العثور على جثتي الصحافيين الفرنسي والأميركية في بابا عمرو

العثور على جثتي الصحافيين الفرنسي
والأميركية في بابا عمرو







آثار الدمار في بابا عمرو














//







02/03/2012 :





نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية " سانا" عن مصدر مسؤول في
وزارة الخارجية السورية تأكيده العثور قبل ظهر الخميس على جثتي الصحافيين
الأميركية ماري كولفن والفرنسي ريمي اوشليك مدفونتين في حمص.

وقال
المصدر إن الجهات المختصة تمكنت من الوصول إلى جثتي الصحفيين الأميركية
ماري كولفن والفرنسي ريمي اوشليك مدفونتين تحت التراب في المنطقة التي كانت
تسيطر عليها مجموعات إرهابية مسلحة في بابا عمرو بحمص.

صحفيان فرنسيان يغادران سورية

هذا
وقد أكدت فرنسا أن الصحافيين اديث بوفييه ووليام دانيلز غادرا سورية إلى
لبنان بعد أن ظلا محتجزين لعدة أيام في مدينة حمص وسط سورية والتي كانت
تتعرض للقصف. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء الخميس للصحافيين
على هامش القمة الأوروبية في بروكسل إن الصحافيين في آمان الآن في لبنان.

وقال
عبد الكريم الريحاوي مدير مركز لاهاي لملاحقة الجرائم ضد الإنسانية في
سورية، ورئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن عناصر الجيش
السوري الحر اضطروا للانسحاب من حي بابا عمرو بسبب كثافة القصف والانتشار
الكبير لجنود الجيش النظامي في محيط حي بابا عمرو، وأكد الريحاوي لـ"راديو
سوا" أن المسلحين نجحوا في تهريب الصحفية الفرنسية إلى الأراضي اللبنانية:

"بعد
القصف العنيف والحصار المستمر أعتقد أن الجيش الحر لا يتمتع بأي نوع من
أنواع التوازن العسكري لمواجهة هذا الكم الهائل من الدبابات وما يزيد عن 12
ألف جندي كانوا محاصرين هذا الحي، يعني بمعدل ألف جندي لكل كيلومتر مربع،
يعني هذا أمر يفوق أي حالة من حالات المقاومة وحالات حرب العصابات التي
تجري، فأضطر الجيش الحر إلى الانسحاب ومعظم الناشطين اشرفوا كما أخبروني
منذ ساعات بأنهم الآن في آمان وهم موجودون في مكان آمن آخر، أنا أتكلم عن
خالد أبو صلاح والدكتور محمد والكثير من الناشطين الميدانيين إضافة إلى ذلك
استطاع اللاأحرار أن ينجحوا بإيصال الفرنسية الجريحة إلى لبنان بأمان
وبحوزتها أيضا سيكون العديد من الأفلام والوثائق التي تثبت ارتكاب هذا
النظام لجرائم ضد الإنسانية في حمص بشكل عام وفي حي بابا عمرو بشكل خاص".

ونفى
الريحاوي اتهامات النظام السوري بان معظم المسلحين هم من تنظيم القاعدة،
وقال لـ "راديو سوا":

"طبعا النظام يبحث عن مبرر لارتكابه هذه المجازر والجرائم ضد الانسانية
في سورية، وهو منذ اللحظات الأولى للانتفاضة السورية والثورة السورية أعلن
أن هناك عصابات مسلحة ولا أدري هل أن الشعب السوري برمته هو عصابات مسلحة
وتنظيم قاعدة، هذا مجرد انفصال عن الواقع، الرئيس السوري منفصل تماما عن
الواقع، لا يستطيع حتى الآن أن يدرك أن الثورة اجتاحت كل أركان سورية، هناك
باستثناء بعض المناطق المؤيدة له فقط، والمرتبطة ارتباطا وثيقا بمصالحها
الخاصة معه، فاجمالا كل سورية منتفضة وهو لا يدرك تحديدا بأن ساعته قد أتت
وأزفت خلال الأسابيع القادمة بأذن الله".

أما فايز الصايغ الصحفي
والمحلل السياسي السوري، فقال لـ"راديو سوا" إن اقتحام الجيش السوري لحي
بابا عمرو، قد قطع الطريق أمام ممارسات المجموعات المسلحة بحق المدنيين حسب
تعبيره:

"طبعا بعد بابا عمرو ما زالت تختلف عن قبل بابا عمرو مع أن السلطات
أخذت نفس طويل حتى حسمت بابا عمرو، وكان هدفها تجنب إراقة الدماء بين
المدنيين، وكانت على علم بأن العصابات المسلحة التي كانت تعيث فسادا في
بابا عمرو كانت تمنع المدنيين من المغادرة وقد أنذرت السلطات كل من لا يحمل
السلاح عليه مغادرة الحي وأمنت لهم أماكن بديلة، لكنهم كانوا يحتفظون
بالناس لكي لا يتورط الجيش في اقتحام الحي".

فيلتمان:
ليست لدينا حلول سحرية للأزمة

وفيما يتعلق
بالمواقف من الأوضاع في سورية، لفت جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية
الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إلى صعوبة الأزمة في هذا البلد، وقال في كلمة
ألقاها خلال جلسة لمجلس الشيوخ خصصت لبحث الوضع في سورية:

"ليس
لدينا أي حلول سحرية لحل الأزمة، وكلما طال أمد العنف، كلما زادت احتمالات
نشوب نزاع طائفي طويل الأمد، وزاد احتمال انتشار التطرف. والمعارضة تقر
بذلك، ولكن رغم الانقسامات في المعارضة إلا أن هدفها واحد وهو ضرورة تماسك
نسيج الشعب السوري".

أما السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات
الخارجية في مجلس الشيوخ فقد حذر من نشوب حرب أهلية وطائفية في سورية وأضاف
خلال الجلسة:

"احتمالات نشوب حرب أهلية وطائفية واسعة النطاق هي
تذكير قوي بأن وضعاً مخيفاً ويمكن أن يصبح أشد سوءا وقد ترافقه نتائج
كارثية على الدول المجاورة".

من جانبه، قال السفير الأميركي لدى
سورية روبرت فورد إن نظام الرئيس بشار الأسد يتعرض لضغوطات كبيرة وغير
مسبوقة لأن الجيش يواجه انشقاقات. وأكد فورد أن النزاع في سوريا ليس بين
طوائف معينة وإنما بين النظام ومعارضيه.

عقوبات
أوروبية

على صعيد آخر، قرّر قادة دول الاتحاد
الأوروبي خلال قمتهم في بروكسل الإعداد لفرض عقوبات جديدة ضد نظام الرئيس
السوري بشار الأسد.

وجاء في مشروع البيان الختامي للقمة الذي نشرت
مقتطفات منه وكالة الصحافة الفرنسية، أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد
الأوروبي يؤكدون رغبتهم في زيادة الضغط على النظام السوري طالما أن أعمال
العنف وانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة. وكلف القادة الأوروبيون وزراء
الخارجية الإعداد لعقوبات جديدة موجهة ضد النظام.

ويجدّد القادة
الأوروبيون في بيانهم مطالبتهم الرئيس بشار الأسد بالتخلي عن السلطة وتسهيل
قيام عملية انتقالية سلمية.

ويشدد القادة الأوروبيون أيضا على
ضرورة أن توفر دمشق ممرا حرا لطواقم المنظمات الإنسانية.