«ويكيليكس»: روسيا «دولة محسوبيات ومافيا

«ويكيليكس»: روسيا «دولة محسوبيات ومافيا»



يعتمد الكرملين في روسيا
على «مجرمين يكافئهم بحصص سياسية قائمة على أساس المحسوبيات»، بينما يقوم
كبار المسؤولين الروس بجمع الرشاوى كـ«نظام للضرائب الشخصية».
هكذا تصبح روسيا، بحسب الوثائق التي سرّبها موقع «ويكيليكس» عن المدعي العام الأسباني خوسيه غونزاليس، الذي سعى طوال عقد التحقيق في أنشطة العصابات الروسية في أسبانيا، «دولة فاسدة ترتكز على نظام استبدادي مختلس، يتمحور حول زعامة فلاديمير بوتين، ويجتمع فيه مسؤولون ومدبرو الجرائم المنظمة لبناء «دولة المافيا المستترة».
وثائق «ويكيليكس»، حسبما جاء في صحيفة «الغارديان» البريطانية، تكشف
«صورةً لنظامٍ سياسي يصل فيه مجموع الرشاوى إلى نحو 300 ألف مليون دولار
سنوياً، وحيث يكاد يصعب التمييز بين نشاطات الحكومة والجريمة المنظّمة،
باستناده على تهريب الأسلحة وتبييض الأموال وزيادة الثروات الشخصيّة
وحماية رجال العصابات وحقائب مليئة بالأموال وحسابات مصرفيّة سرّيّة في
قبرص».
أما «أكثر ادعاءات ويكيليكس فظاعةً»، فهي تلك التي تتحدث عن «الجواسيس
الروس الذين يستخدمون كبار رجال المافيا لتنفيذ عمليّات إجرامية كتهريب
السلاح»، و«المؤسسات المكلفة تطبيق القانون كالشرطة ووكالات التجسس ومكتب
المدعي العام، والتي تحمي الشبكات الإجرامية»، ناهيك عن «تفشي الرشوة، تحت
غطاء نظام للضرائب، خاص بدعم رجال الشرطة والمسؤولين ورجال الاستخبارات
وجهاز الأمن الفدرالي».
وبحسب «ويكيليكس»، فإن بوتين «متّهم بجمع صفقات غير مشروعة» عندما كان
يشغل رئاسة البلاد، وتقول مصادر مختلفة إنها مخبأة خارج روسيا، من دون أن
يكون واضحاً «مدى انخراط بوتين، شخصياً، في المافيا الروسية وأنشطتها».
ردّا على الادعاءات، حذّر بوتين واشنطن من مغبة التدخل في الشؤون الروسية،
واصفاً بـ«الغطرسة والوقاحة واللاأخلاقية» التي بلغتها واشنطن، عندما
لقّبته بـ«باتمان»، مانحةً الرئيس ديمتري ميدفيديف لقب «روبين».
ووفقاً لـ«ويكيليكس»، يملك غونزاليس، حسبما قال لمسؤولين أميركيين في
مدريد، أدلة على أن «مسؤولين استخباراتيين دبروا عمليات نقل شحنات من
الأسلحة إلى الجماعات الكردية لزعزعة استقرار تركيا»، وأنهم «كانوا وراء
قضية سفينة القطب الشمالي التي اشتبه في أنها تنقل صواريخ لإيران»، من دون
أن يوضح المدعي العام الأسباني أكثر.
كما قال غونزاليس، بحسب وثائق «ويكيليكس» أن «روسيا البيضاء والشيشان»، هي «دول مافيا»، متوقعاً أن «تصبح أوكرانيا كذلك».
وفي مقال آخر نشرته «الغارديان»، تبيّن من وثيقة تعود لشباط، وموجهة إلى وزارة الخارجية الأميركية، قال السفير الأميــركي في روسيا
جون بيرلي أن الفساد في موســكو «متفشّ»، و«على رأس الهرم، يقبع رئيس
بلدية موسكو السابق يوري لوجكوف، فضلا عن العديد من رؤساء البلديات وحكام
الأقاليم، الذين يرشون عناصر رئيسية داخل الكرملين».
كما أظهرت الوثائق المسربة عن السفير الأميركي في كييف وليام تايلور
«الارتباط الوثيق بين المافيا الروسية وإمدادات الغاز إلى أوكرانيا ودول
الاتحاد الأوروبي»، ناقلاً عن رجل الأعمال الأوكراني ديمتري فيرتاش
«تأكيده على أن رجل العصابات الروسي سميون موغيليفيتش هو من يقف وراء
(المشاريع في مجال الطاقة) في أوكرانيا».
وفي وثيقة أخرى سرّبها «ويكيليكس»، زعم السفير الأميركي في تليسي جون تيفت، في 20 آب 2007، أن روسيا زوّدت الانفصاليين في إقليمي اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بصواريخ غراد في مسعى لتقويض جورجيا.