اوقاف بنغازي : هدم الأضرحة والقباب إن اتفق على مخالفتها لأحك

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-01-15, 7:55 pm

اوقاف بنغازي : هدم الأضرحة والقباب إن اتفق على مخالفتها لأحكام دين الله ،هي مسؤولية ولي الأمر أو ممن يفوضه وفق إجراءات إدارية وأذنات قضائية.

المنارة – خاص – بنغازي :
أصدر مكتب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة بنغازي بيانا قال فيه إن نبش القبور وهدم الأضرحة والقباب إن اتفق على مخالفتها لأحكام دين الله،هو مسؤولية ولي الأمر أو ممن يفوضه وفق إجراءات إدارية وأذنات قضائية.
وذكر البيان أن إدارة فرع الوزارة ببنغازي علمت”أنَّ شبابا مسلما ممن يغارون على سلامة التوحيد من خطر الشرك،وانشغلوا بهموم أُمتهم من ويلات الجهل قد خرجوا مصحوبين بحسن النيَّة مدججين بالسلاح، فهدموا أضرحة ظاهرة، ونبشوا قبورا معروفة”.
وأعلن البيان الذي تلقت المنارة نسخة منه أن فرع وزارة الأوقاف تنهى”هؤلاء الشباب عن هذا التصرف،وتنكر على ما صاحبه من إيذاء الموتى الذي حرمته الشريعة؛ دفعاً للفتنة وحفظا لوحدة الصف اللذين هما من مقاصد الشريعة”.
تمادٍ و إهانة
وكشف النقاب عن أنه”لا حق لأحد من عموم المسلمين بأن يتجاوز حدوده و ينوب عنهم في قضايا الشأن العام الذي هو من اختصاص الجهات المسؤولة في البلاد بعد صدور الفتوى الخاصة بالمسألة من مفتي البلاد”.
وفي سياق متصل قال البيان”لو سلَّمنا جدلاً بأنَّ هدم الأضرحة متَّفقٌ عليه بين أمَّة الإسلام فإنَّ الهدم لا يصطحبه التَّمادي بإخراج أصحاب القبور من قبورهم،وإهانتهم بحمل رفاتهم في أكياس القمامة،ودفنهم في أماكن مجهولة”.
ونفى أن يكون أحد من الفُقهاء قد قال بهذا الأمر أو أن العلماء أقروه”إذ لا يتَّفق مع نصوص الشَّريعة التي تعظِّم المسلم حياً وميتاً”.بحسب نص البيان.
وأوضح أن نصوص السنة النبوية”رغَّبت في زيارة القبور للاستغفار والاعتبار، وجوَّزت تمييزها خوف الاندراس والاندثار كوضع حجر أو نحوه”.منبها إلى وجوب”الأخذ في الاعتبار نهي السنة عن الكتابة والبناء عليها أو أن ترفع فوق الأرض أكثر من شبر وكان ذلك آخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه”.
ضعف الدولة
ونبه فرع وزارة الأوقاف إلى أن ذلك يحدث”في وقت مازالت دولُتنا تعاني ضعفاً ظاهراً في تنظيمها،وسرَّاقاً تنتهك حُدودها، ومتربِّصين يعبثون بأمنها”.
وأبدى البيان خشية الأوقاف من أن يترتب على هذه الأفعال والتصرفات”أمور جسيمةٌ وأخطار عظيمة لم يحسب لها حساب، ولم يُلْقَ لها بال،تزيد ضَعْفَنا وهناً، وتخبُّطَنا إرباكاً،وقد علَّمنا فقهاء الإسلام أن الضَّرر لا يُزال بضررٍ مثله”.
وأعرب البيان أن هؤلاء الشباب بلجوئهم إلى السلاح”آذوا طائفةً معتبرة من المسلمين ممَّن ترى جواز البناء على القبور ولهم رأي في ذلك”.مضيفا أن ليبيا”اليوم مملوءة بالسلاح فنخشى الاقتتال على قضية يمكن تأجيلها”.
مخاطبة العقول
وأوضح إمكانية تأجيل هذه القضية”حتى تستقر الأوضاع، وتهدأ الأمور، ويدلي كل فريق بحجَّته، ويصدع المخالف بما يراه حقاً بعد أن منَّ الله علينا بتحرير الأفواه، وإبداء الآراء”.
وتساءل قائلا”ما جدوى أن تزيل قبراً،ولا تزيل فكرة، ومنهج الإسلام أبداً كان دائما يبدأ بمخاطبة العقول بالبراهين الناصعة وترقيق القلوب بالمجادلة الطيبة”.
وتحدث بيان الأوقاف أن رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في ليبيا الدكتور”الصادق الغرياني”ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في الحكومة المؤقتة الدكتور”حمزة أبوفارس”إلى هذا الأمر”في أكثر من تصريح”.بحسب قوله.
تخوفات الأوقاف
وأبدت الوزارة تخوفها مما قالت إنه”ضعف الكلمة،وتشتت الصف،وشق عصا الطاعة، وارتفاع الصوت بالهرج والقتل بين المسلمين لو ادعى كلُّ تشكيل مسلَّح أحقيته بإزالة ما يراه منكراً،ومحاربة ما يراه فسادا”.
وأضاف أن الشريعة الإسلامية نصت على كراهة وطئ القبر”وتحريم تدنيسه، عملاً بما ورد عن النبيِّ أنَّه قال:لأن أطأ على جمرة أحب إلي من أن أطأ على قبر مسلم”.
ونوّه إلى أن”حرمة الإنسان ميتاً كحرمته حيّا، وأن المدفن وقف على المقبور إلى يوم البعث والنشور،لا ينبش ولا يمتهن،ولا يباع ساكنُه ولا يرتهن”.
يشار إلى أن عددا من المدن الليبية شهدت في الآونة الأخيرة عمليات هدم مفاجئة لعدد من الأضرحة والقباب المنسوبة لبعض الأولياء ومشائخ الطرق الصوفية في البلاد قام بها عدد من الشباب المسلحين ممن يحسبون على تيارات ذات خلفيات متشددة.