إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
طرابلس “مدينة الرعب” في “جمهورية الخوف”.. اتساع سطوة المسلحي
صفحة 1 من اصل 1
طرابلس “مدينة الرعب” في “جمهورية الخوف”.. اتساع سطوة المسلحي
ذا كان الوضع الأمني في لبنان حرجاً وحساساً فإنه في عاصمة الشمال طرابلس متدهور إلى أقصى الحدود, وإذا كان الاقتصاد في لبنان متراجعاً فإنه في طرابلس منهار, وإذا كان لبنان يئن تحت وطأة الخلافات السياسية والجدل البيزنطي, فإن طرابلس تُحتضر.
بهذه الكلمات يمكن اختصار الوضع في طرابلس, التي يُجمع العارفون بأحوالها على أنها باتت “مدينة الرعب”, فالغالبية الساحقة من أهلها لا يجرؤون على الخروج من منازلهم بعد حلول الظلام, والقاطنون في المناطق المجاورة لها, من الناحيتين الشمالية وصولاً إلى أقاصي عكار والجنوبية وصولاً إلى جبيل, باتوا يتجنبون زيارتها خوفاً على أمنهم, وقسم كبير منهم لا يعرف شيئاً عنها منذ أشهر عدة.
قتل فتى يبلغ من العمر 17 عاماً من آل البارودي, بذريعة أنه سب الذات الإلهية...
وإذا كان وضع طرابلس, التي يصح وصفها بـ”أم الفقراء”, تأزم أمنياً منذ العام 2008, مع نكء الجرح النازف بين أهالي باب التبانة (المؤيدين لـ”14 آذار”) وأهالي جبل محسن (المؤيدين لـ”حزب الله”), إلا أن الأمور تدهورت أكثر مع بدء الأزمة السورية مطلع 2011, لتنعكس انفجاراً شاملاً بين المؤيدين للثورة السورية (أهالي التبانة والمناطق المحيطة بها) والمؤيدين لنظام الأسد (أهالي جبل محسن حصراً), تُرجم على شكل جولات قتال متتالية وصل عددها إلى 19, حتى يناير الماضي, والجميع ينتظر الجولة التالية التي تحمل الرقم 20.
هؤلاء المسلحون المنفلتون من عقالهم أخذوا طرابلس وأهلها, النصف مليون نسمة, رهائن لتنفيذ الأوامر التي تصلهم من الجهات الممولة لهم, والنتيجة أن المدينة باتت في قبضة “أجواء أسوأ من أجواء الحرب”, بحسب مصادر من داخل طرابلس, أكدت لـ”السياسة” أن الوضع بات لا يحتمل, سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو المجتمعي, محذرة من خطورة ما وصفته بـ”الانهيار التام” للدولة في عاصمة الشمال, وعجزها عن وضع حد للمأساة وإيجاد حل شامل.
وأوضحت المصادر أن انتشار حواجز الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام في أنحاء المدينة أساسي وضروري لكنه غير كاف, لسببين رئيسيين: الأول أن المشكلة الأمنية أسبابها سياسية – اقتصادية, والثاني أن القوى العسكرية لا يمكنها التحرك ضد المسلحين إلا ضمن السقف المرسوم لها سياسياً, لأن غالبية هؤلاء لهم رعاة وممولون وداعمون وازنون من طرابلس ولبنان والخارج أيضاً.
وإذ نبهت إلى خطورة الانهيار الأمني وانعكاساته على كل لبنان, كشفت المصادر عن حادثة وقعت قبل نحو أسبوعين تقريباً, تعكس مدى تدهور الأوضاع, إذ أقدم رجل يعتبر نفسه شيخاً وله ميول “داعشية” في منطقة البحصة الشعبية الفقيرة, القريبة من قلعة طرابلس, على قتل فتى يبلغ من العمر 17 عاماً من آل البارودي, بذريعة أنه سب الذات الإلهية أمامه, من دون أن يفكر للحظة واحدة في الحديث معه أو إمكانية إقناعه بخطئه عبر الكلام وليس القوة.
وبحسب المصادر الموثوقة, فإن أهل الفتى حتى اليوم يرفضون إقامة عزاء حتى يثأروا له, كما أقدم بعضهم على إحراق منزل قاتله ونهبه انتقاماً.
هذه الحادثة التي بقيت بعيدة عن وسائل الإعلام, لا تنفصل عن عشرات الحوادث التي تسجل في أنحاء المدينة يومياً, من اعتداء على المدنيين في الشوارع, وسطو مسلح على محال تجارية, وابتزاز للمارة وراكبي السيارات بقوة السلاح, وفرض “خوات” على بعض التجار, وغيرها من ممارسات المسلحين.
وأضافت المصادر ان الانهيار الاقتصادي هو أحد أهم أسباب التدهور الأمني, فالمعلومات المتقاطعة تؤكد أن مبيعات التجار انخفضت في 2013 بنسبة أكثر من 50 في المئة, وهو ما يمكن وصفه بالكارثة, لأنها أصلاً كانت متدهورة, إذ تراجعت في 2011 بنسبة 50 في المئة عن 2010, ثم تراجعت في 2012 بنسبة 70 في المئة عن 2011.
وأشارت إلى أن هذا الانهيار المتواصل أدى إلى إغلاق العشرات من المحال والمؤسسات واحداً تلو الآخر, في ظل عجز التجار عن دفع الإيجارات والنفقات, ما أدى بطبيعة الحال إلى تزايد نسب البطالة المرتفعة أصلاً, التي باتت تقدر بنحو 60 إلى 70 في المئة حالياً.
وما بين ملاحقة المتهمين المتورطين في قضايا إرهابية, وانتشار السلاح واتساع سطوة المسلحين, وتبادل الاتهامات بين السنة (الذين يتهمون العلويين بتفجير مسجدي السلام والتقوى في أغسطس 2013) والعلويين (الذين يتهمون السنة في المناطق المحيطة بجبل محسن بمحاصرتهم والاعتداء عليهم), تبقى حقيقة واحدة ثابتة هي أن طرابلس باتت بحق “مدينة الرعب” في “جمهورية الخوف”. فإذا كان اللبنانيون يخشون من الانتحاريين والسيارات المفخخة في مختلف المناطق, فإن أهالي طرابلس يخشون إضافة إلى ذلك, من المسلحين والعصابات واللصوص والمتنفذين والمتسترين بغطاء الدين لارتكاب مختلف أنواع الموبقات, وغيرهم كثير ممن قرر بيع مدينته ووطنه لأجل حفنة من الدولارات.
بهذه الكلمات يمكن اختصار الوضع في طرابلس, التي يُجمع العارفون بأحوالها على أنها باتت “مدينة الرعب”, فالغالبية الساحقة من أهلها لا يجرؤون على الخروج من منازلهم بعد حلول الظلام, والقاطنون في المناطق المجاورة لها, من الناحيتين الشمالية وصولاً إلى أقاصي عكار والجنوبية وصولاً إلى جبيل, باتوا يتجنبون زيارتها خوفاً على أمنهم, وقسم كبير منهم لا يعرف شيئاً عنها منذ أشهر عدة.
قتل فتى يبلغ من العمر 17 عاماً من آل البارودي, بذريعة أنه سب الذات الإلهية...
وإذا كان وضع طرابلس, التي يصح وصفها بـ”أم الفقراء”, تأزم أمنياً منذ العام 2008, مع نكء الجرح النازف بين أهالي باب التبانة (المؤيدين لـ”14 آذار”) وأهالي جبل محسن (المؤيدين لـ”حزب الله”), إلا أن الأمور تدهورت أكثر مع بدء الأزمة السورية مطلع 2011, لتنعكس انفجاراً شاملاً بين المؤيدين للثورة السورية (أهالي التبانة والمناطق المحيطة بها) والمؤيدين لنظام الأسد (أهالي جبل محسن حصراً), تُرجم على شكل جولات قتال متتالية وصل عددها إلى 19, حتى يناير الماضي, والجميع ينتظر الجولة التالية التي تحمل الرقم 20.
هؤلاء المسلحون المنفلتون من عقالهم أخذوا طرابلس وأهلها, النصف مليون نسمة, رهائن لتنفيذ الأوامر التي تصلهم من الجهات الممولة لهم, والنتيجة أن المدينة باتت في قبضة “أجواء أسوأ من أجواء الحرب”, بحسب مصادر من داخل طرابلس, أكدت لـ”السياسة” أن الوضع بات لا يحتمل, سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو المجتمعي, محذرة من خطورة ما وصفته بـ”الانهيار التام” للدولة في عاصمة الشمال, وعجزها عن وضع حد للمأساة وإيجاد حل شامل.
وأوضحت المصادر أن انتشار حواجز الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام في أنحاء المدينة أساسي وضروري لكنه غير كاف, لسببين رئيسيين: الأول أن المشكلة الأمنية أسبابها سياسية – اقتصادية, والثاني أن القوى العسكرية لا يمكنها التحرك ضد المسلحين إلا ضمن السقف المرسوم لها سياسياً, لأن غالبية هؤلاء لهم رعاة وممولون وداعمون وازنون من طرابلس ولبنان والخارج أيضاً.
وإذ نبهت إلى خطورة الانهيار الأمني وانعكاساته على كل لبنان, كشفت المصادر عن حادثة وقعت قبل نحو أسبوعين تقريباً, تعكس مدى تدهور الأوضاع, إذ أقدم رجل يعتبر نفسه شيخاً وله ميول “داعشية” في منطقة البحصة الشعبية الفقيرة, القريبة من قلعة طرابلس, على قتل فتى يبلغ من العمر 17 عاماً من آل البارودي, بذريعة أنه سب الذات الإلهية أمامه, من دون أن يفكر للحظة واحدة في الحديث معه أو إمكانية إقناعه بخطئه عبر الكلام وليس القوة.
وبحسب المصادر الموثوقة, فإن أهل الفتى حتى اليوم يرفضون إقامة عزاء حتى يثأروا له, كما أقدم بعضهم على إحراق منزل قاتله ونهبه انتقاماً.
هذه الحادثة التي بقيت بعيدة عن وسائل الإعلام, لا تنفصل عن عشرات الحوادث التي تسجل في أنحاء المدينة يومياً, من اعتداء على المدنيين في الشوارع, وسطو مسلح على محال تجارية, وابتزاز للمارة وراكبي السيارات بقوة السلاح, وفرض “خوات” على بعض التجار, وغيرها من ممارسات المسلحين.
وأضافت المصادر ان الانهيار الاقتصادي هو أحد أهم أسباب التدهور الأمني, فالمعلومات المتقاطعة تؤكد أن مبيعات التجار انخفضت في 2013 بنسبة أكثر من 50 في المئة, وهو ما يمكن وصفه بالكارثة, لأنها أصلاً كانت متدهورة, إذ تراجعت في 2011 بنسبة 50 في المئة عن 2010, ثم تراجعت في 2012 بنسبة 70 في المئة عن 2011.
وأشارت إلى أن هذا الانهيار المتواصل أدى إلى إغلاق العشرات من المحال والمؤسسات واحداً تلو الآخر, في ظل عجز التجار عن دفع الإيجارات والنفقات, ما أدى بطبيعة الحال إلى تزايد نسب البطالة المرتفعة أصلاً, التي باتت تقدر بنحو 60 إلى 70 في المئة حالياً.
وما بين ملاحقة المتهمين المتورطين في قضايا إرهابية, وانتشار السلاح واتساع سطوة المسلحين, وتبادل الاتهامات بين السنة (الذين يتهمون العلويين بتفجير مسجدي السلام والتقوى في أغسطس 2013) والعلويين (الذين يتهمون السنة في المناطق المحيطة بجبل محسن بمحاصرتهم والاعتداء عليهم), تبقى حقيقة واحدة ثابتة هي أن طرابلس باتت بحق “مدينة الرعب” في “جمهورية الخوف”. فإذا كان اللبنانيون يخشون من الانتحاريين والسيارات المفخخة في مختلف المناطق, فإن أهالي طرابلس يخشون إضافة إلى ذلك, من المسلحين والعصابات واللصوص والمتنفذين والمتسترين بغطاء الدين لارتكاب مختلف أنواع الموبقات, وغيرهم كثير ممن قرر بيع مدينته ووطنه لأجل حفنة من الدولارات.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» مليشيات تبث الرعب في مدينة ليبية محاصرة
» ليبيا: داخل مستودع الرعب في طرابلس
» شائعة كاذبة تثير الرعب في مدينة بنغازي وضواحيها
» جثث بشرية تثير الرعب في بلدة الماية غرب طرابلس
» مقر الاستخبارات الليبية في طرابلس.. المبنى الذي زرع الخوف في
» ليبيا: داخل مستودع الرعب في طرابلس
» شائعة كاذبة تثير الرعب في مدينة بنغازي وضواحيها
» جثث بشرية تثير الرعب في بلدة الماية غرب طرابلس
» مقر الاستخبارات الليبية في طرابلس.. المبنى الذي زرع الخوف في
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR