سوري فقد ذراعيه بقنبلة إسرائيلية.. فقاوم بزراعة أرضه

وسط محاصيل مزرعته تراه رافعا فأسه، هاويا بها على الحشائش يقتلعها من جذورها ليحمي المحصول من أضرارها.

قد يظن كل من يرى هذا المشهد المتكرر أن صاحبه شخصا صحيحا، بل على العكس من ذلك، فإن هذا المزارع مواطن سوري فقد ذراعيه في انفجار قنبلة، لكنه لم يستسلم لهذه الإعاقة، واستطاع أن يؤدي مهامه العملية والأسرية كما كان يؤديها قبل الإصابة.

فقبل أكثر من ثلاثين عاما استيقظ يوسف المحمود "أبو عماد" المقيم في قرية جباتا الخشب في محافظة القنيطرة السورية ليجد نفسه في غرفة العناية المركزة بلا يدين نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي صممت بدهاء على شكل دمية أطفال.

ورغم شدة الصدمة من جراء هذا الواقع الجديد؛ إلا أن ذلك لم يَفُتَّ في عضد "أبو عماد" الذي تمكن من تجاوز الأزمة، وممارسة عمله كمزارع بشكل طبيعي، وذلك بعد أن لجأ لاستخدام أطراف صناعية.

وخلال الفترة الأولى من تلقيه العلاج في المشفى؛ مر أبو عماد بمراحل عصيبة جدا بالرغم من أن الأطباء وأقاربه أكدوا وجود أطراف صناعية تمكنه من تجاوز إعاقته، وتعيده إلى حياته الطبيعية، لكنه رفض الاقتراح إلا أن الفكرة استهوته عندما بدأ يفكر في أن عليه العمل لتأمين حاجات أسرته.
دون مساعدة

ويشير العم أبو عماد إلى أنه وبعد تركيب الأطراف الصناعية ليديه؛ مارس أعمال الزراعة من حراثة وزراعة بمهارة وبكل ما تحتاجه المزروعات من عناية، وبالطريقة التي كان يقوم بها سابقا، وبجد وإرادة، وأنه كان يزرع المحاصيل الصيفية والشتوية، ويقوم بتربية المواشي بدون تلقي المساعدة من أي شخص.

ويعتبر أبو عماد أن "الخوف وعدم الإقدام على التجربة هو أكبر أنواع الإعاقات التي يمكن أن يواجهها الإنسان، وأن الشجاعة تظهر جلية في ظل وجود الخوف وليس في غيابه"، لافتا إلى أنه قام بتبديل أطرافه الصناعية ثلاث مرات نتيجة الاستخدام الكبير لها. بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا".

وعندما تكون هذه الأطراف بحالة ميكانيكية جيدة يمارس كل الأعمال اليومية بشكل جيد وبمهارة، وفي حال تعرضها لعطل معين يواجه بعض المعاناة في استخدامها دون أن تحد من نشاطه في تجاوز الإعاقة ليكون كباقي الأصحاء.
همة وإرادة

من جانبها تقول أم عماد إنها في بداية الأمر لم تكن تخاف على زوجها من الإعاقة التي سببها انفجار القنبلة العنقودية لأنها خبرته ذا همة وإرادة كبيرة، وأن ما كان يخيفها هي وأسرتها نظرات الناس السلبية له والتي تنم عن الشفقة عليه كإنسان عاجز لن يستطيع معاودة أعماله الاعتيادية بالشكل المطلوب، لكنها تؤكد أن أبو عماد أثبت لهم عكس ذلك، وبرهن على أنه يستطيع فعل الكثير.

وقامت القوات الإسرائيلية بزرع حقول ألغام وقنابل عنقودية وأجسام متفجرة بأشكال عديدة على أرض القنيطرة قبل انسحابها منها عام 1974، ويزيد عددها على مليون لغم أدت إلى استشهاد 205 أشخاص معظمهم من الأطفال، وتسببت في حدوث 600 إعاقة مختلفة لأبناء القنيطرة.

مشكور علي الطرح

شكرا للمتابعة

مشــــاركه خبـــرهـا مــو هنـــا بلكــل.:.بــــــــــــــــــــــارك الله فيك...

شكراً للمروركم الرائع نورت الموضوع