إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقال .. الحاجّ؟!
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقال .. الحاجّ؟!
أحمد يوسف عقيلة
مقال .. الحاجّ؟!
كنت في مناسبة اجتماعية.. عزاء تحديداً.. الليبيون يدخّنون.. ويتحدثون عن سلبيات المجتمع والدولة.. تكدس القمامة.. الأغنياء الذين يشترون الغابة ويجرفونها.. سرقة الآثار.. المومياءات في منطقة الجغبوب.. التي يهرب...ونها إلى مصر وتُعرَض في المتاحف المصرية على أنها مومياءات فرعونية!! تأخر المرتبات.. البطالة.. رقادة الريح.. غلاء الكسبة.. ارتفاع أجور الرعيان السودانيين والتشاديين.. تأخر المطر.. صلاة استسقاء أمناء اللجان الشعبية الذين ذهبوا إلى البر بسياراتهم الفارهة فكساهم العجاج أثناء الصلاة!! استجابت لهم السماء على طريقتها الخاصة!!
ويستمر الحديث عن التصعيد.. تزوير الشهادات العُليا.. موجة العاهرات النيجيريات والأوكرانيات.. ليبيا الغد.. التوريث.. الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد.. هيفاء وهبي.. بعض النكات الداعرة.. يبلتثون المقاطع على النقال لبعضهم.. ترتفع القهقهات مع محاولة متأخرة لكتمانها.. فالعزاوات لم تعد مناسبات حزينة عندنا.. وفي زحمة كل ذلك ينسون المرحوم.. فبعضهم لا يعرف حتى اسمه.. بل بعضهم لا يعرف إن كان مرحوماً أو مرحومة.. الله يرحمه وخلاص!! وتدور سفرة شاهي المعازي البارد بلا رغوة.
فجأة يدخل الحاج.. بذلة سوداء برباط عنق.. فوقها برنوس.. كرش كبير فوقه لغد.. سبحة صغيرة مزخرفة.. يقفون جميعاً.. يتطاولون بأعناقهم.. والحاج هذا لا شك أنكم عرفتموه.. لص كبير من لصوص المال العام.. عنده مزرعة وقصر وسيارات فارهة وأرصدة في الداخل والخارج بكل العملات حتى بالإيوان الصيني.. واستراحة خاصة بعيداً عن زوجاته للسهرات الحمراء.. ولأنه يعرف أن الليبيين يقولون (حاجّ مرّة اكفينا شَرّه).. فقد حج عدّة مرات.
المهم.. يأخذون الحاج بالخد.. والخدين.. بعضهم يأخذه بالأحضان ويطبطب على كتفيه.. يجلسونه في الوسط.. يتحلقون حوله.. ينهض أحدهم مسرعاً ويحضر حذاء الحاج ويضعه تحت طرف الفرشة.
الحاصل.. يرتفع أذان المغرب.. يقدّمونه للصلاة.. يتمنّع الحاج قليلاً.. فيدفعه أحدهم برفق من كتفيه مع يمين مغلظة: (والله ما يئمنا واحد غيرك.. كلام اصغيّر)!!
ولأن الحاج معتاد على السرقة حتى أصبحت سلوكاً يومياً غريزيًّا.. فهو يسرق الركوع.. ويلهف السجود.. مجرد انحناء بسيط ونقر كنقر الديك.. ويلحن حتى في الفاتحة.. يرفع المنصوب.. ويجر المرفوع.. ويترجم القرآن إلى اللهجة.. أما أحكام التلاوة فهو لم يسمع بها أصلاً.. مع أنّ ليبيا هي بلد المليون حافظ!!
والسؤال: أين الإدانة الاجتماعية؟ أين ذهبت اللغة؟ لماذا لم نعد نسمي الأشياء بأسمائها؟ فنقول للص يا لص.. بدل الحاج.. ونقول للسرقة سرقة.. بدل عجز في الحساب.. أنتم ولا شك تذكرون قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك.. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاتهم بهجرانهم.. ونهى المسلمين عن الاختلاط بهم.. بل منعهم حتى من رد السلام عليهم.. حتى (ضاقت عليهم الأرض بما رحبت).. وتابوا فنَزلت توبتهم من السماء (وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا).. وهؤلاء الثلاثة لم يكونوا من لصوص المال العام.. بل هم صحابة أجّلاء.. تأخروا في التجهز لغزو الروم.
فمتى نقول للص يا لص؟ وإلى متى يبقى اللص هو الإمام؟
مقال .. الحاجّ؟!
كنت في مناسبة اجتماعية.. عزاء تحديداً.. الليبيون يدخّنون.. ويتحدثون عن سلبيات المجتمع والدولة.. تكدس القمامة.. الأغنياء الذين يشترون الغابة ويجرفونها.. سرقة الآثار.. المومياءات في منطقة الجغبوب.. التي يهرب...ونها إلى مصر وتُعرَض في المتاحف المصرية على أنها مومياءات فرعونية!! تأخر المرتبات.. البطالة.. رقادة الريح.. غلاء الكسبة.. ارتفاع أجور الرعيان السودانيين والتشاديين.. تأخر المطر.. صلاة استسقاء أمناء اللجان الشعبية الذين ذهبوا إلى البر بسياراتهم الفارهة فكساهم العجاج أثناء الصلاة!! استجابت لهم السماء على طريقتها الخاصة!!
ويستمر الحديث عن التصعيد.. تزوير الشهادات العُليا.. موجة العاهرات النيجيريات والأوكرانيات.. ليبيا الغد.. التوريث.. الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد.. هيفاء وهبي.. بعض النكات الداعرة.. يبلتثون المقاطع على النقال لبعضهم.. ترتفع القهقهات مع محاولة متأخرة لكتمانها.. فالعزاوات لم تعد مناسبات حزينة عندنا.. وفي زحمة كل ذلك ينسون المرحوم.. فبعضهم لا يعرف حتى اسمه.. بل بعضهم لا يعرف إن كان مرحوماً أو مرحومة.. الله يرحمه وخلاص!! وتدور سفرة شاهي المعازي البارد بلا رغوة.
فجأة يدخل الحاج.. بذلة سوداء برباط عنق.. فوقها برنوس.. كرش كبير فوقه لغد.. سبحة صغيرة مزخرفة.. يقفون جميعاً.. يتطاولون بأعناقهم.. والحاج هذا لا شك أنكم عرفتموه.. لص كبير من لصوص المال العام.. عنده مزرعة وقصر وسيارات فارهة وأرصدة في الداخل والخارج بكل العملات حتى بالإيوان الصيني.. واستراحة خاصة بعيداً عن زوجاته للسهرات الحمراء.. ولأنه يعرف أن الليبيين يقولون (حاجّ مرّة اكفينا شَرّه).. فقد حج عدّة مرات.
المهم.. يأخذون الحاج بالخد.. والخدين.. بعضهم يأخذه بالأحضان ويطبطب على كتفيه.. يجلسونه في الوسط.. يتحلقون حوله.. ينهض أحدهم مسرعاً ويحضر حذاء الحاج ويضعه تحت طرف الفرشة.
الحاصل.. يرتفع أذان المغرب.. يقدّمونه للصلاة.. يتمنّع الحاج قليلاً.. فيدفعه أحدهم برفق من كتفيه مع يمين مغلظة: (والله ما يئمنا واحد غيرك.. كلام اصغيّر)!!
ولأن الحاج معتاد على السرقة حتى أصبحت سلوكاً يومياً غريزيًّا.. فهو يسرق الركوع.. ويلهف السجود.. مجرد انحناء بسيط ونقر كنقر الديك.. ويلحن حتى في الفاتحة.. يرفع المنصوب.. ويجر المرفوع.. ويترجم القرآن إلى اللهجة.. أما أحكام التلاوة فهو لم يسمع بها أصلاً.. مع أنّ ليبيا هي بلد المليون حافظ!!
والسؤال: أين الإدانة الاجتماعية؟ أين ذهبت اللغة؟ لماذا لم نعد نسمي الأشياء بأسمائها؟ فنقول للص يا لص.. بدل الحاج.. ونقول للسرقة سرقة.. بدل عجز في الحساب.. أنتم ولا شك تذكرون قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك.. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاتهم بهجرانهم.. ونهى المسلمين عن الاختلاط بهم.. بل منعهم حتى من رد السلام عليهم.. حتى (ضاقت عليهم الأرض بما رحبت).. وتابوا فنَزلت توبتهم من السماء (وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا).. وهؤلاء الثلاثة لم يكونوا من لصوص المال العام.. بل هم صحابة أجّلاء.. تأخروا في التجهز لغزو الروم.
فمتى نقول للص يا لص؟ وإلى متى يبقى اللص هو الإمام؟
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: مقال .. الحاجّ؟!
طبعت احوال الناس في هذا العصر علي حب المال فاصبحوا يستحلون كل وسيلة لجلبه .. فأحلوا الرذيلة ونبذوا الفضيله واصبح جل حديثهم نصائح كاذبه ولا يوجد بينهم من يسمع علي رأي المثال القائل ( خصت من يسمع موش خصت من يدبر ) ...
نسأل الله الهداية للجميع حتى ينعموا بخيري الدنيا والاخره ...
مشكور اخي عبدالحفيظ والشكر موصول للأستاذ الفاضل والكاتب البارع في تصوير احوال المجتمع
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 81
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
جمال المروج- مراقب
-
عدد المشاركات : 18736
رقم العضوية : 7459
قوة التقييم : 164
تاريخ التسجيل : 18/10/2011
مواضيع مماثلة
» مقال و اعتذار
» مقال مميز الي كل رجل
» مقال فوق الخط الأحمر!!!
» مقال / ليبيا... وتنتخب؟
» مقال عن التربية الأسرية
» مقال مميز الي كل رجل
» مقال فوق الخط الأحمر!!!
» مقال / ليبيا... وتنتخب؟
» مقال عن التربية الأسرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR