إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
الحاجة فتحية .... أخيرا سأقابله
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحاجة فتحية .... أخيرا سأقابله
أخيرا سأقابله
لم تستطع الحاجة (فتحية) إخفاء فرحتها ، لقد قطعت مسافة بعيدة جداً بالنسبة لها ، فهي بالكاد لم تغادر مدينتها ومسقط رأسها (درنة) ، فهي لا تكاد تذكر متى كانت آخر مرة سافرت فيها لمسافة طويلة .. قد تكون أبعد مدينة زارتها هي (بنغازي) ، وها هي اليوم تضع قدميها وتلفلف (الجرد) على وجهها كعادة نساء ليبيا من جيل الثلاثينيات من القرن الماضي ، وتتفحص بعينيها معالم مدينة (مصراتة) لأول مرة في حياتها .. بعد رحلة طويلة رفقة أحد أقاربها من (درنة) ..
ــ الحمد لله على السلامة ياحاجة ..
ــ الله يسلمك ياوليدي ..
كان الترحاب حاضراً من شباب مدينة (مصراتة) ، فهم الذين قد قاموا بالاتصال بأحد أقاربها ليخبروها بمكان ابنها (ارحومة) بمدينة مصراتة .. ابنها الذي خرج منذ حوالي عام فائت .. خرج للدفاع عن العرض والأرض وذهب لجبهة القتال بـ(مصراتة) رفقة بعض من أصدقائه ، عادوا كلهم لـ(درنة) مابين جريح وشهيد .. وجلست الحاجة (فتحية) تنتظر أي خبر يخص فلذة كبدها وابنها البكر (ارحومة) .. حتى أتى ذلك اليوم الذي يطلبون فيها المجيء لـ(مصراتة) لرؤية ابنها ..
أخذت الحاجة (فتحية) تتذكر (ارحومة) وكيف أبى أن يخرج إلا برضاها ، وبالرغم من أن الحاجة قد رفضت في البداية ، إلا أنها وافقت بعد إلحاح من (ارحومة) بأن هذا واجبٌ عليه تجاه تراب أرضه وعدم هتك عرضه ، وهذا ليس بغريب بابن من أبناء (درنة) المعطاءة .. (درنة) التي أعطت الثقافة والفن والشعر .. وها هي الآن تعطي الرجال وزينة الشباب ..
توقفت بها السيارة وترجل قريبها ليصافح مجموعة من الشباب الذين استقبلوه رفقة الحاجة بحفاوة بالغة ، وقاموا بعدها بمساعدة الحاجة (فتحية) لتركب سيارة أحد الشباب والذي عرّف بنفسه أنه أحد شباب (مصراتة) وأحد رفاق (ارحومة) أيام جبهة القتال .. وفي أثناء ركوبها السيارة الخاصة ، تذكرت الحاجة أول مرة اشترى فيها (ارحومة) سيارة بعد عمل شاق وتوفير المال على شحّه ، ليشتري سيارة آتيا بها إلى أمه الحاجة (فتحية) ليأخذها من يدها ويساعدها لتركب وهو يطالبها بالدعاء له أن يجعلها باب رزق له يكفيه بالحلال ، مداعباً إياها قائلا:
ــ توا عد خلاص معش فيه تسليف سيارات من الجيران وتقدري توا وقت ماتبّي نشيلك للـ(بيضاء) وتزوري خالتي وقت ماتحبي ..
ابتسمت الحاجة (فتحية) وهي تشعر وكأن صوت (أرحومة) يهمس لها الآن ويضحك ضحكته المعهودة .. ضحكة بالرغم من ضيق الحال المادي .. ووفاة والده و(أرحومه) لا يزال فتى يافع .. رفقة إخوته الصغار .. فوجد نفسه يعمل ويدرس ويجتهد ليوفر لقمة العيش له ولأسرته .. ورغم كل هذا ما إن تمكّن من شراء سيارة حتى أخذ يقلّ والدته لمدينة (البيضاء) ليجعلها تزور أختها وقتما تريد .. لكم كان (أرحومة) شاب يتفانى لإرضاء والدته حتى حين قرر الخروج للجهاد ضد كتائب الموت والاغتصاب .. كتائب (معمر) وأبنائه ..
