منتديات عيت ارفاد التميمي
أهلاً وسهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات عيت أرفاد التميمي .. تفضل بالدخول ان كنت عضواً وبالتسجيل ان لم يكن لديك حساب وذلك للحصول علي كامل المزايا ولمشاهدة المنتديات المخفية عن الزوار..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عيت ارفاد التميمي
أهلاً وسهلاً بك عزيزي الزائر في منتديات عيت أرفاد التميمي .. تفضل بالدخول ان كنت عضواً وبالتسجيل ان لم يكن لديك حساب وذلك للحصول علي كامل المزايا ولمشاهدة المنتديات المخفية عن الزوار..
منتديات عيت ارفاد التميمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إعلانات المنتدي

الأخوة الزوار

سجل فوراً في منتديات عيت أرفاد التميمي لتنال احقية مشاهدة اخبار المنطقة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في التميمي - اخبار المنطقة محجوبة عن الزوار

الأعضاء الكرام

الكلمة الطيبة صدقة والاحترام المتبادل تاج علي رؤوسكم وتذكروا قول الله عز وجل !! ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
المواضيع الأخيرة
» "أغلى موزة في العالم".. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأكثر إثارة للجدل
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime1اليوم في 8:06 am من طرف STAR

» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime1اليوم في 8:06 am من طرف STAR

» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime1اليوم في 8:05 am من طرف STAR

» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime1اليوم في 8:05 am من طرف STAR

» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime1اليوم في 8:04 am من طرف STAR

» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime1اليوم في 8:03 am من طرف STAR

» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime1اليوم في 8:03 am من طرف STAR

» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime1اليوم في 8:00 am من طرف STAR

» ارخص غسالات ملابس
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime12024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو

» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime12024-11-18, 7:49 am من طرف STAR

» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime12024-11-18, 7:49 am من طرف STAR

» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime12024-11-18, 7:48 am من طرف STAR

» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime12024-11-18, 7:47 am من طرف STAR

» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime12024-11-18, 7:47 am من طرف STAR

» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Icon_minitime12024-11-18, 7:46 am من طرف STAR

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4

اذهب الى الأسفل

"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 Empty "رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4

مُساهمة من طرف dude333 2012-12-09, 11:26 pm


كان نقولا زيادة حاضراً في بنغازي يوم أعلنت برقة استقلالها في الأول من يونيو عام 1949، ومن هناك وصف الحياة السائدة فيها، ودوّن ملاحظاته وانطباعاته عن البلاد وأهلها. وفور رجوعه من برقة ألف كتاباً عنها سماه "الدولة العربية الثامنة"، وذلك قبل أن تصبح برقة جزءاً من "المملكة الليبية المتحدة" باتحادها مع ولايتي طرابلس وفزان عام 1951.

"رسائل من برقة"
بقلم المؤرخ الراحل الدكتور نقولا زيادة
الجزء الرابع

"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 771788847

********************************
بنغازي 13/7/1949

مساء الخير يا حبيبتي.

ما الذي تم منذ أن كتبت لك في الصباح؟ لا شيء سوى أنني قرأت وكتبت. لا تزال بنغازي تتحدث بأمر الثلاثة من المصريين الذين دخلوا حمى الأمير. والمهم في الموضوع هو أن هؤلاء، في نظر الحكومة المصرية، مجرمون عاديون، والقانون الدولي يقضي بتسليمهم إلى مصر. لكن ليس هناك اتفاق على تسليم المجرمين بين مصر وبرقة، أي بين مصر والإدارة البريطانية، والحكومة المصرية لم تعترف بعد بالأمير واستقلال برقة، لذلك الإدارة البريطانية في "حيص بيص" فلا هي تستطيع تسليم المجرمين لأنهم في حمى الأمير، والأمير بحسب قانون القبائل المعمول به، في هذه البلاد، يستطيع أن يستضيفهم، ولا الأمير موجود هنا حتى يتباحث المسؤولون معه، وقد وعد بالنظر في القضية بعد رجوعه من لندن. وقد نسي البنغازيون تأليف الوزارة وشؤون الدولة وأخذوا يتحدثون عن المجرمين. ولأن أهل برقة غاضبون على مصر والصحف المصرية لحملتها على الأمير واستقلال برقة، فهم مسرورون لأنهم يستطيعون أن يغيظوا مصر. لكن التجار وأصحاب الأعمال متضايقون، لأن الحكومة المصرية تمنع البرقاويين من السفر إلى مصر.


الجمعة 15/7/1949
***********************

مساء الخير.

صباح اليوم كلفت بمراجعة ترجمة (إلى الإنكليزية) للمذكرات التي قدمتها الحكومة المصرية إلى الإدارة البريطانية بخصوص المجرمين الثلاثة. والمذكرات تشرح التهم الموجهة ضدهم، وتبين أحكام القوانين التي يجب أن تطبق عليهم. والتهم كثيرة وعديدة ثابتة – حيازة أسلحة، ومفرقعات، وإلقاء قنابل على رئيس مجلس النواب المصري، والتآمر على قلب الحكومة. ومع أن هؤلاء المجرمين لم يمر عليهم هنا إلا أقل من أسبوع، فإن ملفهم، عند السكرتير السياسي، أصبح بحجم كتاب ضخم.

بنغازي، الأربعاء 20/7/1949
***********************
مساء الخير يا عزيزتي.

شغلت اليوم صباحاً، فقد كان عندنا أمور كثيرة يجب أن تصرّف. بعد أن فرغت من رسالتك، في المكتب، ذهبت إلى مكتب المستر كنج (King)، وهو سكرتير الإنشاء. فتحدثت معه عن طبرق ومدرستها، وشرحت له وجهة نظري. ثم درسنا مشروع المدرسة الزراعية، وهو مشروع قديم العهد، لكنه يظهر بين آن وآخر، وهو في هذا الأسبوع شغل الإدارة العامة الشاغل، لأن وزارة الخارجية بلندن سألت عنه! ولا ريب عندك في أننا - كنج وأنا – لم نصل إلى نتيجة، فهو وأنا (والمستر غوردن) متفقون على أن المشروع يحتاج إلى 3000 جنيه، بينما يرى الوالي أن ينفق عليه 1400 جنيه فقط، وسنرى ما يجري، لأن المبلغ الأصغر معناه فقط ترقيع البناء والعمل.
وبعد الانتهاء من كنج دعاني السكرتير السياسي للإدارة. ذلك أن أخبار اليوم ذكرت اسم أحد المدرسين المصريين باعتباره عضواً في جمعية الإخوان المسلمين، ومتهماً بالإرهاب في مصر. فدرست ملفه وأعطيته المعلومات، وأنبأته بأن هذا المدرس موجود الآن في مصر، فإذا اعتقل فلا يهم الإدارة من أمره شيء. فقال: شكراً، فنحن يكفينا ما عندنا.
و"يكفينا ما عندنا" هي إشارة إلى الإرهابيين المصريين الثلاثة الذين لا يزالون مقيمين في قصر الأمير، والمباحثات بشأنهم جارية. لكن هناك شيء آخر في القضية، ذلك أن سكرتير القنصلية المصرية استدعته حكومته إلى القاهرة للتحقيق معه لأنه من الإخوان المسلمين، فلما كان خارجاً من بيت القنصلية ليركب السيارة إلى المطار، هرب من حراسه، ولجأ إلى دار القيادة العسكرية البريطانية، وهي على بعد نحو 50 متراً من القنصلية، واحتمى بها. وبذلك نشأت مشكلة جديدة. فهذا متهم سياسي. هل يُسلّم إلى الحكومة المصرية أم لا؟ وقد قامت مفاوضات جديدة حول الموضوع.
بعد أن انتهيت من العمل الداخلي، ذهبت لزيارة مكتبة الأوقاف، وهي المكتبة الوحيدة في برقة كلها. فيها نحو 3000 كتاب، أكثرها في الفقه، وبعضها في التاريخ، ولكن ليس فيها مجموعة كاملة من أي كتاب ذي أجزاء متعددة. هذه المكتبة أصلاً كانت في جغبوب والكفرة، مَقَرَّي السنوسيين العمليَين الرئيسيَين، فلما احتل الإيطاليون هاتين الواحتين خربوا كثيراً فيهما، وأحرقوا بعضاً من الكتب، ثم نقلوا ما تبقى إلى بنغازي. كان العدد الأصلي نحو 10.000 – 12.000 مجلد، فلما وصلت إلى بنغازي كانت نحو 7000، وضعها الإيطاليون في مكان في المكتبة (الأوروبية) العامة التي كان فيها نحو 20.000 مجلد. وقبل الحرب بسنوات، لما رأى الإيطاليون أن يسترضوا البرقاويين، سمحوا بنقل كتب الفقه والتاريخ إلى مكتبة الأوقاف، حيث بقيت هذه المجلدات، لكنها غير كاملة. وما أقل الفائدة من مجلدات غير كاملة!
بعد الغداء استرحت قليلاً. وفي الساعة الخامسة والنصف عرض علي كريشل أن أرافقه في زيارته إلى مسكن الألمان، فذهبنا معاً في سيارة الأمبيولانس.
هؤلاء الألمان هم أسرى الحرب أصلاً. وقد انتهى أسرهم لكنهم ظلوا هنا. هم يشتغلون في إدارة الأشغال العامة وعند الجيش ميكانيكيين ورسامي خرط وما شابه ذلك، ولا يزالون يعيشون في مكانهم الأول – أي معسكر الأسرى. عددهم يتراوح بين 70-90 (كرشل غير متأكد) ولهم حرية الذهاب والخروج، وما يحصلونه من أجر لهم خاصة.
وقد أخبرني كرشل أن أربعة من الألمان الموجودين في برقة اعتنقوا الإسلام، وأن أحدهم تزوج برقاوية، ويعيش في البلد. وأغرب ما في الأمر هو أن الذي تزوج ينوي أن يعود إلى ألمانيا، وقد قبلت زوجته وأهلها، قبل الزواج، أن ترافقه في حالة عودته. أما الثلاثة الباقون فلم يتزوجوا بعد.


الخميس 21/7/1949
**********************

سهرت الليلة عند وكيل مدير المدرسة الثانوية، فقد دعاني لزيارته. وزوجته (بديعة هانم) ناظرة مدرسة الأميرة قضيت عندهم نحو ساعتين، ودار الحديث، في الدرجة الأولى، حول شؤون التعليم في أيام الإيطاليين.
وأهم ما في حديث الليلة كلها هذه النكتة:
بديعة هانم: أنا بدأت التعليم سنة 1921 فصار لي 28 سنة أشتغل في التعليم.
بعد حديث مختصر..
بديعة هانم (وقد نسيت ما قالت قبلاً)، أنا أكبر من الأستاذ زيادة بسنة واحدة. فقد ذكروا في الإذاعة أن عمره 41 سنة، وأنا اثنان وأربعون.
ومعنى هذا أن بديعة هانم بدأت التعليم في سن 14. لكن المهم، وهذا عرفته منها في السهرة، بعد حديث، هو ما يأتي:
بديعة هانم: أنا درست الابتدائي والثانوي المتوسط والتجارة المتوسطة في تركيا، لأن أهلي كانوا هاربين هناك. والابتدائي كان عند تركيا خمس سنوات، والثانوي 3، والتجاري المتوسط 3، ومجموع دراستها 11.
فإذا دخلت بديعة هانم المدرسة في سن 7 كان عمرها 7 + 11 + 28 = 46، بدون حساب التأخر والسفر الخ... وأنا أظن أن عمرها لا يقل عن 52 سنة. على كل مالنا ومالها، إنما هي قصة.
وها أنا قد عدت إلى البيت، وقبل أن اذهب إلى النوم جلست لأتحدث إليك.


الجمعة 22/7/1949
***********************

مساء الخير.
اليوم كان يوما هادئاً جداً. فقد فحصنا عمارة ننتظر أن نقيم فيها مختبراً للمدرسة الثانوية. وبقية الصباح صرفته في المكتب.

السبت 23/7/1949
***********************

صباح الخير.
الساعة الآن حول الثانية عشرة والنصف، وسأكتب إليك تقريراً عن عمل اليوم. وهو لا يزيد عن كونه إجابة على بعض رسائل، وزيارة إلى مزرعة الحكومة. والزيارة هذه كان المقصود منها الاجتماع بمدير المزرعة لتقدير أثمان الأشياء اللازمة لنا للمدرسة الزراعية. لكن حضرته كان مشغولاً اليوم بدفع المعاشات، فلم نقم بعمل اليوم، وقد أزوره يوم الاثنين.
مزرعة الحكومة تبعد نحو 6 كيلومترات من بنغازي، في مكان يسمى الفويهات. وهي من إنشاء الإيطاليين، ويجدها الواحد في غاية من الأناقة والترتيب، لكنني لم أمكث فيها إلا مدة قصيرة اليوم.

الجمعة 29/7/1949
***********************

مساء الخير.
بدأ خبر استقالتي يذيع في بنغازي. وقد جاء اليوم السيد محمود مخلوف، وهو الذي ورد اسمه في فصل من الكتاب، (عنوانه A Rapprochement Politique)، جاء إلى المكتب محتجاً على استقالتي. وقد قابلت احتجاجه بابتسامة عريضة هادئة. وشاركه في الاحتجاج مدير مدرسة جاء بعده، فسقيت الاثنين فنجان قهوة. وقد احتفظ الكتّاب اليوم بالعيد – على خاطرهم – فلم يأت أحد، لذلك لم يطبع من الرسائل التي كتبتها شيء، وستظل إلى الغد. لكن هيأت أموراً كثيرة للعمل.


