأخرى بشكل كامل نتيجة الرعي المبكر و بالتالي تصبح الأرض جرداء 0


2 – انحسار أراضي الغابات :
كلنا يسمع بأن هارون الرشيد الخليقة العباسي كان يسافر من بغداد الى الرقة تحت ظلال الزيتون و النخيل و نتيجة لعملية التحطيب و التصحر الذي حل في المنطقة انعدمت كل هذه الظاهرة كما يشاهد ذلك في جبال البلعاس في حماه حيث كانت هذه المنطقة عبارة عن غابة من أشجار البطم و نتيجة القطع و التحطيب غدت هذه المنطقة خالية من كل أشجار البطم إلا بقايا متفرقة يمكن عدها 0
3 – تدهور الأراضي :
عندما ينعدم النبات من الأرض و تصبح جرداء يصبح من السهل انجراف الطبقة السطحية للتربة عن طريق مياه المطر و السيول و الرياح الشديدة الأمر الذي يؤدي الى تكشف الصخر الأم للأراضي و انعدام التربة الزراعية فيها و هذا ما نلاحظه في جبال اللاذقية 0
إذا لم تتعرى الأرض من الطبقة الزراعية السطحية فإنه يخلق لدينا مشكلة أخرى و ربما أخطر و هي حصول التملح نتيجة انعدام النبات مما يؤدي إلى صعود المياه الجوفية إلى طبقات التربة العليا و بالتالي يتبخر الماء و بقاء الأملاح و زيادة تركيزها في الطبقة السطحية للتربة مما يسبب تملح الأراضي و هذا نشاهده كثيرا في أراضي حلب الشرقية و الرقة .
أهم الأضرار الناجمة عن التصحر :
تدهور النبات الطبيعي و انعدامه 0
تدهور خواص التربة و تصبح غير صالحة لأي نوع من أنواع الأشجار0
تشكل الكثبان الرملية و حدوث أضرار بالصحة العامة و البيئة و المساكن و المنشآت و الأراضي الزراعية بسبب حركة الرمال و العواصف الغبارية و قد شوهد هذا المظهر بشكل كبير في محافظة دير الزور حيث كادت الكثبان الرملية أن تؤدي الى غمر بعض القرى على الضفة اليسرى لنهر الفرات غرب دير الزور 0


اضطراب الحياة البرية : إن حصول التصحر يؤدي الى انقراض العديد من الحيوانات البرية التي تسكن المنطقة فقد انقرض الغزال السوري من البادية السورية بالكامل فقد كان هذا الغزال يتواجد في العديد من مواقع البادية بأعداد كبيرة في البادية و منذ حوالي العشرين عام أصبحنا نسمع بمواصفاته سمعا فقط 0
انخفاض مستوى المياه في الآبار و شح المياه بصورة عامة 0


الهجرة الى مناطق أخرى ( المدن ) بسبب تدني إنتاجية الأرض و قساوة العوامل المناخية إن للتصحر كبير الأثر للحياة الاجتماعية و الاقتصادية فالهجرة من الريف الى المدينة تؤدي الى آثار سلبية على كل من الحضر و الريف و من هذه الآثار :


1 - تبوير الأراضي و ما ينتج عنها 0
2 - يقو م المهاجرون الى المدينة بإنشاء أبنية سكنية مخالفة للأنظمة على الأراضي الزراعية المحيطة بالمدن مما يؤدي الى فقدان جزء من مساحة الأراضي الزراعية و هذا الأمر نلاحظه في كل محافظات القطر و بالأخص مدينة دمشق 0
خسارة القوى العاملة و خاصة في الريف 0
إحداث سلسلة من أوجه الخلل في العمليات التربوية 0
شكر خاص للمهندس / صالح الشبلي

اشكرك اخى على الموضوع المفيد

شكرا على المرور