الفكرة كالبذره

الفكرة كالبذره

بسم الله

الفكـرة هـي كـل مـا يلـج في عقـل الإنسان من ظـواهـر وأمـور حيـاتية , والحسن منها ما يكون من أجل تحسين وضعه والارتقاء بمستواه أو مستوى مجتمعه ورفع شأن دولته , وهي في بدايتها كجنين صغير عليه السعي لتوفير مقومات الحياة .
وهذه العملية هي التي تسمـى التفكيـر وهي أهـم سمـة في العقـل البشـري. فإن اختمرت الفكرة وصدر القرار العقلي بتبنيها فلا بد من توفر السلاح المعين علي ذلك وهو الطموح الذي يولد الاصرار علي اقتحام المجهول بتخطيط وجهد ومثابرة للوصول إلى الهدف وهو تحقيق الفكرة علي ارض الواقع .. إذن الفكرة كالبذرة التي تم غرسها في الأرض فتجذب إليها كل ما تحتاجه من ماء وغذاء وهواء لكي تنمو وتكبر .
والوصول إلى محطة النجاح لابد وأن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس ولكن صاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف عند هذه المحطات حتى لا تفترة عزيمته ولا تكبر المشكلة امامه , ولكن عليه بمواصلة المسير لقهر كل مستحيل ..
هذا هو الأمر الذي يعطي الناس المغمورين مكانة سامية في الحياة ، كما انه كفيل بأن يحول الأشياء العادية إلى أشياء ذات قيمة .. والعكس بالعكس .. فإنعدام الطموح يحول الذين لهم مكانة سامية إلى أناس عاديين ويسلب القيمة من الأشياء الثمينة ..
فالناجحون يطمحون أولاً ، ثم بعد ذلك ينجحون.
فالناظر إلى ليبيا اليوم يرى شبابها متحمس لفكرة بناء دولة ديمقراطية يحكمها القانون وشعارها العدل بين الناس ويسودها الأمن والآمان , فهذا الأمر يتطلب التوكل علي الله في تحقيق ذلك ثم تناسي الأحقاد وبناء جسور المحبة بين الناس والعمل علي وضع خطة يكون ترتيبها حسب الأولويات والبدء في تنفيذها كل حسب موقعه وجهده مع الابتعاد عن المهاترات والمزايدات التي يبثها أصحاب النفوس المريضة أعداء التطور من مثبطي العزائم .. واعلموا ان البناء لا يحتاج إلى كلام بقدر حاجته للعمل ... فشمروا علي سواعدكم وقدموا الآن الجهد والعقل بعد ان قدمتم النفس رخيصة من أجلها.
وفق الله الجميع لخير البلاد والعباد