شارون مصر يغزو ميدان التحرير

كما قرأنا بالقصص ورأينا بالأفلام ان كل دكتاتور يحاول جاهدا ان يوظف كل شئ متاح من وسائل اعلام وحاشيه لرسم صورة حسنه له كقائد مثالي يحب الشعب ويسهر على راحته ويراعي في خطاباته التطرق لمصالح الشعب والرحمة والتواضع ما ينافض به دواخل حقده وطمعه ودمويته ,حتى يغرر بالشعب للهتاف بديمومته ,لكننا اليوم امام دكتاتور من نوع مختلف عما هو متعارف ,ارتبك تفكيره واختل توازنه السياسي عندما كسرت جموع من الشباب المصري حسابته ,بل وحسابات العالم اجمع من مناصريه ومعارضيه وقلبت الطاوله في وجه الامريكان قبل من نكر قوميته من العرب وخان ,ونفذت خطوات متسارعه على الأرض اعترفت قيادات امريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ,أنها لم تعطهم الفرصه لإتخاذ التدابير اللازمه لمواكبه الحدث,لم تسعف حسنى مبارك خبرته الدكتاتوريه خلال خمس وثلاثين سنه منها خمسه نائب للسادات ,في تداركه لتهاوي كرشه ,لأن تراكم قوه الرفض للشعب المصري الذي تعرض للإذلال والجوع وتراكم ديون البلد من 120مليار الى 780مليار تقريبا ,وصلت لمستوى انها فاقت تحمل السد الذي بناه حسني مبارك حين وعد بالتخلي عن السلطه بعد اربعه سنوات من استلامه لها وسرقته للعرش لمدة 30سنه ,مما انعكس سلبا على تصرفات الاخير وخطاباته ,والمتتبع لخطابه الاخير انه يرفض التنحي ويصر على مواصله اكمال فترته الرئاسيه ,ورفضه النفي خارج مصر والاصرار على الموت على ارضها ,مما يدل على نيه المناوره والتكتيك السياسي ,الذي بات مكشوفا تماما للشعب المصري ,فهو لم يتنازل عن نيابه الرئاسه ورئاسه الوزراء الى مؤسسة الجيش الا بثمن ,وآخر ما يدل على ذلك مطالبته الجيش بإخراج المتظاهرين من ميدان التحرير ولما رفض الجيش ذلك وكان متوقعا هذه الإجابه ,طلب من الجيش عدم السماح للمتظاهرين الخروج من ساحه التحرير ليحولها الى سجن لهم ,متوقعا استسلامهم وتركها في اقل تقدير اسبوعا ,وذلك حسب ما ابلغ به المسؤولين من الأجانب الذين زاروه في الساعات الأخيره ,الامر الذي يدل بوضوح نيته في اخذ ثمن ما تنازل عنه لمؤسسة الجيش عن طريق وضعه في مواجهة المتظاهرين ,وما بيان الجيش بدعوة متظاهري ميدان التحرير العوده لمنازلهم الا خير دليل على مقدمه لإنسحاب الجيش وإفتعال اشتباكات في الشوارع ليقوم الجيش بعدها بدعوه الجميع الانسحاب من الشوارع ,الامر الذي يسعد مبارك ,ولأن الوضع كان مكشوفا بالنسبه لشباب مصر المرابطين في ميدان التحرير ,ونبرة الغدر كانت مرصوده تماما في خطاب حسني مبارك بالرغم من تأثيره على الطيبين والأميين السياسيين من الشعب ,تواصلت المظاهرات في ميدان التحرير والمطالبات في رحيل الطاغيه ,مما دفع الرئيس المهتز الى اللجوء لأفواج البطجيه وقاده الشرطه والأمن في لباس المدنيه ,الذي يعتمد عليهم في قمع الشعب وترويعه كما حدث في الانتخابات الشعبيه ,لتنفيذ اساليب اسرائيليه اعتاد عليها شارون واولمرت وباراك وهم طبعا من المقربين لحسني مبارك ,والرافدين لمعلوماته القمعيه من خلال الإباده الجماعيه للجماعات الفلسطينيه في كافه المناطق وخاصة الغزيه ,لغزو ميدان التحرير الذي يحوي جميع فئات الشعب من رجال ونساء وكهول وأطفال ,في منظر يذكرنا بإستباحة الكفر لدماء المسلمين ومحاصرة سيدنا الحسين ,حيث استخدم المهاجمون الخيول والجمال والسيوف والحربات والحجاره هذا بالنسبه للغزوات التقليديه اما بالنسبه للغزوات المعاصره اضيف لذلك القنابل الاسرائيليه والامريكيه الصنع المسيله للدموع والحارقه وخراطيم المياه وقنابل الملوتوف ,لم يحرك الجيش المنتشر وسط القاهره ساكنا مما يدل على خطة ما تحاك على مبدأ هات وخذ ما بين مبارك والجيش ,وإلا بماذا نفسر السماح لدخول قوات الغزو ممن يركبون الخيول والجمال ويتسلحون بالقنابل المسيله للدموع والملوتوف من قبل الجيش الذي يفتش كل من يدخل ميدان التحرير من المتظاهرين المعارضين لمبارك ,لا تعولوا كثيرا على الجيش ايها الثوريون المرابطون في ميدان التحرير ,وعولوا على قوة اعدادكم ومتانة اتحادكم وطول صبركم ,ومناشدة ابناء جلدتكم ممن داستهم اقدام مبارك وجلاديه ,لدعمكم في حربكم العادله لإستعاده حقوقكم.