ــ يا الله عام كامل على فراقك يا (وليدي) .. عام كامل .. الحمد لله الحمد لله ..
سمعها الشاب الذي يقود السيارة وابتسم قائلا لها :
ــ والله ياحاجة ديما (أرحومة) يحكيلنا عليك وكيف ربيتيه بعد وفاة الوالد رحمة الله عليه .. حتى ماكانش يبي يتعبك في الجية لعند (مصراتة) .. بس نحنا اللي قلنالا ضروري تشرفنا الحاجة (فتحية) هنا ..
ابتسمت الحاجة .. لقد كانت متأكدة أن (أرحومة) دائما يختار في زينة الشباب ليكونوا أصدقاؤه ..
ــ لقد اقتربنا ياحاجة .. أرجو أن لا تكون الرحلة متعبة لكي ..
ــ لا يا (وليدي) .. ماشاء الله عليك وماشاء الله على (مصراتة) ..
ضحك الشاب قائلا :
ــ أهذه أول مرة ترين فيها (مصراتة) ؟ أرجو أن لا تكون آخر مرة ياحاجة .. حسنا .. ها قد وصلنا .. هذه مزارع (الدافنية) .. هنا حيث (أرحومة) ..
كادت الحاجة (فتحية) أن تقفز فرحا بلقاء ابنها بعد طول غياب .. فلم تنتظر الشاب ليفتح لها باب السيارة ، فمدت يدها وفتحت الباب وقفزت من السيارة وهي تلملم (جردها) وهي تسأل الشاب متلهفة :
ــ أين هو (ارحومة)؟
ــ هنا ياحاجة … هنا …
التفتت الحاجة إلى حيث يشير الشاب .. إلى شجرة كبيرة وسط المزرعة .. فلم تنتظر الشاب كي يساعدها ، وانطلقت مسرعة بإتجاه تلك الشجرة .. وقلبها يخفق بسرعة كبيرة لدرجة أنها باتت تتنفس بصعوبة .. وما إن وصلت إلي الشجرة .. حتى وجدته ..
وجدت قطعة من الرخام موضوعة على قبر .. ومحفور على الرخام
( إرحومة علي إرحومة ـ تاريخ الاستشهاد 15 ـ 4 ـ 2011 ـ مكان الاستشهاد ـ الدافنية ) ..
وهنا وصل الشاب وقد وقف بجوار الحاجة (فتحية) .. وقال هامساً :
ــ لقد كان (ارحومة) دائم الحديث عنك .. وقد أوصاني أن أقوم بدفنه حيث مكان استشهاده .. لقد كان بجواري حين سقطت علينا قذيفة .. فاستشهد هو على الفور وأنا أصبت بجروح عميقة كنت على إثرها في رحلة علاج لمدة طويلة انتهت ببتر رجلي .. لهذا تأخرت بالاتصال بك لتأتي إلى هنا .. ( يضحك بعصبية ) ولهذا سبقتيني يا حاجة بالوصول إلى الشجرة ..
كانت الحاجة (فتحية) تتحسس اسم ولدها المحفور على الرخام .. وتروي بدموعها تراب قبر (ارحومة) .. متمتمة للشاب :
ــ لا عليك يابني .. فقد كنت أعرف خبر استشهاده منذ وقت بعيد .. ولكني لم أكن أعرف أين قبره لآتي وأزوره وأكحّل عيني به وإن كانت هذه المرة مجرد تراب لقبره .. الحمد الله على كل حال.
محمد بن سليم
ــ الحمد لله على السلامة ياحاجة ..
ــ الله يسلمك ياوليدي ..
كان الترحاب حاضراً من شباب مدينة (مصراتة) ، فهم الذين قد قاموا بالاتصال بأحد أقاربها ليخبروها بمكان ابنها (ارحومة) بمدينة مصراتة .. ابنها الذي خرج منذ حوالي عام فائت .. خرج للدفاع عن العرض والأرض وذهب لجبهة القتال بـ(مصراتة) رفقة بعض من أصدقائه ، عادوا كلهم لـ(درنة) مابين جريح وشهيد .. وجلست الحاجة (فتحية) تنتظر أي خبر يخص فلذة كبدها وابنها البكر (ارحومة) .. حتى أتى ذلك اليوم الذي يطلبون فيها المجيء لـ(مصراتة) لرؤية ابنها ..
أخذت الحاجة (فتحية) تتذكر (ارحومة) وكيف أبى أن يخرج إلا برضاها ، وبالرغم من أن الحاجة قد رفضت في البداية ، إلا أنها وافقت بعد إلحاح من (ارحومة) بأن هذا واجبٌ عليه تجاه تراب أرضه وعدم هتك عرضه ، وهذا ليس بغريب بابن من أبناء (درنة) المعطاءة .. (درنة) التي أعطت الثقافة والفن والشعر .. وها هي الآن تعطي الرجال وزينة الشباب ..
توقفت بها السيارة وترجل قريبها ليصافح مجموعة من الشباب الذين استقبلوه رفقة الحاجة بحفاوة بالغة ، وقاموا بعدها بمساعدة الحاجة (فتحية) لتركب سيارة أحد الشباب والذي عرّف بنفسه أنه أحد شباب (مصراتة) وأحد رفاق (ارحومة) أيام جبهة القتال .. وفي أثناء ركوبها السيارة الخاصة ، تذكرت الحاجة أول مرة اشترى فيها (ارحومة) سيارة بعد عمل شاق وتوفير المال على شحّه ، ليشتري سيارة آتيا بها إلى أمه الحاجة (فتحية) ليأخذها من يدها ويساعدها لتركب وهو يطالبها بالدعاء له أن يجعلها باب رزق له يكفيه بالحلال ، مداعباً إياها قائلا:
ــ توا عد خلاص معش فيه تسليف سيارات من الجيران وتقدري توا وقت ماتبّي نشيلك للـ(بيضاء) وتزوري خالتي وقت ماتحبي ..
ابتسمت الحاجة (فتحية) وهي تشعر وكأن صوت (أرحومة) يهمس لها الآن ويضحك ضحكته المعهودة .. ضحكة بالرغم من ضيق الحال المادي .. ووفاة والده و(أرحومه) لا يزال فتى يافع .. رفقة إخوته الصغار .. فوجد نفسه يعمل ويدرس ويجتهد ليوفر لقمة العيش له ولأسرته .. ورغم كل هذا ما إن تمكّن من شراء سيارة حتى أخذ يقلّ والدته لمدينة (البيضاء) ليجعلها تزور أختها وقتما تريد .. لكم كان (أرحومة) شاب يتفانى لإرضاء والدته حتى حين قرر الخروج للجهاد ضد كتائب الموت والاغتصاب .. كتائب (معمر) وأبنائه ..
ــ يا الله عام كامل على فراقك يا (وليدي) .. عام كامل .. الحمد لله الحمد لله ..
سمعها الشاب الذي يقود السيارة وابتسم قائلا لها :
ــ والله ياحاجة ديما (أرحومة) يحكيلنا عليك وكيف ربيتيه بعد وفاة الوالد رحمة الله عليه .. حتى ماكانش يبي يتعبك في الجية لعند (مصراتة) .. بس نحنا اللي قلنالا ضروري تشرفنا الحاجة (فتحية) هنا ..
ابتسمت الحاجة .. لقد كانت متأكدة أن (أرحومة) دائما يختار في زينة الشباب ليكونوا أصدقاؤه ..
ــ لقد اقتربنا ياحاجة .. أرجو أن لا تكون الرحلة متعبة لكي ..
ــ لا يا (وليدي) .. ماشاء الله عليك وماشاء الله على (مصراتة) ..
ضحك الشاب قائلا :
ــ أهذه أول مرة ترين فيها (مصراتة) ؟ أرجو أن لا تكون آخر مرة ياحاجة .. حسنا .. ها قد وصلنا .. هذه مزارع (الدافنية) .. هنا حيث (أرحومة) ..
