إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : كريمة أحمد : رجال حول فلك الوطن
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : كريمة أحمد : رجال حول فلك الوطن
كريمة أحمد : رجال حول فلك الوطن
14 مايو 2012
عبدالجليل سيف النصر
14 مايو 2012
عبدالجليل سيف النصر
كثيراَ ما أحب أن أقتبس بعض الجمل الحكيمة التى تجمع فى أحرفها معانَ واسعة تختصر على متلقيها طول التفكير والبحث عن تفسير منطقى لما يدور حوله من امور قد يحير فى وصفها ، تلك الحِكم التى قد تجدها عند غيرك من الناس ولا يشترط أن تلتقى معهم فى الدين والعرِق والثقافة حتى تستفيد منها فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها قال غاندي: كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن،
ذلك الرجل الذى ضرب أروع مثال فى كيفية انكار الذات والذوبان التام فى عالم المثاليات والعيش فى دائرة المبادئ الإنسانية السامية، هذا العالم الذى يشع بنور السمو يحتاج الى طاقة هائلة و قدرة على التخلى عن حظوظ النفس وانفصال تام بين سمو الروح ومتطلبات الجسد، هذه الكلمات تعبر عن واقع نعيشه اليوم بكل تفاصيله ، نراه ماثلا أمامنا فى ساعة ولحظة نرى ونلتفت حولنا لنجد الكثير ممن يطوفون حول مسمى السلطة ويحلقون فى فلكها وكأنهم فراشات تحوم حول النار يجذبها ضيائها وتغفل عن حرارة لهيبها المستعر، نراهم وكأنهم مخدرون تائهون يسوقون أنفسهم ويقودونها الى قاع سحيق تنحدر فيه قيمهم وإنسانيتهم ليتحولوا مع هذا السعير الى مجرد كتلة بشرية لا يهمها ألا أن تلبى نداء الأجساد والأنفس الأمارة ،رأينا الكثير والكثير من هؤلاء حتى بات الواحد منا يعتقد بأن هذه هى قاعدة الحياة وسنة البشر وأنه لا يوجد فى عالم الواقع إلا هذه النماذج وصار العثور على من يكسر هذه القاعدة ويمحى هذه الصورة القاتمة هو أمنية من الأمانى،
نظرت الى الوطن والى تلك البلاد الشاسعة أتصفح لوحتها المضيئة لعلى أجد بين تلك الصور ما يعطى مثالاَ جميل لفئة الدائرين حول فلك الوطن للذين أرادوا أن يكونوا استثناءَ ايجابياَ يمد الآخرين بفسحة من أمل ويثبت أنه ومع وجود الكثيرين الطامحين للسلطة المتناسيين لمعنى الوطن أنه يوجد كذلك الكثيرين الذين يعشقون الذوبان فى فلك حبه الأبدى ،سأستعير من لوحته صورة وسأغوص فى أعماق صحرائه ذات الرمال الناعمة لأتحسس دفئ هذا الحب ،تلك الرمال التى تلقى عليها أشعة الشمس الحارة قبلاتها كل صباح لتصبغ عليها لونها الذهبى ولتمزج بين ترابها الطاهر وسمائها الزرقاء التى تشهد دوماَ توافد أرواح المحبين لتك الأرض وتلك السماء ،سأضع يدى على ملامح تلك الصورة المهيبة التى تكاد تخرج عن صمتها وتنطق بمكنون صاحبها الذى صعدت روحه الى السماء وهى محملة بكل معانى العشق والوفاء،
وقفت أمامها طويلاَ فوجدت أن الوطن قد حل بكل زاوية منها رأيت فى ذلك الشحوب قصة حنين طويلة وبين تلك الخطوط التى رسمها الزمن تفاصيل شوارع ومدن وأزقة تحمل عبق التراب الحبيب ،تلك الروح وذلك الجسد الذى أمضى عمره وهو يدور فى فلك الوطن وكأنه لا يجيد ألا أن يدور حوله ولا يعرف أن يحيا بعيداَ عن هذا الفلك ،انه الشاعر والثائر والمبعد والمهاجر ،ذلك الذى علِم كيف يكون الشعِر وكيف تصبح كلماته وأحرف قصائده هوية وعنوان ،كيف تتحول المشاعر والأحاسيس الى قصة انتماء تُسكب فيها معانى الحب وتهدر بقوتها صرخات الغضب،
عرف تماماَ أن الشعراء بكلماتهم يكونون مصابيح هداية وشموع تضئ دروب السائرين عندما يعم الظلام ،وقد يتحولون فى ذات الوقت الى أبواق فارغة تجيد ترتيب الكلمات الميتة من المضمون والمعنى ويزيدون من حلكة السواد ،أختار لنفسه طريق الاستثناء من ثلة الشعراء الذين يتبعهم الغاوون والذين يهيمون بهم فى أودية سحيقة من الانحطاط الأخلاقى والذى تباع فيه المبادئ بأبخس الأثمان ،لقد نظرت الى ذلك الوجه المتسم بالهدوء الغارق فى المهابة لأجد نفسي أمام علم من أعلام الوطن ،جٌسد فى شعِره الطويل كل معانى الوطنية وترجم غربته الطويلة والمرة الى قصائد شوق وحنين الرجوع اليه ،السيد الشريف عبد الجليل سيف النصر.
عاش شريفاَ طليقاَ رغم السجن الكبير الذى نفى اليه ،أثبت لنا أن الد نيا تزخر بأصحاب الضمائر الحية والتى تنبض بحب الأوطان ،أثبت لنا بشعِره ونضاله أن البعد عن تراب الوطن لا يعنى أن تقف متفرجاَ عليه من بعيد دون أن تحارب من اجل أن تراه كما يجب ان يكون عليه حراَ كريماَ ،أعطى بكلماته المثال الحى لمن أتخذ من الشعر سلاحه ،حارب بالكلمة والبيان وأجاد فى وصف الظلم والطغيان ،وبعد سنوات طالت عليه أيامها ولياليها كتب الله له أن يشهد آخر فصل من فصول ديوانه الحى ،وكأنه قد قدر له أن تكون آخر قصائده وأشعاره ثورة شعب بأكمله ،ذلك الشعب الذى طالما أستنهضه من قبل وحثه على استرداد مجده المسلوب ،عاش ليشهد فى آخر أيامه تحقيق حلمه الذى طال انتظاره،
كان من قبل شاعر الوطن وعاش له ورحل وهو شاعر الوطن لم يمجد أحداَ سواه ولم يبتعد قيد أنملة عن فلكه الذى يدور حوله ،لم يبهره بريق اللهب الذى أبهر غيره من أصحاب الكلمات لهب الشهرة والمال والجاه والسلطان ،ذلك اللهب الذى أحرقهم دون ان يشعروا بألم الحرق لأن ما أحترق هو ضمائرهم وليست أجسادهم ،واليوم وبعد ان تعانق الروح والجسد مع ذلك التراب الندى يحق لهذا المناضل أن تكتب كلماته بأحرف من نور وأن يكون نبراس مضيئاَ تقتبس منه الأجيال القادمة فنون حب الأوطان
بقلم كريمة احمد
ذلك الرجل الذى ضرب أروع مثال فى كيفية انكار الذات والذوبان التام فى عالم المثاليات والعيش فى دائرة المبادئ الإنسانية السامية، هذا العالم الذى يشع بنور السمو يحتاج الى طاقة هائلة و قدرة على التخلى عن حظوظ النفس وانفصال تام بين سمو الروح ومتطلبات الجسد، هذه الكلمات تعبر عن واقع نعيشه اليوم بكل تفاصيله ، نراه ماثلا أمامنا فى ساعة ولحظة نرى ونلتفت حولنا لنجد الكثير ممن يطوفون حول مسمى السلطة ويحلقون فى فلكها وكأنهم فراشات تحوم حول النار يجذبها ضيائها وتغفل عن حرارة لهيبها المستعر، نراهم وكأنهم مخدرون تائهون يسوقون أنفسهم ويقودونها الى قاع سحيق تنحدر فيه قيمهم وإنسانيتهم ليتحولوا مع هذا السعير الى مجرد كتلة بشرية لا يهمها ألا أن تلبى نداء الأجساد والأنفس الأمارة ،رأينا الكثير والكثير من هؤلاء حتى بات الواحد منا يعتقد بأن هذه هى قاعدة الحياة وسنة البشر وأنه لا يوجد فى عالم الواقع إلا هذه النماذج وصار العثور على من يكسر هذه القاعدة ويمحى هذه الصورة القاتمة هو أمنية من الأمانى،
نظرت الى الوطن والى تلك البلاد الشاسعة أتصفح لوحتها المضيئة لعلى أجد بين تلك الصور ما يعطى مثالاَ جميل لفئة الدائرين حول فلك الوطن للذين أرادوا أن يكونوا استثناءَ ايجابياَ يمد الآخرين بفسحة من أمل ويثبت أنه ومع وجود الكثيرين الطامحين للسلطة المتناسيين لمعنى الوطن أنه يوجد كذلك الكثيرين الذين يعشقون الذوبان فى فلك حبه الأبدى ،سأستعير من لوحته صورة وسأغوص فى أعماق صحرائه ذات الرمال الناعمة لأتحسس دفئ هذا الحب ،تلك الرمال التى تلقى عليها أشعة الشمس الحارة قبلاتها كل صباح لتصبغ عليها لونها الذهبى ولتمزج بين ترابها الطاهر وسمائها الزرقاء التى تشهد دوماَ توافد أرواح المحبين لتك الأرض وتلك السماء ،سأضع يدى على ملامح تلك الصورة المهيبة التى تكاد تخرج عن صمتها وتنطق بمكنون صاحبها الذى صعدت روحه الى السماء وهى محملة بكل معانى العشق والوفاء،
وقفت أمامها طويلاَ فوجدت أن الوطن قد حل بكل زاوية منها رأيت فى ذلك الشحوب قصة حنين طويلة وبين تلك الخطوط التى رسمها الزمن تفاصيل شوارع ومدن وأزقة تحمل عبق التراب الحبيب ،تلك الروح وذلك الجسد الذى أمضى عمره وهو يدور فى فلك الوطن وكأنه لا يجيد ألا أن يدور حوله ولا يعرف أن يحيا بعيداَ عن هذا الفلك ،انه الشاعر والثائر والمبعد والمهاجر ،ذلك الذى علِم كيف يكون الشعِر وكيف تصبح كلماته وأحرف قصائده هوية وعنوان ،كيف تتحول المشاعر والأحاسيس الى قصة انتماء تُسكب فيها معانى الحب وتهدر بقوتها صرخات الغضب،
عرف تماماَ أن الشعراء بكلماتهم يكونون مصابيح هداية وشموع تضئ دروب السائرين عندما يعم الظلام ،وقد يتحولون فى ذات الوقت الى أبواق فارغة تجيد ترتيب الكلمات الميتة من المضمون والمعنى ويزيدون من حلكة السواد ،أختار لنفسه طريق الاستثناء من ثلة الشعراء الذين يتبعهم الغاوون والذين يهيمون بهم فى أودية سحيقة من الانحطاط الأخلاقى والذى تباع فيه المبادئ بأبخس الأثمان ،لقد نظرت الى ذلك الوجه المتسم بالهدوء الغارق فى المهابة لأجد نفسي أمام علم من أعلام الوطن ،جٌسد فى شعِره الطويل كل معانى الوطنية وترجم غربته الطويلة والمرة الى قصائد شوق وحنين الرجوع اليه ،السيد الشريف عبد الجليل سيف النصر.
عاش شريفاَ طليقاَ رغم السجن الكبير الذى نفى اليه ،أثبت لنا أن الد نيا تزخر بأصحاب الضمائر الحية والتى تنبض بحب الأوطان ،أثبت لنا بشعِره ونضاله أن البعد عن تراب الوطن لا يعنى أن تقف متفرجاَ عليه من بعيد دون أن تحارب من اجل أن تراه كما يجب ان يكون عليه حراَ كريماَ ،أعطى بكلماته المثال الحى لمن أتخذ من الشعر سلاحه ،حارب بالكلمة والبيان وأجاد فى وصف الظلم والطغيان ،وبعد سنوات طالت عليه أيامها ولياليها كتب الله له أن يشهد آخر فصل من فصول ديوانه الحى ،وكأنه قد قدر له أن تكون آخر قصائده وأشعاره ثورة شعب بأكمله ،ذلك الشعب الذى طالما أستنهضه من قبل وحثه على استرداد مجده المسلوب ،عاش ليشهد فى آخر أيامه تحقيق حلمه الذى طال انتظاره،
كان من قبل شاعر الوطن وعاش له ورحل وهو شاعر الوطن لم يمجد أحداَ سواه ولم يبتعد قيد أنملة عن فلكه الذى يدور حوله ،لم يبهره بريق اللهب الذى أبهر غيره من أصحاب الكلمات لهب الشهرة والمال والجاه والسلطان ،ذلك اللهب الذى أحرقهم دون ان يشعروا بألم الحرق لأن ما أحترق هو ضمائرهم وليست أجسادهم ،واليوم وبعد ان تعانق الروح والجسد مع ذلك التراب الندى يحق لهذا المناضل أن تكتب كلماته بأحرف من نور وأن يكون نبراس مضيئاَ تقتبس منه الأجيال القادمة فنون حب الأوطان
بقلم كريمة احمد
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة كريمة أحمد : كفرنا بالديموقراطية
» مقالات مختارة الوطن المُهان بين فكّى المُستقلين
» مقالات مختارة : نوري الرزيقي : لقد تحررنا وحررنا الوطن
» مقالات مختارة : عبيد أحمد الرقيق : المهجَرون
» مقالات مختارة : أمّ في جحيم القذافي
» مقالات مختارة الوطن المُهان بين فكّى المُستقلين
» مقالات مختارة : نوري الرزيقي : لقد تحررنا وحررنا الوطن
» مقالات مختارة : عبيد أحمد الرقيق : المهجَرون
» مقالات مختارة : أمّ في جحيم القذافي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR