ما هكذا تورد الإبل

ما هكذا تورد الإبل

بسم الله

جاء في مجمع الأمثال للميداني
أوردها سعد وسعد مشتمل ** ما هكذا يا سعد تورد الإبل
وسعد هذا، هو سعد بن زيد مناة أخو مالك بن زيد مناة . ومالك هذا هو سبط تميم بن مرة. وتزوج وبنى بامرأته ، فأورد الإبلَ أخوه سعد ولم يحسن القيام عليها والرفق بها فقال مالك هذا البيت الذي اصبح مثل يضرب لمن تكلف أمراً لا يحسنه.

هذا معنى المثل .. ولكن الأمر الذي يعنيني هو موضوع بناء دولة ليبيا وما يحدث من جدال حولها وما نسمع من مقالات وبيانات ظاهرها فيه الحرص والاهتمام بأمرها الخطير ، وبداخله أمور شخصية واحلام وردية تراود عقول بعض المتكلمين في الحصول علي مكاسب مادية اثناء هذه الفوضى قبل أن تنظم المؤسسات ويقف القانون ليعطي كل ذي حق حقه ...

فمنهم من ربط صلاح البلاد في النظام الفدرالي وتقسيم البلاد إلى ولايات وأراد أن يكون الترشح للمؤتمر الوطني علي هذا الأساس .... ومنهم من رأي نظام المحافظات انسب لليبيا يحفظ وحدة البلاد ويحل مشكلة المركزية ... ومنهم ... ومنهم .

وبفهمي البسيط أقول أن المؤتمر الوطني لليبيا ليس مجلسا للنواب وإنما مجلس استشاري لأصحاب العقول والفهم والإحاطة بامور البلاد وشعبها فلا يتطلب مؤهلات جامعية عاليه وإنما يتطلب اعضاء من مواطني ليبيا الأصليين المقيمين بها إقامة دائمة عاشوا حلوها ومرها ويعرفون تكوينات مجتمعها وقبائلها وفروعها فهم أعرف بالنظام الذي يصلح بالبلاد ..لأنهم لم يعايشوا أنظمة غربية ولا يتعلموا نظريات فلسفيه يتيهون في خباياها عن المصلحة المقصوده ، فنحن شعب عربي مسلم له نظامه وأعرافه .

وأحب أن أطمئن الحريصين علي بعض المصالح الخاصة أو العامة . ليعلموا أن ما يقوم به هذا المؤتمر من قرارات لا تصبح نافذة إلا بعد التصويت عليها من قبل الشعب كله .. فلا تسبقوا الأحداث ولا تعرقلوا العمل واعينوا من يعمل الآن علي إظهار هذا المؤتمر للوجود حتى نخطوا ولو خطوات بسيطة في إتجاه استقرار البلاد ونتذوق ثمرة من ثمرات النصر علي الطاغية ونظامه ...

فلا تهتموا بالتمثيل فهو يحمل في طياته الضرر أكثر من الفوائد والدليل هو نقاشكم حول اضراره الحتميه دون النظر إلى فوائدة الوهميه. فيا إخوتي حكموا عقولكم واعملوا بصدق النوايا واعلموا ان للوطن بركة وللشعب الطيب عند الله مكانة فاتقوا الله في الوطن والشعب وادعوا الله أن يسدد خطوات العاملين ويهديهم سبيل الرشاد حتى يتحقق الخير للبلاد والعباد ...

والله ولي التوفيق