إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
من الذاكرة الشعبية الليبية
صفحة 1 من اصل 1
من الذاكرة الشعبية الليبية
من الذاكرة الشعبية الليبية
آخر العنقود :
هي كلمة تعنى آخر مولود فى قائمة مواليد الأسرة ، أستعيرها من الذاكرة الشعبية للتعبير عن كوننا( قد نكون) آخر جيل تمتع بفترة طفولة شعبية إن صح التعبير أواسط وخواتيم السبعينيات ، فأتصور أننا آخر من لعب التصاوير .. و البطش .. وصنع الطقيرة .. وخط الكيكس والقلبه و الصندوق .. وحفر الخوخرة للعب بالزغادي .. ولف الشخاشير لخوض مباره السفيده .. وصنع السيارات من بقايا الأسلاك المعدنية .. واستخدم الفخ والمقلاع .. وطيّر الطائرات الورقية يدوية الصنع.. ولهث تحت أشعة شمس الصيف اللافحة وراء الزناحة.. و شارك في مباريات كره القدم استخدمت فيها كورة عشرين وكانت جائزتها باكو حلقوم او كيلو برتقال ..
ويقينا فإننا آخر جيل تعلق مشاغبوه بالكاليس و الكارو و العربيه و ذاقو لسعه السوط عندما صاح احدهم منبها السائق ( العرابادجى كما كانت نسميته) " اللى وراك ............. ". و كنا جيل رسم أشفياؤه صورة القلب المثقوب على جدران المدارس .
ومن الممكن جدا أن نكون آخر جيل أضاء بصورة جماعية رائعة ليالي المولد النبوي الشريف " بالقناديل" سواء الورقية منها والتى تستخدم الشموع لإضاءتها ، أوالمعدنية (لابناء العائلات المترفه ) و التى تستخدم البطاريات لإضاءتها .. وقطع سكون تلك الليالي المباركة.. بإنشاد مقاطع من الأهازيج الشعبية:
هاضا قنديل وقنديل -- يشعل فى ظلمات الليل
هاضا قنديلك ياحوا -- يشعل م المغرب لا توه
هاضا قنديل الرسول -- فاطمة جابت منصور
و كنا آخر جيل طاف فيه أبناء الحي الواحد أولاد و بنات على الأزقة و المحلات.. فى يوم" عاشورا "حاملين فى أيديهم صحونا .. وهم يصيحون فى وجه كل من يفتح لهم باب بيته :
اللي ما تعطيش الفول -- يصبح راجلها مهبول
و أللي ما تعطيش الحمص-- يصبح راجلها يتلمس
واللى ما تعطى لفتات – تطلق ما عاد تبات
وبالطبع كانت من تحب زوجها تبادر بإخراج ما لديها من الفول أو الحمص المطبوخ بالماء والملح .. أما اللواتي كن حانقات على أزواجهن فكن يقولن : إنشاء الله .. ويقفلن الباب !! .
وكنت اخر جيل لطخ جنبات باب بيته بلطخه من الجير الايبض على ركنى باب المنزل لمنع الفتاشه من دخول البيت
وأتصور أننا آخر جيل إجتمع فيه الأولاد والأحفاد حول " الجدات " فى ليالي الشتاء القارصة للاستماع والاستمتاع لقصص " امنا الغولة " وهي تصرخ " يا حليبي خبّ خبّ .. وأنزله فالركبّ ".اوللإنصات بقلق الى ما ستنتهي إليه خرافة " أم بسيسي " فى رحلة بحثها عمن يعيد اليها ذيلها المفقود ..!! والذى يرد فى نهاية كل مقطع كقولها وهي تخاطب البير (.. تعطيني المية .. و نعطي المية للسدرة ، والسدرة تعطى النبق .. ونعطى النبق للبقرة .. والبقرة تعطي الحليب .. ونعطي الحليب لام بسيسي .. بيش تعطيني معيبيصي نعيد به نهار العيد ) .. او حكايه احميده ابن السلطان وشمس بين حيطتين)
ولعله من المشاهد التى لن تتكرر مشهد الأولاد وهم يحملون " أسّفر" ( أطباق) " الكعك " و"الغريبه " الى الكوشة أيام الأعياد ، والانتظار هناك حتى ينتهي ( الكواش) من عمله..وما يصاحب ذلك الإنتظار من مشاكسات .. ومعاكسات .. لا تتوقف إلا عندما يقوم الكواش بإخراج الكعك أو الغربية ويُعلن عن إسم صاحبها عبر ترديده للقب العائلة ( عيت فلان ) فعندها ينشغل الأولاد بجمع الغلة فى الاكياس والتى غالبا ما تكون عبارة عن شوال دقيق فارينه فارغ بحذر شديد للتقليل من الخسائر، وبالطبع بعد شكر الكواش على حسن ألاداء يقدمون له " حارة " ( أربع قطع ) كعك أو غريبه فوق الأجر.
