إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقال / ليبيا... وتنتخب؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقال / ليبيا... وتنتخب؟
مقال / ليبيا... وتنتخب؟!
| إبراهيم صموئيل |
يوجد فرق حتماً بين الساحة الخضراء في ليبيا وبين ساحة الشهداء. الساحة نفسها والمساحة نفسها والتربة نفسها... غير أن الدلالة ليست نفسها! فعلى جمال اللون الأخضر، ورمزيته المتداولة للخير والعطاء والأمل، فقد عاف الشعب الليبي هذا اللون، كره اسمه ودلالته، لأن زعيم الزعماء العرب وملك ملوك إفريقيا العقيد القذافي اتخذه لنفسه ولسلطته ولنظام حكمه بل هوعنّون كتابه العبقري باسم اللون، وطلى العلم الوطني بطلائه، وكسا المؤسسسات الليبية بلباسه، وحرص على تزيين طاقيته وأرديته بلونه... حتى بات اللون الأخضر لدى الليبين رمزاً غاشماً للاستبداد والاستئثار بالحكم!
الساحة الخضراء صارت ساحة الشهداء، ليس من باب استبدال اسم باسم، بل هو تبديل بلد العبودية ببلد آخر، تغيير الحياة التي كانت تحت هذه الأرض بحياة فوقها تحت الشمس، وتحرير الأفواه التي كانت مكمومة، تمور بالحرية والكرامة لتصبح أفواهاً طليقة تصدح بما في دواخل أصحابها، أي ما لأجله كانت.
سُميت الساحة باسم الشهداء تحيداً لأنهم، هم حصراً، من صنع فجر ليبيا بعد ليل القذافي الدامس والطويل. لا اسم يفضل اسم صنّاع الفجر. صنّاع الأعجوبة التي نشهدها اليوم: ليبيا تنتخب! منذ خمسين عاماً ويزيد لم يجتمع هذا الاسم إلى هذا الفعل. بدا الاسم خلال نصف قرن أبعد ما يكون عن فعل الانتخاب! القذافي كان «ينتخب»، وهو من «يفرز» الأصوات، وهو وحده من يعلن «النتائج»! ما من مرشح بغير إرادته، ولا من مصوّت غيره، ولا من صندوق غير صندوقه، ولا من فائز غير من يريد!
ليبيا تنتخب! جملة ملأت الشريط الأحمر للخبر العاجل على شاشات التلفزة! أبناء الشعب الليبي يتوجهون إلى الصناديق الأنيقة، بخطى موزونة وأنيقة، ليختاروا بحرِّ إرادتهم من ثلاثة آلاف مرشّح مئتين لكي يشغلوا المقاعد النيابية. ثم في خبر عاجل آخر: المراقبون، كل المراقبين، يشهدون بنزاهة عملية التصويت ومسارها الديموقراطي. ثم خبر عاجل على قنوات «البث المباشر»: أبناء الشعب الليبي يغنون ويرقصون في ساحة الشهداء ابتهاجاً عارماً بممارستهم التصويت الحر! ولكنْ، لمّا تعلن النتائج بعد! تحتاج إلى أيام لفرز الأصوات! فبماذا يبتهجون الآن؟ ههنا أعظم ما في المشهد الذي عاشته ليبيا وعشناه معها. فكل المصوتين، في البلدان ذات الأنظمة غير الاستبدادية، يقلقون ويتوجسون أثناء الفرز، قبيل إعلان النتائج... إلا أبناء الشعب الليبي، فقد خرجوا إلى الشوارع والساحات، يرفعون علمهم الوطني الذي وَأَدَه القذافي، ينشدون الأشعار، ويصدحون بالأغاني الشعبية، ويتمايلون ويتقافزون طرباً لا بنتائج الفرز، ولا بمن فاز، بل: بالحرية!
حرية أن يكونوا أحراراً بمن يختارون، حرية أن يكونوا أنفسهم للمرة الأولى، حرية أن يقدّموا حقيقتهم للعالم أجمع كجديرين بالحرية. ورغم ذلك الفوز العظيم، فقد أضاف أبناء الشعب الليبي مفاجأة أذهلت العالم: تقدّم الليبراليون، وفازوا!
وللحق، أفاز هؤلاء أم فاز أولئك، فإن فوز الليبين الأعظم هو بحريتهم، بعبق أرواح الشهداء الذين لولاهم لما كان لصحرائهم أن تتنفس، ولما كان لشعبها أن يخرج من الظلمات إلى النور. وهاهي ليبيا، للمرة الأولى، تعرف الانتخاب وتنتخب.
ستكر الأيام بعد ذلك، وستتوالى السنون، وسيعاود أبناء الشعب الليبي توجّههم إلى صناديق الاقتراع، وسيصوتون بحرية وبنزاهة عالية، وسيشهدها المراقبون الدوليون، لكنهم- في ظني- لن يتوجهوا، عقب تصويتهم مباشرة، إلى الشوارع والساحات ليحتفلوا بحريتهم. بل هم سيترقبون النتائج ويقلقون، مثل كل البلدان التي خلعت الاستبداد من أرضها، ومثل كل الشعوب التي صارت الحرية خبزها اليومي، وفضاءها الطبيعي!
| إبراهيم صموئيل |
يوجد فرق حتماً بين الساحة الخضراء في ليبيا وبين ساحة الشهداء. الساحة نفسها والمساحة نفسها والتربة نفسها... غير أن الدلالة ليست نفسها! فعلى جمال اللون الأخضر، ورمزيته المتداولة للخير والعطاء والأمل، فقد عاف الشعب الليبي هذا اللون، كره اسمه ودلالته، لأن زعيم الزعماء العرب وملك ملوك إفريقيا العقيد القذافي اتخذه لنفسه ولسلطته ولنظام حكمه بل هوعنّون كتابه العبقري باسم اللون، وطلى العلم الوطني بطلائه، وكسا المؤسسسات الليبية بلباسه، وحرص على تزيين طاقيته وأرديته بلونه... حتى بات اللون الأخضر لدى الليبين رمزاً غاشماً للاستبداد والاستئثار بالحكم!
الساحة الخضراء صارت ساحة الشهداء، ليس من باب استبدال اسم باسم، بل هو تبديل بلد العبودية ببلد آخر، تغيير الحياة التي كانت تحت هذه الأرض بحياة فوقها تحت الشمس، وتحرير الأفواه التي كانت مكمومة، تمور بالحرية والكرامة لتصبح أفواهاً طليقة تصدح بما في دواخل أصحابها، أي ما لأجله كانت.
سُميت الساحة باسم الشهداء تحيداً لأنهم، هم حصراً، من صنع فجر ليبيا بعد ليل القذافي الدامس والطويل. لا اسم يفضل اسم صنّاع الفجر. صنّاع الأعجوبة التي نشهدها اليوم: ليبيا تنتخب! منذ خمسين عاماً ويزيد لم يجتمع هذا الاسم إلى هذا الفعل. بدا الاسم خلال نصف قرن أبعد ما يكون عن فعل الانتخاب! القذافي كان «ينتخب»، وهو من «يفرز» الأصوات، وهو وحده من يعلن «النتائج»! ما من مرشح بغير إرادته، ولا من مصوّت غيره، ولا من صندوق غير صندوقه، ولا من فائز غير من يريد!
ليبيا تنتخب! جملة ملأت الشريط الأحمر للخبر العاجل على شاشات التلفزة! أبناء الشعب الليبي يتوجهون إلى الصناديق الأنيقة، بخطى موزونة وأنيقة، ليختاروا بحرِّ إرادتهم من ثلاثة آلاف مرشّح مئتين لكي يشغلوا المقاعد النيابية. ثم في خبر عاجل آخر: المراقبون، كل المراقبين، يشهدون بنزاهة عملية التصويت ومسارها الديموقراطي. ثم خبر عاجل على قنوات «البث المباشر»: أبناء الشعب الليبي يغنون ويرقصون في ساحة الشهداء ابتهاجاً عارماً بممارستهم التصويت الحر! ولكنْ، لمّا تعلن النتائج بعد! تحتاج إلى أيام لفرز الأصوات! فبماذا يبتهجون الآن؟ ههنا أعظم ما في المشهد الذي عاشته ليبيا وعشناه معها. فكل المصوتين، في البلدان ذات الأنظمة غير الاستبدادية، يقلقون ويتوجسون أثناء الفرز، قبيل إعلان النتائج... إلا أبناء الشعب الليبي، فقد خرجوا إلى الشوارع والساحات، يرفعون علمهم الوطني الذي وَأَدَه القذافي، ينشدون الأشعار، ويصدحون بالأغاني الشعبية، ويتمايلون ويتقافزون طرباً لا بنتائج الفرز، ولا بمن فاز، بل: بالحرية!
حرية أن يكونوا أحراراً بمن يختارون، حرية أن يكونوا أنفسهم للمرة الأولى، حرية أن يقدّموا حقيقتهم للعالم أجمع كجديرين بالحرية. ورغم ذلك الفوز العظيم، فقد أضاف أبناء الشعب الليبي مفاجأة أذهلت العالم: تقدّم الليبراليون، وفازوا!
وللحق، أفاز هؤلاء أم فاز أولئك، فإن فوز الليبين الأعظم هو بحريتهم، بعبق أرواح الشهداء الذين لولاهم لما كان لصحرائهم أن تتنفس، ولما كان لشعبها أن يخرج من الظلمات إلى النور. وهاهي ليبيا، للمرة الأولى، تعرف الانتخاب وتنتخب.
ستكر الأيام بعد ذلك، وستتوالى السنون، وسيعاود أبناء الشعب الليبي توجّههم إلى صناديق الاقتراع، وسيصوتون بحرية وبنزاهة عالية، وسيشهدها المراقبون الدوليون، لكنهم- في ظني- لن يتوجهوا، عقب تصويتهم مباشرة، إلى الشوارع والساحات ليحتفلوا بحريتهم. بل هم سيترقبون النتائج ويقلقون، مثل كل البلدان التي خلعت الاستبداد من أرضها، ومثل كل الشعوب التي صارت الحرية خبزها اليومي، وفضاءها الطبيعي!
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: مقال / ليبيا... وتنتخب؟
شكــــــــــــ ـــــــــــــــــــــرآ وبــــــــــــــارك الله فيـــــــــــــــــــــك
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
مواضيع مماثلة
» اول مقال في ليبيا يكتب عن الشهيد علي حدوث يوم استشهاده
» مقال منقول من موقع فضيلة مفتى ليبيا
» اذا لم تذهب وتنتخب فكأنك تسلم رقبتك لعدوك
» الأوروغواي تودع "أفقر رئيس بالعالم" وتنتخب خليفته
» مقال .. الحاجّ؟!
» مقال منقول من موقع فضيلة مفتى ليبيا
» اذا لم تذهب وتنتخب فكأنك تسلم رقبتك لعدوك
» الأوروغواي تودع "أفقر رئيس بالعالم" وتنتخب خليفته
» مقال .. الحاجّ؟!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR