علماء من الشمال يفجّرون مفاجأة بوجه قباني: شهر لتنفيذ المطال

منذ أربع سنوات وعدد كبير من مشايخ الشمال يرفعون أصواتهم منادين بتحسين أوضاعهم أسوة بغيرهم ولكن لا حياة لمن تنادي.

كل شيء كان متوقعاً إلا أن يأتي نداء استقالة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني على ألسنة أهل البيت أنفسهم. فبينما كان المفتي قباني يصلي، غروب أمس، في مسجد محمد الأمين في بيروت لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف فاجأه بعض من أئمة المساجد الطرابلسيين باعتصام أمام المسجد مطالبينه بالاستقالة بعد شهر واحد إذا لم يستطع أن يلبي مطالبهم وأبرزها رفع سعر ساعة التعليم الديني في المدارس من 5000 آلاف ليرة الى 15000 ليرة.

وقد تلا الشيخ محمود الأسمر بياناً باسم المعتصمين جاء فيه: «... بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على ترؤسكم لدار الفتوى واستئثاركم بالقرار فيها، والإمعان في تهميش المحيطين بكم من علماء ورجال فكر وسياسة والغلو في ربط القرار الديني بالتوجّه السياسي الذي لا يعبر بطبيعة الحال عن الدور المنوط برجل الدين وشـموليته لأبــناء الطائفة... إن علماء طرابلس والشمال يطالبون سماحة المفتي النظر بهذه المطالب وعلاجها في أسرع وقت في مدة لا تتجــاوز الشـهر الواحـد وإلا فإن علـماء طرابلس والشـمال يطلـبون من سماحته الاستقالة الفورية من منصبه والتخلي عن المسؤولية لأهلها...».

بهذه العبارة توجّه الشيخ أحمد المير إمام مسجد القبة القديم الى مفتي الجمهورية طارحاً عليه السؤال «لماذا لا تطلع الى العلماء الذين لا يجدون المال لدخول المستشفى أو لشراء دواء؟».

أما الشيخ عمر صادق إمام مسجد أبي سمرا فمنعه مناصرو تيار المستقبل من إلقاء كلمته مطلقين الشتائم والعبارات النابية بحق السيد حسن نصرالله ومردّدين الهتافات الداعمة لقباني وسعد الحريري.

وقالت مصادر المعتصمين إن مئة مدرس من المشايخ في طرابلس والضنيه اجتمعوا ظهر الأحد الفائت في مسجد البشير في القبة للبحث في هذه المطالب وخطة تحركاتهم، كما أبلغوا المفتي قباني بذلك عبر رسالة قصيرة، الأمر الذي دفع بالأخير الى عقد اجتماع العاشرة صباح الأحد الماضي في الدار أي قبل حوالى ساعتين من موعد اجتماع القبة بهدف نسفه، ودعا العلماء الى دار الفتوى فما كان أمام هؤلاء إلا تلبية الدعوة.

وبحسب المصادر، استمر الاجتماع في دار الفتوى حوالى ساعة ونصف، غاب عنه قباني، ليشارك فيه رئيس دائرة الأوقاف في طرابلس الشيخ حسّان سباط وأمين دار الفتوى الشيخ محمد إمام إضافة الى رئيس الشؤون الدينية في الدار الشيخ محمد شندب والمنسق العام للتعليم الديني الشيخ خالد الحاج، «وقد فشلت المفاوضات بين الطرفين لأن المعنيين في الدار اكتفوا بقول عبارة «طوّلوا بالكم». وهكذا عاد العلماء الى عاصمة الشمال وهم على يقين بأنهم سينزلون الى الشارع للاعتصام وهذا ما حصل «غير أن سيل الاتصالات التي نفذتها دائرة الأوقاف في طرابلس حالت دون مشاركة عدد كبير من العلماء» حسب الحاضرين.

الأبرز في مطالب المشايخ هو حرمانهم من أبسط حقوقهم الاجتماعية من الضمان الاجتماعي مروراً باختيار الكفاءات في وظائف دار الفتوى وصولاً الى رفع رواتب حملة الإجازات من جامع الأزهر وغيره، والتي لا تتخطى في أقصاها الـ 280 ألف ليرة لبنانية. ومن الحجج الأساسية التي انطلق منها العلماء في مطالبهم أن مدرسي التعليم الديني في معهد أزهر طرابلس الذي يرأسه مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار يتقاضون مبلغ 20 ألف ليرة مقابل ساعة التعليم الديني الواحدة.