صحيفة إسرائيلية:” ليبيا الدولة الوحيدة التي ساعدت تونس”

صحيفة إسرائيلية:” ليبيا الدولة الوحيدة التي ساعدت تونس”











قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم إن ليبيا هي الدولة الوحيدة
التي قدمت المساعدة الحقيقية لتونس عندما أصدر القائد معمر القذافي، قرارا
بفتح الحدود الليبية أمام مواطنيها من أجل العمل والحصول على الغذاء الذي
يحتاجونه.
وأضافت الصحيفة أن نجاح تونس في بناء نظام سياسي علماني مؤيد للغرب لم
يساهم في مبادرة الدول الغربية بمساعدتها من أجل عبور هذه الأزمة، زاعمة
بأن هناك تقاعسا غربيا مقصودا عن مساعدتها.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التقاعس هو الذي يأتي في الأساس لشعور الدول
الغربية بأن النظام السياسي التونسي بات على المحك، وهناك توقعات وضعتها
كبرى الأجهزة الأمنية بالبلاد بداية من الموساد أو المخابرات العسكرية تشير
جميعها إلى أن الاستقرار سيغيب خلال الفترة القادمة عنها، ومن غير
المستبعد أن تتطور الأمور لتصل إلى تغيير نظام الحكم بأي وقت.
وألقت الصحيفة الضوء على الإضرابات الداخلية في تونس، زاعمة أن
التقديرات الأمنية تشير إلى أن هذه الاضطرابات مرشحة للتصاعد والانتقال إلى
دول عربية أخرى في ظل الأزمات التي تتعرض لها هذه الدول والشباب العاطل عن
العمل الذي بات يستشري في كل دولة بالشرق الأوسط.
أشكال الفساد
وأكدت الصحيفة أن الأزمة الحقيقية ليست في البطالة لأنها موجودة في جميع
دول العالم، حيث أن الطلبة الثائرين يزعمون وجود الكثير من أشكال الفساد
سواء في تونس أو مختلف الدول العربية، الأمر الذي سيجعل الكثير من الأنظمة
السياسية في المنطقة مهددة وبقوة بسبب التوقعات بتدهور الأوضاع الاقتصادية
مع انتشار الفساد.
وأضافت الصحيفة أن المخابرات الإسرائيلية ترى أن المشكلة الحقيقية التي
تواجه تونس هي أن الكثير من الجهات الأمنية بها ضالعة أو على الأقل متقاعسة
عن التصدي لهذه المواجهات، التي من المتوقع أن تتصاعد خلال الأيام القادمة
خاصة مع تواصل سقوط الضحايا، الأمر الذي يزيد من حساسية هذه المشكلة
والأهم من هذا وذاك خطورتها على منظومة الأمن الداخلي في الكثير من الدول
العربية التي يتابع سكانها أخبار هذه المواجهات المشتعلة.
وأشار التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له إلى أن الكثير من اليهود
التونسيين أعربوا عن غضبهم الشديد مما يحدث في البلاد، مطالبين بضرورة مد
يد المساعدة لهم بأي طريقة، خاصة وأن كل التقارير الواردة من تونس لا تبشر
بأي خير.
نفي إسرائيلي
ونفى التقرير ما ورد في إحدى الصحف العربية التي تحدثت عن وجود أسلحة
إسرائيلية الصنع بحوزة الأمن التونسي، زاعمة أن هذه الأخبار عارية تماما من
الصحة، حيث رجح التقرير إمكانية قيام الطلبة والشباب التونسي بكتابة حروف
عبرية على بعض الرصاص الذي استخدمته قوات الشرطة من أجل التشهير بها.
وتطرق التقرير -بحسب ماذكرته صحيفة الاهرام – إلى الدول العربية التي
تواجه الكثير من المشاكل الاقتصادية ومنها مصر، إلا أنه أشار بأن أجواء
حرية التعبير التي تتمتع بها مصر تختلف تماما عن الأوضاع في أي دولة عربية
أخرى، حيث أن السلطات تسمح بذلك وهو ما يساهم إلى حد كبير في تهدئة الأوضاع
فيها،على خلاف الأوضاع في تونس والتي تعاملت منذ البداية بعنف وشراسة مع
المتظاهرين، وهو ما أدى إلى تفجر هذه الأزمة.
يذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أعطت اليوم اهتماما خاصا لأحداث
الاحتجاجات التونسية، وحاولت الربط بينها وبعض المشاكل الاقتصادية في عدد
من الدول العربية، وتطرقت أيضا للوضع الراهن في مسيرة التسوية،مشيرة إلى
تراجع قبضة حماس الأمنية في قطاع غزة.
قورينا