رجال القذافي في لندن.. غسل أموال وعقارات وتهرب الجزء الاول

كشف الصحافي سام تونكن في تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية،

 معلومات عن ثلاثة من معاوني العقيد معمر القذافي السابقين يعيشون في بريطانيا، بعد هروبهم من ليبيا مصحوبين بملايين الجنيهات من أموال الدولة بعد الإطاحة بسلطة الدكتاتور عام 2011.

وقد تحصل الثلاثي على ملاذ آمن في المملكة المتحدة، بالرغم من اتهامهم بغسل ثرواتهم من خلال بنوك بريطانية، والاتجار في سوق العقارات.

الجنرال أحمد محمود الزوي الذي كان مسؤولا عن مخزونات نظام القذافي من الصواريخ، والعميد جمعة المعرّفي، وهو قيادي في الجيش، وشخص عسكري ثالث لم يذكر اسمه يتواجدون جميعا في هذه البلاد.

بيت الزوي في سرري
عثرنا على "الزوي" في منطقة راقية من مقاطعة surrey بينما يقطن المعرفي في بيت فخم في جنوب غرب لندن.
تتبعنا كذلك خلال هذا التحقيق شخصا ثالثا، لكنه تحصل من المحكمة على أمر بالتكتّم وبالتالي لا يمكننا إعلان اسمه لأسباب قانونية.
يدّعي محققون ليبيون أن المسؤولين السابقين الثلاثة هم من بين أعداد لا تحصى من أعوان النظام المتهمين بإخفاء أصول وأموال مسروقة في بريطانيا تصل قيمتها إلى 10 بلايين دولار. ويقولون أن السلطات البريطانية فشلت في مساعدتهم في التحقيق، وبدلا من ذلك منحت الزوي والمعرفي لجوءا سياسيا.
المعرفي متهم بأنه هرب من ليبيا بثروة لا تقل عن 14 مليون دولار، لكنه أنكر ارتكابه أفعالا مجرّمة عندما قابلناه. أما الزوي فأنكر سرقة أموال دولة قبل أن يغلق الباب في وجوهنا.
الوثائق التي تحصلنا عليها  تبيّنُ أن الحكومة الانتقالية في ليبيا خاطبت "هيئة الجريمة المنظمة الخطيرة" البريطانية في 2012 تطلب المساعدة في استعادة أموال تدّعي أنه تم الاستيلاء عليها بطرق فاسدة وغير شرعية من قبل 240 من شخصيات النظام السابق. وتبين أن الثلاثة الذين عُثر عليهم في بريطانيا مشمولين في هذه القائمة، وقد حدّدت الرسالة أن قسما من الأموال المسروقة مخبأة في بريطانيا.

انهار نظام القذافي وقُتل في أكتوبر 2011 ، وجاءت النهاية المثيرة للطاغية بعدما حاول هو ومجموعة من مقاتليه المخلصين الفرار من سرت التي اقتحمتها قوات تابعة للمجلس الوطني الانتقالي.
كان القذافي في قافلة من 100 مركبة التي حاولت اختراق المدينة المحاصرة، وهي آخر مركز للمقاومة، بعد 8 أشهر من الحرب الأهلية. وقد رُصد هروب رتل القذافي من قبل الناتو الذي شن عليه هجومين مدمرين فقتل على الأقل 50 شخصا من أتباعه. أصيب القذافي في كلي رجليه لكنه نجح في الوصول مع رفاقه إلى أنبوب صرف مياه إسمنتي حيث اكتُشف من قبل الثوار. الذي انتشلوه من هناك وضربوه ثم قتلوه. لتعم أنحاء البلاد أفراح طاغية. 
الجنرال أحمد محمود الزوي متهمٌ بغسيل أموال من خلال الاتجار في عقارات عبر شبكة من شركات (الأفشور) . أما العميد جمعة المعرفي الذي كان قائدا لإحدى كتائب القذافي فقد عثرنا عليه يعيش في بيت 
ضخم، وقد تأكد لنا أن ابنه الذي هرب معه من ليبيا قد عوقب بالسجن منذ عامين لأنه طعن أحد رفاقه بسكين مطبخ ، وحفر حروفا بالسكين على بطن المراهق الذي كان مغميا عليه من الضرب المبرح.
وقد مُنعنا من ذكر اسم الشخص الثالث من معاوني القذافي، بعد أن كلّف مكتب المحاماة المرموق "ميشكون دو رايا" الذي حصل بدوره على أمر بمنع النشر من المحكمة العليا في هذه القضية، وهذا الأمر يذهب إلى حدّ بعيد إذ يمنع حتى ذكر الأساس الذي صدر عليه.
يدعي المحامون والمحققون الذين ينوبون عن الدولة الليبيةـ أن المسؤولين السابقين الثلاثة بالإضافة إلى آخرين متهمون بإخفاء أصول تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليارات دولار في المملكة المتحدة، ويقولون إن الحكومة البريطانية لم تفعل شيئا لمساعدتهم في التحقيق، وبدلا من ذلك أعطت الثلاثة الحق في الاستقرار في بريطانيا، ومنحت الزوي والمعرفي لجوءا سياسيا.