ولازالت الذاكرة كذلك تحتفظ بمشاهد أبناء جيلنا و بناته و هم يحملون أطباق " الخبزة " فوق رؤوسهم الى الكوشة وتسمى تلك العملية ب " الرمي " .. وكانت " الكوشة " أو المخبز تعج بالناس ومع هذا لا يفقد أحدهم خبزه ، أتدرون لماذا ؟
لأن كل بيت كان بالإضافة الى الأمانة لديه علامة خاصة يضعها على أقراص خبزه فتميزها عن غيرها ، فمنهم من كان يضع حبات من القرفة او الفاصوليا.. ومنهم من يضع حبات من الجلجلان .. أو يُحدث عددا معينا من الثقوب او " قرصه " ، أو يرسم خطوطاً على سطح عجينه .. ولا زلت أذكر بوضوح أن علامة خبزنا كانت عبارة عن " قرصتين و فرو " ولم نتكدر من اى شئ سواء من قول (الكواش ) ان القنان طاح في العين .....
ولا أظن أنكم ستشاهدون بعد اليوم منظر الأسرة الليبية الكاملة الرجل والمرأة والأولاد وهم يسيرون مترجلين فى زيارة لأحد الجيران أو الأقارب ، وتتوسطهم " القفة " .
والقفة هي تقليد إجتماعي إنقرض وكانت بمثابة الهدية التى يقدمها الضيف لمضيفه ، وكذلك كنوع من تخفيف أعباء الزيارة مادياً على المضيف .. حيث كانت القفة تحتوى على .. مكرونة .. زيت .. طماطم.. كيلو سكر..100 جرام شاهي ( وان كان الوضع المادى متردى فيكتفى البعض بنص كيلو سكر و 50 جرام شاهى )..
ولا تكتمل زينتها اى القفه إلا ببروز العظم العلوي للحم الفخذ أو الكتف .. وقد تحتوى على شيء من المكسرات وغالباً ما تكون .. كاكوية .
ولا أشك بأننا آخر جيل تجمع فيه بنات الحي بضفائرهن المنتهية ب " النسترو".. وأيديهن المخضبة " بالحنة " للعب .. الكمادي .. والكريكمة.. والقيران .. و النقيزة .. و الحبل ..
وأصطف فيه أولاد الزنقة جنبا الى جنب استعدادا للانقسام الى فريقين لممارسة لعبة " الليبرة ".. أو " الوابيس" والتى يتم الاقتراع لها عن طريق الضم لفريقه كل من تقف عنده آخر كلمة من الأهزوجة التى تقول :
حادي .. بادي .. سيدي محمد البغدادي .. شال .. وحط على هضوم .
(أو) العد عن طريق الطلب ممن تنتهي عنده الكلمات التالية بأن يذكر رقماً معيناً :تكسي بكسي .. سينمة ركسي .. كم تطلب فيها كرسي ..
(او) تقسيم الفريقان بواسطه معادله اطلقنى طلقتك في احميده فلقتك .. وهكذا حتى انتهاء قرعه تشكيل الفريقان
ولعلكم لن تشاهدوا مرة أخرى طابوراً طويلاً من الأطفال ، يضع أحدهم يديه على كتف الطفل الذى أمامه ليصنعوا ما يشبه القطار البشري ، قبل أن يشرعوا فى ترديد هذه الأهزوجة :
وين حوش بوسعدية -- قدم لاقدام شوية
ومن الأشياء التى فقدت فى الأجيال المعاصرة ، وامتاز بها جيلنا ، حكاية التصفيق والغناء أثناء العودة من الرحلات أوالسفريات البعيدة ، حيث كنا نرفض الصمت و نحاول أن نضفي على المشهد شيئاً من البهجة والسرور عبر ترديد مقاطع من الأهازيج الشعبية ، ولا زالت الذاكرة تحتفظ بمشهد عودتنا فى فصل الربيع من " الزرادي " فى سيارة فيات 27عائلية وغالبا ما تكون الزردة فى منطقة " الباكور بالجبل الأخضر"، وكان يحلو لنا و نحن صغاراً أن نركب أثناء رحلة العودة فى الصندوق الخلفي للسيارة ، ونشرع فى ترديد تلك الأهازيج منذ انطلاق السيارة حتى دخولنا لشارعنا …
مشينا و جينا سالمين-- بريكة رب العالمين
يا سواق قويها قوّي-- خليها فى الجو تعوي
وقد نكتشف قريباً بأننا آخر من كان يحتفل و يفرح بأخذ الشهادة " الباجيلة " .. ويقوم أهله بتوزيع " الباستي والقازوزة " على الجيران .. والغريب فى الأمر أن مظاهر الفرحة هذه لم تكن تقتصر على من تخرّج من الجامعة أو أخذ الثانوية العامة ، بل كانت تشمل حتى تلاميذ المرحلة الإبتدائية .. فقد كان للفرحة فسحة واسعة فى حياتنا ..
بالطبع بدون أن ننسى التعليقات الساخرة واللاذعة التى كان ينالها من يتحصل على " الكعك " ، وكلمة " الكعك " تعبير لطيف يعني الدوائر الحمراء التى توضع حول نتائج المواد التى يرسب فيها الطالب..
وبالذاكرة مشهد لدكان الحاج " عبدالله الخطيطي" بأرض زواوه .. أيام خروج النتيجة حيث يكون الزحام فى تلك الأيام على أشده من أجل حجز صناديق " القازوزة ".. وكان له "رحمه الله " تعليق بخصوص الذين يتحصلون على أعداد وفيرة من " الكعك " حيث يقول عن أحدهم " هذا مكانه محجوز فى بوعطني " !!.. فى إشارة الى أنه فاشل ، ونهايته حتما ستكون .. عسكري فى معسكر بوعطنى .
وبالإضافة الى كل ماسبق فسيبقى جيلنا هو آخر الأجيال التى غنت لكل شيء تقريبا ، فكانوا يغنون للعيد وما يحمله من فرحة بالملابس الجديدة ، بقولهم :
اليوم كبيرة وبكرة عيد .. أفرح يا بوثوب جديد
وكانوا يغنون أثناء إنتظارهم لآذان صلاة المغرب فى شهر رمضان ، بقولهم :
يا مغرب قول الله أكبر … مصاريني انقطعن بالشر
يا مغرب فيسع قولها … عندي حويجه بنكولها
وكانوا يغنون لسقوط المطر ، بقولهم :
يا مطر صبيّ صبيّ .. وطيحي حوش الرّبي ..والرّبي ما عنده شي ..أمفيت اقطيطيسه تعوي .. يا مطر يا بشباشه .. طيحي حوش الباشا .. يا مطر ياعمتى .. اغسليلى جمتى .. جمتى مدهونه .. بزيت الزيتونه
وكانوا يغنون لقدوم مواكب سيارات العرس ، والتى تسمى فى مدينة بنغازي ب ( التاكسيات ) ، بقولهم:
أهن جن التاكسيات …. حمر وبيض وعكريات
وكانوا يغنون حتى عندما تسقط " أسنانهم" .. فيمسك أحدهم بسنه .. ثم يردد الأهزوجة التالية قبل أن يقذف بها فى الهواء :
يا شمس .. يا شموسه.. يا عوينة العروسه
خوذى .. سن غزال.. وعطيني سن حمار
ولااستفزاز اقرانهم القابعين في بيوتهم و اغرالئه بالخروج للعلب معهم بانشاد
حارنين ع القنان ... ما يبّوش ... يطلعو ... يلعبو ... في الزنقه ...خايفن م اليهود ... لبّاسين طواقى سود ... ضرابين بلا بارود
وكنا اخر جيل عرف ان الالف لاشء عليه و البا وحده من تحت و التا اثنينا من فوق
ولعلنا آخر من كان يبتكر أغاني ( التسريح) أي إنتهاء الدوام الدراسي ، والتى ترددها المجموعات التى تغادر الى جهة واحدة ، ولعل أكثرها شيوعا الأغنية التى تشبّه حال التلميذ من الصف الأول إلى الصف السادس الإبتدائي .. والتى تقول :
أولى خنفوس .. وثانية فلوس .. وثالثة ذهب .. ورابعة جرب .. وخامسة كلب .. وسادسة تعب
نحن جيل عرف توقيت اطلاق سراحنا من فقى الجامع بواسطه ربط ذبابه بواسطه شعره من سبيب الخيل ووضعها في مكان معلوم وكلما اقبر الظل من الذبابه المربوطه كلما اقترب موعد التسريح و الذى ننشد فيه
سلم سيدى سرحنا .... حط اعظاما في الجنة
أما بالنسبة لي ففى مخزون الذاكرة يوجد نشيد خاص بمدرستنا حيث كان لدينا مدرساً ليبياً أسمه خليل …………. ، يدرس مادة الحساب تقريباً ، وكان طيباً ومتسامحاً بدرجة كبيرة ، فكنت أستمع لبعض مشاكسي الحي ممن لا يطيب لهم الخروج إلا على أنغام الانشودة التالية :
تسريحه عجاج و ريح .. إستاذ خليل شالاته الريح
ولا زال في الذاكره الكثير لاننا اخر جيل ابتهج برويه جمل عاشورا .... وسار خلف بوسعديه من شارع الى اخر ...... وعرف الفرق بين بين الزغده و الدنفير ... وبين البطشه و التير ... و الفرق بين القرش و نص القرش ... وغسل خروف العيد فى بئر النمله على شاطى الشابى ... و تدرج فى علوم السباحه من بئر النمله الى بئر الكلبه الى بئر الجمل ... وركب القارب وتنزه داخل الميناء فى يوم العيد بقرش واحد ... وقبل يد والديه صباحا كلما نهض من نومه ... وحرص على زياره اقاربه فى العيد طمعا فى العيديه ......
جيل استمتع بمعنى الطفوله الشعبيه بدون نقال او ( i pad) وكان اللبنه الاولى التى اسست كل جميل فى بلادنا .... كم اشتاق لتلك الايام المجيده
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» صورة ممسوحة من الذاكرة الليبية ناس واجدة ما شافتهش
» الاكلات الشعبية الليبية..
» حافظو على 20 مليون وتيقه تاريخية بخزانة الذاكرة الليبية
» الأمثال الشعبية الليبية والعالمية!!!!!
» الأزياء الشعبية الليبية أشكالها وألوانها
» الاكلات الشعبية الليبية..
» حافظو على 20 مليون وتيقه تاريخية بخزانة الذاكرة الليبية
» الأمثال الشعبية الليبية والعالمية!!!!!
» الأزياء الشعبية الليبية أشكالها وألوانها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
أمس في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
2024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR