الجنين، بأي لغة يبكي؟

بعد أن أقرّت البحوث المعاصرة تأثر الجنين في بطن أمّه بحالات التشنّج والانهيار لدى أمّه، ها هي آخر البحوث تؤكّد أن صيحة الجنين بعد ولادته تتأثّر باللّغة الأمّ للأبوين. فالجنين الألماني لا يصيح كما يصيح الجنين الفرنسي.

يعتقد الأبوان أنّ انطلاقة الصيحة الأولى للمولود الجديد ستدشّن بداية تعلّمه للّغة الأمّ. لكن هاهي دراسة حديثة أجريت على مواليد جدد يبلغون بين يومين وخمسة أيّام تثبت أن صيحات المولود تماثل نبرة اللّغة الأمّ. صرّحت السيّدة Anne Christophe المختصة في تعلّم النطق أنّها استغربت لهذه الحقيقة. أمّا الفريق الألماني بقيادة Kathleen Wermke من معهد ماكس بلنك بليبزيغ والتي تبحث منذ 3 سنوات حول صيحات الرّضع فلقد أكّدت أنّ صيحات الرّضع الفرنسيين تختلف جوهريا عن صيحات الرّضع الألمان.

فبالنسبة للفرنسيين يبلغ الحدّ الأعلى للصوت في نهاية الصيحة أمّا بالنسبة للألمان فإنّ هذا الحدّ يبلغه الرّضيع في بداية الصيحة وهذا يتناسب تماما مع نبرتي اللّغتين الألمانية والفرنسية. "فالرّضيع قادر على معرفة لغته الأمّ وهو في رحم أمّه وذلك منذ الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل"، هذا ما صرّحت به السيّدة Anne Christophe .

وتتعارض هذه الاستنتاجات مع الفرضيّات التي تقول أن الصيحة الأولى تتأثّر بالعوائق التي تحول دون التنفّس تماما كما هو بالنسبة للإنسان البدائي. في الحقيقة فإنّه لدى الرّضع تفتح الحنجرة على الأنف بصفة مباشرة ثم بعد أشهر تنزل الحنجرة شيئا فشيئا وبذلك تسمح للهواء بالمرور عبر الفم ويتسنّى للإنسان النطق وهذا بخلاف قرد الشامانزي الذي لا تنزل الحنجرة لديه إلى ذلك المستوى.

"عند الولادة تُوجد لدى الرّضيع قدرة خاصّة لمراقبة نبرة وحدّة الصوت" هذا ما أكّده فريق البحث الألماني.

لكنّنا نعلم جيّدا أنّ اللّغات الأم تعيش حالة من الاضطراب حيث دخلت عليها كلمات ومصطلحات مقتضبة ومستقاة من مجتمع الاستهلاك ومن لغات أخرى. فكل سنة تندثر ما يقارب 800 لغة أو ولهجة بينما يقع الحديث عن أزمة اللّغات بما في ذلك حتى اللّغة الانجليزية. إذن ماذا يفعل الجنين داخل بطن أمّه وعند الولادة. بأي لغة يصيح؟ أمّا بالنسبة للّغة العربية وحتى اللهجات المختلفة للبلدان العربية فهي وبشهادة مجمع اللّغة العربية خلال الندوة التي عقدها حول "العربية في عصر العولمة" تعيش أزمة خانقة إذ أنّه "بعد جيل أو جيلين سوف يتحوّل النطق تدريجيا وبصفة عامّة إلى لغات أو لهجات وأنماط تعبير أخرى".

فالجنين العربي يعاني وهو في بطن أمّه من الضوضاء وخصام الأبوين والصّخب والموسيقى "العصرية" وربّما بالنسبة للبعض من أصوات المدافع والقنابل والمتفجّرات ويولد في شبه "ازدواجية لغوية" إذ تختلط عليه الأمور منذ اليوم الأوّل من نشأته

مشكوراخى استار

عندما تطرح موضوع فى احلى المنتديات فاعرف ان وراء طرح المواضيع اعضاء قمة فى الروعة من ناحية الردود ومن ناحية الاطلاع والمتابعة
فأذ حبيت تطرح موضوع فأختر وبلا تردد منتديات عيت ارفاد التميمى فهى الوجهة الاولى من ناحية الاعضاء المميزين فى الاطلاع والمتابعة والردود
+>>>>>>>>>>
فشكراً لكل من اطلع على اى موضوع من مواضيعى فى جميع ارجاء المنتدى وبصراحة اعضاء مميزين فى منتدى مميز