الطوير الأخضر.

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-03-04, 12:55 pm

الطوير الأخضر..
هذا النشيد (القديم) .. كان يردده أطفال الحي الصغار , أثناء تجمعهم في الأزقة , وعبر الساحات الكبيرة , يؤدون الأناشيد و الرقصات , على أنغام ما يحفظونه من كلمات كانوا قد توارثوها عن الآباء والأجداد . يبدأ هذا النشيد مع بداية الحركات التي يقومون بها على وقع ايقاع هذه الكلمات حيث يسيرون و قد امسك كل منهم بيد الآخر وهم يرددون:
أني الطوير الأخضر=وريشي .. ريش العسكر
والناس ماتعرفني=مرت بوي ذبحتني
وبوي كلي من لحمي=ووخيتي العزيزة علي
لمت عظيماتي= وردمتهم تحت الليمة المسكية
هذا النشيد يعبر عن قصة درامية مؤثرة , تدخل ضمن المأساة التي وقعت أحداثها لطفل , كان يتيما يعيش في كنف زوجة أبيه .. ذهب ضحية الغدر و الغيرة نتيجة الكراهية , والحقد الأسود الذي دفعها لأن ترتكب جرمة قتله.
تدأ القصة بقيام الأب باحضار شريحة من اللحم الى زوجته لتعد منها طعاما شهيا لبعض الضيوف.
تقول القصة .. بينما كانت هذه الزوجة الحمقاء منهمكة في طهي الطعام , تقوم بين الفينة و الاخرى بالتقاط قطع اللحم من اناء الطهي , لتستقر في جوفها الممتلئ بنار الحقد الأسود .. وما ان نضج الطعام , حتى نفذت آخر قطعة لحم في الاناء .. وعندها ارتعدت فرائصها , وهلعت من مصيرها المحتوم .
فجلست في احدى زوايا المطبخ , تفكر في وسيلة تخرج بها من هذا المأزق الذي وقعت فيه .. ولكن أي وسيلة هذه التي يمكن أن تنقذها من هذه الورطة ؟
وفي أثناء هذا التفكر , أطبقت على شفتيها , لتمتد يدها الى أحد السكاكين الحادة , لتقدم على فعلتها الخطيرة , وهي ذبح ربيبها الصغير وتقطيعه اربا .. اربا , ومن ثم طهيه , لتقدمه علىالمائدة المشؤومة , ضاربة بذلك عصفورين بحجر واحد , لحل أزمتها , والخلاص من أحد الربيبين .
كانت شقيقته الحزينة , تسقيها مرارة الحياة ألما لا تستطيع فعل شيء سوى نقل عظام أخيها , وردمها تحت شجرة الليمون .
ثم يلعب الخيال في تصوير بقية أحداث هذه القصة , حيث تمضي هذه الكلمات , لتصور أن تلك العظام قد تشكلت في صورة طائر صغير أخضر يحمل روح ذلك الطفل البرئ .. الذي اعتاد أن يأتي كل مساء فوق ( الشاشية ) أي الجدارالذي يطل على فناء منزلهم .. لينشد قصته الحزينة التي رددها هؤلاء الأطفال الصغار متأثرين بأسلوبها الذي وضعت فيه جوانب مأساوية .