كادت الحاجة (فتحية) أن تقفز فرحا بلقاء ابنها بعد طول غياب .. فلم تنتظر الشاب ليفتح لها باب السيارة ، فمدت يدها وفتحت الباب وقفزت من السيارة وهي تلملم (جردها) وهي تسأل الشاب متلهفة :
ــ أين هو (ارحومة)؟
ــ هنا ياحاجة … هنا …
التفتت الحاجة إلى حيث يشير الشاب .. إلى شجرة كبيرة وسط المزرعة .. فلم تنتظر الشاب كي يساعدها ، وانطلقت مسرعة بإتجاه تلك الشجرة .. وقلبها يخفق بسرعة كبيرة لدرجة أنها باتت تتنفس بصعوبة .. وما إن وصلت إلي الشجرة .. حتى وجدته ..
وجدت قطعة من الرخام موضوعة على قبر .. ومحفور على الرخام
( إرحومة علي إرحومة ـ تاريخ الاستشهاد 15 ـ 4 ـ 2011 ـ مكان الاستشهاد ـ الدافنية ) ..
وهنا وصل الشاب وقد وقف بجوار الحاجة (فتحية) .. وقال هامساً :
ــ لقد كان (ارحومة) دائم الحديث عنك .. وقد أوصاني أن أقوم بدفنه حيث مكان استشهاده .. لقد كان بجواري حين سقطت علينا قذيفة .. فاستشهد هو على الفور وأنا أصبت بجروح عميقة كنت على إثرها في رحلة علاج لمدة طويلة انتهت ببتر رجلي .. لهذا تأخرت بالاتصال بك لتأتي إلى هنا .. ( يضحك بعصبية ) ولهذا سبقتيني يا حاجة بالوصول إلى الشجرة ..
كانت الحاجة (فتحية) تتحسس اسم ولدها المحفور على الرخام .. وتروي بدموعها تراب قبر (ارحومة) .. متمتمة للشاب :
ــ لا عليك يابني .. فقد كنت أعرف خبر استشهاده منذ وقت بعيد .. ولكني لم أكن أعرف أين قبره لآتي وأزوره وأكحّل عيني به وإن كانت هذه المرة مجرد تراب لقبره .. الحمد الله على كل حال.
محمد بن سليم
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: الحاجة فتحية .... أخيرا سأقابله
" إنا لله و إنا إليه راجعون "
كم هي مشرفة و شامخة قصص هولاء الأبطال
قصص منحتنا بشجاعتها وطنا نعشقه ونتنفس حبه
و كم هو محزن ما نراه من لا مبالاة لهذه البطولات
من كل شخص استلم منصبا ..
شكرا لكل الأبطال الأحرار .. شكرا لمن أعاد لليبيا عزتها ..
أسأل الله أن يول أمورنا خيارنا و أن لا يول علينا شرارنا .. و أن يحفظ ليبيا بحفظه التام و عينه التي لا تنام..
لك احترامي و تقديري استاذ dude333
كم هي مشرفة و شامخة قصص هولاء الأبطال
قصص منحتنا بشجاعتها وطنا نعشقه ونتنفس حبه
و كم هو محزن ما نراه من لا مبالاة لهذه البطولات
من كل شخص استلم منصبا ..
شكرا لكل الأبطال الأحرار .. شكرا لمن أعاد لليبيا عزتها ..
أسأل الله أن يول أمورنا خيارنا و أن لا يول علينا شرارنا .. و أن يحفظ ليبيا بحفظه التام و عينه التي لا تنام..
لك احترامي و تقديري استاذ dude333
pure heart- فريق
-
عدد المشاركات : 3085
قوة التقييم : 17
تاريخ التسجيل : 29/10/2011
مواضيع مماثلة
» نكتة ::::رجل اعمال فتحية
» فتحية وجهة سياحية في تركيا جاذبة للمسافرين في الصيف
» هل سبق ان شاهدتم فتحية خالد (الزوجة الاولى للطاغية معمر)
» المقراحى أخيرا في ليبيا
» أخيرا تم اكتشاف سبب مرض سرطان -البلاسيتك
» فتحية وجهة سياحية في تركيا جاذبة للمسافرين في الصيف
» هل سبق ان شاهدتم فتحية خالد (الزوجة الاولى للطاغية معمر)
» المقراحى أخيرا في ليبيا
» أخيرا تم اكتشاف سبب مرض سرطان -البلاسيتك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR