منتديات عيت ارفاد التميمي
أهلاً وسهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات عيت أرفاد التميمي .. تفضل بالدخول ان كنت عضواً وبالتسجيل ان لم يكن لديك حساب وذلك للحصول علي كامل المزايا ولمشاهدة المنتديات المخفية عن الزوار..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عيت ارفاد التميمي
أهلاً وسهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات عيت أرفاد التميمي .. تفضل بالدخول ان كنت عضواً وبالتسجيل ان لم يكن لديك حساب وذلك للحصول علي كامل المزايا ولمشاهدة المنتديات المخفية عن الزوار..
منتديات عيت ارفاد التميمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إعلانات المنتدي

الأخوة الزوار

سجل فوراً في منتديات عيت أرفاد التميمي لتنال احقية مشاهدة اخبار المنطقة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في التميمي - اخبار المنطقة محجوبة عن الزوار

الأعضاء الكرام

الكلمة الطيبة صدقة والاحترام المتبادل تاج علي رؤوسكم وتذكروا قول الله عز وجل !! ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
المواضيع الأخيرة
» إبراهيم دياز يرفض عرضا ضخما من السعودية
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime1اليوم في 8:54 am من طرف STAR

» فوائده كثيرة في الطقس الحار.. لهذا عليكم تناول البطيخ في فصل الصيف
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime1اليوم في 8:54 am من طرف STAR

» معلومة مثيرة.. حتى النمل يبتر أطرافه للحفاظ على حياته
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime1اليوم في 8:53 am من طرف STAR

» المجدرة
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime1اليوم في 8:51 am من طرف STAR

» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime1اليوم في 8:47 am من طرف STAR

» باريس سان جيرمان يقدم ربع مليار يورو لضم نجم برشلونة
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-30, 9:36 am من طرف STAR

» ألقوا طفلاً من الطابق الخامس أثناء سرقتهم مسكنا
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-30, 9:35 am من طرف STAR

» بماذا ينذر الشخير العالي؟ دراسة تجيب
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-30, 9:33 am من طرف STAR

»  جراد البحر الياباني ...
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-30, 9:32 am من طرف STAR

» مباريات اليوم السبت 29/6/2024 والقنوات الناقلة
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-29, 10:02 am من طرف STAR

» رحلة إلى القاهرة.. كورنيش النيل وجهة سياحية لا تفوت
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-29, 9:38 am من طرف STAR

» تطورات مفاجأة في مشاركة محمد صلاح في الأولمبياد
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-29, 9:38 am من طرف STAR

» هل تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ اليكم آخر الدراسات
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-29, 9:37 am من طرف STAR

» الكنافة بالجبنة العكاوي والموزاريلا
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-29, 9:36 am من طرف STAR

» أفضل الهواتف الذكية الداعمة لتقنية الشحن السريع
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Icon_minitime12024-06-27, 9:50 am من طرف STAR

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15)

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Empty بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15)

مُساهمة من طرف المعبدي 2012-01-01, 10:56 pm

المبحث الأول : التكافل العام بين أفراد المجتمع المسلم . مؤدا هذا التكافل هو كفالة المسلمين بعضهم البعض وقد جعل الإسلام من هذا التكافل أمراً مطلوباً من كل مسلم في حدود طاقاته وقدراته ويلتزم بأدائها لأنه من مبدأ الأخوة والترابط بين المسلمين بعضهم مع بعض فإذا كان للمسلمين فضل من مؤنتهم فلا يجوز وفقا للنصوص الإسلامية أن يتركوا إخوانهم في المجتمع المسلم في حاجة أو نقص بل عليهم أتباع تلك الحاجة وسد هذا النقص , يقول تعالى } أنما المؤمنون أخوة { . ويقول صلى الله عليه وسلم . (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) وقد سأل أحد السلف عن قوم عندهم فضل بإخوانهم حاجة شديدة وليس يسعهم الزكاة أيسعهم أن يشبعوا ويجوع إخوانهم ؟ فإن الزمان شديد . فرد عليه قائلاً : إن المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه فيحق على المسلمين الاجتهاد فيه والتواصل والتعاون عليه والمواساة لأهل الحاجة . وقد أوجب الإسلام على الأغنياء من الأقوياء أن ينفقوا على الفقراء والمساكين والعاجزين عن الكسب من أقربائهم وغيرهم من المسلمين . كما قال تعالى } وفي أموالهم حق للسائل والمحروم { ويقول صـــلى الله عليـــــه وسلم في الحــــــــديث(( ... فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم )) وأوجب الإسلام على أهل كل مجتمع أن يعيش بعضهم مع بعض في حالة تكافل وتعاضد , يرق غنيهم لفقيرهم , ويسد شبعانهم حاجة جائعهم , حتى لقد ذهب جمله من العلماء منهم الإمام ابن حزم الى مسؤولية البلد يموت أحد أفراده جوعاً , فيدفع أهله الدية متضامنين الى أسرته , كأنهم شركاء في موته . ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث (( أيما أهل عرصة أصبح فيهم أمرؤ جائــــع فقد برئت منهم ذمـــــة الله )) ويقول الأمــــــام بن حزم في كتابــــة المحلـــــــى بالآثار : (( وفرض على الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم , ويجبرهم السلطان على ذلك .. فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لابد منه ومن اللباس للشتاء والصيف بمثل ذلك , وبمسكن يكنيهم من المطر والصيف والشمس وعيون المارة وبرهان ذلك قوله تعالى: }وآت ذا القرب حقه والمسكين وابن السبيل { وأخبر عبد الله ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه )) فمن تركه يجوع ويعرى وهو قادر على طعامه وكسوته فقد أظلمه وأسلمه وقد روا الطبري عن على رضي الله عنه (( إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم . ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع أغنيائهم ألا وإن الله يحاسبهم حساباً شديداً ويعذبهم عذاباً أليماً )) والله تعالى قد شرع شرعته لضمان مصالح الخلق , ومن قال غير ذلك فهو جاهل بدين الله ومصالح العباد )) وبناء على ذلك تعتبر الكفالة العامة بين المسلمين تعبيراً صادقاً عن الأخوة والتضامن بينهم ,ويكون بذلك التكافل هو المجتمع الإنساني الذي دعا الإسلام على أساس من العقيدة والأخلاق والتشريع ويكون بذلك مجتمع متضامن ومتكامل ومتعادل. وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم وأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على ذلك التضامن ومن ذلك يقول تعالى : } يأيها الذين آمنوا ا أنفقوا من طيبات ما كسبتم { سورة البقرة الآية 267 } الذين ينفقون في السراء والضراء{ آل عمران 134 . } وآت ذا القربى حقه والمسكين وأبن السبيل { سورة الإسراء الآية 26 . } ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة { الحشر آية 9 . } ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين { المدثر الآية 42-43 }إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين { الحاقة الآية 33 – 34 . } أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتم ولا يحض على طعام المسكين { الماعون } ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم { . آل عمران آية 180. } الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون { الأنفال آية 3 . } والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم { المعارج آية 24-25 . } وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه { البقرة الآية 270 . } وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين { سبأ آية 39 . } وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون { البقرة آية 272 . ويقول الرسول صلى الله عيه وسلم : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )) متفق عليه . (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً )) متفق عليه . (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه )) رواه البخاري . ((أيما أهل عرصة أصبح فيهم أمرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله )) رواه الحاكم. وبهذا الآيات والأحاديث وغيرها نجد أن الإسلام يصور لنا أروع صور الارتباط والتكامل بين أفراد المجتمع المسلم , وان على المسلم أن لا يقف في مجتمعه موقفاً سلبياً , بل يجب عليه أن يسعى جاهداً ويشترك في رفعة المجتمع وقوته , فالقرآن الكريم يقرر صراحة أن المسلم الذي لا يعين الضعيف يكون في منزلة المكذب بالدين }أرأيت الذي يكذب بالدين , فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين , فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون , الذين هم يرآون ويمنعون الماعون { ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( أيما أهل راجل يعجبكة أصبح فيهم جائع فقد برئت منه ذمة الله )) رواه الحاكم . فالآيات القرآنية وتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة ومستفيضة في هذا المجال وكلها تقيم أقوى البراهين على هذا التكافل وهذا التعاون بين أفراد المجتمع المسلم . ونجد أن الإسلام في تحقيق ذلك يسلك عدة مسالك ويتخذ عدة وسائل لتحقيق التكافل الاجتماعي ويمكننا تقسيم تلك الوسائل الى قسمين رئيسين يدخل في شمولها جميع الوسائل التي تحقق التكافل وهو طرق التكافل المفروضة والتطوع . وهذا التقسيم يتضمنه مفهوم ومعنى كلمة - البر – التي ورد تعريفها في القرآن العظيم , لأن البر أسم جامع لمعاني الخير وهو قوله تعالى } ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضــراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون { . أولاً : وسائل التكافل المفروضة :- 1- الزكاة :- فهي أعظم وسائل التكافل وهي فريضة كبرى جعلها الإسلام ركناً من أركانه الخمسة لا يقوم الإسلام دونها , وحدد الله لها مصارف في القرآن تصرف إليهم ولا يجوز صرفها في غير ذلك . 2- صدقة الفطر :- وهي زكاة واجبة على كل مسلم ذكراً أو أنثى حراً أو عبداً صغيراً أو كبيراً . وتخرج للفقراء والمحتاجين قبل صلاة عيد الفطر وهي فريضة كما في حديث ابن عمر (( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر )) وعلى هذا يكون وعاء الصدقة واسعاً جداً وبذلك تتحقق منها الفائدة والنفع ويحصل منها التكافل بين أفراد المجتمع حيث يوسع على الفقراء قبل يوم العيد . 3- النفقة على النفس والأقارب :- يقول صلى الله عليه وسلم (( ابدأ بنفسك فتصدق عليها , فإن فضل شيء فلأهلك فإن فضل عند أهلك شيء فلذي قرابتك , فإن فضل ذي قرابتك شيء فهكذا أو هكذا يقول فبين يديك وعن يمينك وشمالك )) 4- الميراث :- نظام الإرث في الإسلام نظام فريد من نوعه ولا مثيل له من حيث الدقة في توزيعه حيث تقسم تركة الإنسان بعد وفاته , بين الورثة ولا يحصرها في يد أو في أيد قليلة , مما يساعد على تداول الثروات وتوزيعها وتحركها , والذي يساعد بتالي على تحقيق التكافل الاجتماعي . 5- الوصية :- هي أن يوصي شخص بجزء من ثروته بشرط أن لا يكون لوارث ولا تتجاوز الثلث , لورود الأحاديث الدالة على ذلك . 6- الكفارات :- وهي تعبير عن معنى تكفير الذنوب , أي تطهير الإنسان منها , وتأتي في صور متعددة حسب نوع المحرم الذي ارتكبه الشخص فتكون في صورة عتق رقبة أو طعام أو كسوة وإعطاء مال , وقد شرعها الله لتكفير الذنوب ولما فيها من التكافل والتضامن والتحاب بالأنفاق والبذل والتوسع على الفقير والمحتاج في كل مناسبة ترتكب فيها خطيئة وما أكثر خطايا بني آدم . 7- الأضحية والعقيقة :- الأضحية والعقيقة هما عبادة من العبادات التي يتقرب بها فاعلها الى الله ويكون بذلك متبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم , وهما بالإضافة الى ذلك يعتبران من وسائل وطرق الإنفاق التي توسع دائرة التكافل الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع , فكله إنفاق ونحر وإطعام وتوسعة على أهل البيت وعلى الأقارب والجيران من مناسبة الى أخرى وما أكثر المناسبات في المجتمع الإسلام . ثانياً : وسائل التكافل بالتطوع :- إن التكافل والتضامن والذي يكون فيه الأنفاق غير مفروض , لهو واسع جداً وليس له حدود , وهو متروك للمسلم نفسه يتسابق فيه للخيرات تقربا الى الله سبحانه وتعالى , وأتباعا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم , ويعود خيره على المنفق ذاته وعلى جماعته , لأن الله غني عن العالمين , يقول تعالى } وأقرضوا الله قرضاً حسناً وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً { ويقول تعالى }لن ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى منكم { وسوف نذكر هنا بعض هذه الوسائل وهذه السبل والتي يتحقق بها التكافل بين أفراد المجتمع . 1- صدقة التطوع :- وهي أوسع سبل الأنفاق التي تحقق بها التكافل لأنها لا حدود لها وهي الباب الواسع الذي يمكن المسلم من المسارعة في الخيرات وتقديم العون لكل محتاج وكل صاحب فاقة . 2- الوقف :- الوقف أو حبس عمل من أعمال الخير هو من قبيل الصدقة الجارية والأصل فيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه , أصاب أرضا بخيبر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أن شئت حبست أصلها وتصدقت بها . فتصدق بها عمر على أن لا يباع أصلها ولا يوهب و لا يورث . 3- الهيبة والهدية والنذر والقرض والعتق :- وهي كلها من سبل الأنفاق التي بها يتحقق التواد والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع المسلم . أن أفراد المجتمع الإسلامي جميعهم متكافلون بعضهم مع بعض , فالحاكم راع ومسؤل عن رعيته والزوج راعاً في بيت وعن أهل وكذلك الزوجة والعامل راعاً في عمله والمسلم بصفة عامة راعاً عن غيره من المسلمين حينما يكون هذا المسلم محتاجاً إليه , أي انه لا يوجد فرد معف من رعاية مصالحه ومصالح الأخر , فكل فرد راع في المجتمع متكافل متضامن مع الآخرين مترابط بهم أرتباطاً روحياً وعضوياً , وهذا هو التكافل لاجتماعي في الإسلام , والذي يقوم عليه اقتصاده , وبه تنمو ثروته ويزداد دخله القومي ومن ناحية أخر فإن الدولة تمارس حماية هذا التكافل في حدود اختصاصها كلما أقتضى ولزم الأمر ذلك . المبحث الثاني : حق المجتمع المسلم في موارد الدولة العامة :- إن الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية والواقع التاريخي للدولة الإسلامية في العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين , تدل دلالة قاطعة على كفالة الدولة لمواطنيها , واحقيت المجتمع في مواردها وثروتها فمسؤولية الدولة الإسلامية لا تقف عند مجرد تحقيق الأمن الداخلي والخارجي وإقامة العدل لمواطنها فحسب , أو أنها تزيد على ذلك وتضمن الحد الأدنى لمعيشة الأفراد العاجزين أو المعوزين فقط , بل بالإضافة الى ذلك يقع على عاتقها تحقيق الحد اللائق من المعيشة , وهو المتعارف عليه عند الفقهاء (( حد الكفاية )) وهو الحد الذي يحياه أفراد المجتمع الإسلامي. ولا تقتصر كفالة الدولة الإسلامية للمحتاجين من المسلمين فقط , بل تشمل هذه الكفالة وهذه المسؤولية غيرهم من المعاهدين والذميين وغير المسلمين . والقرآن الكريم يبين في آية الزكاة الواردة في سورة التوبة , على أن الدولة هي التي تقوم بجمع فريضة الزكاة من المكلفين بها وتوزيعها على مستحقيها , فكلمة (( العاملين عليها )) الواردة فيها وهم باتفاق العلماء والمفسرين المكلفون بجمع الزكاة وتوزيعها ولا يكون ذلك إلا حينما تكون دولة وتنظيم وآيات الأمر بالزكاة كثيرة جداً في القرآن الكريم منها }خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم{ أمـــا السنة فإن رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عماله ( ولاته ) حيث كان يوليهم ويرسلهم إلى المناطق , كانت تتضمن إيصاءهم بجمع الزكاة من أغنيائهم وردها على فقرائهم, كما في الحديث الصحيح الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما وجهه إلى اليمن : (( فإن هم أطاعوك فأعلمهم انه قد أفترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم )) فكانت الزكاة في عهده صلى الله عليه وسلم , تجمع من الأغنياء وتوزع على مستحقيها , كما كان يوزع أيضاً أموال الفئ والغنائم . واستمر العمل على أوسع نطاق في عهد الخلفاء الراشدين في جمع الزكاة والخراج والجزية , وتكون بيت المال من هذه الموارد وغيرها كغنائم الحرب ومال من لا وارث له وسائر الموارد الأخرى المشروعة , وكان يوزع المال على أصناف المحتاجين إلى نفقة يعيشون بها من المسلمين وأهل العهد والذمة , أي المرتبطين بالدولة الإسلامية بعهد يمنحهم حق المواطن في مقابل ضريبة على القادرين على دفعها منهم . وأوجب الإسلام على بيت المال – الذي هو حصيلة موارد الدولة الإسلامية– للأنفاق على الزمن , وهم العاجزون عن الكسب بسبب ما كمرض أو عجز أو شيخوخة , ومن لم يكن لهم دخل أو مورد رزق يوفر لهم حد الكفاية. ولا يفرق بين المسلم والذمي كما اشرنا انفاً , فقد روى الأمام أبو يوسف في كتاب الخراج (( أن عمر رضي الله عنه مر بباب قوم وعليه سائل يسأل , وكان شيخاً ضريراً , يبدو عليه انه ذمي . فضرب عمر بعضده وقال : من أي أهل الكتاب أنت , فقال يهودي , فقال وما ألجأك إلى ما أرى , قال أسأل الجزية والحاجة والسن فأخذه عمر رضي الله عنه الى منزله وأعطاه شيئاً مما عنده , ثم أرسل إلى خازن بيت المال وقال له : انظر هذا وضروباؤه , فوالله ما انصفنا الرجل إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم } إنما الصدقات للفقراء والمساكين { وهذا من المساكين من أهل الكتاب , ورد عنه الجزية وعن أمثاله )) وأوجب الإسلام في حالة الشدة والضرورة أن يعود القادر على المحتاج بما يسد حاجة , ويحثهم ولي الأمر على التكافل والتضامن كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري يقول الرسول صلى الله عليه وسلم حاثاً على التكافل : (( إن الاشعريين – هم قبيلة باليمن – إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالتسوية فهم منى وأنا منهم... )) بل يأمرهم بالتكافل والتضامن فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه , وهو مع النبي في سفر قال : قل النبي صلى الله عليه وسلم : (( من كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له , ومن كان له فضل ظهر ( أي مطية ) فليعد به على من لا ظهر له , ثم أخذ يعدد من أصناف الأموال حتى ظننا أن ليس لنا من مالنا إلا ما يكفينا )) وذكر بن حزم رحمه الله في كتابه (( المحلى بالآثار )) : (( انه صحيح عن أبي عبيده ابن الجراح وثلاثمائة من الصحابة أن زادهم فنى, فأمرهم أبو عبيده فجمعوا أزوداهم في مزودين وجعل يقوتهم إياها على السواء )) يتضح مما سبق أن ولي الأمر والمتمثل في الدولة الإسلامية, عليه أن يكفل ضمان (( حد الكفاية )) لا (( حد الكفاف )) لكل فرد وجد في مجتمع إسلامي متى عجز عن أن يوفره لنفسه لسبب خارج عن إرادته كتعطل عن عمل أو مرض أو تيتم أو شيخوخة . .. الخ . ويختلف حد الكفاية بأختلاف المكان والزمان , بحسب ظروف كل مجتمع , فهو في بلاد ما ليس مثل بلاد أخر , وكذلك بالنسبة إلى الزمان , فهو في ارتفاع وتغير مستمر بحسب تطور الزمان وتحول الكثير من الحاجيات بل والكماليات إلى ضروريات لا غنى عنها , ومن ثم فإن حد الكفاية أي المستوى اللائق للمعيشة اليوم في أي بلد خلافه بالأمس. وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي (( الكفاية تختلف بأختلاف الساعات والأحوال )) ومن المهم جداً أن نذكر هنا : أن الدولة الإسلامية ليست واجبها فقط أن تبحث عن المحتاجين والمعوزين وتلبي لهم بعض احتياجاتهم الضرورية - كما هو واقع اليوم في البلاد الإسلامية التي يلعب حكامها , هم وأولادهم وحاشيتهم بثروات البلاد من بترول وأموال وغيرها من الثروات , يلعبون بها للأسف الشديد , وأفراد مجتمعاتهم يعيشون جوعاً - ليس من واجبها فقط ذلك ولكن يجب عليها أن تبادر إلى إقامة تنظيمات وإصلاحات اقتصادية وأجتماعية , والتي من شأنها أن تساعد أفراد المجتمع على القدرة على الكسب والعمل , وإن تقوم بأجراء تسهيلات تجارية وصناعية وزراعية , والتي من شأنها أن توفر فرص العمل وفرص الكسب والإنتاج , فلو قامت الدول الإسلامية بصتصلاح الاراض الزراعية ووفرة العدد والآلات والبذور للمزارعين والفلاحين , حتى يتمكن من الحصول عليها , ووفرة للحرفيين وأصحاب الصناعات البسيطة وفرة لهم المصانع والمواد الخام وغيرها مما يحتجون , ووفرة للتجار سهولة التنقل ورؤس الأموال التي يعملون فيها , لو وفرة الدول الإسلامية ذلك لرأينا أن كثير من أفراد المجتمع المحتاجين قد استغنوا بمجهودهم وعملهم وإنتاجهم عن السؤال والحاجة . فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم , يأتيه رجل من الأنصار يسأله صدقة, فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : آما في بيتك شيء قل بلى : حلس نلبس بعضه وقعب نشرب فيه الماء , قال أتني بهما . فأتاه بهما , فأخذهما الرسول بيده , فقال : من يشتري هذين قال رجل : أنا أخذها بدرهم , قال الرسول عليه السلام : من يزيد على درهم : كررها مرتين أو ثلاث , قال رجل : أنا أخذها بدرهمين , فأعطاها الأنصاري , قال أشتر بأحدهما طعاماً فأنبذه الى أهلك واشتر بالأخر قدوماً , فأتني به , فشد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عوداً بيده : ثم قال : أذهب واحتطب وبع ... الحديث . هذا الحديث يدل أن المتعطلين كانوا يرون أن لهم حقوقاً على الدولة فيذهبون الى ولي الأمر طلب لهذه الحقوق , وليدبر لهم أمرهم بما يراه مناسباً , فتستمع لهم ومن ثم توفر لهم ما يحتجون إليه , فإن كانوا عجزة أخذوا ما يكفيهم ويغنيهم وإذا كانوا يستطيعون العمل , تبادر الدولة بتوفير العمل والعدد والآلات اللازمة لذلك , حتى يكتفوا عن السؤال وطلب الحاجة . وبصفة عامة فإن على الدولة الإسلامية بمواردها المتنوعة والتي هي حصيلة بيت المال أن تنفق ذلك المال حسب مصارفه الشرعية , وبتالي توفر الدولة للإفراد التكافل والتضامن الذي يحقق لهم المعيشة اللائقة الكريمة , ومن ذلك:- 1- توفير الضمان الاجتماعي لأفراد المجتمع , بالعمل على ضمان تاما الكفاية لهم , للحد من التفاوت في توزيع الدخول الذي يؤدي إلى اختلال التوازن الاقتصادي . 2- تمويل المصالح العامة للمجتمع سواء الأنشطة الاقتصادية الضرورية , أو غيرها لتحقيق النمو الاقتصادي , والى جانب ذلك تمويل احتياجات الأمن والدفاع لتحقيق الاستقرار والأمان في المجتمع . 3- مواجهة الظروف الطارئة كالأزمات الاقتصادية والمجاعات والحروب والكوارث الطبيعية , وذلك لتوفير قدر من التأمين في مواجهة الظروف الاستثنائية والأزمات . 4- تحقيق قدر من التوازن والاستقرار بين أجيال الآمة الإسلامية, بإقامة المرافق العامة أو مشروعات رأس المال الاجتماعي , مع مراعاة توسع المجتمع في المستقبل , أي تقدير الاحتياجات المستقبلية للمجتمع . وتشمل أوجه أنفاق موارد بيت المال جميع أفراد المجتمع سوء مسلمين أو غير مسلمين , وهو ما يؤدي إلى استقرار النظام , وسيادة العدالة الاقتصادية والاجتماعية , ويدفع ذلك أفراد المجتمع الى التعاون على النهوض بمجتمعهم , والمشاركة في عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للدولة . وبذلك يكون جميع المسلمين في المجتمع مسؤلين سوء كانوا من الحكام أو من الرعية ويسيروا على ما أمرهم به الرسول صلى الله عيه وسلم , في قوله : (( كلكم راع وكل راع مسؤل عن رعيته )) . رواه البخاري ومسلم
المعبدي
المعبدي
عريف
عريف

ذكر
عدد المشاركات : 96
العمر : 49
قوة التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 08/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Empty رد: بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15)

مُساهمة من طرف amol 2012-02-03, 11:17 pm

بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) 59336057

-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) 61ec3b8409

بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) 8fd0c959ae

بحث ماجستير في الاقتصاد(8_15) Fdeb4e89c1
amol
amol
مستشار
مستشار

انثى
عدد المشاركات : 36762
العمر : 42
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى