مقبرة مجهولي الهوية..شاهد على نهاية مأساوية لمهاجرين انتهوا على صحراء طبرق وشواطئها

في مقبرة صغيرة مساحتها ألفا متر قرب المقبرة الإسلامية غرب طبرق يرقد أموات لا أسماء لهم ولا أقارب يزورون قبورهم، قذفهم البحر على شواطئ طبرق التي ربما لم يعرفوها يوما فصار ترابها قبورا لهم أو تركوا بغموض في عراء الصحراء.

تعود ملكية الأرض التي أقيمت عليها المقبرة لمواطن تبرع بها بعد مناشدة بلدية طبرق للحصول على أرض لدفن جثث مهاجرين مجهولي الهوية بعد اعتراض مكتب الأوقاف على دفنهم في مقابر المسلمين بدعوى عدم معرفة ديانتهم .

المقبرة التي صنعتها الظروف غير مسيجة ولا سور يحمي قبورها التي يبدو أن بعضها قد نبش.

ومن بين من يرقدون في فيها 19 مصرياً عثرت على جثثهم دورية للجيش الليبي العام الماضي جنوب بوابة الـ 200 بحوالي 170 كم ، وعندما أحضروا إلى مركز طبرق الطبي وبسبب عدم كفاية ثلاجات حفظ الموتى لهذا العدد قام شبيبة الهلال الأحمر بدفنهم في مقبرة مجهولي الهوية ولم يبقَ من ذكراهم إلا بضع هواتف نقالة وجوازات سفر وبقايا مستندات.

كما تضم المقبرة مهاجرين غير شرعيين عثر عليهم رجال خفر السواحل بعد أن قذفتهم أمواج المتوسط على شواطئ طبرق في فترات مختلفة على مدار عام ونصف، ولم يتبقى من أجسامهم إلا هياكل عظمية وأشلاء مهترئة .

وقد عثر مع بعضهم على مستندات وأوراق جنسيات تعود لمصر والسودان واريتريا.

ولم يكن ممكناُ تحديد ديانة هؤلاء المهاجرين الذين تنوعت أعمارهم كبار وصغار في السن واختلف جنسهم بين ذكور وإناث، ومع رفض مركز طبرق الطبي وضعهم في ثلاجات الموتى وعدم سماح مكتب الأوقاف بدفنهم في مقابر المسلمين تم دفنهم هم أيضاً في المقبرة.
وفيما تبقى أعداد من يرقدون في مقبرة مجهولي الهوية مرشحا للزيادة يحتفظ شبيبة الهلال الأحمر بمقتنيات من دفنوا فيها من هواتف محمولة ومستندات لعل أهلهم وذويهم سيسألون عنهم يوما ما .

اللهم احسن الخاتمة