السبت 30/7/1949
***********************

جاءني حامد الشويهدي اليوم بعد أن سمع أنني استقلت مباشرة، وقال "نحن بعد أن اختلفنا في أول الأمر، وتمكنّا من معرفتك، كنا نعتقد أنك أنت الرجل اللازم لنا في برقة، لكن يظهر أن برقة حظها سيء". وحامد هذا هو المفتش الذي استقال، وقد دبرت له مؤخراً كم شغلة استفاد منها. الذكر الحسن خير من الذكر السيئ.
تجدين مع هذه الرسالة فصلاً جديداً. وعندي خمسة فصول مكتوبة وتنتظر الطبع. وسأكتب فصلين أو ثلاثة في عطلة آخر الأسبوع (اليوم الاثنين عندنا عطلة آب، وهي عطلة إنكليزية لأول يوم اثنين في آب، وقد نقلها الإنكليز إلى برقة). وبعدها سأنتقل إلى الكتاب العربي عن برقة، وقد جمعت له كثيراً من المواد.

بنغازي، الأحد 31/7/1949
***********************

بعد أن حييتك تحية الصباح اليوم، نزلت إلى البلد لأودع الرسالة البريد. وجلست في القهوة قليلاً لأسمع الإشاعات الأخيرة عن وزارة برقة، فهذا اليوم شغل البلد الشاغل. والأسماء التي سمعتها أربعة أو خمسة، لكن ترديدها الآن لا قيمة له. لأنك لا تعرفين عن أصحابها شيئاً. لذلك أترك هذا التحليل المحلي إلى حين التقائنا واجتماعنا.

الثلاثاء 5/8/1949
***********************

مساء الخير.
لما ذهبت إلى المكتب صباح اليوم قال لي المستر غوردن: "يوجد لك مكان في الجيب الذاهب إلى الأبيار، فهل ترغب في مرافقتنا ؟" قلت: طبعاً. فانتظرنا. وحول الساعة العاشرة والربع جاء وكيل المتصرف، فركبنا نحن الثلاثة في الجيب المكشوف وذهبنا إلى الأبيار. ربع الطريق إسفلت إلى بنينة، حيث يقوم مطار بنغازي. ثم بدأت الطريق تصعد في القسم الجبلي، وأصبحت طريقاً صيفية، وبعض الأحيان صخرية بالمرة. ساعة ونصف، حتى، أؤكد لك، أن معدتنا والمصارين انخضّت. ولكن زيارة الأماكن بقدر الإمكان أمر لا بأس به.
زرنا في الأبيار المدرسة الداخلية (فيها 240 طالباً، وهي أكبر مدرسة داخلية في البلاد) رغبة في تفقد التوسيع المقترح. وكان هناك موظف من دائرة الأشغال العامة بانتظارنا. وتغدينا بيض مقلي (بيضتان فقط للمستر غوردن ولي!) ثم زرنا أحد قصور الأمير الصيفية. هذا كان لجنرال إيطالي اسمه "بوغي"، كان منفياً إلى هذه البلدة. والآن أُصلح القصر وأعد لسكنى الأمير. والأمير له عدة قصور (أو بيوت) صغيرة في أنحاء البلاد، مثل الأبيار، والبيضاء، والمرج، وهناك واحد في طبرق على وشك الإصلاح.
والبيت هذا – في الأبيار – لطيف جداً، وأظن متى تم ترتيب الحديقة حوله فإنه يصبح شيئاً يستحق السكنى. في الساعة الثالثة والنصف تركنا الأبيار، ووصلنا بنغازي بعد الخامسة والنصف قليلاً، فمرت السيارة بباب منـزلي، فنـزلت منها، وغسّلت، وكان الماء ينـزل من رأسي أحمر، من احمرار التربة التي مررنا بها، وغيرت قميصي، وذهبت إلى المكتب. كان باستطاعتي أن استغني عن الذهاب، لكنني كنت مع المستر غتش (Gutch) على شبه موعد. فذهبت لأتحدث معه.
لكنني يا مرغريت تعب جداً، وعيناي تطبقان من النعس، لذلك سأترك تسجيل مقابلتي مع غتش إلى الصباح، فأكتبها إليك ثم أودع الرسالة البريد.
والآن تصبحين على خير يا حبيبتي، وليحرسك الله مع من تحبين.

-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4 116669782
dude333
dude333
مشرف المنتدى السياسي
مشرف المنتدى السياسي

ذكر
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى